عبد المنعم سعيد: روسيا لم تعد ضمن القوى الكبرى المؤثرة عالميًا
تاريخ النشر: 23rd, July 2025 GMT
تحدث الدكتور عبدالمنعم سعيد، المفكر السياسي، حول النظام العالمي الجديد، قائلا إن التغيير هو سُنة الحياة، ولا يوجد ثبات في النظام العالمي، موضحًا أن العالم يشهد تحولات متسارعة في مختلف المجالات، أبرزها النمو السكاني والتطور التكنولوجي وإعادة ترتيب القوى الدولية.
. ونتمسك بضمان أمننا القومي
وأشار سعيد خلال لقاء مع الإعلامية آية عبدالرحمن، ببرنامج "ستوديو إكسترا"، المذاع على قناة "إكسترا نيوز"، إلى أن عدد سكان العالم اليوم بلغ 8 مليارات نسمة، متسائلًا: "هل العالم كما كان عندما كنا 7 مليارات؟ ما الذي تغير؟"، مجيبًا بأن الأمر لا يتعلق فقط بزيادة عدد السكان، بل بزيادة الطلب على الغذاء، والسكن، والنفوذ، والتفوق بين الدول.
وأكد أن التغيرات طالت أيضًا ترتيب القوى الدولية، قائلًا: "من وجهة نظري، روسيا لم تعد ضمن القوى الكبرى المؤثرة عالميًا، لولا امتلاكها ترسانة هائلة من الأسلحة، فهي لا تملك إسهامات اقتصادية أو تكنولوجية بارزة على مستوى عالمي، لا أحد يطلب سيارات روسية أو أجهزة منزلية روسية، على سبيل المثال."
وأوضح أن المنافس الحقيقي للولايات المتحدة اليوم هو الصين، التي تشهد تقدمًا ملحوظًا في التكنولوجيا والاقتصاد، مضيفًا أن التكنولوجيا أصبحت عنصرًا حاسمًا في تحديد مكانة الدول الكبرى، مشيرًا إلى أن روسيا – رغم إنجازاتها المبكرة في الفضاء – لم تستثمر تلك القدرات في تطبيقات مدنية تفيد الاقتصاد العالمي، مثلما فعلت الولايات المتحدة التي طورت تقنيات الفضاء لتشمل الأقمار الصناعية والاتصالات والواي فاي.
وختم المفكر السياسي حديثه بالتأكيد على أن الاقتصاد والتكنولوجيا والقوة الناعمة، باتت جميعًا مكونات رئيسية في تحديد مكانة الدول داخل النظام العالمي الجديد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: عبدالمنعم سعيد اخبار التوك شو روسيا الصين امريكا
إقرأ أيضاً:
لندن تحتضن أول مؤتمر عالمي لدعم فلسطين برئاسة كوربين والبرغوثي (صور)
استضافت العاصمة البريطانية لندن، السبت، أول مؤتمر دولي شامل لتأسيس تحالف عالمي للتضامن مع فلسطين، يجمع أبرز شخصيات حركة التضامن العالمية ونشطاء وممثلي حملات شعبية من أكثر من ٢٥ دولة، في خطوة تُعد الأولى من نوعها لتوحيد الجهود العالمية ضد الإبادة الجماعية المستمرة في غزة، وتعزيز الضغط على الحكومات والمؤسسات الدولية للاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني.
ويترأس اللجنة التوجيهية العليا للمؤتمر النائب البريطاني السابق جيريمي كوربين، إلى جانب شخصيات بارزة من مختلف أنحاء العالم، من بينهم السياسي الفلسطيني، مصطفى البرغوثي، والاقتصادي والسياسي اليوناني يانيس فاروفاكيس، والناشطة الدولية فارشا غانديكوتا نولتيلا، وغيرهم من قيادات الحركات التضامنية.
ويهدف المؤتمر إلى إطلاق تحالف عالمي منظم ودائم، ينسق حملات الضغط والدعم السياسي والإعلامي والقانوني للقضية الفلسطينية، ويضع استراتيجية جماعية لتعزيز فعالية حركة التضامن في مواجهة الجرائم الإسرائيلية والازدواجية الغربية في التعامل مع معاناة الفلسطينيين، خاصة بعد اتساع رقعة الغضب العالمي منذ أكتوبر 2023.
وقال زاهر بيراوي-رئيس المنتدى الفلسطيني في بريطانيا وعضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر لـ"عربي21" إن "حركات التضامن حول العالم لعبت دورًا غير مسبوق منذ بدء الإبادة الجماعية في غزة، وحان الوقت لتوحيدها ضمن تحالف منسق يعزز تأثيرها ويضاعف قدرتها على إحداث التغيير".
وتتضمن أعمال المؤتمر، الذي يُعقد بالقرب من محطة "تاور هيل" وسط لندن، جلسات مغلقة للنقاش الاستراتيجي، وعروضًا لقصص نضال من الميدان، بالإضافة إلى طاولة مستديرة تضم ممثلين عن منظمات حقوقية وشخصيات أكاديمية وإعلامية، تُعنى بتحديد أولويات المرحلة المقبلة، من بينها: وقف الحرب على غزة وإنهاء الحصار، والاعتراف بدولة فلسطين، وحظر الأسلحة.
"من جدران القلعة.. إلى روح فلسطين"
ويحمل موقع المؤتمر دلالة رمزية لافتة، إذ يُعقد على بُعد خطوات من قلعة لندن، التي كانت على مدار ألف عام رمزًا للقوة الإمبراطورية، ومقرًا للملوك والسجون والمحاكمات السياسية.
وهنا، كانت تدار منظومة السيطرة على العالم، ومنها خرج "وعد بلفور" المشؤوم، الذي أطلق سلسلة الكوارث التي يعيشها الشعب الفلسطيني حتى اليوم.
واليوم، يُقام بالقرب منها مؤتمر لا يُكرّم الغزاة، بل ينتصر للضحايا، فهذه القلعة، التي حفظت التيجان والسيوف، تقف الآن شاهدة على انتفاضة ضميرٍ عالمي، يسعى لتأسيس تحالف لا يحمي عرشًا ولا يقيم جدارًا، بل يدافع عن حق إنسانيّ بسيط: أن يحيا الفلسطيني في أرضه، بكرامة وعدالة.
وفي قلب هذه المفارقة التاريخية، تتقاطع السياسة مع الوجدان الإنساني، فبينما تُعلّق القلاع شارات المجد على الملوك، يعلّق الفلسطيني حياته كل يوم في وجه المجازر، وتعلّق أمّهات غزة أمنياتهنّ البسيطة كمنشور في الهواء.
ضغوط سياسية وحراك متصاعد
ويأتي انعقاد المؤتمر في لحظة فارقة، تشهد تحركات سياسية متسارعة على مستوى أوروبا، إذ يواجه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ضغوطًا غير مسبوقة من وزراء في حكومته وأكثر من 220 نائبًا في البرلمان للاعتراف الفوري بدولة فلسطين، وسط تصاعد الغضب من منع "إسرائيل" للمساعدات وتجويع المدنيين في غزة.
ويرى المشاركون أن هذا المؤتمر قد يشكّل نقطة تحول في مسار العمل التضامني الدولي، من ردود الفعل المتفرقة إلى مبادرات موحدة ذات تأثير ملموس، خاصة في ظل الانقسام الرسمي العربي والتخاذل الدولي.
ومن المتوقع أن يُصدر المؤتمر بيانًا ختاميًا يتضمن خطة تحرك عالمية، وتوصيات لتفعيل أدوات المقاطعة، وتكثيف الضغط القانوني والدبلوماسي لملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين، إضافة إلى مقترحات لتوسيع التحالف ليشمل برلمانيين وفنانين وشخصيات عامة مناهضة للاحتلال.