كشفت عنها سي آي إيه.. وثائق أميركية جديدة حول انقلاب تشيلي عام 1973
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
واشنطن- في 11 سبتمبر/أيلول عام 1973، أطاح الجيش التشيلي بحكومة الرئيس سلفادور أليندي. واستولت مجموعة من العسكريين، بقيادة أوغستو بينوشيه، على السلطة، منهية حكم المدنيين.
ومنذ انتخاب أليندي للرئاسة عام 1970، عرفت تشيلي اضطرابات اجتماعية كبيرة وتوترًا سياسيًا بين الرئيس والبرلمان الذي تسيطر عليه المعارضة، وحربًا اقتصادية أمر بها الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون.
وقبل أيام رفعت وزارة الخارجية الأميركية السرية عن المزيد من الوثائق حول الانقلاب العسكري في تشيلي عام 1973 على سلفادور أليندي (انتهى بقتله)، أول رئيس منتخب في تاريخ أميركا اللاتينية.
وكشفت الوثائق، التي رُفع عنها السرية بعد مرور 50 عامًا عليها، أنه تم إطلاع ريتشارد نيكسون على خطة الاستيلاء العسكري الوشيك على الحكم في تشيلي آنذاك، الذي مهّد لديكتاتورية استمرت 17 عامًا.
ويُعدّ الكشف عن هذه الوثائق وغيرها، عمل روتيني تفعله الجهات الحكومية الأميركية بصورة دورية، طبقًا لقوانين تلزمها بذلك. وتنضم هذه الحزمة إلى آلاف الوثائق الأخرى التي رُفعت عنها السرّية في السنوات القليلة الماضية، سواء من الوزارة نفسها أو من جهات أخرى كالبيت الأبيض، أو وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" (CIA).
ويُلزم القانون رقم (13526) الخاص بالحصول على المعلومات الحكومية، بالكشف الدوري عن الوثائق الرسمية بعد مرور 25 عامًا عليها، إلا أن القانون ذاته وفّر للحكومة 9 استثناءات تمكّنها من عدم نشر المعلومات التي تتعلق بالحفاظ على حياة أشخاص ومسؤولين أجانب، ممن تعاونوا سرًّا مع الولايات المتحدة.
ومن الاستثناءات -أيضًا- ما قد يكون لحماية طرق جمع معلومات وتجسس، أو لتعلق الوثائق بالكشف عن طرق صنع أسلحة دمار شامل، أو عن انتهاكات أميركية للقوانين أو المعاهدات الدولية. كذلك تشمل الاستثناءات أي وثائق تكشف عن طرق التخطيط لعمليات عسكرية، أو عمليات استخباراتية.
وفي حديث مع الإذاعة الوطنية الأميركية، قال السفير التشيلي خوان غابرييل فالديس، إنه قدم التماسًا رسميًا لرفع السرية عن المزيد من الوثائق، وقال "ما زلنا لا نعرف ما رآه الرئيس نيكسون على مكتبه صباح يوم 11 سبتمبر/أيلول 1973".
ورفعت وزارة الخارجية السرية عن إحاطتين استخباراتيين مرتبطتين بانقلاب تشيلي، وصلتا إلى مكتب الرئيس ريتشارد نيكسون يوم الانقلاب، وقبله بأيام. إلا أن السفير التشيلي لدى واشنطن لا يرى ذلك كافيًا.
وأضاف السفير، أن "شعب تشيلي يريد المزيد من الشفافية والوثائق والتفاصيل عما جرى. نحن نملك علاقات ممتازة مع الولايات المتحدة حاليًا ومنذ سنوات، وبالطبع لا يمكن تصحيح ما جرى في الماضي، ولا تغييره، لكن من حقنا معرفة ما جرى، وكيف يمكن أن نحمي ديمقراطيتنا، وسط الانقسام الكبير داخل مجتمعنا بين أنصار وأعداء الانقلاب".
وأضاف السفير، "نعرف نص الحوار بين نيكسون وهنرى كيسنجر، مستشار الأمن القومي آنذاك، وكيف رأيا خطرًا كبيرًا في انتخاب رئيس اشتراكي في إحدى دول أميركا اللاتينية، من هنا يجب أن نطلع على ما عرضته وكالة المخابرات المركزية على الرئيس نيكسون بهذا الخصوص".
وثيقتان للتاريخ
وكشفت إحدى الوثائق التي أُفرج عنها أنه في صباح يوم الانقلاب العسكري المدعوم من الولايات المتحدة، أبلغت وكالة الاستخبارات المركزية الرئيس نيكسون أن ضباط الجيش التشيلي "مصممون على استعادة النظام السياسي والاقتصادي"، لكنهم "ربما يفتقرون إلى خطة منسقة بشكل فعال من شأنها الاستفادة من المعارضة المدنية الواسعة النطاق".
وبعد حجب هذه الوثيقة بالكامل لعقود، أصدرت الوكالة أخيرًا الملخص الاستخباري المقدم للرئيس يوم 11 سبتمبر/أيلول 1973، وذلك ردًا على التماس رسمي من الحكومة التشيلية للحصول على سجلات لا تزال سرية مع اقتراب الذكرى 50 للانقلاب.
كما رفعت "سي آي إيه" السرية جزئيًا عن الملخص الاستخباري ليوم 8 سبتمبر/أيلول 1973، الذي أُبلغ الرئيس نيكسون فيه خطأً أنه "لا يوجد دليل على وجود خطة انقلاب منسقة بين أفرع الجيش" في تشيلي، وقال إنه "إذا تصرف المتهورون في سلاح البحرية معتقدين أنهم سيتلقون تلقائيًا الدعم من الأسلحة الأخرى، فقد يجدون أنفسهم معزولين".
وتُعدّ الملخصات الاستخبارية اليومية التي تقدم للرئيس من بين أكثر السجلات المفقودة عن انقلاب تشيلي العسكري؛ لأنها احتوت على معلومات تؤكد أن تشجيع الرئيس نيكسون وكبير مستشاريه هنري كيسنجر لاستيلاء الجيش على السلطة في تشيلي، قد أتت ثماره.
وقالت وزارة الخارجية في بيان صحفي، إن "الحكومة الأميركية أكملت مراجعة رفع السرية عن هذه الوثائق، استجابة لطلب من حكومة تشيلي، وللسماح بفهم أعمق لتاريخنا المشترك"، وأن رفع السرية جاء "متوافقًا مع التزامنا بزيادة الشفافية".
وبالمقابل، طلبت الحكومة التشيلية من إدارة الرئيس جو بايدن الإفراج عن سجلات أميركية أخرى ذات قيمة تاريخية، ولكنها لا تزال سرية بشأن تشيلي تتعلق بالانقلاب وتداعياته.
عُرف أوغستو بينوشيه بـ"جنرال واشنطن"، وفور سيطرته على الحكم دمر علاقات بلاده بكوبا وبالاتحاد السوفياتي، ورسّخ روابطها بالولايات المتحدة. وتلقت تشيلي ملايين الدولارات، ودعمت واشنطن بينوشيه بلا حدود على الرغم من انتهاكاته الصارخة لحقوق الإنسان.
وخلال حكم بينوشيه الذي استمر 17 عامًا، سًجّل أكثر من 40 ألف شخص ضحايا لعمليات الإعدام، أو التعذيب، أو السجن السياسي، أو الاختفاء القسري.
جدير بالذكر أن شيلي عادت إلى الحكم الديمقراطي في 1990 وبدأت فترة انتقالية مشحونة، لا تزال تقسم المجتمع التشيلي بين أنصار الجيش وداعمي المسار الديمقراطي.
وأُلقي القبض على بينوشيه في لندن عام 1998، لكنه لم يقضِ أي عقوبة في السجن بسبب جرائمه المزعومة قبل وفاته، وبقي تحت الإقامة الجبرية في 2006.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: سبتمبر أیلول السریة عن فی تشیلی
إقرأ أيضاً:
ضياء رشوان: مظاهرات تل أبيب كشفت ازدواجية الإسلام السياسي ومخططاته ضد مصر
كتب- حسن مرسي:
قال الدكتور ضياء رشوان، إن المظاهرات التي نظمها "الجناح الشمالي للحركة الإسلامية" داخل إسرائيل، بقيادة رائد صلاح وكمال الخطيب، أمام السفارة المصرية في تل أبيب، كشفت بشكل قاطع عن النوايا الحقيقية لتيارات الإسلام السياسي، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين.
وأوضح رشوان، خلال لقائه ببرنامج "ستوديو إكسترا" على قناة إكسترا نيوز، أن هذه الأحداث وفرت علينا عناء التحليل والتأويل، وفضحت ازدواجية مواقف هذه التيارات، التي تلتزم الصمت التام تجاه جرائم الاحتلال الإسرائيلي، في حين تتخذ من مصر هدفًا للهجوم والتشويه.
أشار رشوان إلى أن دولة الاحتلال قتلت وجرحت أكثر من 200 ألف فلسطيني خلال عدوانها الأخير على قطاع غزة، وأن عددًا كبيرًا من هؤلاء الضحايا ينتمون إلى عائلات فلسطينيي الداخل.
وتساءل باستنكار: "كيف لهؤلاء الذين يرفعون شعار الدفاع عن فلسطين، ألا يتحركوا ضد من يقتل أهلهم وأقاربهم في غزة؟".
وأبرز المفارقة الغريبة في خروج مظاهرات الحركة الإسلامية على بعد خطوات من وزارة الدفاع الإسرائيلية والكنيست، ليست ضد جرائم الاحتلال، بل موجهة إلى السفارة المصرية.
وأكد أن هذا التصرف لا يمكن تبريره إلا في إطار مخطط سياسي محكم لتزييف الوعي وتحويل الغضب العربي عن مساره الطبيعي، وهو ما وصفه بـ "حرف البوصلة" عن العدو الحقيقي.
شدد ضياء رشوان على أن مصر تتحمل عبئًا سياسيًا ودبلوماسيًا وإنسانيًا ضخمًا منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث تقود جهود التهدئة، وتستقبل المصابين، وتُرسل المساعدات، وتدافع عن الحقوق الفلسطينية في كل المحافل الدولية.
وأكد أن من يهاجم مصر في هذا التوقيت، يخدم مصالح أعداء الأمة ويحاول ضرب دور مصر التاريخي في دعم القضية الفلسطينية.
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
مظاهرات تل أبيب أمام السفارة المصرية الدكتور ضياء رشوان ازدواجية الإسلام السياسي مخططات الإسلام السياسي ضد مصرتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقةإعلان
أخبار
المزيدالثانوية العامة
المزيدإعلان
ضياء رشوان: مظاهرات تل أبيب كشفت ازدواجية الإسلام السياسي ومخططاته ضد مصر
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
37 26 الرطوبة: 25% الرياح: شمال غرب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب الثانوية العامة فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك