حبوب الفيتامينات.. ضرورة علاجية أم موضة صحية؟
تاريخ النشر: 15th, August 2025 GMT
في السنوات الأخيرة انتشرت حبوب الفيتامينات بشكل واسع في الصيدليات، وفي إعلانات مواقع التواصل الاجتماعي، وحتى في الروتين اليومي للكثير من الأشخاص، حيث أصبح من المألوف أن يبدأ البعض يومه بجرعات من فيتامين D أو C أو مكملات الزنك، وذلك في كثير من الأحيان دون تشخيص أو استشارة طبية دقيقة. هذا الانتشار الواسع يدفع للتساؤل حول ما إذا كان تناول هذه الحبوب ضرورة طبية حقيقية، أم أنه أقرب إلى "موضة صحية" ينجرف خلفها الناس دون وعي كافٍ؟
وفي هذا الإطار، أوضحت فنية التغذية ماجدة العويسية لـ"عُمان" أن معظم الأشخاص الأصحاء لا يحتاجون إلى تناول مكملات الفيتامينات إذا كانوا يلتزمون بنظام غذائي متوازن يضم تشكيلة متنوعة من الأطعمة الغنية بالمغذيات، غير أن هناك حالات محددة يصبح فيها استخدام هذه المكملات ضروريًا وذا فائدة واضحة.
وأشارت إلى أن هذه الحالات تشمل وجود نقص مؤكد في أحد الفيتامينات أو المعادن يثبت من خلال التحاليل المخبرية، وفترتي الحمل والرضاعة، حيث تحتاج الحوامل إلى حمض الفوليك، والحديد، والكالسيوم، وفيتامين D لتلبية احتياجات الجسم وتقليل مخاطر التشوهات الخلقية، كما بيّنت أن الفئات المستفيدة تضم الأشخاص الذين يتبعون أنظمة غذائية محدودة أو صارمة، مثل النباتيين الصرف أو متبعي الحميات منخفضة السعرات، إذ يكونون أكثر عرضة لنقص عناصر غذائية مهمة مثل B12، والحديد، وأوميجا 3، والزنك، وفيتامين D.
وأضافت: إن بعض المصابين بأمراض مزمنة تؤثر على الامتصاص مثل داء كرون، والداء البطني (السيليك)، ومتلازمة القولون القصير، وأمراض الكبد أو الكلى، فضلًا عن كبار السن الذين يقل لديهم امتصاص بعض الفيتامينات مع التقدم في العمر، وكذلك مستخدمي بعض الأدوية التي تستنزف الفيتامينات أو تعيق امتصاصها، مثل الميتفورمين الذي يقلل فيتامين B12، ومثبطات الحموضة التي تؤثر على امتصاص الحديد وB12، والستيرويدات التي تقلل الكالسيوم وفيتامين D.
وأشارت العويسية إلى أن نقص الفيتامينات يمكن أن يؤدي إلى مجموعة من الأعراض التي تختلف بحسب نوع الفيتامين الناقص، فعلى سبيل المثال، عند نقص فيتامين D قد يشعر الفرد بتعب عام وضعف في العضلات، وآلام في العظام أو الظهر، وانخفاض في المناعة، ومزاج مكتئب، وتساقط الشعر، أما أعراض نقص فيتامين B12 فتتمثل في التنميل أو الوخز في اليدين والقدمين، والإرهاق، وشحوب البشرة، ومشاكل في الذاكرة أو التركيز، والتهاب اللسان أو قرح الفم، بينما نقص فيتامين C قد يؤدي إلى نزيف اللثة، وبطء التئام الجروح، والكدمات المتكررة، وجفاف الجلد والشعر، وضعف المناعة؛ ولأن هذه الأعراض قد تتشابه مع مشكلات صحية أخرى، أكدت أهمية إجراء فحوصات طبية قبل البدء في تناول أي مكمل غذائي.
وبيّنت أن الفحوصات الأساسية تشمل تحليل الدم الشامل (CBC) لتقييم مدى احتياج الجسم للحديد، وفيتامين B12 أو حمض الفوليك، وتحليل فيتامين D الذي يُعد أحد أكثر الفيتامينات شيوعًا في النقص، وتحليل فيتامين B12 وحمض الفوليك، خاصة للنباتيين وكبار السن أو من يعانون من مشاكل في الامتصاص، بالإضافة إلى تحليل الحديد الذي يجب أن يُجرى قبل تناول مكملاته، وتحليل وظائف الكبد والكلى (KFT - LFT)، وتحليل الكالسيوم والمغنيسيوم، وغيرها من التحاليل وفقًا للحالة.
ورغم أهمية هذه الفحوصات، حذّرت العويسية من أن كثيرين يتناولون الفيتامينات والمكملات دون تشخيص أو استشارة طبية، مما قد يسبب آثارًا جانبية، أبرزها التسمم الفيتاميني (Hypervitaminosis) الناتج عن تناول كميات مفرطة من بعض الفيتامينات، وخاصة الذائبة في الدهون (A - D - E - K) التي تتراكم في الجسم، وتشمل الآثار الأخرى مشاكل في الجهاز الهضمي مثل الإمساك أو الإسهال، والغثيان، وحرقة المعدة، واضطراب الشهية، إلى جانب خطر تأخير التشخيص الصحيح لحالة مرضية حقيقية، كما أن الجرعات العالية لبعض الفيتامينات لدى الحوامل والمرضعات قد تضر الجنين أو الرضيع، وتشير بعض الدراسات إلى أن الإفراط في بعض المكملات قد يزيد من مخاطر تلف الأعضاء أو الإصابة بالسرطان.
وعن الفرق بين الفيتامينات المستمدة من الغذاء والمصنّعة، أوضحت أن امتصاص الفيتامينات الطبيعية أفضل لكونها تأتي مصحوبة بألياف وإنزيمات ومضادات أكسدة، فضلًا عن أنها لا تسبب الجرعات الزائدة أو السمية، بينما قد تكون الفيتامينات المصنّعة مفيدة لبعض الفئات، لكنها تتطلب الحذر، خاصة لدى الأطفال لصغر أعمارهم وحساسية أجسامهم، وكبار السن لبطء الاستقلاب لديهم، وكذلك الحوامل والمرضعات ومرضى الكلى أو الكبد أو القلب.
وأضافت: إن الانتشار الواسع لمكملات الفيتامينات في الأسواق والمنصات الإلكترونية جعل من الضروري التمييز بين المنتجات الموثوقة والمزيفة عبر البحث عن شهادات الجودة المستقلة (Third-Party Testing) مثل: USP، وNSF، وGMP، التي تؤكد مطابقة المنتج للمواصفات وخلوه من الملوثات والمعادن الثقيلة.
واختتمت العويسية حديثها بالتأكيد على أنه لا ينبغي تناول الفيتامينات بغرض الوقاية إلا عند وجود حاجة صحية مثبتة، مشيرة إلى أن النظام الغذائي الصحي المتوازن كفيل بتوفير معظم احتياجات الجسم من المعادن والفيتامينات دون الحاجة إلى مكملات خارجية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فیتامین B12 فیتامین D إلى أن
إقرأ أيضاً:
مؤشرات صحية أثناء النوم تستدعي الحذر
يمانيون|منوعات
حذّر طبيب الأسنان مارك بورخين في مقابلة مع موقع “ديلي ميل” من بعض الأمور التي تحدث مع الإنسان أثناء النوم وتسبب له مشكلات صحية.
وقال الطبيب إن الشخير، والتنفس من الفم، وصرير الأسنان أثناء النوم قد تكون مؤشرات لأسباب خفية تؤثر على صحة الدماغ وتزيد من مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية.
وأوضح أن الشخير المنتظم غالبا ما يرتبط بـ انقطاع التنفس الانسدادي النومي، وهي حالة يتوقف فيها التنفس بشكل متقطع أثناء النوم، ما يعيق وصول الأكسجين إلى أعضاء الجسم، ويزيد العبء على الجهاز القلبي الوعائي، ويساهم في الإرهاق المزمن وضعف الوظائف الإدراكية.
أما التنفس من الفم أثناء النوم فيعيق الترشيح والترطيب الطبيعي للهواء بواسطة الأنف، ما قد يؤدي إلى انخفاض الأكسجين في الدم، ونقص تأكسج الدماغ، وزيادة خطر تسوس الأسنان، وظهور رائحة الفم الكريهة نتيجة تكاثر البكتيريا.
وأضاف الطبيب أن صرير الأسنان لا ينتج عن التوتر فقط، بل قد يكون محاولة لا إرادية للحفاظ على انفتاح مجرى الهواء أثناء النوم. وأكد على ضرورة عدم تجاهل هذه الإشارات والتوجه إلى المختصين لتشخيص وعلاج اضطرابات النوم.
وتشير الدراسات إلى أن الشخير وانقطاع التنفس الانسدادي النومي قد يسببا على المدى الطويل مشاكل مرتبطة بنقص الأكسجين في الجسم، واضطرابات في الإدراك والذاكرة، وصعوبة في التركيز خلال النهار، فضلاً عن مشكلات في القلب والشرايين. كما أن التنفس من الفم يساهم في تكاثر البكتيريا الضارة وتسوس الأسنان.