عكست تبريرات مليشيا الحوثي الإرهابية لخطوتها الأخيرة بطباعة وسك عملة "مزورة"، حجم التداعيات التي تعاني منها المليشيا جراء توقف مسار السلام في اليمن منذ أكثر من عام.

وخلال الأسبوع الماضي، أقدمت المليشيا على الإعلان عن سك عملة معدنية من فئة الـ 50 ريالاً، أعقبتها إعلان آخر عن طباعة عملة ورقية من فئة الـ 200 ريال، وضخها للسوق في مناطق سيطرتها.

وكان لافتاً في التبريرات التي قدمتها المليشيا على هذه الخطوة، وردها على الإدانة الأممية والدولية، ربطها الأمر بتداعيات الجمود الذي يعاني منه مسار السلام، وخاصة تطبيق ما تُسمى بخارطة الطريق، بسبب التصعيد المستمر للمليشيا ضد الملاحة الدولية.

وجرى التوصل للخارطة عقب مفاوضات سرية دامت عامين بين المليشيا والجانب السعودي بوساطة عُمانية، وتم الإعلان عنها من قبل المبعوث الأممي أواخر 2023م، على أن يتم التوقيع عليها مطلع العام الماضي 2024م.

الخارطة التي كانت مثار اعتراض من قبل قطاع عريض داخل معسكر الشرعية، يرونها تمثل تنازلات مجانية للمليشيا الحوثي، تسبب تصعيد المليشيا بالبحر الأحمر في تجميدها، وتعزز ذلك بـ"فيتو" أمريكي غربي يربط مسار السلام بوقف تصعيد المليشيا.

تجميد الخارطة ومسار السلام مثّل خسارة فادحة للمليشيا الحوثي المدعومة من إيران، ودفعها ذلك إلى اتخاذ الخطوة التصعيدية المتمثلة بطباعة وسك العملة، حسب ما أقرت به لتبرير الخطوة.

الإقرار جاء ضمن بيان البنك المركزي التابع للمليشيا في صنعاء، لتبرير خطوة طباعة العملة الورقية فئة الـ 200 ريال، وزُعم في البيان بأنه قام بتأجيل طرح هذه العملة "رغم جاهزيتها منذ فترة".

ووفق البنك، فإن تأجيل ذلك جاء "كفرصة لتنفيذ استحقاقات السلام وفق خارطة الطريق، التي ظل النظام السعودي يماطل في تنفيذها، في الوقت الذي تتفاقم فيه معاناة المواطنين اليومية"، وفق البيان.

الفيتو الغربي على مسار السلام شمل أيضاً الاتفاق المصرفي الذي أعلن عنه المبعوث الأممي العام الماضي بين الحكومة الشرعية ومليشيا الحوثي، تمت بموجبه التراجع عن قرارات البنك المركزي في عدن، التي أثارت غضب وجنون المليشيا ودفعتها للتهديد بقصف مصالح حيوية للسعودية.

الاتفاق الذي أعلنه المبعوث الأممي في يوليو من العام الماضي، ومثّل أيضاً تنازلاً جديداً من الشرعية لصالح المليشيا، نصّ على "البدء في عقد اجتماعات لمناقشة كافة القضايا الاقتصادية والإنسانية بناءً على خارطة الطريق".

وهو ما كانت ترغب به المليشيا الحوثية بشدة، وفق منظورها وهدفها في أن تفرض من خلال المفاوضات الاقتصادية شروطها على الحكومة الشرعية بتقاسم عائدات النفط تحت مزاعم صرف المرتبات.

هذا الأمر أفصحت عنه المليشيا الحوثية بكل وضوح، ضمن البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية بحكومتها غير المعترف بها، رداً على بيان المبعوث الأممي الذي أدان فيه خطوة المليشيا بطباعة وسك العملة، واعتبرها خرقاً لاتفاق العام الماضي.

بيان خارجية الحوثي، الذي هاجم وبشدة موقف المبعوث الأممي، حاول تبرير خطوة طباعة العملة بأنها قرار اضطراري، بعد أن "وصلت المحادثات بشأن الملف الاقتصادي إلى طريق مسدود"، زاعماً بأن ذلك كان بسبب "تعنت ومماطلة وعدم جدية" دول التحالف والحكومة الشرعية.

البيان قال بأن المليشيا "وافقت على اقتراح تشكيل لجنة اقتصادية مشتركة تقوم بإدارة الثروات الوطنية وتوريد إيراداتها إلى حساب خاص يُوظف لصرف المرتبات"، في إشارة إلى سعيها إلى تنفيذ اتفاق العام الماضي لتحقيق هدفها بتقاسم عائدات النفط.

زاعماً بأن ذلك "كان سيؤدي إلى المضي بحل جميع الإشكاليات، غير أن اللجنة لم ترَ النور بسبب عدم تعاطي الطرف الآخر"، في إشارة إلى التحالف والحكومة الشرعية.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: المبعوث الأممی العام الماضی مسار السلام

إقرأ أيضاً:

غوتيريش يطالب بمحاسبة المسؤولين عن قصف مقر «يونيسفا» بكادقلي

أنطونيو غوتيريش أكد أن الهجمات التي تستهدف قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة قد ترقى إلى جرائم حرب بموجب القانون الدولي.

التغيير: وكالات

أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشدة، الهجمات المروّعة بالطائرات المسيّرة التي استهدفت قاعدة كادقلي في السودان، السبت، مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة ثمانية آخرين بجراح- جميعهم من أفراد الكتيبة البنغلاديشية لحفظ السلام التي تخدم في قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي (يونيسفا).

وكان الجيش السوداني اتهم قوات الدعم السريع بتنفيذ الهجوم الذي استهدف مقراً أممياً في كادقلي بمسيرة انتحارية وثلاثة صواريخ، ما أدى لمقتل أفراد من كتيبة بنغلاديش، مطالباً المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه الانتهاكات التي تقع على الأرض.

ونبه الأمين العام للأمم المتحدة، في بيان أصدره، السبت، إلى أن “الهجمات التي تستهدف قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة قد ترقى إلى جرائم حرب بموجب القانون الدولي”.

وتقدم الأمين العام بخالص وأحرّ التعازي إلى حكومة بنغلاديش، وإلى عائلات الضحايا. وتمنى الشفاء العاجل للمصابين، مؤكدا أنه يتم تقديم الدعم لحفظة السلام الذين أصيبوا بجراح قبل إجلائهم.

وذكّر غوتيريش جميع أطراف النزاع في السودان بالتزامهم بحماية موظفي الأمم المتحدة والمدنيين، وقال إن الهجمات التي استهدفت قوات حفظ السلام في جنوب كردفان اليوم “غير مبررة، ولا بد من محاسبة المسؤولين عنها”.

كما أعرِب عن تضامنه مع الآلاف من حفظة السلام الذين يواصلون الخدمة تحت الراية الزرقاء في أخطر البيئات.

وكرر الأمين العام دعوته للأطراف المتحاربة للاتفاق على وقف فوري للأعمال العدائية واستئناف المحادثات للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار “وعملية سياسية شاملة وجامعة ومملوكة للسودانيين”.

الوسومأنطونيو غوتيريش الأمم المتحدة الأمين العام للأمم المتحدة القانون الدولي جرائم حرب جنوب كردفان قوات حفظ السلام قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي (يونيسفا) كادقلي كتيبة بنغلاديش

مقالات مشابهة

  • غوتيريش يطالب بمحاسبة المسؤولين عن قصف مقر «يونيسفا» بكادقلي
  • مصر للطيران... احترافية بلا ضجيج
  • 700 مشروع في القليوبية .. رئيس الوزراء يتفقد ثمار «حياة كريمة» ميدانيًا
  • 700 مشروع في القليوبية.. رئيس الوزراء يتفقد ثمار «حياة كريمة» ميدانيًا
  • إب.. قيادات حوثية تعبث بالتراث وتحوّل متحفًا أثريًا إلى مقر أمني
  • شاهد بالفيديو.. آخر ظهور لفنان “الدعامة” إبراهيم إدريس يظهر وهو يحتفل وسط جنود المليشيا قبل أيام قليلة من إغتياله
  • أمريكا تسعى لنشر قوات دولية في غزة مطلع العام
  • ذخائر العرب.. "دار المعارف" تعيد طباعة ترجمة الإمام أحمد بن حنبل بإخراج جديد
  • الأمن العام يضبط قضايا تلاعب بأسعار العملة بقيمة 11 مليون جنيه
  • قناة السويس تحقق 1.97 مليار دولار إيرادات منذ يوليو مقابل 1.68 مليار العام الماضي