8 أغسطس، 2025

بغداد/المسلة: أطلقت شركة “أوبن إيه آي” الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي منذ إطلاق “تشات جي بي تي” أواخر عام 2022، نموذجا جديدا الخميس في ظل احتدام المنافسة لتطوير أدوات ذكاء اصطناعي أكثر فعالية.

وأكد الرئيس التنفيذي للشركة الأميركية سام ألتمان خلال مؤتمر صحافي أن استخدام “جي بي تي 5 أشبه بالتحدث إلى خبير حاصل على درجة الدكتوراه في أي موضوع”.

وشبّه ألتمان نسخة “جي بي تي 3” GPT-3 التي كانت تعمل في الإصدار الأول من “تشات جي بي تي”، بطالب ثانوي “يُجيب أحيانا إجابة صحيحة، وأحيانا أخرى بإجابة غير منطقية”، فيما “جي بي تي 4” يشبه طالبا جامعيا.

تتنافس شركات التكنولوجيا العملاقة على تطوير نماذج جديدة أكثر تطورا قادرة على “التفكير” وأداء المهام بشكل مستقل، وتركز أنظارها على ما يُسمى بالذكاء الاصطناعي “العام” أو “الفائق الذكاء”، الذي يتمتع بقدرات معرفية تفوق قدرات البشر.

تسارعت وتيرة التطوير مع سعي مختلف المجموعات لجعل أدوات المساعدة بالذكاء الاصطناعي – أبرزها تشات جي بي تي وجيميناي (غوغل) وميتا إيه آي وكلود (أنثروبيك)- لا غنى عنها في الحياة اليومية لأكبر عدد ممكن من المستخدمين والمطورين.

تحاول غوغل وميتا (فيسبوك وإنستغرام) الإفادة في هذا السباق من قاعدتيهما الضخمتين من المستخدمين، فيما رسّخت أنثروبيك مكانتها، لا سيما بين المحترفين. أما “غروك” من شركة “إكس إيه آي” التابعة لإيلون ماسك، فقد تم دمجها مباشرةً في منصة إكس الاجتماعية.

أحدثت شركة “ديب سيك” الصينية الناشئة ضجة في وقت سابق من هذا العام بإطلاقها “ار 1″، وهو نموذج مفتوح المصدر ومتقدم رغم القيود المرتبطة بالتكنولوجيا والميزانية.

لكن “تشات جي بي تي” لا يزال الاسم الأكثر شهرة بين عامة الناس، إذ يضم ما يقرب من 700 مليون مستخدم نشط أسبوعيا.

– “قوة خارقة” –
قدّمت “أوبن إيه آي” نموذج “جي بي تي 5” على أنه “الأذكى” و”الأسرع” و”الأكثر فائدة” حتى الآن.

وقال سام ألتمام “يُمكن لـ+جي بي تي 5+ أن يُقدم لك إنجازاتٍ مذهلة. يُمكنه إنشاء برامج فورية عند الطلب (…) يتمتع بقوة خارقة مذهلة”.

طلب أحد مهندسي “جي بي تي 5″، يان دوبوا، من مُساعد الذكاء الاصطناعي المُستخدم في اللغة اليومية إنشاء تطبيق إلكتروني لتعلم اللغة الفرنسية باستخدام الألعاب. أنتج “جي بي تي 5” على الفور مئات الأسطر البرمجية، وبدأ الموقع الإلكتروني الأساسي بالعمل في دقائق.

ووفقا للشركة، فإن “جي بي تي 5” أقل عُرضة لتقديم إجابات غير منطقية مقارنة بالنماذج السابقة، فهو “يُقر” عندما لا يعرف بدلا من اختلاق إجابة تبدو مُقنعة في الظاهر لكنها غير دقيقة.

كما جرى تعزيز ميزات الأمان في الإصدار الجديد. وأوضح أحد مسؤولي أمن المنتجات في الشركة أليكس بيوتيل أنه “في السابق، كان النهج ثنائيا. إذا بدا الاستعلام آمنا، فسيعمل النموذج، وإذا لم يكن كذلك، فلن يعمل”.

مع “جي بي تي 5″، في حالة الشك في وجود دوافع إجرامية محتملة، “سيكتفي النموذج بتقديم معلومات عامة لا يمكن أن تُسبب ضررا”.

سيصبح المساعد الرقمي قابلا للتخصيص أيضا، إذ سيتمكن المستخدم من اختيار نبرة موجزة أو ودية أو ساخرة، كما سيتاح له الاتصال بخدمة الرسائل الإلكترونية في غوغل “جي مايل”.

– استثمارات هائلة –
أعلنت مايكروسوفت، المستثمر الرئيسي في “أوبن إيه آي”، أن “جي بي تي 5” بات متاحا على منصاتها المختلفة للمهندسين.

علق إيلون ماسك على إكس قائلا “+أوبن إيه آي+ ستسحق مايكروسوفت”.

تأسست “أوبن إيه آي” كمنظمة غير ربحية عام 2015، وكان إيلون ماسك أحد مؤسسيها، بهدف إنشاء ذكاء اصطناعي عام يُفيد البشرية جمعاء.

صرح سام ألتمان “من الواضح أن +جي بي تي 5+ نموذج ذكي، لكنه يفتقر إلى عنصر مهم لتحقيق الذكاء الاصطناعي العام (…) فهو ليس نموذجا يتعلم باستمرار من الأشياء التي يكتشفها”.

وأضاف “من الواضح أن الأمر سيتطلب استثمارات ضخمة في قوة الحوسبة للوصول إلى هذا الهدف، لكننا نعتزم الاستمرار”.

قُدرت قيمة هذه الشركة الناشئة الرائدة في سيليكون فالي بـ300 مليار دولار في آذار/مارس.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی تشات جی بی تی أوبن إیه آی جی بی تی 5

إقرأ أيضاً:

لم نصوت لتشات جي بي تي.. رئيس الوزراء السويدي يستخدم الذكاء الاصطناعي في قرار حكومي

أبدت سيمون فيشر-هيوبنر، باحثة في علوم الحاسوب بجامعة كارلستاد، قلقها من مخاطر تسريب بيانات حساسة، قائلة: "يجب أن تكون حذرًا جدًا". وأشارت إلى أن مثل هذه الأدوات لا تخضع لضوابط الأمان أو الشفافية المطلوبة عند التعامل مع محتوى حكومي. اعلان

أثار رئيس الوزراء السويدي أولف كريستيرسون جدلاً سياسياً وتقنياً بعد إفصاحه عن استخدامه المنتظم لأدوات الذكاء الاصطناعي للحصول على رأي تمهيدي في مسائل تتعلق بإدارته للحكومة.

وفي مقابلة مع صحيفة داجينس إندوستري الاقتصادية السويدية، أقر كريستيرسون، زعيم الحزب المعتدل ورئيس الائتلاف الحكومي اليميني الوسطي، باستخدامه منصات مثل "تشات جي بي تي" (ChatGPT) والخدمة الفرنسية "ليتشات" (Le Chat)، مشيرًا إلى أن هذه الأدوات تُستخدم على نطاق واسع بين موظفي القطاع العام كوسيلة للإرشاد أو التحقق من الاتجاهات.

وقال كريستيرسون: "أستخدمه بنفسي كثيرًا. ولو فقط للحصول على رأي ثانٍ. ماذا فعل الآخرون؟ وهل ينبغي أن نفكر بالعكس تمامًا؟ هذا النوع من الأسئلة." وأضاف أن الاستعانة بالذكاء الاصطناعي لا تحل محل القرار السياسي، بل تمثل أداة تحليلية مساعدة.

لكن التصريح أثار موجة من الانتقادات من خبراء في مجال التكنولوجيا والأخلاقيات الرقمية. ووصفت صحيفة أفتونبلادت في افتتاحية لها استخدام كريستيرسون للذكاء الاصطناعي بأنه "انخراط في هوس تكنولوجي تروّج له النخب الاقتصادية"، محذرة من تطبيع الاعتماد على أنظمة غير خاضعة للمساءلة في الشؤون العامة.

وأبدت سيمون فيشر-هيوبنر، باحثة في علوم الحاسوب بجامعة كارلستاد، قلقها من مخاطر تسريب بيانات حساسة، قائلة: "يجب أن تكون حذرًا جدًا". وأشارت إلى أن مثل هذه الأدوات لا تخضع لضوابط الأمان أو الشفافية المطلوبة عند التعامل مع محتوى حكومي.

Related كيف يكشف غوغل أسرار محادثاتك الخاصة مع تشات جي بي تي؟مع تصاعد الغش الأكاديمي.."تشات جي بي تي" يطلق ميزة وضع الدراسة لدعم الاستخدام المسؤول أصدقاء افتراضيون.. هكذا يؤثر الذكاء الاصطناعي على عواطف الأطفال والمراهقين

من جانبه، نفى توم سامويلسون، المتحدث باسم رئيس الوزراء، أن يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في معالجة معلومات سرية أو استخباراتية، مشددًا على أن "المعلومات ذات الحساسية الأمنية لا تُرسل إلى هذه المنصات بأي شكل من الأشكال"، موضحًا أن الاستخدام يقتصر على "تحليلات عامة وتقييمات أولية".

إلا أن البروفيسورة فيرجينيا ديجنوم، المتخصصة في الذكاء الاصطناعي المسؤول بجامعة أوميو، شككت في الجدوى السياسية للاعتماد على مثل هذه الأنظمة. وقالت لصحيفة داجينس نيهيتر: "الذكاء الاصطناعي لا يملك رأيًا سياسيًا، بل يعيد صياغة وجهات نظر مُدخلة في تدريبه. كلما زاد الاعتماد عليه في الأمور البسيطة، زاد خطر الثقة الزائدة. إنها منحدر زلق".

وأضافت: "يجب أن نطالب بضمانات واضحة حول موثوقية هذه الأنظمة. فالناخبون لم يصوتوا لصالح حكم تشات جي بي تي."

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • قفزة نوعية في الذكاء الاصطناعي.. أوبن إيه آي تطلق التحديث الخامس لـتشات جي بي تي
  • شركة أوبن إيه آي تطلق جي بي تي-5
  • أوبن إيه.آي تطلق جي.بي.تي-5
  • يساعد المراهقين على الانتحار والإدمان.. خبراء يحذرون من دور سلبي للذكاء الاصطناعي
  • «أوبن إيه آي» تطلق نموذجين للذكاء الاصطناعي قابلين للتشغيل على الحواسيب
  • لم نصوت لتشات جي بي تي.. رئيس الوزراء السويدي يستخدم الذكاء الاصطناعي في قرار حكومي
  • “أوبن أيه آي” تطلق نموذجين للذكاء الاصطناعي قابلين للتشغيل على الحواسيب
  • سامسونج تطلق نسخة جديدة من Bixby مدعومة بالذكاء الاصطناعي التوليدي
  • الذكاء الاصطناعي التوليدي.. ضربة موجعة جديدة لقطاع الإعلام المأزوم