نشرت وزارة العدل السورية في السابع من أغسطس/آب 2025، مقطعا مصورا بعنوان "تحقيقات تحت مظلة القضاء"، أظهر جانبا من التحقيقات مع عدد من الشخصيات البارزة بنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، بينما تتم مواجهتهم بالتهم المسندة إليهم.

ووفق المقطع، فقد وُجهت إلى المذكورين تهم تشمل القتل العمد، والتعذيب المفضي إلى الموت، والاعتداء الذي يستهدف إثارة الحرب الأهلية، والتحريض والاشتراك والتدخل في عمليات قتل.

وتندرج هذه التحقيقات ضمن حملة أطلقتها الإدارة السورية الجديدة لضبط الأوضاع الأمنية، ومحاسبة رموز النظام السابق المتورطين في انتهاكات وجرائم ضد المواطنين.

ومن بين الشخصيات التي ظهرت في المقطع:

عاطف نجيب

عميد في جهاز الأمن السوري في عهد الرئيس المخلوع بشار الأسد، وهو ابن خالته، وأحد الوجوه الأمنية التي ارتبط اسمها بانطلاقة الثورة السورية عام 2011.

وُلد عام 1960، وتخرج في الكلية الحربية في حمص برتبة ملازم، ثم التحق بجهاز المخابرات وشغل عددا من المناصب الأمنية أبرزها:

رئيس فرع الأمن السياسي في محافظة درعا (2008–2011). رئيس فرع الفيحاء للأمن السياسي في دمشق. رئيس قسم التحقيق والدوريات في العاصمة. رئيس فرع الأمن في منطقة الشيخ محيي الدين بدمشق. نائب رئيس قسم أمن الشرطة، ثم نائب رئيس قسم قطاعات المحافظات في أمن دمشق.

ذاع صيته بشكل واسع في مارس/آذار 2011، عندما اعتقل 15 طفلا في مدينة درعا بتهمة كتابة شعارات على الجدران مناهضة للنظام. وقد أثارت تلك الواقعة غضبا واسعا بعدما رد على مطالب الأهالي بالإفراج عن أبنائهم بعبارة مهينة، وُصفت بأنها كانت الشرارة الأولى لانطلاق الثورة الشعبية ضد الأسد.

واجه لاحقا اتهامات عدة بالضلوع في قضايا فساد مالي وإداري، شملت الاتجار غير المشروع بالسيارات، وتهريب السلع من لبنان، واستغلال منصبه في ابتزاز التجار ورجال الأعمال.

إعلان

ورغم إعلان الأسد فتح تحقيق في تلك الانتهاكات، لم تفضِ التحقيقات إلى نتائج تُذكر، واقتصرت الإجراءات على إعفائه من منصبه في درعا ونقله إلى رئاسة فرع الأمن السياسي في محافظة إدلب.

أُدرج على قائمة العقوبات الأميركية في 29 أبريل/نيسان 2011، ثم على القائمة الأوروبية في التاسع من مايو/أيار من العام نفسه، بتهم تتعلق بارتكاب انتهاكات جسيمة ضد المدنيين.

بعد الإطاحة بنظام الأسد في بداية ديسمبر/كانون الأول 2024، أعلنت الإدارة السورية الجديدة، أن قوات الأمن في اللاذقية ألقت القبض على نجيب في 31 يناير/كانون الثاني 2025، بعد أن كان متخفيا في ريف المدينة.

إبراهيم حويجة

أحد أبرز ضباط الأمن في النظام السوري السابق، وُجهت إليه اتهامات بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، إلى جانب تورطه في عمليات تصفية استهدفت معارضين سياسيين داخل سوريا وخارجها.

برز اسمه بعد انقلاب حافظ الأسد عام 1970، وأصبح في 1987 ثاني مدير لإدارة المخابرات الجوية بعد اللواء محمد الخولي. استمر في هذا المنصب حتى عام 2002، وعُرف في تلك الحقبة بقبضته الحديدية وتشدده الأمني، خاصة في التعامل مع الحركات المعارضة.

وهو أحد الأسماء البارزة التي ارتبطت بقمع انتفاضة حماة عام 1982، إذ كان للمخابرات الجوية دور مباشر في العمليات العسكرية ضد المدينة، والتي خلفت آلاف الضحايا المدنيين.

كما وُجهت له اتهامات بالمشاركة في التخطيط لاغتيال الزعيم اللبناني كمال جنبلاط في 16 مارس/آذار 1977.

قرر بشار الأسد إقالة حويجة من منصبه بعد نحو 15 عاما من رئاسته لإدارة المخابرات الجوية.

وفي إطار حملة المحاسبة التي أطلقتها الحكومة السورية الجديدة عقب الإطاحة بنظام الأسد، أعلنت القوات الأمنية اعتقال إبراهيم حويجة في السادس من مارس/آذار 2025، على خلفية تورطه في جرائم وانتهاكات بحق الشعب السوري.

أحمد حسون

المفتي العام السابق للجمهورية العربية السورية في عهد الرئيس المخلوع بشار الأسد، عُرف بمواقفه الداعمة للنظام، وتحريضه العلني ضد المعارضين والثوار، حتى لقّبه خصومه بـ"مفتي البراميل.

شغل حسون مناصب متعددة في الدولة، منها:

رئيس جمعية رفع المستوى الصحي والاجتماعي في حلب. عضو في مجلس الشعب السوري بين عامي 1990 و1998. مدير أوقاف حلب عام 2007. المفتي العام للجمهورية بين 2005 و2021. رئيس الهيئة الاستشارية الشرعية لمجلس النقد والتسليف في مصرف سوريا المركزي. عضو المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في إيران.

تسلّم منصب الإفتاء العام في 2005، بعد وفاة المفتي الأسبق أحمد كفتارو، وشارك في مؤسسات دينية وفكرية خارجية، منها مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي في الأردن.

طوال فترة الثورة السورية، تبنّى حسون خطابا داعما لعمليات النظام العسكرية، وبرر قصف النظام السوري المدنيين في حلب، ووصف عمليات النظام بـ"التحرير"، وأيد الوجود الروسي والإيراني في سوريا، وقال إن "الإيراني والروسي لم يأتيا مستعمرَين، بل مساعدين معاونين"، وحرّم قتال الجيش السوري وعدّ الانضمام إليه واجبا شرعيا.

في 2016، زار حسون البرلمان الأيرلندي ضمن وفد ديني، ودعا الاتحاد الأوروبي إلى تخفيف العقوبات على دمشق، منكرا تورط موسكو في أي جرائم ضد المدنيين السوريين.

إعلان

وفي 2017، كشفت منظمة العفو الدولية أن أحكام الإعدام الجماعية بحق نحو 13 ألف معتقل في سجن صيدنايا، صدرت من مسؤولين رفيعي المستوى في الحكومة السورية، وصادق عليها المفتي حسون.

ومع سقوط نظام بشار الأسد أواخر عام 2024، عاد حسون إلى الواجهة من جديد، حين اقتحم متظاهرون سوريون في 18 فبراير/شباط 2025 منزله في مدينة حلب، مرددين هتافات تطالب بمحاكمته، على خلفية اتهامات شعبية واسعة بتواطئه في الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها النظام بحق المدنيين.

محمد الشعار

وزير الداخلية الأسبق في حكومة الرئيس المخلوع بشار الأسد، من الشخصيات العسكرية التي كانت لها أدوار أمنية بارزة في مواجهة الثورة السورية، واتُهم بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.

تدرج الشعار في المناصب الأمنية والعسكرية منذ التحاقه بالقوات المسلحة عام 1971، وتولى عددا من المواقع الحساسة، من بينها:

رئيس فرع المخابرات العسكرية في حلب. رئيس فرع المخابرات العسكرية في طرطوس. رئيس فرع "المنطقة 227" التابع لشعبة المخابرات العسكرية في دمشق عام 2006. قائد الشرطة العسكرية السورية. ضابط في شعبة المخابرات العسكرية بسوريا ولبنان. مسؤول أمني في مدينة طرابلس اللبنانية في ثمانينيات القرن الـ20، واتُّهم بالمشاركة في مجزرة باب التبانة عام 1986.

في 14 أبريل/نيسان 2011، تولى الشعار وزارة الداخلية ضمن حكومة عادل سفر، التي شُكلت عقب اندلاع الثورة السورية، واستمر في منصبه حتى 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، حين أُقيل وعُين نائبا لرئيس الجبهة الوطنية التقدمية.

وفي فترة توليه وزارة الداخلية، ربطت المعارضة السورية اسمه بقمع الاحتجاجات الشعبية، وتعذيب المعتقلين، والتورط في مجازر منها مجزرة سجن صيدنايا عام 2008.

أُدرج اسمه على قوائم العقوبات الأوروبية في التاسع من مايو/أيار 2011، والأميركية في 18 مايو/أيار 2011، وكذلك على القائمة العربية، والتي تضمنت تجميد أصوله، ومنعه من السفر، وفرض قيود على التعامل المالي معه.

وعقب تمكّن المعارضة السورية المسلحة من إسقاط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024 بعد إطلاق عملية "ردع العدوان"، وتمكنها من السيطرة على دمشق وتشكيل حكومة انتقالية، سلّم الشعار نفسه للسلطات السورية في الرابع من فبراير/شباط 2025.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات الرئیس المخلوع بشار الأسد المخابرات العسکریة الثورة السوریة رئیس فرع

إقرأ أيضاً:

وزير الداخلية أنس خطاب: لا يزال رجال الأمن الداخلي، إلى جانب رجال الاستخبارات، يثبتون يوماً بعد يوم أنهم صمّام الأمان لهذا الوطن الطيب وشعبه العظيم، إذ يسطرون في كل يوم ملحمة جديدة في القضاء على مختلف الخلايا التي تسعى إلى العبث والفساد بطرق متعددة

2025-08-07Zeinaسابق محافظة دمشق: إعادة تأهيل البنية التحتية في 4 محاور بالمدينة القديمة استجابة لمطالب الأهالي انظر ايضاًمحافظة دمشق: إعادة تأهيل البنية التحتية في 4 محاور بالمدينة القديمة استجابة لمطالب الأهالي

دمشق-سانا أكدت مديرية مدينة دمشق القديمة في محافظة دمشق أن مشروع إعادة تأهيل البنية التحتية …

آخر الأخبار 2025-08-07وزير الداخلية أنس خطاب: لا يزال رجال الأمن الداخلي، إلى جانب رجال الاستخبارات، يثبتون يوماً بعد يوم أنهم صمّام الأمان لهذا الوطن الطيب وشعبه العظيم، إذ يسطرون في كل يوم ملحمة جديدة في القضاء على مختلف الخلايا التي تسعى إلى العبث والفساد بطرق متعددة 2025-08-07محافظة دمشق: إعادة تأهيل البنية التحتية في 4 محاور بالمدينة القديمة استجابة لمطالب الأهالي 2025-08-07من التوظيف إلى الكفاءة المؤسسية.. لجنة صياغة مشروع قانون الخدمة المدنية تناقش صياغة الإطار التشريعي لإدارة الموارد البشرية في الجهاز الحكومي 2025-08-07الاقتصاد تلزم منتجي ومستوردي المواد الغذائية بالتقيد بالأوزان والسعات النظامية 2025-08-07مياه دمشق وريفها توقع اتفاقية مع السفارة التشيكية لتنفيذ محطتين لتنقية المياه 2025-08-07الأمم المتحدة: الوضع في غزة أكبر من الكارثة 2025-08-07بوليفارد النصر بحمص: تطوير عمراني يوفر 4500 مسكن و15 ألف وظيفة 2025-08-07وزارة الداخلية: تفكيك خلية إرهابية في منطقة حارم بريف إدلب 2025-08-07جبل الأكراد باللاذقية يستعيد نشاطه الزراعي مع عودة الأهالي للقرى المحررة 2025-08-07ثوران بركان كليوتشيفسكوي في كامتشاتكا يرفع مستوى تحذير الطيران إلى الأحمر

صور من سورية منوعات مرصد كوبرنيكوس للتغير المناخي: العالم يسجل ثالث أكثر شهور تموز حرارة على الأرض 2025-08-07 اكتشاف معبد عمره 6 قرون وسط تركيا 2025-08-06
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • قيادي حوثي يختطف مواطناً لإجباره على تحكيمه قبليا في قضية أمام القضاء
  • توفيق زيد العليوي قاضٍ ثوري يحاكم النظام السوري المنشق عنه
  • القضاء السوري يستجوب نجيب وحسون والشعار في لقطات مصوّرة غير مسبوقة .. فيديو
  • العدل السورية تنشر مشاهد لتحقيقات مع 4 شخصيات بارزة بنظام الأسد
  • مرتضى منصور يحرك القضاء المصري لإلغاء تطبيق تيك توك
  • وزير الداخلية أنس خطاب: لا يزال رجال الأمن الداخلي، إلى جانب رجال الاستخبارات، يثبتون يوماً بعد يوم أنهم صمّام الأمان لهذا الوطن الطيب وشعبه العظيم، إذ يسطرون في كل يوم ملحمة جديدة في القضاء على مختلف الخلايا التي تسعى إلى العبث والفساد بطرق متعددة
  • حموية: استثمارات اليوم تلبي تطلعات الشعب السوري من خلال توفير فرص العمل والفرص الاستثمارية للمستثمرين السوريين والأجانب للدخول إلى السوق السورية
  • حموية: الحكومة السورية تسعى إلى خلق بيئة استثمارية واقتصادية آمنة ومحايدة والانتقال إلى الاقتصاد الحر وهذا ما نعمل عليه من خلال القوانين الجديدة التي تم إصدارها
  • الوفد التقني بوزارة الخارجية السورية في ليبيا: يستمر الوفد التقني السوري في ليبيا في تقديم خدماته القنصلية للمواطنين، أيام 6 و7 و9 من هذا الشهر (الأربعاء والخميس والسبت)