تشهد العلاقة بين الأم وابنتها تغييرات كبيرة مع دخول الفتاة مرحلة المراهقة، إذ تمرّ بتقلبات نفسية وعاطفية قوية، مصحوبة برغبة متزايدة في الاستقلال، وهو ما يجعل التواصل بينهما أكثر حساسية وتعقيدا من ذي قبل. ويرى المختصون أن هذه المرحلة تتطلب أساليب جديدة لبناء الثقة وتعزيز الحوار بين الطرفين.

وتُعد الأنشطة المشتركة، كإعداد الطعام، ممارسة الرياضة، أو الانخراط في الفنون، من الوسائل الفعالة لخلق مساحة آمنة تعبّر فيها الفتاة عن ذاتها بحرية.

فمثل هذه اللحظات لا تخفف فقط من التوتر، بل تسهم أيضًا في إعادة تقوية العلاقة وتسهيل عبور مرحلة المراهقة بسلام.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2غذاء بطعم الدم.. أطفال إيمان قُتلوا بغزة وهم يطلبون ما يسد الرمقlist 2 of 2بالصور.. الجوع يفتك بأطفال غزة والعالم يتفرّجend of list كيف تتغير البنت في فترة المراهقة؟

العلاقة بين الأم وابنتها علاقة فريدة ومليئة بالمشاعر العميقة، تبدأ منذ الطفولة وتستمر في التطور مع مرور الوقت. في مرحلة الطفولة، تكون الأم هي القدوة والمصدر الأول للدعم والأمان. لكن مع دخول الفتاة سن المراهقة، تبدأ هذه العلاقة في التحول.

يذكر موقع "هيلينغ كوليكتيف ثيرابي" أبرز التحولات التي تطرأ على هذه العلاقة:

1- السعي نحو الاستقلال

تبدأ الابنة برغبة أكبر في اتخاذ قراراتها بنفسها، وقد تفضل الخصوصية والاعتماد على النفس، مما قد يسبب بعض التوتر في العلاقة.

2- تحديات في التواصل

تصبح المحادثات أكثر حساسية، وقد تتجنب الابنة مشاركة مشاعرها بسهولة كما في الطفولة.

3- الارتباط والانفصال

رغم سعي الابنة للابتعاد، فإنها ما زالت تحتاج إلى دعم أمها، وتعيش الأم والابنة صراعا بين القرب والابتعاد.

4- الاختلافات في وجهات النظر

تظهر فجوة في طريقة التفكير بسبب اختلاف الأجيال، وقد تختلف وجهات النظر حول الموضة، التكنولوجيا، أو القيم الاجتماعية.

قضاء وقت جيد معا، حتى لو كان بسيطا، أهم من فرض الحديث أو التخطيط لشيء كبير (شترستوك) لماذا تتغير العلاقة بين الأم وابنتها؟

تمر المراهقة بتغييرات نفسية وجسدية كثيرة تؤثر عليها وعلى علاقتها بأمها، من تلك الأسباب:

التغيرات الهرمونية والمزاجية

تؤثر التقلبات الجسدية والعاطفية على السلوك وردود الفعل، يواجه المراهقون موجات من المشاعر الشديدة ولا يعرفون كيف يعبروا عنها.

إعلان السعي نحو الاستقلال

تبحث الفتيات عن هويتهن وحرية الاختيار، فتقاوم تدخلات الأم حتى لو كانت مدروسة.

ضغط الأقران والرغبة في التأقلم

يهم الفتاة أكثر من أي وقت مضى الانتماء لمجموعة الأصدقاء وقبولهم، فتبتعد عن أي شخص يشعرها بالاختلاف.

الضغوط الحديثة

المشكلات النفسية كالقلق والاكتئاب والتوتر الأكاديمي تزيد الأعباء، والاعتماد على وسائل التواصل يصعب عليهم التمييز بين الواقع والصورة المحسنة للأقران.

"التواصل التقليدي" وتعقيد المشكلة

يغيب عن بال الكثير من الأمهات أن ابنتها لم تعد تلك الطفلة الصغيرة التي تجيب على أي تساؤل ببساطة ووضوح. وتستمر الأم في استخدام التواصل التقليدي مع ابنتها، لكنها تكتشف أنه لم يعد فعال أبدا.

يشير تقرير نشر على موقع "بارينتينج تينس أند توينز" إلى أن أسلوب التواصل التقليدي غالبا ما يفشل مع المراهقات، موضحا أن هذا النوع من التواصل يعتمد على مجموعة من الأساليب التي قد تنفر الفتيات في هذا العمر الحساس، منها: طرح الأسئلة المباشرة والمتكررة مثل "كيف كان يومك؟"، وتوجيه التعليمات باستمرار، إلى جانب التركيز المفرط على الأخطاء والسلوكيات السلبية، مع محاولة تصحيحها بشكل فوري، مما يخلق لدى المراهقة شعورا بالضغط أو عدم التفهّم.

التواصل المنتظم يلعب دورا أساسيا في بناء الثقة والشعور بالأمان العاطفي (شترستوك) لماذا لا ينجح التواصل التقليدي مع المراهقات؟

عندما تعتمد الأم أسلوب التواصل التقليدي مع ابنتها المراهقة، غالبًا ما تأتي النتائج عكسية. فالردود تصبح مقتضبة وأحيانا غير صادقة، ويتحوّل الحديث إلى ما يشبه محاضرة بدلا من أن يكون تبادلا عاطفيا متوازنا. تشعر المراهقة بأنها تحت المراقبة والتقييم الدائم، مما يدفعها إلى الانغلاق والانسحاب من الحوار. هذا النوع من التواصل يُضعف الثقة ويقلل من فرص بناء علاقة صحية، لأن التركيز ينصبّ على التنبيه والتصحيح بدلا من الاستماع والفهم.

ما البدائل؟

للتواصل الفعّال مع المراهقات، هناك أساليب أكثر دفئا واحتراما تساعد على تقوية العلاقة، منها:

الإنصات الهادئ دون مقاطعة أو إصدار أحكام، فقط الاستماع بحضور كامل. التحدث بتعاطف واستخدام عبارات تعكس الفهم مثل: "أعرف أن هذا صعب" أو "أتفهم شعورك"، بدلًا من أسئلة ناقدة مثل "لماذا فعلتِ ذلك؟". منحها مساحة لاتخاذ قرارات بسيطة بنفسها، مما يعزز احترام الذات ويشعرها بالتقدير. المرونة في القواعد، من خلال دعم استقلاليتها مع الحفاظ على الحدود الآمنة. اللجوء إلى التواصل غير المباشر من خلال أنشطة مشتركة، مثل المشي، الطهي، أو مشاهدة فيلم، وهي طرق فعالة لتعزيز القرب العاطفي دون ضغط أو توجيه مباشر. أهمية الأنشطة المشتركة

في تقرير على موقع "بارينتس" تشرح المعالجة النفسية من نيويورك جوردن سكولر أن علاقة الأم بابنتها من أكثر العلاقات تأثيرا وتعقيدا في حياة الفتيات، حيث إن التواصل المنتظم بينهما يعزز الثقة والأمان العاطفي ويدعم بناء الهوية والاستقلال.

توضح سكولر أن التواصل المنتظم يلعب دورا أساسيا في بناء الثقة والشعور بالأمان العاطفي، كما يعزز الحوار المفتوح، وهي عناصر ضرورية لدعم الفتيات خلال رحلتهن في تشكيل هويتهن، وتكوين صداقات خارج إطار الأسرة، واكتساب الاستقلالية

إعلان

لكنها تشير إلى أن الحوارات العميقة ليست دائما واقعية، لذا من الأفضل ممارسة أنشطة مشتركة بدلا من فرض الحديث، قائلة "الوقت الجيد، مهما كان غير رسمي، أهم بكثير من التواصل القسري".

وتلفت سكولر إلى أن هذه الأنشطة البسيطة تفتح المجال لعلاقة أقوى وتواصل طبيعي دون ضغط، وتمنح المراهقات شعورا بالراحة والقبول، موضحة أن الأهم هو قضاء وقت جيد معا، حتى لو كان بسيطا، دون الحاجة إلى إنفاق المال أو التخطيط لرحلات كبيرة.

الحوارات العميقة ليست دائما واقعية، لذا من الأفضل ممارسة أنشطة مشتركة بدلا من فرض الحديث (بيكسلز) الأنشطة المشتركة

يطرح موقع "ذا فيري موم" مجموعة من الأنشطة التي تصنع تواصل حيوي بين الأم وابنتها لتعزيز العلاقة بينهما:

الذهاب لمشاهدة عرض أو فيلم في السينما وتناول العشاء معا. قضاء يوم في صالون العناية بالأظافر. التسوق معا سواء لشراء الملابس أو أشياء البيت. مشاهدة فيلم في البيت سويا. يوم استرخاء في حمام السباحة. إقامة حفلة مبيت منزلية. المشاركة في دورة رسم أو تعلم العزف على آلة موسيقية. قراءة كتاب سويا. زيارة مقهى أو محل آيس كريم. نزهة مشي في الطبيعة مع غداء. المشاركة في دورة يوغا أو رياضة محببة. نزهة في حديقة عامة. التطوع سويا في عمل خيري. تخصيص يوم للفتيات لقضائه سويا مع أنشطة مختلفة. صنع سجل قصاصات من الذكريات والصور المشتركة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات التواصل التقلیدی بین الأم وابنتها العلاقة بین بدلا من

إقرأ أيضاً:

برلماني: دعم ذوي الهمم مسؤولية مشتركة بين الدولة والمجتمع والقطاع الخاص

أكد النائب أحمد حافظ، عضو مجلس الشيوخ عن حزب حماة الوطن، أن الأشخاص ذوي الهمم يشكلون جزءًا مهمًا من النسيج الوطني، وأن قدرتهم على العطاء تفوق أي تصور نمطي قد يحاصرهم. 

مشيرًا إلى أن مصر تضم نحو 15 مليون مواطن من ذوي الهمم، بعضهم وُلد بإعاقة، وبعضهم أصيب بها لاحقًا، لكن جميعهم يمتلكون عزيمة وإمكانات يمكن استثمارها لصالح المجتمع والاقتصاد.

حزب العدل : ذوي الهمم ثروة حقيقية ودعمهم مسئولية الدولة والقطاع الخاصرئيس قطاع المعاهد الأزهرية يقبل رأس طالب من ذوي الهمم ويهديه مصحفًا مطبوعًا بطريقة برايلنهى فرحات : أسر ذوي الهمم في حاجة للدعمحزب "المصريين": مبادرة "قادرون باختلاف" قادت ذوي الهمم من التهميش إلى التمكين

وأوضح حافظ في بيان له أن الدولة تتحمل الدور الأكبر في توفير الدعم اللازم لهذه الفئة، من خلال تطوير البنية التعليمية والصحية وتهيئة بيئة العمل، بحيث تكون المدارس والمستشفيات ومؤسسات العمل أماكن عادلة وشاملة. وأكد أن الدمج الحقيقي يبدأ بتصميم سياسات واضحة وبيئات عملية تتيح لكل شخص ذي همم ممارسة حياته بشكل طبيعي ومثمر.

وأشار عضو مجلس الشيوخ إلى أن المجتمع المدني يلعب دورًا محوريًا في تعزيز ثقافة القبول والاحترام، من خلال التربية في الأسرة والمدرسة، وخلق وعي عام يشجع على دمج ذوي الهمم ومساندتهم بدل تهميشهم أو عزلة المجتمع لهم.

وأضاف أن القطاع الخاص يمثل الحلقة المكملة لتحقيق الدمج الفعلي، من خلال الاستثمار في إنشاء مدارس ومراكز تدريب بمعايير عالمية، تمنح أبناء هذه الفئة الفرصة لتطوير مهاراتهم وتحويل العزيمة إلى إنتاج، وكذلك توفير فرص عمل تمكّنهم من تحقيق استقلالهم المادي والاجتماعي.

ولفت أحمد حافظ إلى أن إنجازات ذوي الهمم في المجالات الرياضية والفنية والثقافية دليل حي على أن قدراتهم كبيرة، وأن الإعاقة لا تمثل حاجزًا أمام التميز والإبداع. وأضاف أن نجاحهم في رفع اسم مصر عاليًا في البطولات العالمية يقدم نموذجًا ملهمًا للجميع ويؤكد أهمية دعمهم بالشكل الصحيح.

واختتم النائب حديثه بالتأكيد على أن الاهتمام بذوي الهمم ليس مجرد احتفال سنوي، بل قضية وطنية تتطلب رؤية شاملة ومشاركة فعالة من الدولة والمجتمع والقطاع الخاص، مؤكدًا أن تمكين هذه الفئة يمثل إضافة حقيقية لقوة الوطن ونهضته.

طباعة شارك ذوي الهمم البنية التعليمية المدارس المستشفيات مؤسسات العمل

مقالات مشابهة

  • سناء منصور: إدارة ميزانية البيت مسؤولية مشتركة
  • أسوان:قطع مياه الشرب عن الصداقة الجديدة لتقوية الضغوط بالشبكة المغذية
  • وزير الاستثمار: الدولة تتحرك بخطوات متسارعة لتقوية البنية المؤسسية لسوق المال..نواب: خطوة لضخ المزيد من رؤوس الأموال.. وتدعم مسيرة التنمية الاقتصادية المستدامة
  • تعرفي على فوائد اللعب الحر وأسباب رفض بعض الأطفال له
  • والد السباح يوسف: لم نتلقَّ أي إجابات واضحة بشأن ملابسات وفاة نجلي
  • مبادرة مشتركة للذكاء الاصطناعي بين الإمارات وإفريقيا
  • برلماني: دعم ذوي الهمم مسؤولية مشتركة بين الدولة والمجتمع والقطاع الخاص
  • وزير الاستثمار: الدولة تتحرك بخطوات متسارعة لتقوية البنية المؤسسية لسوق المال
  • الصحة: نقل التجربة المصرية للعراق في دليل تشغيل وحدات الرعاية الأساسية
  • مباحثات عراقية - إيرانية لمواجهة شح المياه ومقترحات بمشاريع مشتركة