8 أغسطس، 2025

بغداد/المسلة: قدم الرئيس التنفيذي لمجموعة “آبل” تيم كوك هذا الأسبوع هدية ذهبية “مميزة” لدونالد ترامب الذي لم يخف إعجابه بها، في مشهد بات يتكرر في البيت الأبيض مع سعي مسؤولين في كبرى الشركات لاستمالة الرئيس الأميركي.

وكان اللقاء الذي جرى في السادس من آب/أغسطس في المكتب البيضوي، واحدا من محطات تدل على الجهود التي يبذلها زعماء أجانب ومسؤولون تنفيذيون نافذون في كبرى شركات العالم، للتقرب من الرئيس الأميركي الذي عاد الى البيت الأبيض في مطلع العام الجاري.

يعشق الثري الجمهوري الذي كسب شهرته وثروته من عالم العقارات والتلفزيون، كل ما يلمع، وهذا ما يبدو جليا من تعديلات أجراها على المكتب البيضوي الذي بات مزخرفا بلوحات وقطع ذهبية.

لم تغفل هذه التفاصيل عن كوك الباحث عن كسب ودّ الرئيس الذي يشكو على الدوام، وصولا الى حد التهديد بعواقب، لأن مجموعة آبل العملاقة لا تُصنّع هواتف آيفون في الولايات المتحدة.

وبعدما قطع وعدا باستثمار إضافي بقيمة 100 مليار دولار في الولايات المتحدة، قدّم رئيس الشركة للرئيس هدية تحمل شعار “صنع في الولايات المتحدة”.

 

– “رؤية” –

قدم كوك لترامب قطعة زجاج على شكل قرص مدمج، صنعت في كنتاكي، قاعدتها من الذهب 24 قيراطا مصدرها يوتا.

وهذه الهدية “فريدة من نوعها” صمّمها جندي سابق في الجيش الأميركي، بات يعمل حاليا لدى آبل.

ولا تقتصر محاولات استمالة ترامب على مسؤولي الشركات الأميركية.

فقد رشّحه رئيس وزراء كمبوديا لنوبل السلام، وهي الجائزة التي يعتبر ترامب أنه يستحقها أكثر من أي شخص آخر بسبب جهوده للتوصل الى حلّ نزاعات عدة.ونوّه هون مانيت في رسالته الى لجنة جائزة نوبل بـ”سياسة تنم عن رؤية ثاقبة” ينتهجها الرئيس الجمهوري.

 

واعتمد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الحريص على الحفاظ على دعم واشنطن لحكومته النهج نفسه، وكذلك فعلت باكستان إثر مساهمة ترامب في وقف النار بينها وبين الهند.

ويأتي ذلك في ظلّ حرب تجارية واسعة النطاق يشنها ترامب على العديد من دول العالم، ولم يسلم منها شركاء بلاده التجاريون أو جيرانها.

ويبدو أن قادة أجانب أدركوا مفاتيح “التعامل” مع الرئيس البالغ 79 عاما.

خلال اجتماعهما في البيت الأبيض نهاية شباط/فبراير، نقل رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر رسالة موقعة من العاهل البريطاني الملك تشارلز الثالث، يدعو فيها ترامب للقيام بزيارة رسمية الى المملكة المتحدة.

 

كما التقى الزعيم العمالي الرئيس الأميركي خلال زيارته الأخيرة لاسكتلندا واغتنم الفرصة لزيارة اثنين من منتجعات الغولف المملوكة لعائلته.

تخضع غالبية السلع البريطانية المصدّرة الى الولايات المتحدة لرسوم جمركية بنسبة 10%، وهي أقل من تلك المفروضة على الاتحاد الأوروبي (15%).

– كأس وطائرة –

كانت سويسرا من أكثر الدول تأثرا بالتعرفات الأميركية، اذ باتت 60 في المئة من صادراتها الى الولايات المتحدة، تخضع لرسوم نسبتها 39%.

ولم يتح رئيسة سويسرا كارين كيلر سوتر لقاء ترامب خلال زيارتها الأخيرة الى واشنطن، والتي هدفت للبحث عن تسوية تخفف عبء التعرفات عن بلادها.

وتطرق ترامب الى سويسرا في مداخلة هاتفية مع قناة “سي أن بي سي” الثلاثاء، قائلا “تحدثتُ إلى رئيسة الوزراء. هي امرأة لطيفة لكنها لم تكن ترغب في الانصات”.

من ناحية أخرى، يحظى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جاني إنفانتينو الذي يحمل الجنسيتين السويسرية والإيطالية دائما بحفاوة في البيت الأبيض.

في آذار/مارس قدّم إنفانتينو لترامب كأس العالم للأندية المصنوعة من الذهب، وبقيت في مكتبه لأسابيع.

لكن الهدية الأكثر إثارة للجدل والدهشة كانت تلك التي قدمتها قطر للرئيس الأميركي، وهي عبارة عن بوينغ 747 ليستخدمها كطائرة رئاسية.

وتجاهل الرئيس اتهامات المعارضة الديموقراطية بالفساد واعتبر أن رفض مثل هذه الهدية التي تُقدر قيمتها بـ 400 مليون دولار، “ضربا من الغباء”.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة البیت الأبیض

إقرأ أيضاً:

يستثني المهاجرين غير النظاميين.. ترامب يدعو إلى تعداد سكاني جديد في الولايات المتحدة

وجّه الرئيس الأميركي دونالد ترامب المسؤولين إلى التحضير لتعداد سكاني جديد في الولايات المتحدة، دون أن يوضح ما إذا كان بديلاً عن التعداد المقرر في 2030. اعلان

أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب توجيهًا للمسؤولين بالتحضير لتعداد سكاني جديد "دقيق للغاية"، يستثني المهاجرين المقيمين في البلاد بشكل غير قانوني. تأتي هذه الدعوة وسط تحركات على مستوى الولايات لإعادة رسم الدوائر الانتخابية بطريقة تعزز مكاسب الحزب الجمهوري قبل انتخابات التجديد النصفي المرتقبة عام 2026.

رفض لاحتساب المقيمين غير النظاميين

وفي منشور عبر حسابه على منصة "تروث سوشيال" أعلن ترامب أن الأشخاص الموجودين في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني "لن يُحتسبوا في التعداد"، مشددًا على أهمية اعتماد "حقائق وأرقام حديثة" مستندة إلى نتائج انتخابات عام 2024. ولم يُوضح ما إذا كانت هذه الدعوة تتعلق بالتعداد الرسمي المقرر في عام 2030، أم بتعداد خاص موازٍ.

ورغم أن الدستور الأميركي ينص منذ عام 1790 على إجراء تعداد شامل يشمل "جميع الأفراد في كل ولاية"، بمن فيهم المقيمون بطرق غير نظامية، فإن ترامب يدفع باتجاه استثناء هذه الفئة، وهو موقف سبق أن تبناه خلال ولايته الأولى، عندما سعى لإضافة سؤال حول الجنسية إلى استمارة التعداد، لكن المحكمة العليا منعت تنفيذ القرار.

تأثير محتمل على التمثيل السياسي

يلعب التعداد السكاني دورًا حاسمًا في رسم صورة النظام السياسي الأميركي، إذ يُستخدم لتحديد عدد مقاعد كل ولاية في مجلس النواب، وتوزيع أصوات "المجمع الانتخابي" التي تحدد هوية الرئيس، فضلًا عن تخصيص تريليونات الدولارات من التمويل الفدرالي لمشاريع وخدمات محلية.

ووفقًا لتقديرات "مركز بيو للأبحاث"، فإن تجاهل المهاجرين غير النظاميين في تعداد 2020 كان ليؤدي إلى خسارة ولايات كبرى مثل كاليفورنيا وفلوريدا وتكساس مقاعد في الكونغرس. كما حذرت دراسة نُشرت في آذار/مارس الماضي من أن إدراج سؤال حول الجنسية قد يُقلّل دقة التعداد، نظرًا لاحتمال امتناع العديد من الأسر، لا سيما من أصول لاتينية وآسيوية، عن المشاركة خشية الملاحقة.

صراع على الخرائط الانتخابية قبل 2026

تأتي دعوة ترامب في سياق أوسع من التجاذبات السياسية المتصاعدة على مستوى الولايات، حيث يسعى الجمهوريون إلى إعادة ترسيم الدوائر الانتخابية لصالحهم. ففي ولاية تكساس، يدرس المسؤولون مقترحات قد تمنح الحزب ما يصل إلى خمسة مقاعد إضافية في مجلس النواب، بينما تعمل ولايات أخرى خاضعة لحكم جمهوري على خطط مشابهة تهدف إلى تأمين الغالبية الضئيلة التي يتمتع بها الحزب حاليًا.

في المقابل، يتجه الديمقراطيون إلى الرد بخطط مضادة في ولايات كبرى مثل نيويورك وكاليفورنيا، سعيًا لتعديل التوازن مجددًا، خاصة في ظل احتدام المنافسة السياسية واقتراب مواعيد الاستحقاقات الانتخابية.

إعادة فتح ملف التعداد السكاني من بوابة سياسية تعكس محاولة واضحة من ترامب لإعادة تشكيل قواعد اللعبة الديمقراطية في البلاد. فبينما لا يزال التعداد الرسمي المقرر في عام 2030 قيد الإعداد، يبدو أن النقاش حول من يُحتسب ومن يُستثنى لن يكون مجرد خلاف تقني، بل جزء من معركة أوسع على النفوذ والسلطة في المشهد الأميركي المقبل.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة ترصد 50 مليون دولار للقبض على رئيس فنزويلا
  • الولايات المتحدة ترصد 50 مليون دولار للقبض على الرئيس الفنزويلي
  • يستثني المهاجرين غير النظاميين.. ترامب يدعو إلى تعداد سكاني جديد في الولايات المتحدة
  • ترامب: مليارات الدولارات تتدفق إلى الولايات المتحدة الأمريكية
  • ترامب يعلن تبرعه براتبه لتمويل تجديدات البيت الأبيض: ربما أنا الرئيس الوحيد الذي فعل ذلك
  • ترامب: أريد سحب الولايات المتحدة من الصراع الأوكراني
  • رواندا تتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة لاستقبال ما يصل إلى 250 مهاجرًا
  • رواندا توافق على استقبال ما يصل إلى 250 مهاجرًا من الولايات المتحدة
  • بوتين يشكك في جدوى مهلة الرئيس الأميركي