فجوة تمثيل النساء في الحقائب الوزارية تتسع رغم وضوح الإرادة السياسية العليا
تاريخ النشر: 6th, August 2025 GMT
صراحة نيوز- بقلم / زهور غرايبة
يشكّل التعديل الوزاري الأول على حكومة الدكتور جعفر حسان فرصة للتأمل في موقع المرأة داخل السلطة التنفيذية، ومدى انعكاس الخطاب السياسي على واقع المشاركة النسائية في صنع القرار، الحكومة التي شُكّلت في منتصف عام 2024 حملت في بدايتها مؤشرات مختلفة، حيث بلغت نسبة التمثيل النسائي 15.
لكن التعديل الوزاري المعلن اليوم، والذي خرج بموجبه 10 وزراء ودخل 9، لم يحافظ على هذه النسبة، بل خفّضها إلى 12.9%، بعد أن استقر عدد النساء في الفريق الوزاري عند 4 وزيرات فقط من أصل 31 وزيرًا، إن الحديث عن هذه النسبة لا تعكس فقط تراجعًا عن تشكيل الحكومة، إنما تهدم مسارًا تصاعديًا شهدته الحكومات السابقة، حيث بلغ التمثيل النسائي 24.4% في عام 2019، قبل أن يتراجع إلى 9.1% في عام 2021، ثم يرتفع إلى 18.5% في 2022 و23.3% في 2023، لتعود الحكومة اليوم إلى مستوى أقل من سقف الطموح.
إن المسألة لا تتعلق بالأرقام فقط، بل بما تعكسه من فلسفة سياسية في تشكيل الحكومات، وإضافة لذلك وجود النساء في السلطة التنفيذية لا يُفترض أن يكون تجميلًا أو توازنًا رمزيًا، لكنه يفترض أن يكون أحد مؤشرات النضج المؤسسي للدولة، والتراجع، ولو كان طفيفًا، في ظل هذا السياق، يطرح تساؤلات حول موقع وجود النساء في ترتيب الأولويات، خاصة حين يُقابل ذلك خطاب إصلاحي متقدم بقرارات لا تواكبه بالشكل الكافي.
اللافت أن هذا التراجع لا يرتبط بندرة الكفاءات النسائية، فالأردن يزخر بنماذج نسائية متميزة على المستويات الأكاديمية والاقتصادية والقانونية والإدارية، لكن ما زالت خيارات تشكيل الحكومات تميل إلى نمطية في التفكير، تُبقي المرأة في مواقع محددة، أو تقيّد مشاركتها بأدوار تقليدية لا تعبّر عن قدراتها الحقيقية، وهذا ما يجعل تمثيل النساء في الحكومات عرضة للتغير مع كل تعديل، بدلاً من أن يكون جزءًا من سياسة راسخة ومستقرة.
الحديث عن التمكين لا يكتمل دون ضمان استمرارية الحضور النسائي في مراكز القرار، لا فقط في بدايات تشكيل الحكومة، في كل مرحلة من مراحلها، بما في ذلك التعديلات الوزارية، والمطلوب ليس فقط ضمان وجود النساء، أيضًا توزيع الحقائب بما يعكس الثقة بقدراتهن، وأن تُسند لهن وزارات ذات طابع سيادي أو اقتصادي، وليس حصرهن في قطاعات اجتماعية فقط.
ما حدث في هذا التعديل لا يُلغي جهود الدولة في مجال تمكين المرأة، لكنه يسلط الضوء على أهمية ترسيخ ذلك التمكين عبر مأسسة خيارات التمثيل، وربطها بسياسات لا تتغير مع تغيّر الحكومات أو أولوياتها اللحظية، كما أن الإرادة السياسية العليا التي تتعلق برؤى جلالة الملك الاصلاحية تؤكد باستمرار على أن تمثيل المرأة لا يمكن أن يكون حالة ظرفية فقط بل مكون أساسي من مكونات الحكم الرشيد، وكل تراجع فيه، مهما بدا بسيطًا، يرسل إشارات مربكة إلى الداخل والخارج حول مسار الإصلاح السياسي والاجتماعي في البلاد.
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن عرض المزيد الوفيات عرض المزيد أقلام عرض المزيد مال وأعمال عرض المزيد عربي ودولي عرض المزيد منوعات عرض المزيد الشباب والرياضة عرض المزيد تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون نواب واعيان علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي نواب واعيان تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام النساء فی أن یکون
إقرأ أيضاً:
جمعية نهوض وتنمية المرأة بالشراكة مع السفارة البريطانية تختتم فعاليات المشروع التنموي «لها ومعها»
اختتمت جمعية نهوض وتنمية المرأة بالشراكة مع السفارة البريطانية بالقاهرة فعاليات المشروع التنموي «لها ومعها»، خلال مؤتمر شهد حضور ممثلين عن الجهات الدولية والسفارات والمجالس القومية والجمعيات الأهلية، إلى جانب شخصيات عامة وإعلاميين، وسط إشادة واسعة بما حققه المشروع من تغيير حقيقي في حياة النساء والأسر.
قصة “نور الهدى”.. صوت يلخّص رحلة آلاف النساء
افتتحت المستفيدة نور الهدى المؤتمر بكلمات مؤثرة عكست حجم التغيير الذي أحدثه المشروع في حياتها وحياة أسرتها، قائلة: "أنا شخصيتي اتغيرت… بقي عندي جرأة وكرامة. بيتي بقى هادي بعد ما جوزي بطل يضربني… ولادي اتعلموا يحترموا بعض… حميت بنتي من الختان والجواز المبكر… بقيت أمشي من غير خوف… بقيت أقول لأ… وبقيت قيادية في بيتي وجيراني… وخدت قرار الشغل بعد ما كان جوزي رافض".
قصة نور الهدى، التي لاقت تفاعلًا كبيرًا من الحاضرين، جاءت كترجمة إنسانية لما أحدثه المشروع لدى آلاف النساء في القاهرة والفيوم والأقصر.
وأكدت الدكتورة إيمان بيبرس، رئيسة مجلس إدارة جمعية نهوض وتنمية المرأة، أن مشروع «لها ومعها» ركّز على توعية النساء بحقوقهن، وتقديم الدعم النفسي لهنّ، وإشراك الرجال لضمان تغيير حقيقي داخل الأسرة، مشيرة إلى أن كثيرًا من المستفيدات أصبحن «قيادات طبيعية» ينقلن ما تعلمنه إلى محيطهنّ، مما يضمن استدامة أثر المشروع.
وقد أعلن المؤتمر أن المشروع نجح في الوصول إلى:
2,538 مستفيدًا/ة بشكل مباشر
17,766 مستفيدًا/ة بشكل غير مباشر
من خلال العمل مع 21 جمعية أهلية شريكة في 46 منطقة بثلاث محافظات: القاهرة – الفيوم – الأقصر.
وأوضحت بيبرس أن المشروع يُعد أول تعاون للجمعية في الأقصر، ما ساهم في توسيع نطاق العمل بالمناطق الأكثر احتياجًا.
شراكة ممتدة… السفارة البريطانية تعلن استمرار الدعم
أكدت الأستاذة ريتشيل جيل، السكرتيرة الأولى للتنمية بالسفارة البريطانية بالقاهرة، أن ما حققه مشروع «لها ومعها» من وصول وتغيير يفوق المستهدف يُعد إنجازًا يستحق الاستمرار والتوسع، مشددة على أن مكافحة العنف ضد المرأة أولوية أساسية للسفارة.
كما أوضحت الأستاذة حنين شاهين، مستشارة العنف القائم على النوع الاجتماعي ومديرة برنامج ISF بالسفارة، أن هذا ليس ختامًا للمشروع، بل «ختام مرحلة أولى»، وأن السفارة ستواصل الاعتماد على جمعية نهوض وتنمية المرأة كشريك رئيسي في برامج مواجهة العنف ضد المرأة.
الذكاء الاصطناعي… شريك جديد لحماية النساء
شهد المؤتمر كلمة للأستاذ الدكتور رؤوف رشدي، استشاري الصحة الإنجابية وباحث في الذكاء الاصطناعي، تناول فيها دور التقنيات الحديثة في حماية النساء، معلنًا مبادرة جديدة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في منع حوادث التحرش المرتبطة بوسائل النقل الذكي.
شهادات حية… ومعرض لتمكين المستفيدات
استمع الحضور إلى مجموعة من الشهادات المؤثرة لمستفيدات المشروع، عكست التطور الذي شهدته علاقاتهن الأسرية ودورهن المجتمعي، كما تضمن المؤتمر معرضًا لمنتجاتهن التي تلقّين تدريبًا عليها ضمن أنشطة المشروع، في خطوة نحو التمكين الاقتصادي المستدام.
تكريم يعزز الشراكة
وفي الختام، قدّمت د. إيمان بيبرس درع جمعية نهوض وتنمية المرأة إلى السفارة البريطانية بالقاهرة تقديرًا لشراكتها وجهودها في دعم المشروع.