كشفت صحيفة واشنطن بوست، أن جهة مجهولة انتحلت شخصية وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، مستخدمةً أدوات الذكاء الاصطناعي لتقليد صوته وأسلوبه في الكتابة، وتمكنت من التواصل مع مسؤولين حكوميين كبار، بينهم وزراء خارجية وعضو في الكونغرس وحاكم ولاية.

ووفقًا لما نقلته الصحيفة عن مسؤول أميركي رفيع المستوى، بالإضافة إلى برقية رسمية صادرة عن وزارة الخارجية بتاريخ الخميس الماضي، فقد استخدم المنتحل تطبيق “سيغنال” واسع الاستخدام داخل الإدارة الأميركية، إضافة إلى الرسائل النصية، ليبدو وكأنه الوزير روبيو نفسه.

وأوضحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، في ردها على استفسارات الصحفيين، أن القضية لا تزال قيد التحقيق، وامتنعت عن تقديم تفاصيل إضافية نظراً لحساسية الموضوع. وحتى اللحظة، لم يُعرف حجم الضرر الذي أحدثته هذه العملية، أو ما إذا كانت معلومات حساسة قد تسرّبت خلال التواصل مع المسؤولين.

وبحسب الصحيفة، يُعتقد أن عملية الاحتيال بدأت في منتصف يونيو/حزيران الماضي، وتمكنت من تجاوز عدة مستويات من التحصينات الأمنية الرقمية، مما يثير مخاوف متزايدة من قدرة الجهات الخبيثة على تقويض الثقة داخل مؤسسات الدولة من خلال تقنيات التزييف العميق (Deepfake) المدعومة بالذكاء الاصطناعي.

ولم يقتصر الانتحال على شخصية روبيو وحده؛ فقد أفادت واشنطن بوست بأن موظفين آخرين في وزارة الخارجية الأميركية تعرضوا لانتحال هويتهم عبر البريد الإلكتروني، دون الكشف عن أسماء أو تفاصيل إضافية حتى الآن.

تهديد غير مسبوق

هذه الواقعة تأتي في وقت حساس، تتزايد فيه التحذيرات من استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة للهجمات الإلكترونية، لا سيما في بيئة سياسية وأمنية مشحونة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية لعام 2026، وتصاعد التوترات الجيوسياسية مع عدة أطراف دولية.

وكان مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) قد حذر مؤخرًا من تنامي ظاهرة “المخترق الشبح” التي تعتمد على تقنيات التزييف العميق والاختراق الصوتي، خصوصًا في استهداف مسؤولي الحكومة والمستخدمين العاديين على حد سواء.

وتأتي هذه الحادثة أيضًا بالتزامن مع تقارير تفيد بأن حملة الرئيس جو بايدن تدرس اتخاذ إجراءات إضافية ضد الاتصالات المزيفة، في ظل مخاوف من استغلال التكنولوجيا للتأثير على العملية الانتخابية أو تضليل صناع القرار.

ورغم التكتم الرسمي، يرى خبراء أمنيون أن هذه الواقعة تمثل أحد أخطر التحديات الأمنية الرقمية التي تواجهها الولايات المتحدة، حيث تجمع بين تقنيات الهندسة الاجتماعية والذكاء الاصطناعي لاستهداف النخب السياسية بشكل مباشر.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: أمريكا الذكاء الاصطناعي دونالد ترامب وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو

إقرأ أيضاً:

شاب ينتحل شخصية وزير خارجية أمريكا بالذكاء الاصطناعي ويتواصل مع مسؤولين آخرين

وكالات

استخدم أحد الشباب صوتاً مختلقاً بالذكاء الاصطناعي لانتحال شخصية وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو تواصل مع ثلاثة وزراء خارجية ومسؤولين أميركيين اثنين الشهر الماضي مدعياً أنه أكبر دبلوماسي أميركي.

‎وجاء في برقية دبلوماسية أن هذا الشخص تواصل في منتصف يونيو (حزيران) مع وزراء وحاكم ولاية أميركية وعضو في الكونغرس عبر تطبيق «سيجنال» للمراسلة، وترك رسائل صوتية لاثنين منهم على الأقل. وفي إحدى المرات، أُرسلت رسالة نصية لدعوة الشخص المستهدف للتواصل عبر «سيجنال».

‎وقالت البرقية: «المنتحل يسعى على الأرجح إلى التلاعب بالأفراد المستهدفين باستخدام رسائل نصية وصوتية مختلقة بالذكاء الاصطناعي بغرض الوصول إلى معلومات أو حسابات».

‎وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية، طلب عدم نشر اسمه: «وزارة الخارجية على علم بهذه الواقعة وتجري حالياً تحقيقاً في الأمر».

‎وأضاف المسؤول: «الوزارة تأخذ على محمل الجد مسؤوليتها في حماية معلوماتها وتتخذ خطوات مستمرة لتحسين وضع الأمن السيبراني في الوزارة لمنع حدوث وقائع في المستقبل».

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الصيني: الاجتماع مع روبيو كان بناء ومثمرا
  • خبير يوضح كيفية استخدام تقنيات خفية لخداع أنظمة الذكاء الاصطناعي
  • الإمارات تطلق منظومة حكومية ذكية لرصد وتحليل الأداء باستخدام «الذكاء الاصطناعي»
  • استخدم الذكاء الاصطناعي.. مجهول ينتحل شخصية وزير الخارجية الأمريكي
  • منتحل لشخصية روبيو استخدم الذكاء الاصطناعي للاتصال بمسؤولين كبار
  • شاب ينتحل شخصية وزير خارجية أمريكا بالذكاء الاصطناعي ويتواصل مع مسؤولين آخرين
  • الخارجية الأميركية تحذر من انتحال هوية دبلوماسيين عبر الذكاء الاصطناعي
  • شخص ينتحل شخصية وزير الخارجية الأمريكي ويتواصل مع مسؤولين كبار
  • شخص ينتحل شخصية وزير الخارجية الأمريكي عبر الذكاء الاصطناعي ويتواصل مع مسؤولين كبار