جيش الاحتلال يصادق على خطة احتلال غزة وتحذيرات من مقاومة عنيفة
تاريخ النشر: 13th, August 2025 GMT
صادق رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، إيال زامير، اليوم الأربعاء، على خطة اقتحام واحتلال مدينة غزة، والتي تشمل الهجوم على حي الزيتون جنوبي المدينة، وهو الهجوم الذي بدأ فعلياً يوم أمس الثلاثاء.
وأوضح المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، أن المصادقة جاءت خلال اجتماع ضم قيادات من هيئة الأركان، وجهاز الأمن الداخلي "الشاباك"، وعدداً من كبار القادة العسكريين.
وأشار أدرعي إلى أن رئيس الأركان وجّه برفع جاهزية القوات، والاستعداد لاستدعاء قوات الاحتياط، إلى جانب تنفيذ تدريبات ميدانية ومنح فترة راحة قصيرة للوحدات القتالية، تمهيداً لمواصلة الهجوم على المدينة.
وتأتي هذه التطورات بعد مصادقة الحكومة الإسرائيلية، الجمعة الماضية، على خطة تدريجية عرضها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تقضي باحتلال كامل لقطاع غزة وتهجير سكان شمال القطاع نحو الجنوب.
وكان نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة، قد أعلن أمس تسريع تنفيذ الخطة، مؤكداً أن جيش الاحتلال يقترب من إنهاء ما أسماه بـ"المعركة". وقال إن القوات ستتقدم "بسرعة نسبية" للسيطرة على مدينة غزة، التي وصفها بأنها المعقل الأخير لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مع التأكيد على أولوية تحرير الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في القطاع.
وحذر مسؤولون إسرائيليون من تبعات العملية على جنود جيش الاحتلال، وسط توقعات بمواجهة مقاومة عنيفة، لا سيما وأنّ فصائل المقاومة ما زالت تنشط وتعلن عن تنفيذ عمليات قاتلة في مناطق أعلن الجيش السيطرة عليها في الأشهر الاولى من الحرب.
لكن هذا التصعيد العسكري تزامن مع انقسام داخل القيادة السياسية والعسكرية في الاحتلال. فبينما يروّج نتنياهو للهجوم بوصفه "سريعاً جداً" وقادراً على حسم المعركة، يرى بعض أعضاء المجلس الوزاري الأمني أن الخطة قد تستغرق وقتاً أطول، خاصة في ظل التحديات الميدانية والإنسانية.
ويتبنى رئيس الأركان زامير موقفاً أكثر حذراً، مطالباً بمنح الجنود فترات راحة للحفاظ على قدرتهم القتالية، مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة مراعاة حياة الأسرى الإسرائيليين خلال العمليات.
وفي السياق ذاته، وجّهت المدعية العامة العسكرية تحذيراً من التبعات القانونية لأي عملية احتلال واسعة في قطاع غزة، معتبرة أن سيطرة الاحتلال على مساحات كبيرة ستفرض عليه مسؤوليات مدنية مباشرة تجاه السكان، وهو ما قد يفتح الباب لضغوط دولية متزايدة. وأشارت إلى أن احتلال ما يزيد على 75% من مساحة القطاع سيُلزم الاحتلال بتوفير خدمات أساسية مثل الغذاء والماء والرعاية الصحية والتعليم، ما قد يقوّض شرعية استمرار الحرب في نظر بعض الدول الداعمة.
ونقلت وكالة رويترز عن مصادر مطلعة أن تنفيذ الخطة العسكرية قد يمتد لأسابيع وربما شهور، في ظل الحاجة لإجلاء المدنيين من مناطق القتال، وسط توقعات بأن عمليات الإجلاء قد تستمر حتى أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وقد أثارت الخطة رفضاً عربياً وغربياً واسعاً، واعتُبرت تصعيداً خطيراً وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي. وأكدت عدة دول أن إعادة احتلال غزة تُمثّل تهديداً مباشراً للاستقرار وتفاقم الكارثة الإنسانية.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وبدعم سياسي وعسكري من الولايات المتحدة، يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب مجازر وصفت بأنها إبادة جماعية في قطاع غزة، أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 61 ألف فلسطيني، وإصابة ما يزيد على 154 ألفاً، غالبيتهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود، ونزوح جماعي شمل مئات الآلاف من السكان، في ظل دمار شبه كامل للبنية التحتية وخدمات الحياة الأساسية.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
المصدر: البوابة
إقرأ أيضاً:
إدانات دولية لقرار الاحتلال الإسرائيلي السيطرة على غزة وتحذيرات من كارثة إنسانية
نيويورك-سانا
عقد مجلس الأمن الدولي الليلة، جلسة طارئة حول تداعيات قرار الاحتلال الإسرائيلي السيطرة على قطاع غزة، حيث شهدت الجلسة إدانات دولية واسعة وتحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة، قد تشمل مزيداً من القتل والتهجير والمجاعة.