عبد القيوم – مكتب الحوز

بجماعة تمصلوحت، يبدو أن دوار “أولاد يحيى” أصبح يتصدر المشهد، لا فقط من حيث الحركية، ولكن أيضا من حيث الحضور في النقاش العمومي. ومن يراقب الدينامية التي تعرفها هذه المنطقة الصغيرة يدرك أنها صارت، واقعا لا مجازا، قلب الجماعة النابض، بينما تعرف باقي الدواوير نوعا من السكون والسبات في صفوف مرشحيها كأصحاب الكهف.

لكن السؤال المطروح بمرارة هو:
هل هذا السكون قناعة جماعية، أم أنه صمت ناتج عن خوف متجذر وجهل بالحقوق والواجبات؟

في دواوير عديدة، يغيب الترافع، وتتراجع المبادرات، ويستقيل الناس من الشأن العام. لا أحد يسائل، لا أحد يطالب، وكأن التنمية قدر لا يناقش. وهذا الغياب لا يفسر فقط بالخوف أو التهميش، بل أيضا بغياب وعي حقيقي بدور المواطن، وبفشل ذريع لجمعيات المجتمع المدني في تأطير الساكنة وتوجيه مطالبها.

فأغلب الجمعيات المحلية، إن لم نقل كلها، أصبحت تمارس دور الديكور المدني، ، وتبحث عن الرضا فقط وتططبيب على الكتف، دون أي حس نضالي أو مشروع تنموي جماعي. جمعيات لا تؤمن بالدفاع، محتشمة في جميع التظاهرات الثقافية والاجتماعية ، وكذلك حتى  بالمناسبات الوطنية فتواجذها جد باهت.. 

أما بعض الفاعلون السياسيون، فحدث ولا حرج. فقد تحولت التمثيلية الانتخابية إلى جلسات اسبوعية تنعقد في السوق الأسبوعي حول “طاجين الجمعة”، بدل أن تعقد في المجالس ومكاتب الجماعة. لا رؤية، لا تواصل، ولا حتى الحد الأدنى من الالتزام تجاه السكان. فقط وعود، وأرشيف من الشعارات المهترئة.

والنتيجة؟ جماعة تعيش على وقع الارتجالية في القرارات،الذي يتغدى عليه المسؤول الاول بالجماعة بسبب اعضاء مهيئين مورودين فقط لرفع اصبع السبابة عند الحاجة، وبعضهم يكتفي بدور الكومبارس الصامت.

أم أن الوقت قد حان لتستفيق بعض جمعيات المجتمع المدني بالدواوير،لتلعب دور مرشحي اصحاب الكهب، وتطالب وتراسل وتترافع في احقاق مجموعة من المتطلبات الضرورية في الطرق، والماء،النظافة، والنقل، والتعليم، والكرامة؟

تمصلوحت لا تختزل في “أولاد يحيى”، لكنها أيضا لن تتحرك ما لم تتحرك مكوناتها جميعا. فلا تنمية بدون وعي.

المصدر: مملكة بريس

إقرأ أيضاً:

الدعم السريع (الجنجويد)، «مليشيا إرهابية تتحرك كأعمدة موت»

من أحاجي الحرب ( ٢١٣٠٧ ):
○ كتب: د. Yousif Kamil Amin
لقد قمت بترجمة هذا الحوار إلى العربية، وهو لقاء أجرته قناة BFMTV في برنامج BFM Story مع الكاتب والفيلسوف الفرنسي برنار-هنري ليفي عقب عودته من السودان. وصف ليفي ما يجري بأنه «أشرس وأكثر الحروب نسيانًا في العالم اليوم»، مقدّمًا صورة لبلد ممزق بالانتهاكات والنزوح الجماعي، مشيرًا إلى وجود 12 مليون نازح من أصل 51 مليون نسمة، وهي أرقام قال إنها تكشف حجم المأساة التي تمر «تمامًا تحت رادار الإعلام العالمي».
???? ليفـي حسم الرواية التي يحاول البعض تبسيطها بجهل حينا وخبث أحيانا أخرى:
❌ هذه ليست حربًا بين جنرالين!
⚠️ ليست نزاعًا قبليًا أو عرقيًا كما يُروّج البعض.
✅ بل هي انقسام سياسي حقيقي بين مشروعين متناقضين لمستقبل البلاد.
???? وأوضح أن أحد هذين المشروعين يقوده حميدتي عبر مليشيا الدعم السريع (الجنجويد)، التي وصفها بأنها «مليشيا إرهابية تتحرك كأعمدة موت» لا تعرف سوى الحرق ، النهب ، القتل ، الاغتصاب
???? وأضاف: «جمعت شهادات نساء تطاردك ليلًا ونهارًا»،
????مشددًا على أن هذه الأفعال تمثل إرهابًا بالمعنى الكلاسيكي للكلمة، على طريقة داعش والقاعدة.
???????? كما ربط ليفي بشكل مباشر بين هذه الجرائم والدعم الخارجي، مؤكدًا أن الإمارات هي الداعم الرئيسي لهذه المليشيا، واصفًا وقوفها إلى جانبها بـ «❌ الخطأ السياسي والأخلاقي الفادح».
وفي هذا السياق، نقل ليفي رسالة واضحة من الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان إلى أبوظبي، حيث اعتبر أن الإماراتيين الذين وقفوا في محطات كثيرة في الجانب الصحيح من التاريخ، يرتكبون اليوم خطأً كبيرًا بدعمهم لهذه المليشيا، لكنه خطأ قابل للإصلاح إذا اختاروا التراجع عنه ووقف هذا المسار الذي يهدد السودان كله.
???? وأوضح ليفي أن البرهان يطالب بإنهاء ما وصفه بـ « حالة الخلط التي تساوي بين الجلاد والضحية في الخطاب الدولي»،
مشددًا على أنه لا يجوز خلق أي معادلة زائفة بين الطرفين. ✅ ليفـي أيّد هذا الموقف بشكل كامل وشرح أن الواقع واضح مهما كانت الظروف:
✔️ لدينا من جهة حكومة سودانية شرعية يقودها مجلس سيادة ورئيس وزراء مدني، مهما كانت لها من عيوب،
❌ وفي الجهة الأخرى مليشيا إرهابية ترتكب جرائم ضد المدنيين وضد الإنسانية.
وأكد أن الاستمرار في مساواة الطرفين هو خيانة للواقع ويمنح المليشيا غطاءً للاستمرار في جرائمها.
????️ ليفي وصف ما يجري بأنه ليس مجرد كارثة إنسانية، بل مشروع سياسي لتدمير السودان وتحويله إلى «دولة تهريب» تبيع نفسها لأعلى المزايدين على حساب حضارة السودان العريقة التي تضاهي حضارة الفراعنة.
وأوضح أن البرهان، الذي كان أحد الموقّعين على اتفاقات أبراهام، «يقدم الكثير» للمجتمع الدولي، معتبرًا أن وقف الدعم الخارجي، خصوصًا من الإمارات، يمكن أن يغيّر مسار الحرب ويمنح السودان فرصة للنجاة.
واختتم ليفي حديثه بينما تُعرض صور الخرطوم وطريق الأبيض والفاشر، قائلاً: «لا أحد يعرف، لا أحد يهتم. وهذه، بالنسبة لي، أكبر مظلمة في العالم».
————————-
برنار-هنري ليفي فيلسوف وكاتب وصانع أفلام فرنسي، وُلد في 5 نوفمبر 1948 في مدينة بني صاف بالجزائر، ويُعد من أبرز الوجوه الفكرية والسياسية في فرنسا منذ السبعينيات. برز كأحد أعضاء مجموعة “الفلاسفة الجدد” التي انتقدت الماركسية والأيديولوجيات الشمولية. عُرف بمشاركته في قضايا حقوق الإنسان ونشاطه في مناطق النزاعات مثل البوسنة وليبيا والسودان. يُعتبر ليفي من المؤيدين البارزين للكيان الصهيوني، حيث يرى في دعمها دفاعًا عن الديمقراطية ورفضًا لمعاداة السامية، لكنه في الوقت نفسه لا يتردد في انتقاد بعض سياساتها، خاصة ما يتعلق بالاحتلال ومعاملة الفلسطينيين، مؤكدًا أن بقاء الكيان يعتمد على التمسك بالقيم الأخلاقية والديمقراطية..
#من_أحاجي_الحرب

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • صحف عالمية: إنزال المساعدات جوا مسرحية هزلية وماذا تبقّى من فلسطين ليُعترف به؟
  • فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة والوقت المناسب لها
  • الدعم السريع (الجنجويد)، «مليشيا إرهابية تتحرك كأعمدة موت»
  • ما هو الاعتراف الدولي بالدول وأنواعه وماذا يعني الاعتراف بفلسطين؟
  • أحمد سعد يكشف عن سر من أسراره مع الملحن أحمد طارق يحيى
  • استشهاد شاب فلسطيني في سلواد في هجوم للمستوطنين طال أيضا رمون وأبو فلاح
  • أولاد جلال.. قتيل وجريح في اصطدام بين سيارة سياحية وشاحنة
  • اعلان عن تعديل اسم تجاري للاخ يحيى الكحلاني
  • حيدر اجتمع مع نقابة اصحاب مكاتب الاستقدام.. والتقى حمدان
  • وفاء عامر تتحرك قضائياً ضد اتهامات بنت مبارك