صراحة نيوز – د. خلدون نصير – المدير المسؤول
مع اقتراب انعقاد الدورة العادية الجديدة لمجلس النواب في تشرين الثاني المقبل، يعود إلى الواجهة مجددًا ملف رئاسة المجلس، وسط تسريبات تؤكد نية الرئيس الحالي أحمد الصفدي الترشح لولاية رابعة .
وهنا، يطرح سؤال: هل يمكن أن تستمر المؤسسة التشريعية بذات القيادة حتى لو لم تُقنع الشارع ولم تحمِ هيبة النواب أو تعزز دورها الرقابي؟
الإجابة، باختصار: لا.


رئاسة استنزفت رصيد المجلس
خلال الدورة الماضية، وعلى مدار أكثر من عامين، لم تُفلح الرئاسة الحالية في تعزيز صورة المجلس أو في رفع سويّة الأداء التشريعي أو الرقابي. بل على العكس، ظهر الرئيس في أكثر من مناسبة بموقع “عريف صف”، كما يصفه ناشطون عبر الفضاء الاكتروني. كما برزت ملامح تفرد في إدارة الجلسات، وتهميش لأدوات المساءلة، وسوء تعامل مع نواب يمثلون قوى حزبية وازنة.
وما زاد الطين بلة، أن رئاسة المجلس لم تتمكن من مساءلة الحكومة بجدّية، رغم حجم الأسئلة والاستفسارات التي طُرحت، كما لم تُناقش أي من الاستجوابات التي تقدم بها النواب تحت القبة، ما حوّل المجلس إلى ما يشبه منصة شكلية.
أرقام لا تكذب: تقرير “راصد” نموذجًا
في معرض تقييمه لأداء الدورة العادية، يؤشر مركز “راصد” إلى ضعف الأداء الرقابي؛ إذ قُدّم 898 سؤالًا من 105 نواب، لكن نسبة الأسئلة النوعية لم تتجاوز 1.4%، فيما استحوذت الأسئلة الشكلية على النسبة الأكبر، في انعكاس مباشر لضعف التوجيه والإدارة تحت القبة.
الاستجوابات لم تجد طريقها للنقاش، والنظام الداخلي ظل حبرًا على ورق في عديد جلسات، وسط غياب الحزم وضعف السيطرة على الإيقاع النيابي. هذه الحال لا يمكن إعفاؤها من مسؤولية الرئاسة، لا شكلاً ولا مضمونًا.
التغير لمصلحة النواب اولا قبل القواعد الشعبية
الدعوة للتغيير لا تأتي فقط استجابةً لرغبة الشارع أو من منطلق التقييم السياسي، بل تنبع من حاجة ملحّة للنواب أنفسهم لاستعادة هيبتهم التي تآكلت، وقدرتهم على التأثير والرقابة والتشريع. فبقاء القيادة الحالية لن يُفضي سوى إلى مزيد من فقدان الثقة بين الشعب وممثليه، وسيعزز مشاعر السخط والتشكيك في جدوى البرلمان.
التغيير هو بمثابة حق وواجب في آنٍ واحد، وهو بوابة نحو تجديد الأداء، وإعادة بناء صورة المجلس كمؤسسة قادرة على حمل الملفات الوطنية ومحاسبة الحكومة لا مجاملتها.
ورسالتي الى النواب المحترمين أنتم أمام مفرق طرق، فإما أن تختاروا رئيسًا جديدًا قادرًا على ضبط الإيقاع وتفعيل أدوات الرقابة، وإما أن تُعيدوا المشهد الذي دفع الناس إلى اليأس من المجالس والتمثيل.
اختيار الرئيس ليس إجراءً بروتوكوليًا، بل هو رسالة سياسية تُطلقونها للناس: هل أنتم مع التغيير والإصلاح؟ أم مع التكرار والاستمرار في إخفاقات لا يحتملها الوطن؟
خلاصة القول:
إذا أراد النواب أن يُعيدوا للمجلس اعتباره، وإذا أرادوا أن يُحسنوا تمثيل شعبهم، وإذا أرادوا أن يثبتوا أنهم أصحاب قرار لا أدوات ضمن مشهد مُجهَز سلفًا، فعليهم أن يبدأوا التغيير من الأعلى، من رئاسة المجلس.
التغيير ليس مطلبًا شعبيًا فحسب، بل فرصة نيابية لإنقاذ مؤسسة دستورية يجب أن تبقى قوية ومهابة

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن عرض المزيد الوفيات عرض المزيد أقلام عرض المزيد مال وأعمال عرض المزيد عربي ودولي عرض المزيد منوعات عرض المزيد الشباب والرياضة عرض المزيد تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون نواب واعيان علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي نواب واعيان تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام

إقرأ أيضاً:

تعزيز التعاون الرقابي.. مصر تستضيف الاجتماع الثاني لمنتدى هيئات الغذاء الأفريقية

استضافت القاهرة اليوم أعمال الاجتماع الثاني لمنتدى هيئات الغذاء والرقابة الأفريقية (AFRAF)، الذي يُعقد على هامش معرض فوود أفريقيا 2025، بمشاركة واسعة من رؤساء وممثلي هيئات سلامة الغذاء بالدول الأفريقية، حضورياً وعبر الاتصال المرئي، إلى جانب مشاركة عدد من الخبراء الدوليين من كندا وتايلاند وفرنسا وإنجلترا وإيطاليا وأيرلندا.

يأتي الاجتماع استمراراً للدور القيادي لمصر منذ إطلاق منتدى “أفراف” لأول مرة في القاهرة عام 2023 عقب اعتماد “إعلان القاهرة”، بهدف إنشاء منصة قارية لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات ودعم بناء نظم رقابية فعّالة في إطار منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية.

وفي كلمته الافتتاحية، أكد الدكتور طارق الهوبي، رئيس الهيئة القومية لسلامة الغذاء، التزام مصر بتعزيز حوكمة منظومة الرقابة على الغذاء في أفريقيا، مشيراً إلى أن المنتدى يمثل منصة استراتيجية للمنظمين لتطوير نظم غذائية حديثة قائمة على العلم ودعم قدرات الهيئات الوطنية.

ويتناول الاجتماع عدداً من الموضوعات المهمة، من بينها تعزيز التعاون الرقابي بين الدول الأفريقية، وتطوير نظم الرصد والإنذار المبكر، ودعم اتخاذ القرار المستند إلى الأدلة، إلى جانب تحديث الأطر التنظيمية الداعمة للابتكار في الصناعات الغذائية.

وول ستريت تستقر قبيل قرار الفيدرالي الأمريكي بشأن الفائدةحامد حمدان: الفدائي جاهز لمواجهة السعودية ونسعى لإسعاد شعبنا بالإنجاز الجديد

كما أشار الدكتور الهوبي إلى أهمية المنتدى في ضوء المناقشات الجارية حول تشغيل الوكالة الأفريقية لسلامة الغذاء (AFSA)، مؤكداً استمرار “أفراف” كمنصة محورية لتنسيق الجهود وتبادل الخبرات بين المنظمين الأفارقة.

وتقدمت الهيئة بالشكر للشراكة المستمرة مع المنظمة العالمية لعلوم تشريعات الأغذية (GFoRSS) في دعم أعمال المنتدى وتعزيز الأسس العلمية للتشريعات الغذائية بالقارة.

ويستمر الاجتماع على مدار يومين، مع توقع صدور توصيات تسهم في تطوير منظومة الحوكمة الرقابية وتعزيز التنسيق بين هيئات سلامة الغذاء بالدول الأفريقية

طباعة شارك الاتصال المرئي الغذاء معرض فوود أفريقي المناقشات الصناعات

مقالات مشابهة

  • حسين فهمي يكشف موعد الدورة الجديدة من مهرجان القاهرة السينمائي
  • ميزة أندرويد الجديدة تثير الجدل.. التقنية التي ستنقذك في لحظات الطوارئ
  • نائب إطاري:27 مرشحاً لرئاسة الحكومة المقبلة
  • القومي للمرأة يكرم الكاتبة الكبيرة سناء البيسي تقديرًا لدورها في تغيير وعي المجتمع
  • تضارب في البرلمان حول رئاسة مجلس التخطيط
  • تعزيز التعاون الرقابي.. مصر تستضيف الاجتماع الثاني لمنتدى هيئات الغذاء الأفريقية
  • غداً..اجتماع للمجلس السياسي الوطني لبحث أسم المرشح لرئاسة البرلمان
  • أحمد مجاهد: الدورة الجديدة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب تحت شعار نجيب محفوظ
  • استراتيجية الأسئلة والثورات العربية.. مشاتل التغيير (48)
  • حجز محاكمة اللاعب شادي محمد في الدعوى التي تطالبه بفسخ عقد شقة بالقاهرة الجديدة