انتحار بعلامة كاملة: حين يكتب الطالب نتيجته بحبل في السقف لا بقلم
تاريخ النشر: 22nd, July 2025 GMT
22 يوليو، 2025
بغداد/المسلة: وسط تصاعد موجة الصدمة التي ترافقت مع إعلان نتائج امتحانات الصف السادس الإعدادي في العراق، انكشفت مجدداً هشاشة المنظومة التربوية والاجتماعية، وبرزت مأساة الطلاب كمرآة عاكسة لاختلالات مركبة تتقاطع فيها السياسة التعليمية باضطرابات الواقع النفسي والاجتماعي.
وتجلت هذه الصدمة في حوادث مؤلمة هزّت الرأي العام، كانتحار طالبة في قضاء الشطرة وآخر في كركوك، وهي أحداث لم تعد غريبة على المشهد العراقي، بل أضحت من “الطقوس السنوية” التي تتكرر مع كل إعلان لنتائج الامتحانات الوزارية، وكأن الدولة ترضى بتكرار الألم دون مساءلة جذوره.
وأثار إعلان نتائج الامتحانات العامة للصف السادس الإعدادي بفروعه (العلمي والأدبي) للعام الدراسي 2024–2025 جدلا واسعا.
وتدافع وزارة التربية عن موقفها معتبرة نسب النجاح “مرضية”، مشيرة إلى ارتفاع عدد الحاصلين على معدل 100٪ مقارنة بالعام الماضي، غير أن هذا الرقم، ورغم تضاعفه، ما زال بعيداً عن ذروة عام 2023 التي بلغت فيها أعداد المتفوقين رقماً صادماً بلغ أكثر من 3 آلاف طالب، وهو ما يثير تساؤلات عن تذبذب المعايير وثبات المنهج.
وفيما يحيل بعض الخبراء التربويين تراجع المعدلات إلى مسؤولية الطالب وأسرته، متذرعين بتوفر الوسائل التعليمية الحديثة، يرفض آخرون هذا الطرح، ويرون أن تحميل الطالب كل المسؤولية هو “قلب للمعادلة”، متناسين ما وصفوه بـ”الانهيار الهيكلي” في المؤسسة التعليمية نتيجة الإهمال المزمن وغياب الرقابة وتسييس الكوادر وضعف الميزانيات.
ويكشف كلام عضو لجنة التربية البرلمانية، جواد الغزالي، عن أزمة أعمق من مجرد رسوب أو تفوق، حيث يشير إلى تدهور الثقة بين الطالب والمدرس، وإلى افتقار المعلم للحماية القانونية، مما جعله “يؤدي واجبه تحت تهديد العشائر أو قرارات المجالس التحقيقية”، في مشهد يختلط فيه التربوي بالعشائري، والتعليمي بالأمني.
وتبقى المأساة الأكبر أن المؤسسة التربوية باتت عاجزة عن احتواء التلميذ نفسياً قبل أن تحاسبه أكاديمياً، لتتحول المدرسة إلى مساحة تقييم لا إلى بيئة تكوين، ويصبح الامتحان مناسبة للفشل لا فرصة للنجاح، وتتسع الهوة بين الطالب ونظامه حتى يفقد معنى الأمل، ويجد في الموت المخرج الوحيد.
وفي احدث فصول المأساة، أفاد مصدر طبي في كركوك، يوم الثلاثاء، بتسجيل حالة انتحار جديدة لشاب في مرحلة السادس الإعدادي، بعد ساعات من إعلان نتائج الامتحانات الوزارية .
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
إعلان نتائج الثانوية العامة غدا التاسعة صباحا
رام الله - صفا
أعلنت وزارة التربية والتعليم العالي، مساء السبت، أن إعلان نتائج امتحانات الثانوية العامة (الدورة الأولى) سيكون يوم غد الأحد الساعة التاسعة صباحا.
يذكر أنه للعام الثاني على التوالي، يحرم الطلبة داخل قطاع غزة من التقدم للامتحانات، نتيجة استمرار حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 تشرين أول/أكتوبر 2023.
وبلغ عدد الطلبة المتقدمين للامتحانات نحو 46 ألفا من الضفة الغربية، ونحو ألفين من قطاع غزة الموجودين خارج فلسطين.
وتقدم في الفرع الأدبي 28 ألف طالب، و14 ألفا في الفرع العلمي، وتوزع العدد المتبقي على الفروع الأخرى.
ومنذ 7 أكتوبر، استشهد أكثر من 16 ألف وستمائة طالب، وأصيب أزيد من 26 ألفا في الضفة وغزة.