انتكاسة للطاقة النظيفة.. مشاريع الهيدروجين الأخضر تتعثر عالميا
تاريخ النشر: 24th, July 2025 GMT
أشارت التقارير إلى أن مطوري الهيدروجين الأخضر في أنحاء العالم قلصوا استثماراتهم وألغوا مشاريع متعددة، بعد أن أدت تكاليف الإنتاج المرتفعة والطلب الضعيف على الوقود المنخفض الكربون إلى جعل العديد من المشاريع غير قابلة للتطبيق.
والهيدروجين الأخضر هو وقود يُنتج عن طريق تحليل الماء باستخدام الكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح.
وحسب بيانات شركة "ويستوود غلوبال إنرجي"، من المتوقع أن يدخل الخدمة فقط نحو 20% من مشروعات الهيدروجين المخطط لها في الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2030، أي ما يعادل 12 غيغاواط من القدرة الإنتاجية، مقارنة بالهدف الأوروبي البالغ 40 غيغاواط.
وترى العديد من الشركات ترى أن ارتفاع التكاليف وانخفاض الطلب جعلا العديد من المشروعات غير مجدية اقتصاديا. وصرّح ميغيل ستيلويل دي أندريد، الرئيس التنفيذي لشركة EDP البرتغالية، بأن “الهيدروجين الأخضر كان توقعًا مبالغا فيه، وانتهى بنا الحال في وادي خيبة الأمل".
وفي يونيو/حزيران الماضي، قالت شركة الطاقة "ليغاس" (LEAG’s) الألمانية إن خططها لبناء أحد أكبر مراكز الطاقة الخضراء في أوروبا في موقع وحدات محطة الطاقة التي تعمل بالفحم المهجورة في شرق ألمانيا تم تأجيلها إلى أجل غير مسمى.
من جهتها، ألغت شركة صناعة الصلب "أرسيلور ميتال" (MT.LU) الألمانية في يونيو/حزيران خططها لتحويل محطتين في ألمانيا إلى الهيدروجين الأخضر، والتي كانت تقدر قيمتها بنحو 2.9 مليار دولار ، وذللك رغم عرض يقدر بنحو 1.5 مليار دولار في شكل إعانات حكومية.
كذلك خفضت شركة الكهرباء الوطنية الإسبانية "إيبردرولا" (IBE.MC) -وهي أكبر شركة مرافق في أوروبا- طموحاتها المتعلقة بالهيدروجين الأخضر بنحو الثلثين في مارس/آذار 2024 بعد تأخر تمويل بعض المشاريع. وانخفض هدفها الإنتاجي لعام 2030 إلى حوالي 120 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنويا، مقارنة بهدف سابق بلغ 350 ألف طن.
إعلانمن جانبها، أعلنت شركة ريبسول (REP.MC) الإسبانية في فبراير/شباط الماضي تقليص هدفها لعام 2030 لإنتاج الهيدروجين الأخضر بنسبة تصل إلى 63%، كما أكدت شركة "بي بي" (BP) البريطانية في أبريل/نيسان أنها أوقفت عمل فريقها الذي يبحث في استخدام الهيدروجين والغاز الطبيعي المسال للنقل.
وألغت أيضا شركة شل (SHEL.L) -ومقرها هولندا- في سبتمبر/أيلول خططا لإنشاء مصنع للهيدروجين المنخفض الكربون على الساحل الغربي للنرويج بسبب نقص الطلب، وذلك بعد أيام من إعلان شركة إكويننرول (EQNROL) النرويجية إلغاء مشروع مماثل كان مخططًا له في النرويج.
وفي فنلندا، انسحبت شركة تكرير النفط وصانعة الوقود الحيوي" نستي إتش إي" (NESTE.HE) في أكتوبر/تشرين الأول من الاستثمار في إنتاج الهيدروجين المتجدد في مصنعها في مدينة بورفو بفنلندا، مشيرة إلى ظروف السوق الصعبة.
أما في أستراليا، فقد سحبت حكومة ولاية كوينزلاند هذا العام تمويلا لمصنع بقيمة 12.5 مليار دولار أسترالي لإنتاج 200 طن من الهيدروجين المسال بحلول عام 2028، مما يضع مستقبل أحد أكبر مشاريع الهيدروجين الأخضر وأكثرها تقدما في أستراليا موضع شك كبير.
وفي مارس/آذار، تخلت شركة ترافيغورا (TRAFGF.UL) عن خطط لبناء مصنع للهيدروجين الأخضر بقيمة 491.5 مليون دولار أميركي في مصهر الرصاص التابع لها في بورت بيري بجنوب أستراليا.
كما ذكرت شركة (ORG.AX) الأسترالية للطاقة في أكتوبر/تشرين الأول 2024 أنها تنوي الخروج من مشروع محتمل لتطوير الهيدروجين في مركز هنتر فالي للهيدروجين في نيو ساوث ويلز بأستراليا.
وفي يوليو/تموز 2024، قام الملياردير الأسترالي أندرو فورست بخفض خططه لشركته "فورتيسكيو" (FMG.AX) التي كانت تهدف لإنتاج 15 مليون طن متري من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، وألقى باللوم في ذلك على التكاليف وكمية مصادر الطاقة المتجددة المطلوبة.
كما أعلنت شركة "وودسايد إنرجي" (WDS.AX)، وهي أكبر شركة مستقلة لإنتاج النفط والغاز في أستراليا، عن إلغاء مشروعين للهيدروجين الأخضر في أستراليا ونيوزيلندا في سبتمبر/أيلول الماضي.
أما في الولايات المتحدة، فقد ألغت شركة (Hy Stor Energy) الأميركية الناشئة في سبتمبر/أيلول الماضي حجزها لأكثر من 1 غيغاوات من سعة التحليل الكهربائي مع شركة (NEL.OL) النرويجية المصنعة للمحللات الكهربائية التي تستخدم الكهرباء لتقسيم الماء إلى هيدروجين وأكسجين من خلال عملية تسمى التحليل الكهربائي.
كما قالت شركة "أير بروداكت" (Air Products) الأميركية في فبراير/شباط إنها تتطلع إلى إلغاء خطط لبناء منشأة بقدرة 35 طنا يوميا لإنتاج الهيدروجين السائل الأخضر في ماسينا بنيويورك.
ويرجع ذلك إلى حد كبير، حسب الشركة، إلى التطورات التنظيمية التي تجعل إمدادات الطاقة الكهرومائية الحالية غير مؤهلة للحصول على الائتمان الضريبي لإنتاج الهيدروجين النظيف.
وفي اليابان، انسحبت شركة "كاواساكي" للصناعات الثقيلة من مشروع تحويل الفحم إلى الهيدروجين في لاتروب بالولايات المتحدة في ديسمبر/كانون الأول الماضي، مشيرة إلى ضغوط الوقت والتكلفة.
إعلانوحسب بيانات شركة "وود ماكنزي" لا يتجاوز إجمالي القدرة الإنتاجية العالمية حاليا من الهيدروجين منخفض الكربون (بما يشمل الأخضر والأزرق) 6 ملايين طن سنويا، مقارنة بالحاجة إلى 450 مليون طن بحلول 2050 لتحقيق أهداف صافي الانبعاثات الصفرية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات تلوث الهیدروجین الأخضر من الهیدروجین فی أسترالیا
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء يشهد توقيع عقد مشروع شركة المانع القابضة القطرية لإنتاج وقود الطائرات المستدام بالسخنة
شهد اليوم الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بمقر الحكومة بالعاصمة الجديدة، مراسم توقيع عقد مشروع شركة "المانع" القابضة القطرية؛ لإنتاج وقود الطائرات المستدام SAF، بمنطقة السخنة المتكاملة التابعة للهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وتأسيس شركة "ساف فلاي ليمتد SAf Fly" لإنتاج وقود الطيران المستدام، وذلك بحضور ووليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وعبدالعزيز المانع، الرئيس التنفيذي لمجموعة "المانع" القابضة، ورئيس شركة "Green Sky Capital" ومصطفى شيخون، نائب رئيس الهيئة لشئون الاستثمار.
وقام بالتوقيع على العقد؛ الربان أحمد جمال، نائب رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس للمنطقة الجنوبية، و سعد محمد المانع، عضو مجلس إدارة شركة "المانع" القابضة.
ويعد هذا المشروع أول استثمار صناعي قطري داخل اقتصادية قناة السويس، وتبلغ التكلفة الاستثمارية له 200 مليون دولار (تعادل نحو 9.6 مليار جنيه)، ويتم تنفيذه على مساحة إجمالية 100 ألف م2 بمنطقة السخنة المتكاملة؛ تنقسم إلى 70 ألف م2 بالمنطقة الصناعية، و30 ألف م2 بميناء السخنة، وتصل الطاقة الإنتاجية السنوية للمشروع إلى 200 ألف طن، تشمل المنتجات التالية: (وقود الطائرات المستدام HVO، البيوبروبين BioPropane، والبيونافثا Bio Naphtha)، المستخلصة من عملية تكرير زيوت الطعام المستعملة، وقد نجحت شركة "المانع" القابضة في توقيع عقد توريد طويل الأجل مع شركة "شل "Shell العالمية لوقود الطائرات، لشراء منتجات المشروع كاملة، على أن يبدأ توريد الوقود المستدام للطائرات بنهاية عام 2027.
أكد الدكتور مصطفى مدبولي ترحيبه بهذا المشروع؛ الذي اعتبره إضافة جديدة تُعزز من قدرات المنطقة الاقتصادية في مواكبة التوجه العالمي نحو تكريس الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، والذي يتلاقى مع خطط وطنية طموحة في هذا الإطار، وخاصة بما يدعم قطاع الطيران الواعد وفق معايير الاستدامة البيئية، في ظل توقعات نمو هذا القطاع عالمياً بصورة كبيرة.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن توقيع هذا العقد بالتزامن مع انعقاد منتدى الأعمال المصري القطري بالقاهرة اليوم، يُبرهن على التطور الإيجابي الذي تشهده العلاقات بين القاهرة والدوحة خلال هذه الآونة، في ظل الرغبة الصادقة لدى القيادة السياسية في البلدين لدفع العلاقات الثنائية على النحو المأمول؛ وترجمة ذلك إلى مشروعات تُسهم في زيادة حجم الاستثمارات المشتركة وتعزيز التبادل التجاري.
من جانبه، أوضح وليد جمال الدين، أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس أصبحت تُمثل الوجهة المُثلى للاستثمار من مختلف دول العالم، وذلك بفضل جاهزيتها الكُبرى المُتمثلة في البنية التحتية والمرافق ذات المواصفات العالمية، ومصادر الطاقة المُتنوعة والكوادر البشرية المُدربة، بالإضافة للبيئة التشريعية والحوافز الاستثمارية المباشرة وغير المباشرة، مؤكدًا أن توطين هذه الصناعة الهامة يمثل نقلة نوعية تضيف لنجاحات الهيئة في السنوات الأخيرة.
ولفت رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، إلى أن تحقيق الاستدامة البيئية يعدُ أحد الركائز الأساسية لاستراتيجية المنطقة؛ حيث يؤدي مشروع إنتاج وقود الطائرات المستدام SAF لخفض الانبعاثات الضارة بالبيئة بمعدلات تتراوح بين 50-80% مقارنة بالوقود التقليدي، مشيدًا بنجاح المشروع في اقتناص اتفاقية توريد Offtake مع شركة "شل "Shell العالمية؛ لتلبية احتياجات الأسواق العالمية، ما يضيف لصادرات مشروعات المنطقة الاقتصادية، ويدعم خطط الدولة المصرية في تعزيز الصادرات وإحلال الواردات، الأمر الذي يساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية المنشودة.
بدوره، أعرب عبد العزيز المانع، عن سعادته بالتعاون مع اقتصادية قناة السويس، مشيدًا بأجواء الاستثمار الواعدة في مصر، وبدور الهيئة والحكومة المصرية في تذليل العقبات كافة أمام المشروعات، ومؤكدًا أن الدعم المتواصل من القيادة السياسية في قطر ومصر هو المحرك لنجاح المشروع الذي يمثل شراكة متميزة ويؤكد عمق العلاقات بين البلدين.