كيف يستعد الجهاز المناعي للرضاعة الطبيعية؟
تاريخ النشر: 5th, August 2025 GMT
اكتشف باحثون من معهد سالك في الولايات المتحدة أن الخلايا المناعية تنتقل من الأمعاء إلى الغدة الثديية (أنسجة تحتوي على الغدد المسؤولة عن إنتاج الحليب) لدعم عملية الرضاعة.
وتساعد نتائج الدراسة في تفسير مزايا الرضاعة الطبيعية، وإيجاد حلول جديدة للأمهات غير القادرات على إرضاع أطفالهن طبيعيا، واتخاذ قرارات غذائية تحسّن إنتاج حليب الأم وجودته.
وتحمل الرضاعة الطبيعية فوائد معروفة لكل من الأم والطفل، إذ تقلل من خطر إصابة الأم بسرطان الثدي والمبيض، وداء السكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم، وتدعم في الوقت نفسه تغذية الطفل وجهازه المناعي.
وبدأ علماء المناعة في معهد سالك العمل على رسم خريطة لهجرة الخلايا المناعية قبل وأثناء الرضاعة، واكتشفوا أن الخلايا المناعية المسماة بالخلايا التائية توجد بكثرة في الغدد الثديية أثناء الحمل والرضاعة الطبيعية، مع انتقال بعضها من الأمعاء، ومن المرجح أن تدعم هذه الخلايا صحة الأم والطفل على حد سواء.
ونُشرت نتائج الدراسة في مجلة نيتشر ايمونولوجي (Nature Immunology) بتاريخ 29 يوليو/ تموز الماضي، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.
تقول الأستاذة المساعدة والمؤلفة المشاركة في الدراسة من معهد سالك بالولايات المتحدة ديبشيكا رامانان: "بدراسة كيفية تغير الخلايا المناعية أثناء الحمل والرضاعة، تمكنا من اكتشاف العديد من الأمور المثيرة للاهتمام، أبرزها زيادة كبيرة في الخلايا المناعية في أنسجة الثدي أثناء الرضاعة، وتتطلب هذه الزيادة وجود ميكروبات".
وتركز معظم دراسات الرضاعة الطبيعية على العلاقة بين محتوى الحليب وصحة الرضيع، وأظهرت هذه الدراسات أن الأطفال يحصلون على بكتيريا الأمعاء والأجسام المضادة المهمة من أمهاتهم عبر حليب الأم، مما يرسي أساسا مهما لنمو جهازهم المناعي.
بدأ الباحثون دراستهم بفحص أنسجة الغدد الثديية لدى الفئران في مراحل مختلفة؛ من قبل الرضاعة إلى ما بعدها، وبمقارنة هذه العينات اكتشفوا زيادة أعداد 3 أنواع مختلفة من الخلايا التائية.
إعلانوأثار هذا الأمر فضول الفريق، لأن هذه الأنواع الفرعية من الخلايا التائية تنتمي إلى فئة خاصة من الخلايا المناعية تسمى الخلايا الليمفاوية داخل الظهارة.
وتعيش هذه الخلايا في الأنسجة المخاطية، وهي أنسجة رخوة مثل الأمعاء أو الرئتين المعرضة لمواد من العالم الخارجي. ولأن هذه الأنسجة أكثر عرضة للخطر، تعمل الخلايا الليمفاوية داخل الظهارة كخلايا مناعية مقيمة متمركزة في الموقع وجاهزة للعمل.
ولاحظ الباحثون أن هذه الخلايا التائية تبطن ظهارة الثدي بنفس الطريقة التي تبطن بها ظهارة الأنسجة المخاطية الأخرى، وتحمل هذه الأنواع الفرعية من الخلايا التائية بصمات بروتينية سطحية مثل تلك التي تحملها الخلايا المقيمة في الأمعاء، مما يشير إلى هجرة الخلايا التائية بين الأمعاء والغدد الثديية.
وساهمت هذه التغيرات مجتمعة في تسهيل انتقال الغدة الثديية من نسيج غير مخاطي إلى نسيج مخاطي استعدادا للرضاعة، حيث تتعرض للبيئة الخارجية، بما في ذلك الميكروبات من جلد الأم وفم الرضيع.
ولكن هل يحدث هذا أيضا لدى البشر؟
كشف بحث في قواعد بيانات أنسجة الثدي البشرية وعينات الحليب من معهد الحليب البشري بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو بالولايات المتحدة عن الإجابة، حيث أظهرت الخلايا الليمفاوية داخل الظهارة لدى البشر نفس التغيرات.
وعاد الفريق إلى نموذج الفأر بسؤال أخير: هل تتأثر خلايا الغدة الثديية التائية بالميكروبات بنفس الطريقة التي تتأثر بها في الأمعاء؟ وقارنوا الغدد الثديية لدى الفئران التي تعيش في بيئات طبيعية وفي بيئات خالية من الجراثيم، ووجدوا أن جميع الأنواع الفرعية الثلاثة من الخلايا التائية كانت أكثر وجودا لدى الفئران المعرضة للميكروبات في البيئات الطبيعية.
وتشير هذه النتيجة إلى أن ميكروبات الأم تعدل عدد الخلايا التائية التي تنتج أثناء الرضاعة، مما قد يؤثر بدوره في قوة الحاجز المناعي للغدة الثديية.
وفي المجمل، زاد إنتاج الخلايا التائية بمساعدة الميكروبات، حيث نُقلت الخلايا التائية من الأمعاء إلى الغدد الثديية، وتحولت الغدد الثديية من أنسجة غير مخاطية إلى أنسجة مخاطية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات من الخلایا التائیة الخلایا المناعیة الرضاعة الطبیعیة من الأمعاء من الأم
إقرأ أيضاً:
دراسة: مواد غذائية بسيطة تقلل خطر السرطان بنسبة تقارب 60%
الثورة نت/..
كشف علماء بريطانيون من جامعتي نيوكاسل وليدز عن مواد غذائية بسيطة يساعد تناولها يوميا في الحد من خطر الإصابة بسرطان الجهاز الهضمي العلوي بنسبة 60% تقريبا.
كشفت دراسة نشرت في مجلة Cancer Prevention Research أن تناول أطعمة غنية بـالنشا المقاوم، مثل الموز غير الناضج، والشوفان، ورقائق الذرة، والبطاطس المسلوقة الباردة، والمعكرونة، والأرز، وخبز القمح الكامل، بالإضافة إلى الفاصوليا، والعدس، والبازلاء الخضراء، قد يسهم في الحد من خطر الإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي العلوي.
يُعد النشا المقاوم نوعا من الكربوهيدرات لا يهضم في الأمعاء الدقيقة، بل يصل إلى الأمعاء الغليظة، حيث يغذي البكتيريا النافعة التي تلعب دورا محوريا في حماية الجهاز الهضمي. وهو يشبه الألياف في خصائصه الوقائية.
وقد تم التوصل إلى هذه النتائج من خلال دراسة دولية شملت نحو 1000 مريض من مختلف أنحاء العالم ممن يعانون من متلازمة لينش، وهي اضطراب وراثي يزيد خطر الإصابة بعدة أنواع من السرطان، وعلى رأسها سرطان الأمعاء قبل سن الخمسين.
وخلال الفترة من 1999 إلى 2005، أعطى الباحثون جزءا من المشاركين 30 غراما من مسحوق النشا المقاوم يوميا – ما يعادل تقريبا تناول موزة خضراء واحدة يوميا – فيما حصلت المجموعة الأخرى على دواء وهمي، دون أن يعرف أي من المشاركين أو الباحثين المجموعة التي ينتمي إليها كل فرد.
وبعد متابعة طويلة استمرت 10 إلى 20 عاما من نهاية التجربة، أظهرت النتائج أن النشا المقاوم لم يؤثر على معدلات الإصابة بسرطان الأمعاء، لكنه قلّل خطر الإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي العلوي بنسبة تصل إلى 60%، وتشمل هذه: سرطان المريء، وسرطان المعدة، والقنوات الصفراوية، والبنكرياس، والمعي الاثني عشري.
واللافت في نتائج الدراسة أن هذا التأثير الوقائي استمر لعقد كامل بعد توقف المشاركين عن تناول النشا المقاوم.
ويعتقد الباحثون أن النشا المقاوم يؤثر في أيض الأحماض الصفراوية داخل الأمعاء، ما يُقلل من إنتاج مركّبات قد تلحق الضرر بالحمض النووي الخلوي وتحفّز نمو الخلايا السرطانية. إلا أنهم أكدوا الحاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد الآلية البيولوجية لهذا التأثير.