عربي21:
2025-08-08@15:14:39 GMT

تطوير تأثير دانينغ-كروجر من استقراء واقعنا (2-3)

تاريخ النشر: 8th, August 2025 GMT

مقدمة

تأثير دانينغ-كروجر هو ظاهرة نفسية معروفة تصف كيف أن الأشخاص الذين يفتقرون إلى مهارات معينة يميلون إلى المبالغة في تقدير قدراتهم، بينما الأشخاص الأكثر كفاءة يدركون حدود معرفتهم بشكل أدق. هذا التأثير يوضح تناقضا بين الثقة والمعرفة، حيث يكون الجهل مصحوبا بثقة زائدة، والعكس بالعكس.

في هذا المقال، نستعرض تطويرا أجريته من خلال استقراء واقع منطقتنا ووضع النخب المثقفة على تأثير دانينغ-كروجر، ووضحته في المرتسم المرفق مع النص، والذي يقدم وفق ما أرى نموذجا أكثر شمولا وفهما لديناميكية المعرفة والثقة في الإنسان.



التأثير الأصلي:

يظهر التأثير الأصلي في رسم بياني يوضح العلاقة بين المعرفة والثقة بالنفس، حيث تبدأ الثقة عالية عند مستوى معرفة منخفض (المرحلة الأولى: الجهل) ثم تنخفض مع زيادة الوعي الحقيقي بالمشكلة (المرحلة الثانية: الوعي بالجهل)، وبعد ذلك تبدأ الثقة بالارتفاع تدريجيا مع اكتساب المعرفة الحقيقية.

ما رأيته في هذا وكان هذا الأمر قاعدة وليس وصفا لحالة خطية محددة، وهو إذا أسقطنا الواقع عليه نجده لا يتطابق، إضافة إلى أن المعلومة والتي تقود المثقف تحتاج إلى فهم، وبغير الفهم والاستعداد النفسي للعطاء لا يكون هذا المسار فالبشر ليسوا نسخة واحدة.

التطويرات المقترحة في المرتسم:

1- مراحل متعددة للنمو الفكري والشخصي: أضاف النموذج مراحل إضافية تتجاوز فقط العلاقة بين المعرفة والثقة. فهو يصف حالات نفسية متعددة ونقيضها مثل الإحباط يقابله الغرور، واليأس والتحليق وكذا التعلم، والتفاعل مع المجتمع.

2- تمثيل مرئي متدرج: يظهر المرتسم خطوطا متدرجة (1، 2، 3.. 6) ترسم مسارا من بداية الجهل إلى التطور الكامل. هذه المراحل تمثل صعود الإنسان من الفهم الخاطئ أو السقوط في الأخطاء، إلى التعلم النشط، ثم الوصول إلى حالة "الأنا" المتزنة والمضطربة.

3- التركيز على التفاعل المجتمعي: يوضح النموذج كيف يتفاعل الفرد مع محيطه الاجتماعي، وكيف تؤثر المعرفة والثقة على القدرة على التواصل والتأثير داخل المجتمع بطرق مختلفة.

4- التمييز بين الفشل والتعلم: النموذج يصف نقطة "كرسي الفشل" (المرحلة 6) للسلبية في رفض التعلم أو التصور الخاطئ للقدرات أو التكبر المعطل للفاعلية، حيث يتساوى الجاهل والمثقف المضطرب النفسية، ويبقى هنالك أمل في استعادة الذات لتحقيق النجاح.

5- الديناميكية النفسية والعاطفية: يتم توضيح المشاعر المختلفة التي يمر بها الإنسان في هذه المراحل مثل الغضب، والحزن، والقبول، والتفاعل الإيجابي، وغيرها، مما يعطي نظرة أكثر عمقا وشمولا عن تجربة التعلم والنمو. وهذه لتفكير القارئ وتأمله كي لا نكرر الوصف ذاته.

تأثير هذه التطويرات:

* نظرة أكثر شمولا للموضوع: لم يعد التأثير مجرد منحنى بسيط للعلاقة بين الثقة والمعرفة، بل أصبح إطارا ديناميكيا يربط منظومة العقل، العاطفة، والسلوك.

* الوعي بأهمية الفشل: تحوّل الفشل من عقبة إلى نقطة انطلاق محتملة (6)، وهو مفهوم مهم في علم النفس الإيجابي والتنمية الذاتية.

* فهم أفضل للتفاعل الاجتماعي: يبرز دور المعرفة والثقة ليس فقط على المستوى الفردي، بل على مستوى التفاعل مع الآخرين والمجتمع.

* تقدير مراحل النمو المختلفة: يدعو النموذج إلى فهم أن التعلم عملية متعددة المراحل تتطلب صبرا وتفهما للمراحل النفسية المختلفة.

أهمية التطوير لعلم الاجتماع والنقد الثقافي

النموذج المطور يقدم أداة لتحليل مأزق النخب في مجتمعات شرق المتوسط حيث:

* التعليم التلقيني والسياسات القمعية يعيدان إنتاج الأنا والتخلف بتحييد الفهم.

* المثقف يجد نفسه ممزقا لا منتميا لواقع متخلف.

* الغالبية لا تسلك المرحلة "a5" وهي الاستمرار في العطاء والتطوير، بل تتجه إلى "b5" ثم "6".

هذا يجعل النموذج أداة تفسيرية لتكرار ظاهرة سقوط المثقف في بيئتنا، حيث يتحول المدافع عن القيم الكونية إلى ظلام الأنانية أو الروابط الهابطة.

خاتمة

تطوير تأثير دانينغ-كروجر كما هو موضح في المرتسم المرفق والنص المصاحب له، يقدم نموذجا أكثر تكاملا لفهم العلاقة بين المعرفة، والثقة بالنفس، والتفاعل المجتمعي. هذا النموذج لا يساعد فقط على تفسير سلوكيات الأفراد في مراحل التعلم المختلفة، بل يشجع على فهم الفشل كجزء من عملية النمو، ويعزز الوعي الذاتي والاجتماعي.

فهم هذه الديناميكية بشكل أعمق سيكون أداة قيمة في تطوير الذات، والتعليم، والإدارة، مما يفتح آفاقا جديدة للتعامل مع التحديات الشخصية والاجتماعية، فهذه ليست مجرد إضافة مراحل للنموذج الأصلي، بل هي:

1- نقلة من البسيط إلى المركب: دانينغ-كروجر الأصلي كان يفسر ظاهرة فردية محدودة، وقمت بإعادة بناء المنحنى ليصبح مناسبا لفهم مسارات المثقف والمجتمع في مواجهة المعرفة.

2- إدماج البعد الجمعي: النموذج قابل للتطبيق على نخب ثقافية عام وأجيال فكرية كاملة في شرق المتوسط بالذات.

3- إبراز العوامل النفسية-التربوية: مثل الصدمات، وتكوين والأنا، والنرجسية الفكرية، وكلها مداخل مهمة لعلم الاجتماع النقدي.

* دراسات "Sociology" عن النخب والفئات المتعلمة.

* برامج تربوية لتفادي إعادة إنتاج الأنا النرجسية.

* نقاش فلسفي حول العلاقة بين المعرفة، والأخلاق، والهوية.

في النهاية، الفارق بين الطريقين "5a" و"5b" ليس في كمية المعلومات فالاثنان نخبة مثقفة بدرجة عالية، بل في القدرة على مواجهة الذات بصدق؛ هناك فقط يبدأ النضج الحقيقي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات الثقة الجهل الثقة العلم الجهل نظرية مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة رياضة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

حاضنة الأعمال ببركاء تسهم في بناء اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار

العُمانية: تُعد حاضنة الأعمال بولاية بركاء التابعة لإدارة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بمحافظة جنوب الباطنة إضافةً مهمةً لمنظومة ريادة الأعمال، حيث تسهم في إيجاد فرص عمل، ودعم الابتكار، وتعزيز دور الشباب في التنمية الاقتصادية، بما يتماشى مع توجهات "رؤية عُمان 2040" الهادفة إلى بناء اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار.

وأوضحت إدارة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بمحافظة جنوب الباطنة أن عدد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حاليًّا على رأس التدريب بلغ 8 مؤسسات في حاضنة الأعمال بولاية بركاء، حيث يتم توفير مساحات عمل مشتركة وبيئة حاضنة لرواد الأعمال، تمكنهم من تحويل أفكارهم إلى مشروعات ناجحة، مما يسهم في تعزيز النمو الاقتصادي المحلي وتوفير فرص عمل جديدة.

وقال سلطان بن آفاق أحمد الخان، أخصائي ريادة الأعمال ثانٍ بحاضنة أعمال بركاء إن الحاضنة توفر مجموعة متكاملة من الخدمات للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، تتمثل في المساحات المكتبية، والإرشاد والتوجيه، وفرص التدريب مع المستثمرين والخبراء، وتقديم الاستشارات الفنية والإدارية، فضلًا عن توفير فرص التمويل التي تدعم نمو هذه المؤسسات وتوسعها في السوقين المحلي والخارجي مستقبلًا. بالإضافة إلى ذلك، فإن الحاضنة تُعد إضافة مهمة لمنظومة ريادة الأعمال.

وأفاد بأن المؤسسة الراغبة في الانضمام إلى حاضنة الأعمال يُشترط أن يكون صاحب المشروع عُمانيًّا، وأن يمر طلبه على لجنة قبول الطلبات، وأن يلتزم بالتفرغ الكامل لإدارة المشروع، وألا يكون شريكًا أو مالكًا في مؤسسة أخرى، وألا يتجاوز عدد العاملين في المؤسسة 4 موظفين بما في ذلك صاحب المشروع، كما يجب ألا يكون صاحب المشروع قد استفاد مسبقًا من حاضنة حكومية أخرى.

وبيّن أن حاضنة الأعمال تركز على المؤسسات ذات الأفكار المبتكرة في مراحلها المبكرة، وهي مرحلة التطوير، كالروبوتات، والأمن السيبراني، والابتكار الصناعي؛ بهدف تحقيق نمو فعّال ومستدام.

مقالات مشابهة

  • تحذير من تأثير استخدام الهواتف والتلفزيونات على صحة القلب
  • ظهرت في الصيف .. اعرف تأثير الجوافة على الجسم
  • لتوفير تجربة تعليمية تفاعلية .. جوجل تطلق ميزة جديدة لطلبة التعليم الموجه
  • «أداء»: إطلاق جسور المعرفة لدعم الجهات الحكومية
  • أهمية التعليم في بناء المجتمع
  • «دو» تبدأ تطوير نموذج لغوي ضخم باللغة العربية
  • حاضنة الأعمال ببركاء تسهم في بناء اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار
  • كاتب إسرائيلي: واقعنا اليوم أسوأ من دولة أورويل الشمولية
  • مديرة تعليم جدة: العودة لنظام الفصلين الدراسيين تطوير لبيئة التعلم وضمان للاستدامة