واشنطن تدرس تصنيف الإخوان المسلمين منظمة إرهابية
تاريخ النشر: 14th, August 2025 GMT
تقترب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب من اتخاذ قرار تاريخي بتصنيف جماعة "الإخوان المسلمين" منظمة إرهابية، وسط زخم تشريعي متصاعد في الكونغرس يقوده نواب جمهوريون. التحرك الجديد يعكس تحوّلًا في مقاربة واشنطن لهذا الملف، من الانفتاح الحذر الذي ميّز فترات سابقة، إلى مسار أكثر تشددًا يربط الجماعة مباشرة بشبكات دعم وتمويل الإرهاب.
وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، كشف في مقابلة إذاعية مع الصحافي سيد روزنبرغ أن الإدارة "تجري مراجعة داخلية" تمهيدًا للتصنيف، مشيرًا إلى أن الأمر يستلزم التعامل مع "فروع متعددة" للجماعة في دول مختلفة، وكل فرع بحاجة إلى إدراج مستقل على قوائم الإرهاب. وأضاف روبيو أن العملية تخضع لاعتبارات قانونية معقدة، إذ يمكن لأي جماعة أن تدّعي أمام المحاكم "أنها ليست إرهابية بالفعل"، ما يفرض على الحكومة الأميركية تقديم أدلة ووثائق قوية لتثبيت القرار.
وأشار روبيو إلى أن الإدارة تواجه مئات الدعاوى القضائية في ملفات شتى، وأن صدور أمر قضائي فيدرالي واحد قد يعرقل تنفيذ أي قرار على مستوى البلاد، ما يفرض «حذرًا شديدًا» في صياغة وتبرير الخطوة. ومع ذلك، أكد أن وزارة الخارجية تواصل مراجعة "الجماعات التي تدعم الإرهاب أو تمارسه"، وخص بالذكر "الإخوان المسلمين" باعتبارهم مصدر قلق بالغ.
الزخم السياسي في الكونغرس تعززه مبادرة السيناتور الجمهوري تيد كروز، الذي قدّم مشروع قانون جديد بعنوان "قانون تصنيف جماعة الإخوان منظمة إرهابية لعام 2025". المشروع يمنح وزارة الخارجية صلاحيات موسعة لتحديد وإدراج جميع الكيانات المرتبطة بالجماعة على قوائم الإرهاب خلال 90 يومًا من إقرار القانون، مع اعتماد ثلاثة مسارات متكاملة أولها إقرار من الكونغرس بموجب "قانون مكافحة الإرهاب" لعام 1987، وثانيًا تصنيف رسمي من وزارة الخارجية كـ«منظمة إرهابية أجنبية». والمسار الثالث إدراج على قائمة "الإرهاب العالمي" لتجميد الأصول وحظر أي تعاملات مالية معها.
هذه الخطوة، إذا اكتملت- بحسب محللون- قد تعيد فتح ملفات حساسة في السياسة الأميركية، من بينها الموقف من جماعات الإسلام السياسي التي كانت في أوقات سابقة طرفًا في حوارات سياسية ودبلوماسية، قبل أن تتحول في عهد ترمب إلى محور صراع أمني وقانوني. كما قد تثير تداعيات إقليمية، خاصة في الدول التي تتبنى مواقف متباينة من الجماعة، ما بين حظر كامل ودعم سياسي ضمني.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: منظمة إرهابیة
إقرأ أيضاً:
واشنطن على خط المواجهة.. خطوة أمريكية وشيكة لإدراج الإخوان على قوائم الإرهاب
في ظل تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، وتزامن الملفات الأمنية والسياسية على الساحة الدولية، أدلى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بسلسلة من التصريحات التي تعكس توجهات الإدارة الأمريكية تجاه عدد من القضايا الحساسة، من بينها ملف تصنيف جماعة الإخوان ، والموقف من الحرب في قطاع غزة، والاعتراف بدولة فلسطينية.
تصريحات روبيو جاءت في وقت يشهد فيه الإقليم تحولات استراتيجية وضغوطًا سياسية متزايدة، خاصة في أعقاب المواقف الأوروبية الأخيرة تجاه القضية الفلسطينية.
أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن بلاده بصدد اتخاذ خطوات نحو تصنيف جماعة الإخوان كـ"جماعة إرهابية"، لكنه شدد على أن هذه الخطوة تعد "عملية طويلة وتحتاج إلى تدقيق دقيق". وأوضح روبيو أن الإدارة الأمريكية ستجري عملية مراجعة داخلية شاملة قبل الإقدام على هذا التصنيف، بهدف ضمان عدم إمكانية الطعن عليه أمام المحاكم الأمريكية، مؤكدًا أن الجانب القانوني يعد عنصرًا أساسيًا في اتخاذ مثل هذه القرارات الحساسة.
الموقف من الحرب على غزةوفي سياق آخر، تناول روبيو الوضع في قطاع غزة، مؤكدًا أن الحرب ستتوقف "في اليوم الذي لا تشكل فيه حركة حماس تهديدًا عسكريًا".
وأشار إلى أن الولايات المتحدة ترى أن استمرار حكم حماس للقطاع أمر غير مقبول، وأن أي حلول مستقبلية يجب أن تضمن إنهاء قدرتها العسكرية.
كما لفت وزير الخارجية الأمريكي إلى أن الاعترافات الأوروبية الأخيرة بدولة فلسطينية جاءت نتيجة "ضغوط سياسية داخلية" في هذه الدول، مشيرًا إلى أن الموقف الأمريكي حيال هذه القضية يظل مختلفًا من حيث آليات التعامل مع الملف الفلسطيني.
الاعتراف بدولة فلسطينية: الموقف الأمريكيأكد روبيو أن "المستقبل المتعلق بالاعتراف بدولة فلسطينية لن يُحدد بقرار من الأمم المتحدة"، في إشارة واضحة إلى أن الولايات المتحدة تعتبر أن هذا الأمر يجب أن يكون نتاج عملية تفاوضية مباشرة بين الأطراف المعنية، وليس عبر قرارات أممية أو ضغوط دولية أحادية الجانب.
تصريحات وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو تكشف عن توجهات واضحة للإدارة الأمريكية في التعامل مع الملفات المعقدة في الشرق الأوسط، حيث توازن بين المسار القانوني في القضايا الداخلية مثل تصنيف الإخوان المسلمين، والموقف الحازم تجاه جماعة حماس في غزة، وبين رفض الخطوات الأحادية في الاعتراف بالدولة الفلسطينية. هذه المواقف من شأنها أن تؤثر على مسار العلاقات الأمريكية مع حلفائها في المنطقة وأوروبا، وتعيد صياغة أولويات السياسة الخارجية الأمريكية في المرحلة المقبلة.