وكالة الصحافة المستقلة:
2025-05-23@05:34:53 GMT

الفساد في العراق: آفة تلاحق الوطن

تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT

أغسطس 29, 2023آخر تحديث: أغسطس 29, 2023

ضياء سعد عبدالله

 

لا يمرّ يوم في العراق دون أن يثير سؤال “الفساد” تساؤلات الناس وتردد في وسائل الإعلام. ليس هذا السؤال مقتصرًا على الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي، بل يمتد إلى الإدارات الحكومية وحتى المكاتب الرسمية. يعيش المواطن العراقي في عالم مليء بالوعود الفارغة واللجان الواحدة تلو الأخرى، في حين يبقى الفساد سيد الموقف.

على مدى العقدين الماضيين، شهدنا تغييرات في الحكومات، وسمعنا وعودًا بمحاسبة الفاسدين ومكافحة الفساد. لكن الواقع يقول إن الأمور لم تتحسن، والفاسدون، خاصة الحيتان الكبار، لا يزالون في حالة من الاستقرار والسلام.

السؤال هنا: هل هناك دولة فعلية في العراق؟ الفساد أصبح جزءًا من الحياة اليومية للمواطن. يقوم البعض بتقاضي “المقسوم” لتقديم الخدمات التي يفترض أن تكون مجانية. وإذا لم يدفع، فإنه ليس لديه خيار سوى الانتظار لفترات طويلة دون أي ضمان لتلبية حقوقه.

لقد توسعت آفة الفساد إلى درجة أنها أصبحت ظاهرة لا يمكن تجاهلها. حتى ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة أشارت إلى أن الفساد أصبح جزءًا أساسيًا من الاقتصاد والسياسة في العراق، ولا يمكن القول إن هناك أي قائد سياسي خالٍ منه.

تقديرات تشير إلى أن مبالغ هائلة من الأموال تم استنزافها بواسطة الفساد في العراق. ورغم هذا، لا يمكن تحديد وجهتها. هل هذا الوضع سيبقى دون تغيير؟ هل ستظل الهيئات المعنية عاجزة عن محاسبة المسؤولين؟ هذه الأسئلة تبقى دون إجابة.

في نهاية المطاف، يعيش المواطن العراقي في حالة من عدم الثقة في النظام والسلطات. يعلم أنه لا يمكن الوثوق بما يُقال له، وأن حقوقه لن تُلبى إلا إذا دفع “الثمن” المناسب. هذا واقع مرير للعديدين، وهم يبحثون عن حلاً لهذه المشكلة الخطيرة.

الفساد ليس مزحة، بل هو تهديد جدي للمستقبل العراقي. إن لم يتم التصدي له بجدية، فإنه سيستمر في تهديد الاستقرار والنمو في هذا البلد الجميل والمضطرب.

وبصورة مؤلمة، يظهر الوضع واضحًا في عدم قدرة الجهات المعنية على محاسبة الفاسدين بشكل جاد. يصدر القضاء أحكامًا لا تلامس الفاسدين، ولا تسترد المال المنهوب بالشكل الذي يجب. هناك قضايا معروفة بتورط مسؤولين كبار، إلا أنهم يبقون في مأمن، حيث تصدر قرارات عفو تقضي بعودتهم للمشهد السياسي دون عقاب حقيقي.

يُظهر تاريخ مكافحة الفساد في العراق مشاهد مخيبة للآمال. حيث تبدأ مشكلة الفساد من الأسفل، وتنتهي بالقمة، مما يُظهر ضرورة تغيير جذري في نهج الحكومات المستقبلية. من الضروري تحقيق توازن بين العقوبات الرادعة وتوفير بيئة تشجيعية للإبلاغ عن الفساد ومكافحته.

على الصعيدين الوطني والدولي، يجب أن تكون هناك جهود مشتركة لمكافحة الفساد في العراق. ينبغي للمؤسسات الدولية والمنظمات غير الحكومية دعم العراق في بناء نظام يضمن الشفافية والمساءلة. كما يجب أن تشجع الحكومات الشريفة على تقديم المساعدة التقنية والخبرات لتعزيز الجهود المحلية لمكافحة الفساد.

هذا ليس وقتًا للانكسار، بل وقت للتحرك والتغيير. يجب على المواطنين العراقيين أن يكونوا القوة التي تدفع نحو تحقيق التغيير. من خلال المشاركة الفعالة في العملية الديمقراطية وضغط الحكومات لتحقيق الإصلاحات، يمكن تحقيق تقدم ملموس في مكافحة الفساد.

الفساد ليس مجرد مشكلة إدارية، بل هو تهديد للأمن والاستقرار والتنمية في العراق. إذا لم يتم التصدي له بجدية، فإن آفة الفساد ستستمر في النمو والانتشار، مما سيؤدي إلى استمرار تجاوز حقوق المواطنين وتدهور الخدمات العامة.

على الختام، يجب أن يكون مكافحة الفساد هدفًا مشتركًا لجميع القوى السياسية والمجتمع المدني في العراق. إنها معركة تحتاج إلى وحدة وعزم، وعلى الجميع أن يعملوا سويًا من أجل بناء وطنٍ نزيه يحقق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية. إن مستقبل العراق يعتمد على مكافحة الفساد والتغلب عليه، وهذه المسؤولية تقع على عاتقنا جميعًا

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: الفساد فی العراق مکافحة الفساد لا یمکن

إقرأ أيضاً:

هل يمكن لفنجان من الشاي أو القهوة أن يحمي من السكري وأمراض القلب؟

كشفت مجموعة من الدراسات الحديثة، عن الفوائد التي يمكن لفنجان من الشاي أو القهوة أن يحدثها في الجسم، خاصة لمرضى السكري وأمراض القلب.

وفي هذا السياق، أوضح أخصائي التغذية العلاجية، الدكتور أحمد صلاح، عن الفوائد التي تعود على الجسم من الشاي والقهوة، خاصة في حال تناولهما باعتدال وبدون إضافات ضارة، وتتمثل الفوائد فيما يلي:

1. تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني

أشار أخصائي التغذية، إلى أن بعض المركبات الطبيعية الموجودة في الشاي والقهوة، مثل البوليفينولات وحمض الكلوروجينيك، قد تعزز من حساسية الجسم للأنسولين، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم مستويات السكر في الدم.

وأضاف أن تحسين حساسية الأنسولين يقلل من مقاومته، والتي تعد سببا رئيسيا لتطور مرض السكري من النوع الثاني، خصوصًا لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو نمط حياة خامل.

شاي 2. دعم صحة القلب

يمكن أن يساعد تناول الشاي الأخضر أو القهوة في تحسين وظائف الأوعية الدموية بفضل احتوائهما على مضادات الأكسدة، والتي تلعب دورا مهما في تقليل الالتهاب، أحد العوامل التي تساهم في تطور أمراض القلب، فالشاي الأخضر والأسود يساهمان في خفض الكوليسترول الضار (LDL).

3. خفض ضغط الدم

أوضحت بعض الدراسات، أن الاستهلاك المنتظم المعتدل للقهوة أو الشاي قد يساهم في خفض ضغط الدم الانقباضي والانبساطي بمرور الوقت، خاصة لدى الأفراد غير المصابين بارتفاع مزمن في ضغط الدم.

قهوة 4. الوقاية من تصلب الشرايين

تساهم مضادات الالتهاب ومركبات الفلافونويد في الشاي والقهوة، في الحفاظ على مرونة الشرايين ومنع تراكم الدهون في الجدران الداخلية للأوعية الدموية، مما يقلل من خطر تصلب الشرايين، أحد أخطر أسباب النوبات القلبية والسكتات الدماغية.

يُنصح بتناول الشاي والقهوة دون سكر أو باستخدام محليات طبيعية بكميات ضئيلة، وتجنب الكريمة الاصطناعية أو الإضافات المنكهة الغنية بالدهون والسعرات، والاعتدال في الكمية، بحيث لا تتجاوز 3 إلى 4 أكواب يوميًا.

اقرأ أيضاًهل تكرار الذنب يمنع التوبة؟.. داعية تُجيب وتكشف عن شرط مهم

أحمد السقا يحذف بيان انفصاله عن مها الصغير.. ما القصة؟

طرق تغلب الطلاب وأولياء الأمور على القلق والتوتر أثناء الامتحانات؟ «خاص»

مقالات مشابهة

  • قاضية أمريكية توقف خطة ترامب لتقليص الحكومة: لا يمكن تجاوز الكونجرس
  • دينا فؤاد: غزل شخصية أساسية في حكيم باشا ولا يمكن الاستغناء عنها
  • وزير الخارجية الإيراني عشية المباحثات النووية: لا تزال هناك خلافات جوهرية مع واشنطن
  • جريمة كراهية .. تحقيقات فيدرالية تلاحق دوافع مهاجم متحف اليهود بواشنطن
  • هل الخرف يمكن أن يظهر لدى الأطفال؟.. دراسة جديدة تفجر مفاجأة
  • نائب:بقاء السوداني بالمنصب خيانة بحق الوطن لأنه يريد أن يبيع قناة خور عبدالله للكويت
  • انتحار عشرات جنود الاحتلال.. لعنات المحرقة تلاحق القتلة
  • قجة فى محاولة للنجاة: هناك ناس باعوا القضية
  • هل يمكن لفنجان من الشاي أو القهوة أن يحمي من السكري وأمراض القلب؟
  • جوارديولا عن رحيل نجم السيتي: لا يمكن تعويضه