فيديو منسوب لدعوة شيخ الأزهر إلى مسيرات في مصر.. ما صحته؟
تاريخ النشر: 8th, August 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- روّجت حسابات مقطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي بزعم أنه يُظهر شيخ الأزهر أحمد الطيب، لدى دعوته إلى خروج مسيرات الجمعة في ميادين مصر، والتوجه في قافلة إلى معبر رفح، للتعبير عن التضامن مع قطاع غزة.
حظي الفيديو بمئات الآلاف من المشاهدات في مختلف المنصات الاجتماعية، مصحوبًا بتعليقات يقول بعضها: "إن صحَّ هذا التسجيل - وأخاله صحيحًا - فجزى الله فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب خير ما يجزي به عباده العلماء الذين يخشونه ويتقونه ويخافونه".
أظهر الفيديو المزعوم، شيخ الأزهر وكأنه يقول على لسانه: "إن ما يجري اليوم في غزة من حصار وتجويع وقتل لإخوانكم جريمة لا يجوز السكوت عنها، ولا يليق بمؤمن أن يقنع بالدعاء دون حركة أو موقف... أدعوكم إلى أن تقودوا الناس بعد صلاة الجمعة القادمة في اليوم الثامن من شهر أغسطس".
ونسب الفيديو إلى الطيب دعوته إلى "مسيرات سلمية تخرج من المساجد يحمل فيها كل مواطن، ما يستطيع من قوت أرز أو دقيق أو حبوب ولو كيلو جرام واحد... ولتجتمع هذه المسيرات في ميادين المدن والمحافظات، وتتجمع معها الشاحنات والسيارات وتنطق القافلة الكبرى نحو معبر رفح. وأعلن أمام الله وأمام الناس سأكون في طليعة القافلة الخارجة من الأزهر إلى رفح".
أظهر تحقق CNN بالعربية من الفيديو أنه زائف ومٌضلل، حيث جرى إنتاجه عن طريق تقنيات الذكاء الاصطناعي، على الرغم من صحة بعض مدخلاته، مثل عنصر الصورة.على سبيل المثال، استعان صانعو الفيديو بلقطات مصورة حقيقية مأخوذة من برنامج "الإمام الطيب"، الذي كانت تبثه قنوات تلفزيونية مصرية وعربية، إضافة إلى حسابات الأزهر على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتعود اللقطات إلى الموسم الرابع من البرنامج، الذي تمت إذاعته في بين أبريل/نيسان ومايو/أيار خلال شهر رمضان لعام 2020.
بينما مزج صانعو الفيديو اللقطات الحقيقية مع كلمات نصية عن طريق أدوات الذكاء الاصطناعي، بحيث تُظهر شيخ الأزهر وكأنه يقولها، وهي حيلة معروفة لدى صانعي المعلومات المُضللة حول العالم. إلى جانب حقيقة عدم إدلاء الطيب بتصريحات مماثلة.
كما أكدت نتائج فحص الفيديو من خلال أدوات متخصصة في هذا الشأن، منها أداة Cantilux، أن المقطع يحمل مؤشرات مرتفعة على أنه مُنتج عن طريق الذكاء الاصطناعي.
وعبّر الأزهر مرارًا وتكرارًا عن إدانته للحرب الإسرائيلية في غزة منذ اندلاعها في عام 2023.
وأثار بيان للأزهر حول "المجاعة" في غزة، جدلا في يوليو/تموز الماضي، قبل أن يوضح أنه حذفه "حين أدرك أن هذا البيان قد يؤثر على المفاوضات الجارية بشأن إقرار هدنة إنسانية في غزة لإنقاذ الأبرياء، وحتى لا يُتخذ من هذا البيان ذريعة للتراجع عن التفاوض أو المساومة فيها".
وكان الأزهر قال في بيانه المحذوف إن ما يجري في غزة "جريمة إبادة جماعة مكتملة الأركان"، مُطلقًا "نداءًا عالميًا عاجلاً يستصرخ فيه أصحاب الضمائر الحيّة لتحرك فوري لإنقاذ أهالي غزة من المجاعة القاتلة".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أحمد الطيب الأزهر شيخ الأزهر غزة الذکاء الاصطناعی شیخ الأزهر عن طریق فی غزة
إقرأ أيضاً:
غوتيريش يحذّر من استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري، محذرا من مخاطره على السلم والأمن الدوليين.
وأكد غوتيريش، في تقرير موجّه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، الموقف الثابت للأمم المتحدة الرافض لأي أنظمة تمتلك السلطة التقديرية لإزهاق الأرواح البشرية، واصفا إياها بأنها "بغيضة أخلاقيا".
وشدد على ضرورة توجيه الذكاء الاصطناعي نحو الاستخدامات السلمية التي تساهم في تحقيق التنمية المستدامة، محذرا في الوقت نفسه من تصاعد استخدام هذه التكنولوجيا في النزاعات المسلحة.
وأوضح أن الذكاء الاصطناعي قد يُسهم في تحسين دقة العمليات العسكرية وتقليل الأخطاء البشرية، لكنه يطرح تحديات خطيرة، لا سيما ما يتعلق بالمساءلة البشرية في النزاعات، خصوصا في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية.
وأشار غوتيريش إلى ضرورة أن تظل قرارات استخدام القوة، خاصة ما يتعلق بالأسلحة النووية، في يد البشر فقط، مؤكدا أهمية التزام الدول بالقانون الدولي، بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان، خلال كامل دورة استخدام الذكاء الاصطناعي.
وحذر من أن هذه التكنولوجيا قد تسهّل على الجهات غير الحكومية تطوير أو حيازة أسلحة بيولوجية وكيميائية، داعيا الدول إلى تقييم منهجي لمخاطرها، والاستعداد الكامل لمواجهتها، والوفاء بالتزاماتها الدولية في مجالات نزع السلاح وعدم الانتشار.
كما عبر عن قلقه من الاستخدام المتزايد للتطبيقات المدنية للذكاء الاصطناعي في المجال العسكري، نظرا لطبيعتها القابلة لإعادة التوظيف، مما يزيد من صعوبة الرقابة ويقوض الشفافية والمساءلة.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة الدول إلى دراسة أوجه التداخل بين الاستخدامات المدنية والعسكرية لهذه التكنولوجيا، وتعزيز التعاون المشترك، ولا سيما في مجالات الشفافية، وبناء الثقة، واتخاذ تدابير إقليمية لمواجهة التحديات المرتبطة بها.
وأوصى غوتيريش بإطلاق آلية دولية شاملة لمعالجة الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري وآثاره على الأمن والسلم الدوليين، على أن يُنظر في هذا المقترح خلال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة المقررة في سبتمبر المقبل.