صلالة- الرؤية

تشارك وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار في معرض الأمن الغذائي الذي ينعقد ضمن فعاليات موسم خريف ظفار 2025، وذلك من خلال ركن خاص لمبادرة "صُنع في عُمان"، خلال الفترة من 10 إلى 17 أغسطس الجاري، بسوق الحافة (سوق اللبان)؛ بمشاركة أكثر من 70 من رواد الأعمال وأصحاب المشاريع الاقتصادية والمنتجين للمواد الغذائية.

وتأتي هذه المشاركة انسجامًا مع أهداف رؤية "عُمان 2040"، التي تؤكد أهمية بناء اقتصاد مُنتِج ومُتنوِّع، قائم على الابتكار والتنافسية، وتعزيز الصناعات الوطنية باعتبارها ركيزة أساسية للنمو الاقتصادي، إلى جانب تمكين القطاع الخاص ورفع مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي، كما تتماشى مع الاستراتيجية الصناعية العُمانية 2040 التي تركز على تحفيز الصناعات التحويلية، ورفع القيمة المضافة للمنتجات العُمانية، وتعزيز الصادرات غير النفطية.

ويهدف الركن إلى الترويج للمنتجات العُمانية في قطاع الصناعات الغذائية، وإبراز جودتها وتنوّعها، بالإضافة إلى رفع مستوى الوعي المجتمعي بأهمية دعم المنتج الوطني، لما له من دور في تعزيز سلاسل التوريد المحلية وتحقيق الأمن الغذائي، كما يتم استعراض منصة "صُنع في عُمان" الإلكترونية ودليل المنتجات العُمانية، بوصفهما أدوات رقمية فاعلة في تمكين المصانع العُمانية من الوصول إلى الأسواق المحلية والدولية.

وأكد المهندس خالد بن سليم القصابي مدير عام الصناعة بوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، أن المشاركة تُجسّد حرص الوزارة على إبراز المنتج الوطني وتعزيز حضوره في الأسواق، خصوصًا في القطاعات المرتبطة بالأمن الغذائي، لما لها من أهمية استراتيجية في المرحلة المقبلة. ونَسعى من خلال هذه المشاركات إلى إيصال رسالة مفادها أن المنتج العُماني قادر على المنافسة إقليميًا ودوليًا، لما يتمتع به من جودة ومعايير صناعية متقدمة. كما نؤكد على أهمية التكامل بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص لدعم الهوية الصناعية الوطنية وتحقيق مستهدفات رؤية "عُمان 2040".

وأضاف القصابي أن هذه المشاركة تُعد إحدى المبادرات الداعمة لترسيخ الهوية الصناعية العُمانية، وتمثل علامة "صُنع في عُمان" رمزًا للجودة والتميز، ومسارًا واضحًا نحو تحقيق الريادة الصناعية على المستويين المحلي والدولي.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الجبّالية الشحرية: لغة نادرة تصارع النسيان في جبال ظفار العُمانية

في تجمّع أقيم في صلالة في جنوب سلطنة عمان، يردد رجال بلباسهم التقليدي قصائد قديمة باللغة الجبّالية الشحرية التي لا يفهمها إلا 2% من سكان البلاد ويتمسكون بتوارثها وحمايتها من الاندثار.

من أعالي جبال ظفار، المحافظة التي تضم صلالة، انبثقت هذه اللغة. ويقول الباحث في التراث الشعبي علي بن سهيل المعشني لوكالة فرانس برس إن عدد الذين يتكلمون اليوم الجبّالية الشحرية "لا يتجاوز 120 ألفا"، مضيفا "إنها لغة مهددة"، ومشيرا إلى مخاوف من انقراضها بحكم أنها لم تدوّن جيّدا ولم تدرج في المناهج الدراسية.

وتعود أصول الجبّالية الشحرية إلى اللغات السامية، وتفرّعت عنها السامية العربية الجنوبية ثم لغات قديمة عاشت في ظفار، من بينها الشحرية، وأخرى باتت شبه منقرضة اليوم مثل البطحرية التي "يتحدثها 3 أو 4 أشخاص فقط"، وفق المعشني.

ويختلف أهلها على تسميتها بين من يصرّ على "الجبّالية" فقط ومن لا يمانع باسم "الشحرية". ويقول المعشني إنه اختار موقف الوسط بعبارة "الجبّالية الشحرية"، مضيفا أنها "لغة متكاملة الأركان" تضم قواعد صرف ونحو كاملة، واستخدمت عبر التاريخ في الأشعار والأمثال والأساطير، لكنها بقيت "لغة خام لم تُهذّب".

وضعت الجغرافيا الجبلية المميزة لظفار هذه اللغة في بيئة شبه مغلقة، ينشأ فيها الأطفال على لسان الأجداد، ويكبرون على أنغام الفنون الشعبية والقصائد المتوارثة التي تحفظ في طيّاتها كلمات عتيقة اندثرت من الحياة اليومية.

ويقول المعشني إن الجبالية الشحرية "لغة تاريخية قديمة جدا موغلة في عمق التاريخ (…)، حمتها العزلة في ظفار".

الجبّالية وتحديات العصر الرقمي

لكن العزلة اليوم لم تعد كافية لحماية هذا الموروث اللغوي أمام الزخم الهائل للتكنولوجيا.

فبرغم تمسّك القبائل بعاداتها وتقاليدها ولغتها، فإن معظم أفرادها يملكون هواتف ذكية ويتفاعلون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما انتقل كثير من أبناء الجبال الى المدن أو خارج ظفار، مما أفقد بعضهم القدرة على تحدث اللغة بطلاقة.

إعلان

ومع ذلك، أكّد جميع من حاورتهم فرانس برس إصرارهم على الحفاظ على هذه اللغة ومخاطبة أطفالهم بها دائما.

ويوضح سعيد شماس، وهو ناشط على منصات التواصل الاجتماعي من ظفار، لفرانس برس أن تعلّم اللغة يبدأ من نشأة الطفل في البيت فهو "يجد أن من في بيئته يتكلمون الجبّالية، من الأب والجد والأم، فيفهم مباشرة أنها اللهجة أو اللغة التي سيتكلمها".

وقال طفل في الخامسة وآخر في الثامنة إنهما "يفضّلان التحدث بالجبّالية على العربية"، وإن العربية تبقى بالنسبة لهما لغة المدرسة.

يتحدث الغالبية العظمى من العمانيين اللغة العربية، ولكن في منطقة ظفار الساحلية الجبلية المحاذية لليمن، يتحدث الناس اللهجة الجبلية، المعروفة أيضًا باللهجة الشحرية (الفرنسية)فنون ظفار تحيي اللغة الجبّالية

ويتمسّك أهل ظفّار بتوريث لغتهم عبر الفنون الشعبية للحفاظ عليها، في حين يتجه اليوم باحثون إلى صونها بمبادرات توثيقية.

في خيمة في مدينة صلالة في محافظة ظفار، يقول الشاعر والفنان الظفاري خالد أحمد الكثيري (41 عاما)، بعد أن أنهى إنشاد قصيدة بالجبالية الشحرية خلال فعالية ثقافية، "القصيدة الجبّالية وسيلة نحافظ بها على هذه اللغة ونعلّم من خلالها الأجيال الجديدة".

وانضم له شماس البالغ من العمر 35 عاما قائلا "نحافظ على الموروث وعلى الكلمات القديمة أيضا من خلال فنون النانا والدبرارت (الاسمان باللغة الجبالية لهذه القصائد) التي تستخدم كلمات لا تُستخدم في الحوارات اليومية".

وتتكثف الجهود في محافظة ظفار لحماية اللغة ومحاولة تدوينها وتوثيقها.

ويؤكد المعشني وجود "جهود حثيثة من المهتمين والباحثين والجهات الحكومية" لذلك "ضمن خطة عُمان 2040" التي تنص على "التركيز على مثل هذه اللغات والموروثات الشعبية".

ويقود المعشني فريقا لإنجاز أول معجم شامل لهذه اللغة، يضم نحو 125 ألف مفردة مترجمة إلى العربية والإنجليزية.

ومن المتوقع أن تكون للمعجم نسخة إلكترونية تضم خاصية النطق الصوتي لحفظ مخارج الحروف والأصوات المميزة في الجبّالية الشحرية.

مقالات مشابهة

  • خريف الذكريات
  • بالصور.. افتتاح معرض المنتجات العُمانية – البحرينية في نسخته الخامسة بصلالة
  • مهرجان خريف ظفار بولاية طاقة يجمع بين الموروث والطبيعة
  • الجبّالية الشحرية: لغة نادرة تصارع النسيان في جبال ظفار العُمانية
  • أكثر من 75 مشاركا في انطلاق فعاليات معرض الأمن الغذائي الأول في محافظة ظفار
  • افتتاح معرض المنتجات العُمانية البحرينية في نسخته الـ5 بصلالة
  • مواطنون لـ"الرؤية": ضعف التسويق يُهدد مكانة التمور العُمانية.. وزيادة الدعم أولى الخطوات
  • مختبر الأغذية المتنقل .. خطوة مبتكرة لضمان غذاء آمن لزوار خريف ظفار
  • "VIGO" لتأجير السيارات تطلق عروضًا مميزة في "خريف ظفار"