أسباب النفوق الجماعي لأسماك بحيرة المنزلة
تاريخ النشر: 14th, August 2025 GMT
عضو لجنة الزراعة بالوفد يكشف أسباب النفوق الجماعي لأسماك بحيرة المنزلة
أكد الدكتور مصطفي خليل عضو لجنة الزراعة بحزب الوفد ان النفوق الجماعي للأسماك في البحيرات الشمالية المصرية نتيجة لظروف بيئية قاسية بسبب ارتفاع درجات الحرارة غير المسبوقة و احتمال اخر قد تكون بسبب تداخل عدة عوامل بيئية وكيمائية وبيولوجية وملوثات خارجية و تسبب تغير حاد في الوسط البيئي المحيط بالأسماك.
وأوضح خليل أهم الأسباب الرئيسية انخفاض الأكسجين الذائب في الماء، ويحدث غالبًا في فصل الصيف أو عند ارتفاع درجات الحرارة، حيث يقل ذوبان الأكسجين في الماء وزيادة المواد العضوية من مخلفات الصرف وبقايا الأعلاف تؤدي لاستهلاك الأكسجين في التحلل، وتكاثر الطحالب بكثافة ويستهلك الأكسجين ليلًا عند التنفس.
كما ان التلوث الكيميائي بسبب صرف صناعي أو زراعي يحتوي على معادن ثقيلة واحتوائها علي مبيدات حشرية أو أعشاب تُصرف من الأراضي الزراعية للبحيرة ، والمواد بترولية والزيوت والتي تنتج من القوارب أو المصانع.
و التلوث العضوي والصرف الصحي مثل مياه الصرف الصحي الغير معالجة غنية بالأمونيا والنترات والفوسفات و ارتفاع الأمونيا الكلية لمستويات سامة للأسماك.
و اضاف ان التقلبات المفاجئة في درجات الحرارة أو الملوحة و دخول مياه بحرية أو عذبة بشكل مفاجئ يغير درجة ملوحة البحيرة و التغير المفاجئ في الطقس بسبب موجات برد أو حر شديدة تؤدي لإجهاد حراري للأسماك.
كما أن الظواهر البيئية الخاصة مثل المد الأحمر و الذى ينتج عنه تكاثر أنواع سامة من الطحالب و التي تنتج سموم عصبية أو كبدية و انقلاب في البحيرات العميقة، تحرك المياه السفلية الفقيرة بالأكسجين للأعلى فجأة.
و اضاف أن أهم المسببات للنفوق الجماعي للأسماك لا تخرج عن الصرف الزراعي والصناعي والصحي المباشر بدون معالجة خصوصًا في بحيرات المنزلة، البرلس و إدكو و الازدهار الطحلبي الناتج عن زيادة المغذيات، وسوء إدارة البحيرة وزيادة الكثافة السمكية في مناطق ضيقة.
وأوضح أنه يجب أن تكون هناك رقابة بيئية و التأكد من أن جودة المياه داخل البحيرة صالحة للاستزراع السمكي وفق المعايير المصرية و قياس مؤشرات مثل الأكسجين الذائب، درجة الحرارة، الملوحة، الأمونيا، النيتريت، الفوسفات، والمعادن الثقيلة ، و التحكم في مصادر التلوث ومنع أو ضبط صرف المياه الزراعية أو الصناعية غير المعالجة إلى البحيرة و التنسيق مع وزارة الري والصرف الصحي ووزارة البيئة لضبط نوعية المياه الداخلة.
والإشراف الفني والإنتاجي من حيث تحديد أنواع الأسماك المناسبة للبيئة المائية و تنظيم دورات الاستزراع والتغذية والحصاد ، و التنسيق الأمني والقانوني و تطبيق القوانين البيئية (مثل قانون البيئة رقم 4 لسنة 1994 وتعديلاته) وقوانين الثروة السمكية و تحرير محاضر للمخالفين في حال صرف ملوثات أو مواد سامة.
فضلا عن إدارة الاتصال بمياه البحر في حالة اتصال البحيرات بمياه البحر، يتم مراقبة الملوحة وتجنب دخول كميات أو ملوثات تغير من توازن النظام البيئي.
و وفق المعايير المصرية للمواصفات البيئية واشتراطات قانون البيئة وقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 92 لسنة 2013 بالنسبة لمياه الصرف الزراعي يجب أن تكون خالية من المبيدات الحشرية أو بقايا الأسمدة بمستويات تتجاوز الحدود المسموح بها.
وخلو المياه من الطحالب السامة أو المواد العالقة بكميات تؤثر على الأكسجين الذائب، وبالنسبة لمياه الصرف الصناعي فإن المعالجة المسبقة إلزامية قبل الصرف في البحيرات، ويجب المتابعة الدورية بتحليل عينات المياه بشكل دوري شهري على الأقل ووقف الصرف فوراً إذا تجاوزت النتائج الحدود المسموح بها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: درجات الحرارة الصرف الصحى الأسماك بحيرة المنزلة مبيدات حشرية اسماك بحيرة المنزلة لجنة الزراعة
إقرأ أيضاً:
فيضانات بحيرة نيفاشا تُغرق أحياء كينية وتُهجّر الآلاف
تحوّلت القوارب السياحية في بحيرة نيفاشا الكينية إلى وسائل إنقاذ طارئة، بعد أن غمرت مياه الفيضانات أحياء سكنية بأكملها، وأجبرت مئات السكان على الفرار من منازلهم وسط ظروف صحية متدهورة ومياه تصل إلى مستوى الخصر.
في حي "كيهوتو" المتواضع، تقف روز أليرو وسط منزلها الغارق، وتقول بأسى: "لم يحدث شيء كهذا من قبل".
وتضيف أليرو البالغة من العمر (51 عاما): "الناس يعانون، كثيرون مرضى، والمراحيض تطفح، ولا أحد يعرف إلى أين يذهب".
ووفقا لمسؤولين محليين، فقد تقدّمت مياه البحيرة الواقعة في وادي الصدع نحو اليابسة لمسافة غير مسبوقة بلغت 1.5 كيلومتر، مما أدى إلى غمر مئات المنازل، وتدمير كنائس، وإغراق مراكز شرطة وسط نباتات طافية.
وفي مشهد يعكس حجم الكارثة، اضطر أطفال إلى إخلاء مدرسة باستخدام طوافات مرتجلة خلال موجة مفاجئة من المياه.
وتقدّر جويس تشيتشي، رئيسة إدارة مخاطر الكوارث في مقاطعة ناكورو، أن نحو 7 آلاف شخص نزحوا بسبب ارتفاع منسوب المياه، مشيرة إلى أن الفيضانات تهدد أيضا الحياة البرية، وتُربك قطاعي السياحة والتجارة.
وتقول تشيتشي إن السلطات المحلية وفّرت وسائل نقل طارئة وطبّقت إجراءات صحية، لكنها لم تقدّم أي تعويضات مالية حتى الآن.
وفي قطاع تصدير الزهور، أحد أعمدة الاقتصاد المحلي، امتنع العمال عن الذهاب إلى الحقول خشية الإصابة بالكوليرا أو التعرض لانهيارات أرضية.
كما حذّرت تشيتشي من خطر المواجهة مع أفراس النهر التي باتت تقترب من المناطق السكنية، قائلة: "لم نكن نتوقع ذلك".
إعلانوعلى ضفاف البحيرة، تقف جذوع أشجار الأكاسيا الجرداء، التي كانت يوما مورقة، مغمورة في مياه تتقدّم بمعدل متر يوميا، في مشهد يختزل حجم التحوّل البيئي.
ولا تقتصر هذه الظاهرة على نيفاشا، بل تمتد إلى بحيرات أخرى في وادي الصدع، حيث تسببت في نزوح مئات الآلاف. وتُرجع دراسات عديدة هذه الظاهرة إلى زيادة هطول الأمطار بفعل تغيّر المناخ.
لكن الجيولوجي الكيني جون لاغات، المدير الإقليمي في شركة تطوير الطاقة الحرارية، يرى أن السبب الأعمق هو النشاط التكتوني، نظرًا لوقوع البحيرات على صدع جيولوجي رئيسي.
ويشرح أن تحرّكات الصفائح الأرضية منذ أوائل القرن الـ20 أدّت إلى إغلاق تدريجي لمنافذ التصريف الجوفية، مما حبس المياه داخل الأحواض.
ويقرّ لاغات بأن تغيّر المناخ وتدهور الأراضي بفعل النمو السكاني يفاقمان الأزمة، لكنه يصف العامل التكتوني بأنه "محوري".
وفي منزلها الغارق، تنظر روز أليرو إلى المياه التي تواصل زحفها، وتقول: "نحن قلقون جدا.. لا نعرف ما الذي سيحدث مع موسم الأمطار المقبل".