أوضح رئيس الهيئة أن مهامها تقتصر على الانتهاكات التي وقعت قبل 8 ديسمبر 2024، فيما تُعالج الأحداث الأخيرة في الساحل والسويداء عبر لجان تحقيق خاصة، ستُرفع نتائجها إلى الجهات الرسمية لاتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة. اعلان

كشف عبد الباسط عبد اللطيف، رئيس الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية في سوريا، عن خطة شاملة لمحاسبة رموز النظام السوري السابق، على رأسهم بشار الأسد وشقيقه ماهر الأسد، قائد الفرقة الرابعة في الجيش السوري السابق، إلى جانب كل من ثبت تورطه في ارتكاب جرائم بحق الشعب السوري، سواء من داخل النظام أو خارجه.

وفي حوار خاص مع "العربية.نت"، أكد عبد اللطيف أن الهيئة تعمل على إقامة جسور تواصل مباشرة مع "الإنتربول" وجميع الهيئات الدولية المختصة، بهدف ملاحقة الهاربين من رموز النظام السابق، ومن ثبت تورطهم في عمليات القتل والتعذيب والإخفاء القسري، وتقديمهم إلى القضاء عبر القنوات القانونية الدولية والوطنية.

وقال عبد اللطيف: "نحن نعمل على بناء جسور مع الإنتربول وكافة الهيئات الدولية المعنية، لملاحقة الجناة من أسرة المجرم بشار وشقيقه ماهر، قائد الفرقة الرابعة ذات السمعة السيئة، وغيرها، بالطرق القانونية، ليصار إلى محاكمتهم على ما اقترفوه من جرائم بحق الشعب السوري بكافة أطيافه ومدنه".

وأضاف: "نعم، سيتم العمل على أن يُحاسب رموز النظام السابق الذين ارتكبوا الانتهاكات وملاحقتهم قانونياً، وإن كانوا فارين خارج البلاد".

Related تحريك أول دعوى جنائية بحق شخصيات بارزة في نظام بشار الأسدبعد إسقاط الحصانة: فرنسا تطلب مذكرة توقيف جديدة بحق بشار الأسدمحكمة التمييز الفرنسية تلغي مذكرة التوقيف بحق بشار الأسد

ولم يستثنِ عبد اللطيف من الملاحقة المتورطين من جهات خارجية، وقال: "لن نستثني محاسبة المتورطين من الميليشيات العابرة للحدود، ومنها أعضاء من حزب الله اللبناني، ممن ثبت تورطهم في الدم السوري". كما ألمح إلى أن كل من دعم أو برر عمليات القتل والقمع على مدى أكثر من 14 عاماً قد يُستهدف ضمن نطاق التحقيقات.

وأوضح أن "الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية تم إحداثها بموجب المرسوم الجمهوري رقم 20، الصادر عن رئيس الجمهورية العربية السورية أحمد الشرع، بتاريخ 17 مايو 2025، وتُعد هيئة وطنية ذات شخصية اعتبارية، تتمتع باستقلال مالي وإداري، وتُعنى بكشف الحقيقة حول الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ارتكبها النظام البائد، ومحاسبة المسؤولين عنها، وجبر الضرر الواقع على الضحايا، وترسيخ مبادئ عدم التكرار والمصالحة الوطنية".

وأشار إلى أن عمل الهيئة يستند إلى المواد 48 و49 من الإعلان الدستوري، وسينفذ عبر آليات محددة تُدار من خلال لجان متخصصة ستشكل لهذا الغرض. ولفت إلى أن "الضحايا" يشملون من فقد حياته، ومن تعرض لإعاقة، والعائلة التي فقدت معيلها، ومن دمر منزله، ومن عانى من التعذيب في سجون النظام، أو وقع ضحية الإخفاء القسري أو الإبادة الجماعية.

وأكد عبد اللطيف أن "سنقاضي وفق نص المرسوم كل من تسبب بانتهاكات جسيمة بحق السوريين من النظام البائد وأعوانه"، مشدداً على أن "الهيئة ستعمل جاهدة على تحقيق العدالة ومحاسبة المجرمين بحق الشعب السوري أياً كانوا، وكل من يثبت تورطه بانتهاكات جسيمة بحق السوريين بغض النظر عن هويته أو انتمائه".

وفيما يتعلق بجبر الضرر، أوضح أن التعويض قد يكون مادياً أو معنوياً، جماعياً أو فردياً، مشيراً إلى نية إنشاء صندوق وطني لجبر الضرر، يتطلب دعماً دولياً واسعاً نظراً لضخامة الأضرار التي لحقت بالمجتمع السوري. وقال: "نحن بحاجة إلى مساندة الضحايا نفسياً واجتماعياً، وإعادة إدماجهم في المجتمع، والتخفيف من الآلام التي عاشوها".

وأوضح أن مهام الهيئة تقتصر على الانتهاكات التي وقعت قبل تاريخ 8 ديسمبر 2024، في حين أن الأحداث الأخيرة في الساحل والسويداء تُعالج عبر لجان تحقيق خاصة، ستُقدَّم نتائجها إلى الجهات الرسمية لاتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة.

وأشار إلى أن وثائق وُجدت في المقرات العسكرية والأمنية والسجون، إلى جانب جهود توثيق قدمتها منظمات دولية وسورية منذ انطلاق الثورة، وفرت قاعدة بيانات واسعة عن مرتكبي الجرائم، وسيتم استخدامها في بناء الملفات القضائية. كما أكد أن منظمات مجتمع مدني دولية ووطنية وثقت أسماء آلاف الضحايا، وهي على استعداد لتسليم تلك البيانات للهيئة.

وأفاد عبد اللطيف بأن الهيئة أجرت سلسلة من المشاورات مع الضحايا وممثليهم، ومؤسسات المجتمع المدني، والمنظمات الدولية، والأكاديميين والحقوقيين، واستفادت من تجارب دول مرت بمسارات العدالة الانتقالية.

ولفت إلى أن الهيئة أنهت إعداد نظامها الداخلي، وشكلت فريق عملها ومدونة السلوك الخاصة بالعاملين فيها، وتعمل حالياً على إتمام التحضيرات اللوجستية والإدارية، تمهيداً لانطلاق عملها في جميع أنحاء الجمهورية العربية السورية قريباً.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل غزة بنيامين نتنياهو روسيا قطاع غزة دونالد ترامب إسرائيل غزة بنيامين نتنياهو روسيا قطاع غزة سوريا بشار الأسد الجيش السوري أخبار انتربول حزب الله دونالد ترامب إسرائيل غزة بنيامين نتنياهو روسيا قطاع غزة حروب المساعدات الإنسانية ـ إغاثة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس مجاعة نساء عبد اللطیف بشار الأسد إلى أن

إقرأ أيضاً:

خبير سياسي: مصر الوحيدة التي تواجه المشروع الدولي لتقسيم سوريا وتفكيك الدولة


كشف الدكتور محمد العزبي، خبير العلاقات الدولية، تفاصيل جديدة حول ما وصفه بـ"الصفقة الجارية لإعادة الرئيس السوري السابق بشار الأسد إلى المشهد"، مؤكدًا أن جزءًا من بنودها يتضمن تسليم الأسد لدولة أخرى لإجراء محاكمة شكلية تمهيدًا لتبرئته من تهم جرائم الحرب.

 

 

 

تسريبات واعترافات صادمة بين بشار الأسد ولونا الشبل تعيد شبح مذيعة الجزيرة بعد وفاتها (تفاصيل) سوريا تحتفل بالذكرى الأولى لسقوط بشار الأسد


وأشار العزبي خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، إلى أن هذا الطرح "غير مسبوق وخطير للغاية"، متسائلًا: "وفق أي قانون سيتم محاكمته؟ السوري أم الدولي؟ وكيف يتم إعداد سيناريو يعيد شخصًا متهمًا بقتل شعبه إلى واجهة المشهد؟".
وأوضح أن هذه البنود كانت محل رفض وسخرية في البداية، حيث اتُهم هو وآخرون بـ"الجنون وترويج الأوهام"، قبل أن تظهر تقارير دولية – بينها تقرير لوكالة رويترز وأخرى لهيئة الإذاعة البريطانية BBC – تؤكد صحة ما نشره، وتكشف عن تحركات فعلية تمهّد لهذه الصفقة.

وأكد العزبي أن ما تم نشره في الإعلام الدولي يتوافق مع ما تم كشفه مسبقًا عبر البرنامج، مشيرًا إلى أن هذه التسريبات أحدثت حالة هلع داخل صفوف هيئة تحرير الشام بقيادة أبو محمد الجولاني، ما أدى إلى حملة اعتقالات واسعة في مناطق نفوذ التنظيم.
وأضاف أن المرحلة المقبلة ستشهد تطورًا غير متوقع، يتمثل في فتح عدد من السجون في حمص وحلب وإطلاق سراح مجموعات معينة، ضمن سيناريو يعزّز مخطط تقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ متعددة.


وكشف العزبي أن الجولاني وافق ضمن الصفقة على التخلي عن المناطق الغنية بالنفط والغاز لصالح إسرائيل، مستشهدًا بتقرير بثته القناة الإسرائيلية 12، ظهر خلاله مسؤولون إسرائيليون يتحدثون صراحة عن "ضرورة بقاء مناطق معينة تحت السيطرة الإسرائيلية".


وأشار إلى أن الجولاني لم يصدر أي تصريح يعترض فيه على هذه التصريحات، رغم ظهوره مؤخرًا في مقاطع وصفت بأنها "استعراضية وغير واقعية".


وأكد العزبي أن مصر هي الدولة الوحيدة التي تقف ضد سيناريو التقسيم، وقد نجحت بالفعل في تمرير قرار أممي يمنع تفكيك الدولة السورية ويطالب بانسحاب الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي التي يسيطر عليها.


وفي ختام حديثه، انتقد العزبي الأبواق الإعلامية التابعة للإخوان وتنظيم داعش، معتبرًا هجومهم الحاد على مصر وعلى كل من يكشف الحقائق "محاولة بائسة للتغطية على حجم الترتيبات التي تجري في الخفاء".
 

مقالات مشابهة

  • هل ظهر بشار الأسد داخل حانة في موسكو؟ (صورة)
  • سوريا وفرنسا تطلبان من لبنان اعتقال مدير المخابرات الجوية السابق.. ماذا نعرف عن جميل حسن؟
  • فرنسا وسوريا تطالبان لبنان باعتقال مهندس قمع السوريين
  • طلب فرنسي ـ سوري لاعتقال مسؤول سوري.. وبيروت: لا نعرف مكانه
  • خبير دولي يفجر مفاجأة عن مكان اختفاء ماهر الأسد
  • خبير سياسي: مصر الوحيدة التي تواجه المشروع الدولي لتقسيم سوريا وتفكيك الدولة
  • محمد موسى يكشف تفاصيل صفقة دولية لعودة الأسد.. ويشعل ردود فعل عالمية
  • نجل مفتي سوريا السابق يكشف تفاصيل اعتقال والده.. ماحقيقة إعدامه؟
  • القضاء الأعلى يوبخ مسؤولًا بعد كتاب عن إسقاط النظام السياسي في العراق
  • الكونغرس يمهد لإلغاء قيصر… تحوّل مفصلي في الملف السوري