مشاركة 255 طالبا في "البرنامج الصيفي" بظفار

صلالة- الرؤية

ضمن جهود وزارة التربية والتعليم في سلطنة عمان لتعزيز المهارات الحياتية والقيم الوطنية لدى النشء، انطلقت الوزارة فعاليات البرنامج الصيفي لهذا العام تحت شعار "صيفي تواصل ونماء"، في عدد من المراكز التعليمية والمجتمعية بالمحافظات التعليمية.

وبدأت المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة ظفار تنفيذ الفعاليات وأنشطة البرنامج الصيفي لطلبة المدارس لعام 2025م، وذلك في أربعة مراكز صيفية، بمشاركة 255 طالبًا وطالبة من مختلف مدارس المحافظة، ويستمر لمدة أسبوعين.

وأشار حامد بن بخيت المشيخي القائم بأعمال المدير العام للمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة ظفار، ورئيس اللجنة المحلية للإشراف على البرنامج الصيفي، إلى أن تنفيذ البرنامج يأتي بهدف استثمار وقت الإجازة الصيفية في تنمية مهارات الطلبة المشاركين، وتطوير قدراتهم الذاتية في بيئة آمنة ومحفّزة، تعزّز القيم الوطنية والمجتمعية. كما يهدف إلى المساهمة في بناء جيل واعٍ قادر على مواكبة التقدم التقني، والمحافظة على الهوية الوطنية، انسجامًا مع مستهدفات رؤية عُمان 2040.

وأوضح المشيخي أن البرنامج يتضمن أنشطة متنوعة وحلقات عمل في مجالات متعددة، من بينها المجال الاجتماعي والتطوعي، والفني، والثقافي، والأدبي، والرياضي، والإعلامي، والقِيَمي. حيث يركّز الأسبوع الأول على تنمية المهارات الشخصية والاجتماعية، من خلال أنشطة بدنية، وبرامج في التفكير الإبداعي، وتحليل المشكلات، وتعزيز العمل الجماعي وروح المسؤولية. فيما يركّز الأسبوع الثاني على تعزيز الهوية الوطنية، من خلال فعاليات ومسابقات تربوية وثقافية تُبرز القيم والعادات والتقاليد العُمانية الأصيلة.

ويُنفَّذ البرنامج في كل من مركز المدرسة السعيدية للبنين بصلالة، ومركز مدرسة منبع الحكمة الصيفي، بالإضافة إلى مركز مدرسة السعادة الصيفي، ومركز مدرسة درة ظفار الصيفي للبنات، إلى جانب الفعاليات التربوية والتعليمية في المواقع الأخرى من خلال الزيارات العلمية والرحلات الترفيهية.

ويسعى البرنامج إلى الاستثمار الأمثل لفترة الإجازة الصيفية عبر تقديم باقة متنوعة من الورش التعليمية والأنشطة الترفيهية التي تواكب احتياجات واهتمامات الطلبة، وتجمع بين التعلُّم والمتعة في بيئة آمنة وشائقة. ويشارك في البرنامج الطلبة من الصف الخامس حتى الصف الحادي عشر، إلى جانب أعضاء الهيئة التدريسية والإدارية المهتمين بالتطوع التربوي خلال العطلة الصيفية.

يُركّز البرنامج على مجموعة من الأهداف التربوية والاجتماعية، من بينها تنمية الثقة بالنفس، وتحفيز التفكير الإبداعي، وتعزيز مهارات التواصل والعمل الجماعي، إضافة إلى تطوير القدرات في مجالات مثل البرمجة، والذكاء الاصطناعي، والفنون، والرياضة، والقيادة. كما يسعى البرنامج إلى غرس القيم الوطنية والاجتماعية من خلال ورش عمل عن الهوية العمانية، والعادات والتقاليد، والشخصيات العمانية المؤثرة، فضلاً عن تنظيم أنشطة تطوعية تعزز روح الانتماء والمسؤولية لدى المشاركين.

وقد تم تصميم البرنامج وفق خطة مرنة تشمل أسبوعين من الأنشطة المكثفة، موزعة على مجالات متعددة مثل الاجتماعي، الثقافي، الفني، الأدبي، الرياضي، والإعلامي، بالإضافة إلى المجال القيمي. ويتضمن البرنامج فعاليات عملية مثل: رياضة المشي، العصف الذهني، تمثيل المشاهد المسرحية المستوحاة من التراث، والألعاب الشعبية، إلى جانب مسابقات في السلوك الإيجابي والتقاليد العمانية.

 

طلبة مركز المدرسة السعيدية بصلالة الصيفي يزور مركز الابتكار العلمي

وضمن فعاليات البرنامج الصيفي لطلبة المدارس لعام 2025م، نظّم مركز المدرسة السعيدية بصلالة الصيفي للبنين ورش تدريبية متخصصة في مجالات الروبوت والذكاء الاصطناعي والطائرات المسيّرة (الدرون)، وذلك ضمن زيارة الطلبة لمركز الابتكار العلمي والروبوت بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة ظفار.

هدفت الورش التي شارك فيها 75 طالب إلى تنمية مهارات الطلبة في مجالات التكنولوجيا الحديثة، وتعزيز قدراتهم في مجالات البرمجة والتصميم والتشغيل، حيث تم تدريب الطلبة على أساسيات البرمجة والتصميم والتشغيل في مجال الروبوتات، بالإضافة إلى التعرّف على تقنيات الذكاء الاصطناعي واستخداماتها التعليمية، إلى جانب مهارات التحكم في الطائرات المسيّرة وتطبيقاتها في المجالات العلمية والميدانية.

 

وقال هشام بن صالح الكحالي أن البرنامج الصيفي يُنفذ على مدى أسبوعين، ويتضمّن العديد من الفعاليات الثقافية والعلمية والرياضية التي تستهدف استثمار أوقات الطلبة بما يعود عليهم بالنفع، ويُسهم في بناء شخصياتهم وتنمية مهاراتهم الحياتية.

 

ورش إبداعية في مركز منبع الحكمة الصيفي بتعليمية ظفار

ونفّذ مركز منبع الحكمة الصيفي للبنات بتعليمية ظفار عددًا من الورش التدريبية المتنوعة التي استهدفت تنمية مهارات الطالبات في مجالات التصميم والتصوير والثقافة المالية، وذلك في إطار البرنامج الصيفي لطلبة المدارس لعام 2025م الهادف إلى صقل المهارات وتنمية الإبداع لدى الطالبات المشاركات.

وقد قدّمت آمال ربيع مبروك العاصي ورشة متخصصة في تصميم الملصقات، ركّزت من خلالها على مبادئ التصميم واستخدام الألوان والخطوط في التعبير البصري، إلى جانب التطبيقات العملية التي أتاحت للطالبات المشاركات فرصة إنتاج ملصقات تعبّر عن جوانب مجتمعية متنوعة.

وفي مجال التصوير الضوئي، قدّمت مريم أمين عوض بيت سويد ورشة تدريبية تناولت أساسيات التصوير، وتوظيف الكاميرا في توثيق اللحظات اليومية بأساليب فنية، كما تعرّفت المشاركات على تقنيات الإضاءة وتكوين الصورة واختيار الزوايا المناسبة لإنتاج صور احترافية.

كما قدّمت منيرة أحمد سالم البرعمي عرضًا حول مشروع "خزنة" وأهمية الثقافة المالية، ناقشت فيه أهمية التوعية بالادخار والتخطيط المالي في سن مبكرة، وعرضت نماذج تطبيقية لمساعدة الطالبات على فهم كيفية إدارة مصروفاتهن وتعزيز السلوك المالي المسؤول.

وأوضحت الأستاذة نور بنت راشد المهري رئيسة مركز منبع الحكمة الصيفي للبنات أن هذه الأنشطة تأتي في إطار خطط المركز الهادفة إلى توفير بيئة تعليمية جاذبة ، تجمع بين الترفيه والفائدة، وتسهم في اكتشاف مواهب الطالبات وتنميتها، بما يعزز من مهاراتهن الشخصية وقدرتهن على الإبداع والابتكار.

ورش نوعية في مركز السعادة الصيفي

وضمن فعاليات ومناشط مركز السعادة الصيفي للبنات، وفي إطار البرنامج الصيفي لطلبة المدارس 2025م تحت شعار "صيفي تواصل ونماء"، تم تنفيذ ورش تعليمية متميزة استهدفت تمكين الطالبات من مهارات عملية في مجالي اللغة الإنجليزية والذكاء الاصطناعي، سعياً نحو تنمية قدراتهن على التعلم والتفاعل مع متطلبات العصر الرقمي.

وقد قدّمت سبأ بنت علوي الكاف ورشة بعنوان "طريقك إلى تحسين التحدث بالإنجليزية"، ركّزت فيها على تنمية مهارات المحادثة باللغة الإنجليزية من خلال أنشطة تفاعلية وتدريبات عملية ساعدت الطالبات على تحسين نطقهن واكتساب مفردات جديدة، إلى جانب تعزيز الثقة في استخدام اللغة في مواقف الحياة اليومية.

كما نفّذت نوف بنت ناجي اليافعي ورشة تطبيقية بعنوان "الذكاء الاصطناعي في التعليم وتطبيقات عملية"، استعرضت فيها مفاهيم أساسية حول الذكاء الاصطناعي، وكيف يمكن توظيفه لخدمة العملية التعليمية، من خلال أدوات وتقنيات تسهّل التعلم الذاتي وتزيد من كفاءة التحصيل الدراسي.

وأشارت الأستاذة خلود بنت سعيد أحمد الغريبي رئيسة مركز السعادة الصيفي للبنات بصلالة جاء تنظيم هذه الورش تأكيدًا على دور المراكز الصيفية في دعم الابتكار وتوجيه طاقات الطالبات نحو أنشطة تعليمية هادفة، تنسجم مع تطلعات رؤية عُمان 2040 لبناء جيل متعلم ومتمكن من أدوات العصر الحديث.

 

فعاليات تدريبية متنوعة في مركز درة ظفار الصيفي

ضمن البرنامج الصيفي لطلبة المدارس 2025م تحت شعار "صيفي تواصل ونماء"، نفّذ مركز مدرسة درة ظفار الصيفي اليوم عددًا من الورش التدريبية المتنوعة التي هدفت إلى تنمية المهارات الإبداعية لدى الطالبات، وذلك من خلال تقسيم المشاركات إلى مجموعتين هما: "تمكين" و"تواصل". وقدّمت الأستاذة أحلام بنت مبروك بن محمد باسعد ، معلمة مادة الفنون التشكيلية بمدرسة النهضة للتعليم الأساسي ، ورشة متخصصة في صناعة الشموع، حيث تعرفت طالبات المركز على خطوات إعداد الشموع بطرق فنية مبتكرة، باستخدام خامات متنوعة وألوان جذابة، مما ساهم في تنمية مهاراتهن في الأشغال اليدوية الفنية. ك

ما تم تنظيم ورشة عمل بعنوان "العمل التطوعي وأثره في المجتمع"، قدّمتها الأستاذة ليال بنت أحمد الشيخ، سلطت الضوء خلالها على أهمية العمل التطوعي كأداة فعالة لبناء المجتمعات وتعزيز روح المواطنة والمسؤولية لدى الأفراد، خاصة فئة الشباب. وتناولت الورشة عدة محاور رئيسية، أبرزها مفاهيم العمل التطوعي، وأثره الإيجابي في تنمية المجتمعات، ودوره في صقل مهارات الفرد وتعزيز انتمائه الوطني، كما شجّعت المشاركات على المبادرة والمساهمة في مختلف البرامج التطوعية. كما قدّمت الأستاذة ليال محاضرة تعريفية بمنصّتي جود وأيادي التطوعيتين في سلطنة عُمان، موضحة أهداف كل منصة، وآلية التسجيل فيها، والفرص التطوعية المتاحة للطلبة والمواطنين، وكيفية الاستفادة منها في خدمة المجتمع وتطوير الذات.

من جانب آخر قدّم الدكتور أحمد بن سالم المشيخي محاضرة توعوية بعنوان "غرس قيم العمل التطوعي لدى الطالبات وأهم مجالاته"، وذلك ضمن فعاليات مركز درة ظفار الصيفي للبنات. حيث هدفت المحاضرة إلى تنمية الوعي بأهمية العمل التطوعي، وتعزيز قيمه في نفوس الطالبات، باعتباره أحد الركائز الأساسية لبناء مجتمع متماسك ومشارك. وركّز الدكتور المشيخي خلال حديثه على الدور الحيوي الذي يقوم به العمل التطوعي في دعم التنمية المجتمعية، وتنمية الشعور بالمسؤولية والانتماء لدى الأفراد، لاسيما فئة الشباب.

كما استعرض الدكتور أبرز المجالات المتاحة للعمل التطوعي، والتي تشمل الجوانب الاجتماعية، والبيئية، والصحية، والتعليمية، والثقافية، موضحًا كيف يمكن لكل فرد أن يسهم بإمكاناته في خدمة المجتمع من خلال مبادرات تطوعية بسيطة ولكنها مؤثرة.

وأشارت الأستاذة مريم بنت أحمد البرعمي رئيسة مركز درة ظفار الصيفي للبنات بصلالة أن هذه الأنشطة تأتي في إطار حرص المركز على توفير بيئة تعليمية جاذبة خلال الإجازة الصيفية، تُسهم في تنمية الجوانب المهارية والثقافية لدى الطالبات، وتُعزز من ثقتهم بأنفسهم عبر مسارات تعليمية مبتكرة.

 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية