لماذا تعطيك ابنتك المراهقة إجابات مقتضبة؟ أنشطة مشتركة لتقوية علاقتكما
تاريخ النشر: 23rd, July 2025 GMT
تشهد العلاقة بين الأم وابنتها تغييرات كبيرة مع دخول الفتاة مرحلة المراهقة، إذ تمرّ بتقلبات نفسية وعاطفية قوية، مصحوبة برغبة متزايدة في الاستقلال، وهو ما يجعل التواصل بينهما أكثر حساسية وتعقيدا من ذي قبل. ويرى المختصون أن هذه المرحلة تتطلب أساليب جديدة لبناء الثقة وتعزيز الحوار بين الطرفين.
وتُعد الأنشطة المشتركة، كإعداد الطعام، ممارسة الرياضة، أو الانخراط في الفنون، من الوسائل الفعالة لخلق مساحة آمنة تعبّر فيها الفتاة عن ذاتها بحرية.
العلاقة بين الأم وابنتها علاقة فريدة ومليئة بالمشاعر العميقة، تبدأ منذ الطفولة وتستمر في التطور مع مرور الوقت. في مرحلة الطفولة، تكون الأم هي القدوة والمصدر الأول للدعم والأمان. لكن مع دخول الفتاة سن المراهقة، تبدأ هذه العلاقة في التحول.
يذكر موقع "هيلينغ كوليكتيف ثيرابي" أبرز التحولات التي تطرأ على هذه العلاقة:
1- السعي نحو الاستقلالتبدأ الابنة برغبة أكبر في اتخاذ قراراتها بنفسها، وقد تفضل الخصوصية والاعتماد على النفس، مما قد يسبب بعض التوتر في العلاقة.
2- تحديات في التواصلتصبح المحادثات أكثر حساسية، وقد تتجنب الابنة مشاركة مشاعرها بسهولة كما في الطفولة.
3- الارتباط والانفصالرغم سعي الابنة للابتعاد، فإنها ما زالت تحتاج إلى دعم أمها، وتعيش الأم والابنة صراعا بين القرب والابتعاد.
4- الاختلافات في وجهات النظرتظهر فجوة في طريقة التفكير بسبب اختلاف الأجيال، وقد تختلف وجهات النظر حول الموضة، التكنولوجيا، أو القيم الاجتماعية.
تمر المراهقة بتغييرات نفسية وجسدية كثيرة تؤثر عليها وعلى علاقتها بأمها، من تلك الأسباب:
التغيرات الهرمونية والمزاجيةتؤثر التقلبات الجسدية والعاطفية على السلوك وردود الفعل، يواجه المراهقون موجات من المشاعر الشديدة ولا يعرفون كيف يعبروا عنها.
إعلان السعي نحو الاستقلالتبحث الفتيات عن هويتهن وحرية الاختيار، فتقاوم تدخلات الأم حتى لو كانت مدروسة.
ضغط الأقران والرغبة في التأقلميهم الفتاة أكثر من أي وقت مضى الانتماء لمجموعة الأصدقاء وقبولهم، فتبتعد عن أي شخص يشعرها بالاختلاف.
الضغوط الحديثةالمشكلات النفسية كالقلق والاكتئاب والتوتر الأكاديمي تزيد الأعباء، والاعتماد على وسائل التواصل يصعب عليهم التمييز بين الواقع والصورة المحسنة للأقران.
"التواصل التقليدي" وتعقيد المشكلةيغيب عن بال الكثير من الأمهات أن ابنتها لم تعد تلك الطفلة الصغيرة التي تجيب على أي تساؤل ببساطة ووضوح. وتستمر الأم في استخدام التواصل التقليدي مع ابنتها، لكنها تكتشف أنه لم يعد فعال أبدا.
يشير تقرير نشر على موقع "بارينتينج تينس أند توينز" إلى أن أسلوب التواصل التقليدي غالبا ما يفشل مع المراهقات، موضحا أن هذا النوع من التواصل يعتمد على مجموعة من الأساليب التي قد تنفر الفتيات في هذا العمر الحساس، منها: طرح الأسئلة المباشرة والمتكررة مثل "كيف كان يومك؟"، وتوجيه التعليمات باستمرار، إلى جانب التركيز المفرط على الأخطاء والسلوكيات السلبية، مع محاولة تصحيحها بشكل فوري، مما يخلق لدى المراهقة شعورا بالضغط أو عدم التفهّم.
عندما تعتمد الأم أسلوب التواصل التقليدي مع ابنتها المراهقة، غالبًا ما تأتي النتائج عكسية. فالردود تصبح مقتضبة وأحيانا غير صادقة، ويتحوّل الحديث إلى ما يشبه محاضرة بدلا من أن يكون تبادلا عاطفيا متوازنا. تشعر المراهقة بأنها تحت المراقبة والتقييم الدائم، مما يدفعها إلى الانغلاق والانسحاب من الحوار. هذا النوع من التواصل يُضعف الثقة ويقلل من فرص بناء علاقة صحية، لأن التركيز ينصبّ على التنبيه والتصحيح بدلا من الاستماع والفهم.
ما البدائل؟للتواصل الفعّال مع المراهقات، هناك أساليب أكثر دفئا واحتراما تساعد على تقوية العلاقة، منها:
الإنصات الهادئ دون مقاطعة أو إصدار أحكام، فقط الاستماع بحضور كامل. التحدث بتعاطف واستخدام عبارات تعكس الفهم مثل: "أعرف أن هذا صعب" أو "أتفهم شعورك"، بدلًا من أسئلة ناقدة مثل "لماذا فعلتِ ذلك؟". منحها مساحة لاتخاذ قرارات بسيطة بنفسها، مما يعزز احترام الذات ويشعرها بالتقدير. المرونة في القواعد، من خلال دعم استقلاليتها مع الحفاظ على الحدود الآمنة. اللجوء إلى التواصل غير المباشر من خلال أنشطة مشتركة، مثل المشي، الطهي، أو مشاهدة فيلم، وهي طرق فعالة لتعزيز القرب العاطفي دون ضغط أو توجيه مباشر. أهمية الأنشطة المشتركةفي تقرير على موقع "بارينتس" تشرح المعالجة النفسية من نيويورك جوردن سكولر أن علاقة الأم بابنتها من أكثر العلاقات تأثيرا وتعقيدا في حياة الفتيات، حيث إن التواصل المنتظم بينهما يعزز الثقة والأمان العاطفي ويدعم بناء الهوية والاستقلال.
توضح سكولر أن التواصل المنتظم يلعب دورا أساسيا في بناء الثقة والشعور بالأمان العاطفي، كما يعزز الحوار المفتوح، وهي عناصر ضرورية لدعم الفتيات خلال رحلتهن في تشكيل هويتهن، وتكوين صداقات خارج إطار الأسرة، واكتساب الاستقلالية
إعلانلكنها تشير إلى أن الحوارات العميقة ليست دائما واقعية، لذا من الأفضل ممارسة أنشطة مشتركة بدلا من فرض الحديث، قائلة "الوقت الجيد، مهما كان غير رسمي، أهم بكثير من التواصل القسري".
وتلفت سكولر إلى أن هذه الأنشطة البسيطة تفتح المجال لعلاقة أقوى وتواصل طبيعي دون ضغط، وتمنح المراهقات شعورا بالراحة والقبول، موضحة أن الأهم هو قضاء وقت جيد معا، حتى لو كان بسيطا، دون الحاجة إلى إنفاق المال أو التخطيط لرحلات كبيرة.
يطرح موقع "ذا فيري موم" مجموعة من الأنشطة التي تصنع تواصل حيوي بين الأم وابنتها لتعزيز العلاقة بينهما:
الذهاب لمشاهدة عرض أو فيلم في السينما وتناول العشاء معا. قضاء يوم في صالون العناية بالأظافر. التسوق معا سواء لشراء الملابس أو أشياء البيت. مشاهدة فيلم في البيت سويا. يوم استرخاء في حمام السباحة. إقامة حفلة مبيت منزلية. المشاركة في دورة رسم أو تعلم العزف على آلة موسيقية. قراءة كتاب سويا. زيارة مقهى أو محل آيس كريم. نزهة مشي في الطبيعة مع غداء. المشاركة في دورة يوغا أو رياضة محببة. نزهة في حديقة عامة. التطوع سويا في عمل خيري. تخصيص يوم للفتيات لقضائه سويا مع أنشطة مختلفة. صنع سجل قصاصات من الذكريات والصور المشتركة.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات التواصل التقلیدی بین الأم وابنتها العلاقة بین بدلا من
إقرأ أيضاً:
سميرة عبد العزيز: قدمت أدوار الأم كثيرا و لكن بطرق مختلفة
قالت الفنانة القديرة سميرة عبد العزيز خلال ندوة تكريمها ضمن فعاليات مهرجان القومي للمسرح المصري عن تجسدها لأدوار الأمومة ، التي قدمتها خلال مشوارها الفني: الامومة قيمة عظيمة في حياة كل إنسان ولا أحد يستطيع إنكار مكانة الأم. وأنا كان من حظي أنني قدمت شخصية الام للعديد من الشخصيات العظيمة ، حتي لقبوني ب أم العظماء و كل دور كنت احرص أن أقدمه بشكل مختلف عن الآخر ، وفق ثقافتي و اجتهادي... مثلا حين قدمت دور اخت عبد الحليم حافظ كانت شخصية دلوعة تتحدث بحرية ، بينما في دور ام الإمام الشعراوي كنت رزينة و كلامي يتخاله آيات قرآنية و احاديث نبوية. أنصح كل فنان أن يذاكر الدور جيداً قبل أدائه و اشكر الله أن كل دور قدمته نال النجاح.
أما عن والدها و دوره في حياتها فقالت: والدي كان مدرس رياضيات ، كان يتعامل معنا كطلاب في بيته ، كنت نذاكر امامه ، كان لدي اخ لا يحب الدراسة و كان يختبئ تحت الأريكة لكن والدي كان حريصاً على تعليمنا جيداً و كان يجلب لنا الكثير من الكتب و يطلب منا قراءتها ثم يناقشنا فيها