عالم بالأزهر يوضح ضوابط أكل الصيد في ضوء حديث النبي
تاريخ النشر: 16th, August 2025 GMT
قال الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، إن حديث الأمر بترك ما لم يُسمَّ عليه من الصيد ورد بإسنادين متصلين عن مشايخنا – جزاهم الله خيراً – للإمام البخاري في صحيحه، عن عدي بن حاتم رضي الله عنه، أنه قال: «سألت النبي صلى الله عليه وآله وسلم: قلت يا رسول الله أرسل كلبي وأسمّي فأجد معه على الصيد كلباً آخر لم أسمِّ عليه، ولا أدري أيهما أخذ؟ فقال: لا تأكل، فإنما سميت على كلبك ولم تسمِّ على الآخر».
وأكد الدكتور يسري جبر، خلال تصريح تليفزيوني، أن هذا الحديث يبين أن حل أكل الصيد مشروط بشروطٍ كثيرة يجب مراعاتها حتى يكون حلالاً، مشيراً إلى أن معظم أحاديث الصيد رويت عن الصحابي الجليل عدي بن حاتم الطائي رضي الله عنه، لأنه كان يعتمد في حياته ورزقه على الصيد.
وأوضح أن كلب الصيد المعلم يُعَدّ كالآلة التي يستخدمها الصائد، كما يستخدم الجزار سكينه، مبيناً أن الصيد لا يحل إلا إذا توفرت فيه شروط الذابح والمذبوح والآلة.
وأضاف أن الكلب المعلّم لا ينطلق إلا بإشارة صاحبه ولا يأكل من الصيد حتى يأتيه، بخلاف الكلب غير المعلم الذي يأكل مباشرةً، فلا يحل صيده.
وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قرر قاعدة مهمة في هذا الباب، وهي أنه إذا اختلط الحلال بالحرام غُلّب جانب الحرام احتياطاً، لقوله: «إنما سميت على كلبك ولم تسمِّ على الآخر»، ومن هنا، لا يجوز أكل الصيد إذا كان هناك شك في مصدره.
كما بيّن الدكتور يسري أنه إذا كان الصيد قد أُخذ بكلبين معلَّمين لصائدين مسلمين أو كتابيين وذُكِر اسم الله عليه، فإنه يحل أكله، أما إذا وُجد مع الكلب المعلّم كلب بري أو غير معلّم مجهول المصدر، فلا يجوز الأكل منه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: يسري جبر فتاوى الأزهر یسری جبر
إقرأ أيضاً:
فعل يمنعك من غضب الله.. أوصى به النبي
كشف مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، عبر صفحته الرسمية على فيس بوك، عن فعل يمنعك من غضب الله.
وأوضح أن الصحابة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عمل يَمنَعُ صاحِبَه من غضب اللهِ عزَّ وجلَّ؟ وأوصاهم بتجنب الغضب.
واستدل بما جاء عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو رضي الله عنهما حيث قال: “يَا رَسُول اللَّهِ مَا يَمْنَعْنِي مِنْ غَضَبِ اللَّهِ” قَالَ: “لَا تَغْضَبْ” صحيح ابن حبان.
إن جميع المفاسد العملية التي تعرض للإنسان وتعتريه إنما تعرض له من فرط شهوته واستيلاء غضبه، فلما سأل الصحابي النبي أن يشير إليه بما يتوسل به إلى تجنب الوقوع في غضب الله، نهاه عن الغضب الداعي إلى ما يوقع تحت غضب الله.
علاج مشكلة الغضب
1- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم: حيث دعت تعاليم الإسلام المسلم الغاضب إلى الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم؛ تخلّصاً من غضبه، وذلك بأن يقول: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"، ومنه ما ثبت عن سليمان بن صرد -رضي الله عنه- قال: (اسْتَبَّ رَجُلَانِ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ونَحْنُ عِنْدَهُ جُلُوسٌ، وأَحَدُهُما يَسُبُّ صَاحِبَهُ، مُغْضَبًا قَدِ احْمَرَّ وجْهُهُ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً، لو قالَهَا لَذَهَبَ عنْه ما يَجِدُ، لو قالَ: أعُوذُ باللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ).
2- أن يتوضأ الغاضب وضوءه للصلاة حثّ رسولُ الله -صلّى الله عليه وسلّم- الغاضبَ على الوضوء كوضوء الصلاة، وذلك لأمرين: أوّلهما إشغال النفس بأمر آخر سوى الغضب، فقد يحتاج الغاضب أثناء وضوئه إلى أن يأتي بالماء، ويُقرِّبه إليه، ونحو ذلك، وهذا من شأنه أن يُخفف من شدِّة الغضب ويُبرِّده، وثانيهما إطفاء حرارة الغضب، حيث إنّ الأعضاء والأطراف تكون مرتفعة الحرارة فتبرد بالماء.
3- السكوت وعدم التكلم حتى يهدأ حثّ رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم الغاضبَ على السكوت، والتوقف عن الكلام؛ وذلك حتى لا يكون الغضب سبباً في الوقوع في المحظور، وقد دلّ على ذلك قوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذا غَضِبَ أحدُكم فلْيسكتْ).
4- تغيير الهيئة والحالة التي عليها الغاضب، حيث أرشد رسولُ الله -صلّى الله عليه وسلّم- الغاضبَ إلى تغيير الهيئة التي يكون عليها حال غضبه، فإن أصابه الغضب حال قيامه فعليه أن يجلس، فإن لم يذهب عنه الغضب اضطجع، وكذلك إن أصابه الغضب حال جلوسه فعليه أن يضطجع، وقد دلّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذا غضبَ أحدُكم وهو قائمٌ فلْيجلسْ، فإن ذهبَ عنه الغضبُ وإلاَّ فلْيَضْطَجِعْ)،
5- تذكر أجر كتم الغضب واستشعار الخوف من الله، قال تعالى: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّـهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).
6- تذكر قول رسول الله الذي يُبيّن فيه أنّ القوي مَن يَملك زمام نفسه حال الغضب، لا مَن ينال الغلبة في الصُّرعة وذلك بقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ليسَ الشَّدِيدُ بالصُّرَعَةِ، إنَّما الشَّدِيدُ الذي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الغَضَبِ).
7- تذكر وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بالابتعاد عن الغضب ومجانبته، وفق الوارد في الحديث السابق «لا تغضب».