منتدى الإعلام السوداني

ملاك جمال بلة

دنقلا، 25 يونيو 2025– (جبراكة نيوز)- في تطور لافت لمسار الصراع المسلح في السودان، أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على منطقة “المثلث الحدودي” الواقعة في عمق الصحراء شمال غرب البلاد، حيث تتقاطع الحدود السودانية مع مصر وليبيا. وجاءت السيطرة بعد معارك دارت بين القوات المسلحة السودانية والقوات المشتركة وقوات الدعم السريع، انتهت بانسحاب القوات السودانية من المنطقة.

وعقب السيطرة على المثلث يتردد أن قوات الدعم السريع تعمل على تجهيز مطارات جنوب ليبيا كمراكز لوجستية لدعم العمليات داخل السودان.

ورغم التصعيد العسكري تؤكد قوات الدعم السريع إنها ستبقي معبر المثلث مفتوحًا للأغراض الإنسانية، وتعتبره “شريان حياة لملايين السودانيين المحرومين من الغذاء والدواء”.

مثلث استراتيجي غني بالموارد

تُعد منطقة المثلث الحدودي موقعًا استراتيجيًا بالغ الأهمية، ليس فقط لموقعها الجغرافي كممر يربط بين ثلاث دول، بل أيضًا لما تحتويه من ثروات طبيعية هائلة، مثل الحديد، والنحاس، واليورانيوم. ورغم طبيعة المنطقة الصحراوية القاسية، إلا أنها تمثل معبرًا حيويًا لحركة البضائع والمهاجرين، وأحد أبرز ممرات التهريب بين السودان وليبيا.

قوات الدعم السريع تعلن سيطرتها

القائد الميداني في قوات الدعم السريع، عبد الله حقار، قال في تصريح خاص إن قواته “فرضت سيطرتها الكاملة على المثلث بعد معارك طاحنة”. وأضاف أن “المنطقة تخضع للسيادة السودانية، ومن ضمن الأهداف المشروعة للدعم السريع”، مؤكدًا أن السيطرة عليها جاءت ضمن مسار العمليات العسكرية على الأرض.

وأشار حقار إلى أن قواته تمكنت أيضًا من السيطرة على طريق “كرنب التوم”، الذي يربط الولاية الشمالية بولاية شمال دارفور، واصفًا المنطقة بأنها “شريان حيوي عسكري واقتصادي وسياسي”.

اتهامات وردود نافية

قال حقار إن القوات المشتركة والجيش كانت تحتجز مدنيين سودانيين ومهاجرين كانوا في طريقهم إلى ليبيا، وطالبتهم بدفع أموال مقابل إطلاق سراحهم. وأضاف: “لقد حررنا عددًا كبيرًا من الأسرى، ونوفر للمدنيين المساعدة من علاج وإيواء وغذاء”.

لكن سيف النصر التجاني، القائد في القوات المشتركة، ينفي هذه الاتهامات، مؤكدًا أن “القوات المشتركة لم تحتجز مدنيين، ولم تطلب أموالًا مقابل إطلاق سراح أحد”، مضيفًا: “نحن نحمي المواطنين، والدعم السريع معروف بانتهاكاته”.

معبر للتهريب والجريمة المنظمة

يقول حقار إن المنطقة تُستخدم منذ سنوات لعمليات تهريب السلاح والبشر، مؤكداً أن السيطرة عليها ستُسهم في تقليل هذه الأنشطة. في المقابل، تعتبر القوات المشتركة أن تحركات الدعم السريع في المثلث تأتي نتيجة لفقدانها لمواقع داخل العمق السوداني، وتقلّص الدعم الإقليمي، خصوصًا بعد تغيّر مواقف تشاد، إفريقيا الوسطى، وجنوب السودان.

تحضيرات لوجستية في جنوب ليبيا

بحسب سيف النصر التجاني، فإن الدعم السريع يعمل على تجهيز مطارات جنوب ليبيا– مثل الكفرة وسبها– كمراكز لوجستية لدعم عملياته داخل السودان، مستخدمًا معابر مثل المثلث والمالحة كممرات استراتيجية لإمداد قواته.

الفاشر.. معركة الحسم المقبلة

ترى القوات المشتركة أن المعركة المقبلة ستكون في مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور. ويقول التجاني: “الدفاع عن الفاشر يتطلب إدخال قوة متكاملة وتأمينها لوجستيًا وغذائيًا”. وحذر من أن الدعم السريع يهدف لإسقاط الفاشر لإعلان دولته الخاصة وفتح جسر جوي إلى دارفور.

ويضيف: “دخول الميليشيات من الشمال أو ليبيا إلى دنقلا أو الفاشر صعب للغاية إلا في حال وجود ثغرات أمنية داخلية، وهو ما نحاول منعه”.

سلام مؤجل أم تصعيد مستمر؟

وعن فرص العودة إلى طاولة المفاوضات، قال حقار إن “المرحلة تجاوزت التفاوض”، مشيرًا إلى أن “قادة الدعم السريع يدركون أن الطرف الآخر لا يرغب في السلام، بل في إطالة أمد الحرب”.

من جانبه، يرى المحلل السياسي مهار أبو الجوخ أن “سيطرة الدعم السريع على المثلث تمثل تحولاً في مسار الحرب”، مضيفًا أن وجودهم على تخوم الولاية الشمالية يعزز تهديداتهم السابقة بالتوجه نحوها.

ويضيف أبو الجوخ: “الدعم السريع لم يعد متحمسًا للتفاوض كما في السابق، وهو ما يجعل من التصعيد خيارًا مرجحًا”.

معبر حدودي.. أهمية استراتيجية عابرة للخرائط

السيطرة على المثلث تمثل مكسبًا استراتيجيًا لأي طرف. فهو لا يقتصر على البعد الجغرافي، بل يحمل أبعادًا سياسية واقتصادية وعسكرية. المعبر يشكل نقطة تلاقٍ لخطوط الإمداد، ومركز نفوذ يمكن من خلاله التأثير في معادلة الحرب والسلام.

حرب بالوكالة

يرجح مراقبون أن الصراع في السودان لا يخلو من تدخلات إقليمية. ويرى أبو الجوخ أن بعض القوى الإقليمية تمول أطراف الحرب وفقًا لمصالحها المتقلبة، مضيفًا أن “اندلاع التوتر بين إيران وإسرائيل قد يُغير حسابات المنطقة ويدفع إما لتسويات سياسية أو لتصعيد الصراع في مناطق أخرى مثل السودان”.

السيطرة على المثلث الحدودي تمثل تطورًا جديدًا في حرب تتسع دائرتها يومًا بعد يوم. وبين من يعتبرها ورقة ضغط سياسية، ومن يراها جزءًا من مشروع استراتيجي للدعم السريع، تبقى الحقيقة الأهم أن السودانيين العالقين في وسط هذا النزاع، هم وحدهم من يدفعون الثمن.
ينشر منتدى الإعلام السوداني والمؤسسات الأعضاء فيه هذه المادة من إعداد منصة “الجبراكة” في إطار التتبع اللصيق لتقلبات الحرب في السودان وتأثيرها الداخلي والإقليمي. وتسلط المادة الضوء على صراع الجيش وقوات الدعم السريع على منطقة حدودية ذات ثروات طبيعية هائلة، مثل الحديد، والنحاس، واليورانيوم.

الوسومالحرب الصراع المثلث الحدودي حرب بالوكالة ليبيا مصر

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الحرب الصراع المثلث الحدودي حرب بالوكالة ليبيا مصر

إقرأ أيضاً:

الدعم السريع وعملية ذئاب الصحراء

كشفت الحكومة السودانية عن مشاركة مرتزقة من جمهورية كولومبيا في الحرب في صفوف مليشيا الدعم السريع.

وقالت وزارة الخارجية السودانية إن الحكومة تمتلك كل الوثائق والمستندات التي تثبت تورط مرتزقة من جمهورية كولومبيا ومئات الآلاف من المرتزقة من دول الجوار.

وأن السودان قد قدم هذه الوثائق إلى مجلس الأمن الدولي عبر بعثته الدائمة بالأمم المتحدة، وأضافت الخارجية السودانية أنها قدمت هذه الوثائق مشفوعة بأدلة تثبت رعاية وتمويل جهات خارجية لعمليات الاستقدام والتجنيد لهؤلاء المرتزقة الأجانب.

ويقول الجيش السوداني إن مليشيا الدعم السريع ظلت ومنذ اندلاع الحرب تستعين بمرتزقة يشاركون في الأعمال الفنية التخصصية كأطقم المدفعية والطائرات المسيّرة بمختلف أنواعها، بالإضافة إلى مشاركتهم كمقاتلين في صفوفها.

وفي تحقيق استقصائي أجراه موقع La Silla Vacia نُشر مؤخرا، كشف عن مشاركة أكثر من 300 عسكري كولومبي سابقين تم تجنيدهم في عملية أُطلق عليها اسم "ذئاب الصحراء"، بقيادة ضابط كولومبي متقاعد برتبة عقيد يقوم بمهام القيادة لعمليات المرتزقة الكولومبيين في الحرب في السودان في صفوف مليشيا الدعم السريع، وتتضمن هذه العمليات التجنيد، والتدريب، والاتصالات، والقتال.

وبالكشف عن هذه المعلومات الخطيرة، تدخل الحرب في السودان منحى آخر وبُعدا جديدا ربما ينقلها من النطاق المحلي إلى النطاق الإقليمي، ومن ثم إلى السياق الدولي.

ويأتي هذا الكشف ليميط اللثام عن جملة من المؤشرات والنتائج والدلالات المترتبة على هذا التطور الذي يمكن وصفه بأنه شديد الأهمية، ذلك أن الحرب في السودان ظلت، وعلى مدى دوران عجلتها الجهنمية التي حصدت عشرات الآلاف من الأرواح وشردت الملايين من السودانيين وخلفت خلفها دمارا واسعا طال كل مناحي الحياة، في حالة يمكن وصفها بالمأساة، ظلت هذه الحرب حبيسة في هامش الاهتمام الدولي، ولم تُقابل بما تستحقه من تعاطٍ إيجابي يدفع في اتجاه إطفائها ووقفها.

إعلان

وما جرى حيالها من تحركات إقليمية ودولية لم يكن بالمستوى المطلوب من الفاعلية، ولم يحدث أي أثر إيجابي مرتجى على الأرض، بل ازداد الأمر سوءا وتصاعدت وتيرة الاعتداءات تجاه المدنيين من قبل مليشيا الدعم السريع، خاصة في مناطق كردفان ودارفور.

وتشهد مدينة الفاشر، التي تحاصرها مليشيا الدعم السريع في الوقت الراهن، مأساة إنسانية، حيث يتعرض سكان الفاشر لقصف يومي ممنهج تقوم به مليشيا الدعم السريع، وتضرب على المدينة طوقا من الحصار، وتمنع دخول المساعدات الإنسانية والأغذية إلى سكان المدينة الذين يتضورون جوعا، مما اضطر كثيرا منهم إلى تناول أعلاف الحيوانات لسد الجوع وللبقاء على قيد الحياة.

وهناك عدد من المؤشرات والنتائج المترتبة على التطور الخاص بتزايد وتيرة مشاركة المرتزقة الأجانب في الحرب في السودان إلى جانب مليشيا الدعم السريع، وتمثل هذه المؤشرات والنتائج تطورا مهما هي الأخرى يضع إطارا لما ستكون عليه الأوضاع في هذا البلد، ويرسم ملامح أكثر وضوحا لمآلات الحرب ومصير مليشيا الدعم السريع.

أولا: المؤشرات يشير الكشف عن وجود مرتزقة في صفوف مليشيا الدعم السريع إلى تورط مباشر لأطراف خارجية في الحرب، وبالتالي يوفر هذا الكشف مزيدا من القدرة للمجتمع الدولي على تتبع الخيوط التي تساعده على تقصي الحقائق، ومن ثم الوصول بسهولة ووضوح أكثر من ذي قبل لخلاصات تمكّنه من تحديد وتسمية القوى الإقليمية والدولية الداعمة والممولة لمليشيا الدعم السريع على سبيل التعيين لا التكنية. يسلط الكشف مزيدا من الأضواء على مصادر تمويل عمليات التجنيد والاستقطاب للمرتزقة وطريقة نقلهم إلى عمق الحدود السودانية، وإلى داخل مدينة نيالا في دارفور تحديدا، الأمر الذي يوفر "أدلة ظرفية" على تورط قوى إقليمية في تقديم الدعم اللوجيستي لمليشيا الدعم السريع. كما يشير الكشف إلى أن مليشيا الدعم السريع، ليس فقط أنها فقدت بالفعل قوتها الصلبة والضاربة، بل أكثر من ذلك أنها فقدت مصادر التجنيد من داخل حواضنها المجتمعية المؤيدة لها، التي ظلت تمثل "المورد الأساسي" لقواتها وتشكيلاتها المقاتلة. المؤشر السابق أفضى بدوره إلى إضعاف الدافع المعنوي للقتال وتضعضع الروح المعنوية للمقاتلين التابعين عضويا للمليشيا الذين يحملون لقب "الأشاوس"، وهم يرون وجوها غريبة لا تنتمي إليهم تقاتل في صفهم من أجل المال، لا من أجل ما ظلوا يسمونه "القضية". وهو ما يثير في أذهانهم الكثير من التساؤلات، أبرزها: هل هؤلاء حقا يريدون نصرة قضيتهم أم إنهم قد جيء بهم لنصرة قضية أخرى تخص قوى خارج الحدود؟ وهل جلب الديمقراطية والحكم المدني وتحقيق العدالة الاجتماعية يمكن أن تأتي به عناصر أجنبية تقايض أرواحها بالمال؟ الظهور العلني للمرتزقة الأجانب عبر صور وفيديوهات التقطوها بهواتفهم النقالة وبثها في الوسائط متباهين بها، يؤشر هذا السلوك إلى توجه جديد للقوى الإقليمية الداعمة لهم، مفاده أنهم لا يخشون لومة لائم، وأن اللعب في الفترة القادمة سيكون على المكشوف بعد أن كانوا يضربون عليه طوقا من السرية والإنكار، وربما يفسَر ذلك بأنهم يستغلون حالة اللامبالاة الدولية بحرب السودان، أو بأنهم قد تلقوا إشارة ضوئية خضراء للاستمرار في دعمهم للمليشيا وفق ترتيبات محددة. مؤشر أخير يكشف عن حقيقة تدني مستوى كفاءة مقاتلي وقيادات مليشيا الدعم السريع، للحد الذي يتم فيه استجلاب مقاتلين أجانب وفنيين متخصصين لتدريبهم على استخدام أسلحة خفيفة ومتوسطة وتكتيكات قتالية كان يجدر بهم أن يكونوا على علم بها مسبقا، وهم يواجهون جيشا على قدر كبير من الاحترافية، وفي بيئة مألوفة لديهم وعلى أرض يعرفونها جيدا. ثانيا: النتائج جذب المزيد من الانتباه والتركيز الإقليمي والدولي للحرب في السودان، خاصة من القوى الفاعلة في هذين المستويين التي لم تنخرط من قبل، لا من قريب ولا من بعيد، في حرب السودان. وضع الأمن والسلم الإقليميين والدوليين على المحك بما يمثل تهديدا لهما، فعلى الصعيد الإقليمي يؤدي هذا التطور إلى إثارة مخاوف العديد من دول الإقليم عامة، ودول جوار السودان على وجه الخصوص، كونه يمثل وجها جديدا من وجوه انتهاك سيادة الدول والتدخل في شؤونها الداخلية وإثارة الاضطرابات فيها، وزعزعة الاستقرار، وتغيير أنظمة الحكم فيها. وكثير من دول الإقليم تعاني من مشكلات داخلية وأزمات في الأمن والوحدة والتكامل والشرعية، وتخشى هذه الدول من تكرار التجربة السودانية فيها. يوفر هذا التطور- إن لم يتم وقفه- حضنا دافئا لتفريخ ورعاية الإرهاب الدولي العابر للحدود، ويشجع على تنامي المليشيات وتوسيع نطاق استخدامها في النزاعات على مستوى العالم، واستشراء ظاهرة الحروب بالوكالة. وبالتالي يترتب على هذه الظاهرة خرق للبروتوكولات والقواعد والأسس المرعية بخصوص بيع واستخدام الأسلحة المتوسطة والإستراتيجية، التي يتعين قصر استخدامها على الجيوش النظامية والمؤسسات الدفاعية في الدول ذات السيادة، وليس العبث بها بتسليمها لمليشيات وتشكيلات شبه عسكرية هي أقرب إلى العصابات المنظمة. وهو ما يمهد الطريق إلى نشوء كارتيلات سلاح تغذي الإرهاب الدولي وتزيد من نفوذ المليشيات والتشكيلات شبه العسكرية حول العالم، وهو أمر يضع الأمن والسلم الدوليين تحت التهديد وعدم الاستقرار. وآخر النتائج في هذا الترتيب، وأولها بالنسبة للحرب في السودان، أن تورط المرتزقة الأجانب فيها وقتالهم في صف مليشيا الدعم السريع غيّر مسار هذه الحرب التي بدأت بتمرد مليشيا الدعم السريع على قيادة الجيش والسلطة القائمة ومحاولتها الاستيلاء على السلطة بالقوة، ثم انتقلت الحرب إلى مسار الحرب بالوكالة نيابة عن قوى خارجية، وهي الآن تتجه نحو مسار الحرب الإقليمية، التي بدورها من المرجح أن تجر إليها أطرافا دولية ترى في استمرارها تهديدا لأمنها القومي. كيف السبيل إلى الخروج من هذه المعضلة؟

تفاديا للمآلات غير المرغوب فيها، التي ستطال الجميع إقليميا ودوليا، فيما لو استمر المجتمع الدولي في التزام حالة "الفرجة" على تطورات الحرب في السودان، فإنه يتعين على القوى الإقليمية والدولية التحرك لاحتواء الوضع عبر تنظيماتها ممثلة في الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بمؤسساتها المختلفة، بوضع الأمور في نصابها الصحيح، بدءا بكف أيدي القوى الداعمة لمليشيا الدعم السريع عن دعمها، وإيجاد مقاربة لحمل الدول التي تشكل مصدرا للمرتزقة على تحمل مسؤولياتها لوقف تدفق المقاتلين المرتزقة من جنسياتها.

إعلان

وأن تكف دول الممر عن السماح لهؤلاء المرتزقة بعبور أراضيها، وأن تمارس القوى الدولية التي يرد منها السلاح مزيدا من الرقابة على مبيعاتها من السلاح بما يحول دون وصولها إلى أيدي المليشيا، واستخدام أقصى درجات نفوذها للضغط على الدول التي تصدر إليها السلاح بألا يصل إلى وجهة أخرى.

وإلا فإن الخطر سيحدق بالجميع، فالاعتماد المتبادل أصبح سمة للسياسة الدولية، بحيث تتأثر الدول والمجتمعات في ساحتها بكل ما يقع فيها سلبا أو إيجابا، بكل صغيرة وكبيرة، وتحكمها نظرية رفرفة جناح الفراشة التي صاغها عالم الأرصاد الجوية إدوارد لورينتز في ستينيات القرن الماضي لوصف حساسية الأنظمة المناخية للتغيرات الأولية، وهي نظرية تقوم على وصف الترابط بين الأحداث الصغيرة والأحداث الكبيرة، وكيف أن الأحداث الصغيرة يمكن أن تؤدي إلى أحداث كبيرة غير متوقعة.

وإذا ما أضفنا إلى ذلك كله حقيقة أن السودان يتبوأ موقعا إستراتيجيا مميزا، وتتصل حدوده بصورة مباشرة بدولتين عربيتين تطلان على البحر المتوسط، هما مصر وليبيا، وله حدود بحرية مع أكبر دولة عربية خليجية وهي السعودية، وحدود أرضية مع خمس دول أفريقية، منها أربع بلا منافذ بحرية، ويطل بساحل طويل على البحر الأحمر، وهو ممر بحري تجاري شديد الأهمية بالنسبة للعالم، فإن أي فوضى تعم فيه وفي محيطه الجغرافي بسبب أطماع قوى إقليمية تستخدم أذرعا عسكرية غير منضبطة وغير نظامية ستكون تداعياتها كارثية على الجميع.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحنمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطبيان إمكانية الوصولخريطة الموقعتواصل معناتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتناشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتناقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني: مخازن إمداد “الدعم السريع” في خبر كان
  • الدعم السريع وعملية ذئاب الصحراء
  • يا للهول.. السودان مركز جديد لمخدر “الكبتاجون”
  • منصة إيكاد: كتيبة ليبية تقاتل مع “الدعم السريع” عبر ممر إمداد من الكفرة
  • بالفيديو: البرهان في قلب كردفان.. ورسالة خاصة في بريد الدعم السريع “المطاردة قائمة قائمة”
  • بريطانيا تدين “الدعم السريع” وتطالب بفك حصار الفاشر
  • مسيرات الجيش السوداني تحرم “الدعم السريع” من خطوط إمداده الخلفية في دارفور.. تعرف على التفاصيل
  • حركة العدل والمساواة السودانية: السلام العادل والمستدام لن يترسخ إلا بالحسم الكامل لتمرد مليشيا الدعم السريع
  • “الدعم السريع” توجه اتهامات غريبة إلى معلمين في جنوب دارفور
  • بريطانيا توجه اتهامات حادة إلى “الدعم السريع”