مصر – يتواصل التصعيد المصري تجاه أزمة مياه النيل وسد النهصة الإثيوبي، مع اقتراب الموعد الذي حددته أديس أبابا لافتتاح السد في شهر سبتمبر المقبل، مع نهاية موسم الأمطار.

وبعد يوم من التصريحات القوية التي أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس عقب لقائه مع نظيره الأوغندي يويري موسيفيني، قال رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، إن “كلمات الرئيس السيسي، واضحة تماما ولا لبس فيها بشأن الحفاظ على حقوق مصر المائية من نهر النيل”.

وأوضح مدبولي، إن السيسي تحدث “بمنتهى الوضوح والقوة”، وأن “رسالته أكدت أننا لن نغفل أبدا عن حق مصر في مياه نهر النيل، لأنها مسألة حياة بالنسبة للشعب المصري، وبالتالي مصر تستخدم كل أدواتها وآلياتها لضمان الحفاظ على هذه الحقوق”.

وأكد أن “مصر ليست ضد أي تنمية في دول حوض النيل بل على العكس تدعم وتمول عددا من المشروعات في عدد كبير من دول حوض النيل”، لكن ليس على حساب حقوق مصر المائية.

وأشار رئيس الحكومة المصرية، إلى دعم القاهرة مشروعات عديدة في في الحوض الجنوبي لنهر النيل، لكن “التحدي الوحيد بالنسبة لنا هو حوض النيل الشرقي أو ما نسميه حوض النيل الأزرق، الموجود في إثيوبيا ومصر والسودان”، مؤكدا أنه “لا توجد لدينا أية مشكلات مع دول حوض النيل الجنوبي، بل على العكس نحن ندعم وننفذ مع هذه الدول عددا من المشروعات التنموية”.

وأمس، صرح السيسي، في مؤتمر صحفي مع نظيره الأوغندي عقب مباحثات في القاهرة، بأنه “مُخطئ من يتوهم أن مصر ستغض الطرف عن تهديد وجودي لأمنها المائي”، مؤكدا أن مصر لن تتخلى عن حقها المائي لأن ذلك “يعني التخلي عن حياتنا”.

وأكد السيسي، أن مصر ستظل تتابع هذا الملف وستخذ جميع التدابير المكفولة بموجب القانون الدولي للحفاظ على المقدرات الوجودية للشعب المصري، مشددا على رفض مصر الكامل للإجراءات الأحادية في حوض النيل الشرقي، “الذي سعت القاهرة إلى أن يكون مصدرا للتعاون لا للصراع”، وفق قوله.

وتحدث السيسي عن حجم مياه الأمطار التي تتساقط على حوض النيل والتي تقدر بـ1600 مليار متر مكعب، ولا يصل منها إلى السودان ومصر سوى 85 مليار متر مكعب، بما يعادل 4% فقط، مستطردا: “حينما نطلب أن هذا الحجم من المياه يصل إلى مصر والسودان من أجل العيش بهم، لأن ليس لدينا مصدر آخر بخلافهم، هل يعني ذلك رفض التنمية في دول الحوض أو رفض الاستفادة من المياه المتاحة لديهم سواء كان في الزراعة أو في إنتاج الكهرباء؟ لا بالطبع”.

وواصل: “أقول للمصريين إن موقفنا منذ البداية أننا لسنا ضد التنمية، ولم نتحدث حتى عن الاقتسام العادل للمياه، حيث إن ذلك سيعني التحدث عن الـ1600 مليار متر مكعب من المياه، وإنما نتحدث عن المتبقي وهو لا يزيد عن 4% أو 5% وذلك أمر مهم جدا”.

وأشار السيسي، إلى أن مصر لا تتعامل بطريقة “نحن وهم” بل تريد أن “نعيش جميعا، وننمو جميعا، ونتعاون جميعا من أجل ازدهار واستقرار بلادنا”، واستدرك مؤكدا أن مصر “لا يوجد لديها سبيل آخر فيما يتعلق بالمياه”.

وأضاف: “أؤكد مرة أخرى فيما يتصل بموضوع المياه بالنسبة لمصر، ليس هناك سبيل آخر لنا، وذكر لي الرئيس (الأوغندي) أن مصر تعني “الحديقة” في أوغندا، وهذه الحديقة لا يوجد لها مصدر آخر من المياه سوى النيل، فلا يوجد أمطار، وبالتالي فلا أحد يمكن له التصور أن مصر ستتخلى عنها، فالتخلي عن أي جزء منها يعني التخلي عن حياتنا، وذلك أمر لن يحدث”.

وكان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، قد صرح في يوليو الماضي، في جلسة للبرلمان الإثيوبي، بأن سد النهضة اكتمل بناؤه وسيتم افتتاحه في شهر سبتمبر المقبل بعد انحسار الأمطار بنهاية موسم الصيف.

ودعا آبي أحمد، مصر والسودان لحضور الافتتاح، قائلا: “لا نريد أي ضرر لإخواننا المصريين والسودانيين، وندعو مصر والسودان رسميا، وكذلك جميع حكومات دول المصب، للانضمام إلينا في افتتاح السد”.

وردت القاهرة على هذه الدعوة، بتأكيد رفضها القاطع لاستمرار إثيوبيا في فرض الأمر الواقع من خلال إجراءات أحادية تتعلق بنهر النيل باعتباره موردا مائيا دوليا مشتركا.

وقال وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، في بيان، إن الجانب الإثيوبي دأب على الترويج لاكتمال بناء السد “غير الشرعي والمخالف للقانون الدولي” رغم عدم التوصل إلى اتفاق ملزم مع دولتي المصب، رغم التحفظات الجوهرية التي أعربت عنها كل من مصر والسودان.

وذكر أن خطوات إثيوبيا “تعكس نهجا إثيوبيا قائما على فكر يسعى إلى محاولات فرض الهيمنة المائية بدلا من تبني مبدأ الشراكة والتعاون، وهو الأمر الذي لن تسمح الدولة المصرية بحدوثه”، وفق قوله.

المصدر:RT

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: مصر والسودان حوض النیل من المیاه أن مصر

إقرأ أيضاً:

بينها المياه والمدارس.. محافظ المنيا يعلن الانتهاء من 87% من مشروعات «حياة كريمة»وتحويل 192 قرية

أعلن اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، أن مشروعات المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» داخل المحافظة أوشكت على الانتهاء، بعد وصول نسبة الإنجاز إلى نحو 87% في مختلف القطاعات الخدمية والتنموية، موضحًا أن المرحلة الأولى تضمنت تنفيذ 3199 مشروعًا داخل 192 قرية موزعة على 5 مراكز هي: العدوة، مغاغة، أبو قرقاص، ملوي، وديرمواس، حيث تم الانتهاء من 2370 مشروعًا، ويجري العمل حاليًا في 753 مشروعًا، مع البدء في تنفيذ 76 مشروعًا.

وأوضح المحافظ أن عددًا من القطاعات تم الانتهاء منها بالكامل داخل قرى المرحلة الأولى، شملت شبكات مياه الشرب، مكاتب البريد، نقاط الشرطة، نقاط الإطفاء، نقاط الإسعاف، المواقف والأسواق، منشآت التضامن الاجتماعي، المجمعات الحكومية، المجمعات الزراعية، المدارس، كباري الري، ومراكز الشباب، بما يعكس حجم التطوير الشامل الذي شهدته القرى المستهدفة وامتداد المبادرة إلى مختلف جوانب الحياة اليومية للمواطنين.

وأشار اللواء كدواني إلى استمرار العمل بوتيرة متقدمة في المرحلتين الثانية والثالثة من المبادرة، حيث تُنفّذ المرحلة الثانية في مركزي سمالوط وبني مزار، بينما تشمل المرحلة الثالثة مركزي المنيا ومطاي، فضلًا عن دخول جميع مراكز وقرى المحافظة ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل، في إطار التزام الدولة بتحقيق التنمية المتكاملة وتحسين مستوى المعيشة وجودة الخدمات المقدمة للمواطنين، مع المتابعة الميدانية اليومية لضمان الالتزام بالجداول الزمنية ومعايير الجودة.

مقالات مشابهة

  • الوقاية خير من العقاب والعلاج.. لميس الحديدي تشيد بتحرك التعليم بشأن مدارس النيل الدولية
  • إجراءات عاجلة من التعليم بشأن مدارس النيل المصرية
  • بينها المياه والمدارس.. محافظ المنيا يعلن الانتهاء من 87% من مشروعات «حياة كريمة»وتحويل 192 قرية
  • سؤال برلماني عاجل بشأن التحرش بأطفال داخل مدارس النيل الدولية
  • "إمام" يتقدم بسؤال برلماني عاجل بشأن تحرش بأطفال داخل مدارس النيل الدولية
  • برلماني: اتصال الرئيس السيسي وماكرون يعكس توافق مصري ـ فرنسي حول حتمية حل الدولتين
  • سد النهضة.. خبير يكشف عن تراجع منسوب المياه بحوض المفيض
  • أكد عدم اطلاعهم عليها بعد.. مسؤول بالكرملين: قد لا نرحب بالمقترحات الأمريكية الأخيرة بشأن الصراع في أوكرانيا
  • قد لا تعجبنا.. مسؤول روسي يعلق على خطة السلام المعدلة بشأن أوكرانيا
  • من داخل عالم النمل الأبيض.. باحث مصري يقترب من حل يجمع بين تنقية المياه وإنتاج الوقود الحيوي