ياسين أقطاي: طالبان تصنع المستحيل في أفغانستان
تاريخ النشر: 9th, August 2025 GMT
أوضح الكاتب التركي البارز ياسين أقطاي، في مقال له بصحيفة "يني شفق" التركية، أن الصورة النمطية التي ترسمها وسائل الإعلام عن أفغانستان لا تعكس الواقع، مؤكدا أن حركة طالبان استطاعت تحقيق المستحيل في البلاد منذ التحرير.
وقال أقطاي إنه يزور أفغانستان هذه الأيام، للمرة الثانية بعد عام ونصف العام من زيارته الأولى، بمناسبة الذكرى الرابعة لانسحاب الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو) من "المستنقع" الأفغاني.
وأضاف أن وصف "المستنقع" ينطبق فقط على ما كان يعانيه المحتلون، أما أفغانستان فهي -حسب تعبيره- جنة من جنان الأرض لمن يريد أن يأتي إليها من الباب، ملتزما بتقاليد شعبها، ومستمتعا بمناخها وطبيعتها وجميع النعم التي أنعم الله بها عليها.
وذكر الكاتب أنه خلال المفاوضات الأخيرة التي سبقت الانسحاب الأميركي، عندما قُدِّم اقتراح بترك بعض الجنود داخل السفارة الأميركية في كابل، ردّ أحد ممثلي حركة طالبان قائلا: "لن نسمح لكم حتى بامتلاك مسدس واحد، إذا كنتم تقصدون الحماية، فنحن في وضع يسمح لنا بحماية كل من يخطو على أرض هذا البلد".
وتابع الكاتب بأن أفغانستان ترحب فعلا بزوارها وتبث مقاطع دعائية للسياحة بأسلوب لطيف ومرح، وتدعو فيها كل من يرغب بالقدوم إلى البلاد بطرق قانونية إلى الاستثمار أو السياحة.
ويؤكد أقطاي أنه من المهم رصد ما شهدته البلاد من تحوّلات خلال السنوات الأربع منذ التحرير، الذي يسميه الأفغان "الفتح"، والمستجدات التي طرأت منذ زيارته الأخيرة، ومدى التقدم الذي تحرزه السلطات في تطوير البلاد.
وأول تطوّر ينبغي تسجيله -حسب الكاتب- هو أن الخطوط الجوية التركية بدأت تسيّر رحلاتها إلى أفغانستان خلال الفترة الماضية، عبر رحلة يومية إلى كابل بطائرة كبيرة تغادر ممتلئة تماما.
إعلانوتضم الرحلات عددا من الأتراك الذين يذهبون إلى أفغانستان بغرض التجارة أو الاستثمار أو السياحة، إلا أن غالبية الركاب من الأفغان، مع نسبة من المسافرين القادمين من أوروبا ودول أخرى.
ويقول الكاتب إن إسطنبول أصبحت حلقة الوصل الأساسية بين أفغانستان والعالم، إذ لا يمكن السفر إليها من العديد من الدول الأوروبية إلا عبر تركيا، ولهذا السبب تجمع الخطوط الجوية التركية المسافرين إلى أفغانستان من شتى أنحاء العالم في إسطنبول ثم تنقلهم إلى كابل.
بينما تواصل وسائل الإعلام العالمية تسويق صورة طالبان النمطية المشوهة، انتشرت صورتها المسالمة بين أفراد الشعب الأفغاني، وبدأ مئات الآلاف من الأفغان في الخارج يعودون إلى وطنهم لأول مرة منذ سنوات طويلة
سلام مجتمعيوأشار الكاتب إلى أن الأمر مختلف هذه المرة في ظل إدارة طالبان الجديدة، حيث التزمت بالعفو الذي أعلنت عنه في وقت سابق، وتخلّت فعليا عن كل ما يتصل بسياسات الانتقام من "النظام السابق" وتصفية الحسابات مع الماضي.
وبينما تواصل وسائل الإعلام العالمية تسويق صورة طالبان النمطية المشوهة، انتشرت -وفقا للكاتب- صورتها المسالمة بين أفراد الشعب الأفغاني، وبدأ مئات الآلاف من الأفغان في الخارج يعودون إلى وطنهم لأول مرة منذ سنوات طويلة.
ويتابع أقطاي أن "تحقيق المستحيل" لا يقتصر على إرساء السلام في البلاد، بل إن الإنجازات في مجال مكافحة المخدرات أيضا تُعد من الأمور التي يصعب تصديقها.
ويؤكد أنه تفاجأ بأن عددا كبيرا من الأفغان كانوا يعتقدون أن طالبان لا يمكن أن تتخلى عن هذا المصدر المالي، لكن مرسوما واحدا من جملتين أصدره زعيم طالبان هبة الله آخوند زاده كان كافيا لحل هذه المعضلة من جذورها.
أما الأراضي التي كانت تُزرع فيها هذه النباتات في السابق، فقد زُرعت الآن بنبتة الزعفران التي تُعد واحدة من المحاصيل الثمينة في أفغانستان، رغم أنها لا تعادل المخدرات من حيث القيمة الاقتصادية.
وأكد الكاتب أن الحياة الاجتماعية في أفغانستان ليست بالصرامة التي يظنها كثيرون، بل هي في بعض جوانبها أكثر مرونة مما يُعتقد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات ترجمات إلى أفغانستان من الأفغان
إقرأ أيضاً:
مخرج إيطالي وذخيرة حية .. كيف روى محمود ياسين كواليس فيلم الرصاصة لا تزال في جيبي
يعد الفنان القدير الراحل محمود ياسين، واحدا من اكثر وأهم الفنانين الذين قدموا أعمالا فنية عن حرب أكتوبر المجيدة.
وكشف محمود ياسين في اكثر من لقاء تلفزيوني قبل وفاته عن كواليس تلك الافلام، خاصة اول افلامه الرصاصة لاتزال في جيبي.
حيث قال: إن المعارك التى تم تصويرها في فيلم "الرصاصة لا تزال في جيبي"، كانت بأسلحة وطلقات حية وحقيقة، تم الاتفاق مع الروائي احسان عبد القدوس، لتحويل رواية الرصاصة لا تزال في جيبي إلى فيلم سينمائي ، وقد قمنا زيارة الأماكن المهمة وكل المناطق على امتداد قناة السويس، لنتعرف على الواقع الذى مازال ساخنا، واثار المعارك مازالت موجودة، فكانت اكتشاف للأماكن الواقعية، ثم خرجنا من هذه الرحلة بـخطة عمل".
وأكد محمود ياسين: "حسام الدين مصطفى مخرج الفيلم، لديه قدرة على اخراج أفلام حربية ولكن توليه اخراج هذة المعارك كان كان سيكون لها تأثير على المشاهد المتعلقة بالمدنيين، فبدأ حسام الدين مصطفى بهذا الشق المتعلق بالحياة المدنية، واستعان المنتج رمسيس نجيب، بمخرج إيطالي متخصص في المعارك.
وقال محمود ياسين: رجال القوات المسلحة ساعدونا في تصوير الفيلم، خصوصا في المشاهد الحربية، وعبور الساتر الترابي، فمن عبر في الحقيقة، هم من أدوا هذه المشاهد في الفيلم"