يلجأ رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من خلال السيطرة على مدينة غزة إلى إستراتيجية عسكرية فاشلة، وهو طالما تعهد نتنياهو بهزيمة حماس بالقوة، إلا أن قراره بالسيطرة على القطاع كاملا ينذر بالطريق المسدود المألوف. 

وجاء في تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" أن نتنياهو تحدث أكثر من مرة وطوال الحرب أنه لا يحتاج إلا إلى عملية عسكرية واحدة لهزيمة حماس، وفي نيسان/ أبريل من العام الماضي، قال إن "إسرائيل" على بعد خطوة واحدة من النصر، وذلك حال فرضت سيطرتها على مدينة رفح، جنوب غزة.

 

وفي آذار/ مارس من هذا العام، ومع دمار رفح منذ فترة طويلة ورفض حماس الاستسلام، بدأ نتنياهو حملة وعد فيها بأنها ستمنح "إسرائيل" النصر أخيرا. وعندما لم يتحقق ذلك، شن عملية أوسع نطاقًا في أيار/ مايو، والتي فشلت بعد ثلاثة أشهر في القضاء على حماس أيضا، ولكنها خلفت العديد من المدنيين الفلسطينيين على شفا المجاعة. 

وذكر التقرير أن نتنياهو يخطط الآن لعملية أخرى بعدما صوتت الحكومة المصغرة يوم الجمعة على خطة السيطرة على مدين غزة، وهي المدينة الرئيسية في القطاع. وجاء هذا في أعقاب إعلانه يوم الخميس بأن "إسرائيل ستهزم حماس في النهاية من خلال احتلال غزة بالكامل ثم تسليمها إلى قوات عربية ستحكمها بشكل صحيح دون تهديدنا".


وأضاف أنه "من المؤكد أن تنتهي المغامرة الأخيرة مثل المغامرات الأخرى بطريق  مسدود. وهي عملية قد تحتاج إلى أسابيع من أجل التحضير لها. ولكن النتيجة ستكون استمرار حماس في السيطرة على الوضع، وبقاء الأسرى الإسرائيليين في قبضتها واستمرار معاناة المدنيين الفلسطينيين من كابوس مرعب. وقد استولت إسرائيل على جزء كبير من مدينة غزة في الأشهر الأولى من الحرب، واستولت على بعض المناطق أكثر من مرة، قبل أن تتخلى عنها بالكامل على افتراض خاطئ بأن حماس قد هزمت".

وأكد التقرير أن "قرار نتنياهو توسيع الحرب، على الرغم من الضغوط الدولية المكثفة لإنهاء الحرب، يتعارض حتى مع آراء القيادة العسكرية الإسرائيلية، فالجيش منهك بعد خوض ما هو بالفعل أطول حرب شديدة وقاسية في تاريخ إسرائيل. كما أن عدد جنود الاحتياط، الذين يشكلون الجزء الأكبر من القوة المقاتلة الإسرائيلية، الذين يؤدون الخدمة أقل".

وذكر مسؤولون أن مخزون جيش الاحتلال من الذخيرة وقطع الغيار آخذة في النفاد. وكان هناك ارتفاع في الوفيات بسبب الانتحار بين الجنود المسرحين، ومرة أخرى، أعطى نتنياهو الأولوية لاحتياجاته السياسية باختياره تمديد الحرب. 

وأوضح التقرير أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي تجاوز كبار الجنرالات، الذين يقول بعضهم إن حماس قد تضررت بما فيه الكفاية، وأعطى الأولوية لحلفائه في الائتلاف اليميني المتطرف، الذين يقولون إن الحرب يجب أن تستمر حتى تدمير حماس بالكامل".

ونقل التقرير عن توماس أر.نايدز، السفير الأمريكي السابق لدى "إسرائيل" إن "نتنياهو وضع لنفسه هدفا غير قابل للتحقيق، وبالتالي لن تنجح العملية أبدا"، وأضاف نايدز: "ينبغي أن يكون تعريف النجاح هو أن حماس لن تتمكن أبدا من مهاجمة إسرائيل كما فعلت في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 - وهذا قد تحقق بالفعل" و "ما يعرفه نتنياهو على أنه نجاح، القضاء التام على آخر عضو في حماس - هو ببساطة أمر غير قابل للتحقيق".

وفي تعهده يوم الخميس باحتلال غزة بالكامل، بدا نتنياهو وكأنه يستبق هذه الانتقادات ويحاول تخفيفها من خلال الوعد المتزامن بأن "إسرائيل" لن تسعى للسيطرة على القطاع على المدى الطويل.
 وفي تنازل للمنتقدين الأجانب، قال إن "إسرائيل" ستتنازل في النهاية عن غزة لشركائها العرب، وهي خطوة من شأنها أن تثير غضب شركائه في الائتلاف، الذين يريدون من إسرائيل ضم القطاع وإعادة توطين  اليهود فيه.


وأوضح أنه "إذا كان نتنياهو جادا، فقد تقدم خطته صورة عن اليوم التالي للقطاع الذي لا تسيطر فيه حماس ولا إسرائيل. كما سيكون مثالا على انخراط نتنياهو علنا في نوع من التخطيط المحفوف بالمخاطر لما بعد الحرب والذي ينفر جزءا كبيرا من قاعدته الشعبية ولكنه ضروري لإنهاء الحرب".

ومع ذلك لا تزال رؤية نتنياهو غير مقبولة للدول العربية، حيث قال وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، هذا الأسبوع بأن بلاده منفتحة على فكرة السماح لقوة دولية بحفظ السلام في غزة. لكنه أشار أيضا إلى أن مثل هذه الخطوة يجب أن تكون في سياق عملية دبلوماسية، لا تجدد الأعمال العدائية وتؤدي إلى قيام دولة فلسطينية.

وبشكل عام، يقول المحللون إن الحكومات العربية لا ترغب في التدخل في غزة إلا بدعوة من السلطة الفلسطينية، القيادة الفلسطينية المعترف بها دوليا في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، وليس كذريعة لحملة عسكرية إسرائيلية دموية أخرى، بحسب تقرير الصحيفة.

ومع ذلك أعلنت الحكومة المصغرة يوم الجمعة بأنه إلى جانب الاستيلاء على مدينة غزة، ستحتفظ "إسرائيل" دائما "بالسيطرة الأمنية" على غزة ولن تسمح للسلطة الفلسطينية بحكمها. وما لم يخفف نتنياهو من حدة الخطة أو يلغيها، فإن الحملة الإسرائيلية المتجددة ستضعف على الأرجح رغبة القادة العرب في الانخراط مع "إسرائيل" بشأن مستقبل غزة بعد الحرب، كما يقول إبراهيم دلالشة، المحلل الفلسطيني. 

وقال دلالشة بحسب التقرير إن تلك الفرصة كانت سانحة حتى خرج نتنياهو من المفاوضات. وهناك إمكانية لعدم احتلال إسرائيل غزة بالكامل وحتى بداية الإحتلال. فرغم إعلان الحكومة المصغرة عن نية التحضير للإحتلال إلا أن العملية تحتاج إلى أسابيع، وبخاصة أن الخطة واسعة وتحتاج لدعوة جنود الإحتياط، وعندها تبدأ.

وأكد التقرير أن معلقوين إسرائيليين يقولون إن "الحديث عن احتلال كامل قد تكون تكتيكا تفاوضيا لدفع حماس على الإستسلام دون أي قتال. ويقول نداف شراوشلر، مستشار نتيناهو السابق: إنه لا يعتقد أنه سيمضي في الخطة وهو يريد صفقة ومن منظوره، فكلما وضع ضغطا عسكريا على حماس كان لديه خيار أفضل لصفقة". 


وسواء مضى في العملية أم لا، فإن التهديد بالعملية أعطى نتنياهو مساحة للتحرك في الداخل نظرا للضغوط التي يتعرض لها. فمن جهة أرضى اليمين الذي يريد المضي بالعملية وأغضب عائلات الأسرى الذين يريدون صفقة ونهاية للحرب. وترى الصحيفة ان اختيار نتنياهو التصعيد وفي ظل العطلة الصيفية للكنيست التي تمكنه من التصرف بدون ضغط حلفائه، هو إشارة عن رغبته في الحفاظ على ائتلافه حتى بعد نهاية العطلة الصيفية في الخريف.

ويرى المفاوض الأمريكي السابق أرون ديفيد ميلر أن نتنياهو لديه الوقت والمساحة لتجريب خيارات عدة.  و "ربما أرضى الجناح اليميني وحافظ عليه وأجبر حماس للعودة إلى طاولة المفاوضات وأظهر لرئيس هيئة الأركان من هو القائد". وفي النهاية يقول ميلر إن نتنياهو ليست لديه نهاية للعبة وقليل من المخارج.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية الاحتلال الإسرائيلي نتنياهو احتلال غزة إسرائيل نتنياهو الاحتلال احتلال غزة المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التقریر أن

إقرأ أيضاً:

تبادل اتهامات بين قيادة الجيش الإسرائيلي إثر فشل "عربات جدعون"

تصاعد التوتر الداخلي في قيادة الجيش الإسرائيلي على إثر تأكيد فشل عملية "عربات جدعون" في قطاع غزة . والانتقادات الداخلية لهذه العملية العسكرية التي بدأت في بدايتها، وصلت إلى ذروتها خلال مداولات هيئة الأركان العامة، يوم الخميس الماضي، وفقا لوسائل إعلام إسرائيلية اليوم، الأربعاء.

وحسب التسريبات، فإنه تخلل اجتماع هيئة الأركان العام الإسرائيلية التوتر وتعالى الصراخ بين جنرالات، واتهم قائد سلاح الجو، تومِر بار، قائد القيادة الجنوبية للجيش، يانيف عاسور، بأن "عربات جدعون" نُفذت "بعدم مهنية" وتسببت باستهداف مدنيين فلسطينيين غير ضالعين في القتال. ورد عاسور قائلا "أنتم هناك في تل أبيب معزولون عن ميدان القتال".

وتسرب مضمون هذا السجال بين الجنرالين في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فيما أشارت صحيفة "هآرتس" إلى أن التسريب "يكشف عمق الضرر اللاحق بتماسك الجيش على إثر فشل عملية عربات جدعون العسكرية والضغوط التي تمارس على قيادة الجيش من جانب المستوى السياسي"، الذي يتوقع أن يطالب الجيش، خلال اجتماع الكابينيت السياسي – الأمني، غدا، بتوسيع الحرب واحتلال قطاع غزة كله.

وتعهد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، وعاسور في بداية عملية "عربات جدعون"، في 16 أيار/مايو الماضي، بأنها ستحقق جميع أهدافها، رغم أن جنرالات شككوا في ذلك في حينه.

ونقلت "هآرتس" عن ضابط إسرائيلي كبير قوله إن عاسور لم يقدر بشكل صحيح كيف ستسير هذه العملية العسكرية، وقال إن "عاسور شاهد الحرب من الكِرْيا (مقر الجيش في تل أبيب) عندما كان رئيسا لشعبة القوى البشرية، واكتشف فجأة أن هذا ليس سهلا مثلما اعتقد، وأنه ليس أي شيء تريد تنفيذه سيحدث".

وأضاف الضابط أن "عاسور لم يدرك إرهاق الجنود في ميدان القتال، وأدرك هو ورئيس هيئة الأركان العامة أن هذا معقد أكثر مما اعتقد قبل أن يتولى المنصب. وآمن عاسور أنه إذا هاجمنا أكثر وأبَدنا أكثر ونقتل أشخاصا أكثر، حماس ستستسلم. وهذا لم يحدث، وتسبب بإحباط لديه. وهو يشعر كأنهم أبقوه وحيدا".

وحسب الصحيفة، فإن أقوال قائد سلاح الجو حول إدارة الحرب عبرت عن موقف عدد كبير من كبار الطيارين الذين طلبوا وقف غاراتهم في قطاع غزة بعد شن إسرائيل الحرب ضد إيران، "وأوضحوا لبار أنهم يواجهون صعوبة في الاستمرار في القتال على إثر مقتل مواطنين غير ضالعين في القتال في أنحاء القطاع، وخاصة في مراكز توزيع الطعام".

وأضافت الصحيفة أنه "في سلاح الجو قالوا مرارا إن استخدام القوة الجوية يتم بدون تفكير عملياتي وبدون أن يكون الهدف منها الحفاظ على القوات في ميدان القتال مثلما كان في المراحل الأولى للحرب. وهناك طيارون يعتقدون مثل قائدهم أن إدارة القيادة الجنوبية لإطلاق النار ليست مهنية وليست متلائمة مع الحرب، وأن إحدى النتائج هي مقتل مواطنين كثيرين في غزة".

وكان عاسور قد انتقد طيارين الذين احتجوا على شكل القتال في غزة، وبضمن ذلك قوله إن "على الطيارين أن يجلسوا يوما واحدا مع سائق جرافة D9 وبعد ذلك يتباكون"، حسبما نقلت عنه الصحيفة.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية صورة: لا تشمل مستشفى ناصر - الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء جديدة في خان يونس تأثيره على الأسرى - هكذا رأى الإعلام العبري قرار نتنياهو بشأن احتلال غزة مسؤولون أمريكيون: ترامب يخطط للسيطرة على جهود الإغاثة في غزة الأكثر قراءة جولة جديدة خلال أيام - صحيفة: حراك وتكثيف لمحاولات إحياء مفاوضات غزة الأردن يُسيّر قافلة مساعدات إغاثية للمستشفى الميداني جنوب غزة Newsletter for Monday, July 14, 2025 استشهاد مُعتقل من غزة في سجون الاحتلال عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • ما الأهداف الخفية لقرار نتنياهو احتلال غزة؟
  • حماس: قرار إسرائيل احتلال غزة يؤكد أن نتنياهو وحكومته لا يكترثون لمصير أسراهم
  • مجلس وزراء إسرائيل يوافق على مقترح نتنياهو باحتلال قطاع غزة بالكامل
  • 5 مبادئ يعلنها نتنياهو لوقف الحرب في غزة.. إليكم ما هي
  • نتنياهو: إسرائيل تنوي السيطرة على قطاع غزة بالكامل
  • لماذا انقلب نتنياهو على مسار المفاوضات وأين يتجه في غزة؟
  • تبادل اتهامات بين قيادة الجيش الإسرائيلي إثر فشل "عربات جدعون"
  • أستاذ علوم سياسية: نتنياهو يسعى لاستمرار الحرب في غزة للسيطرة على القطاع
  • NYT: نتنياهو ضيع الفرص لوقف الحرب وانشغل بإقالة النائبة العامة