هل تنزع إسرائيل سلاح حزب الله؟
تاريخ النشر: 16th, August 2025 GMT
سؤال يعود إلى الواجهة كلما ارتفعت حرارة المواجهة العسكرية على الحدود، أو بدا أن حربًا كبرى تلوح في الأفق. لكنه في جوهره سؤال يتجاوز العنوان العسكري المباشر إلى عمق التوازنات الإقليمية والتعقيدات الداخلية اللبنانية والدور الاستراتيجي الذي يلعبه الحزب في الصراع الأوسع بين إيران وإسرائيل.
في الظاهر، تمتلك إسرائيل جيشًا متفوقًا عدةً وعتادًا وتقنيًا، وقادرًا نظريًا على توجيه ضربات ساحقة لأي خصم تقليدي.
ثم إن المعركة ضد حزب الله لا تنحصر في مواجهة مسلحين على الأرض أو مخازن صواريخ قابلة للقصف، بل هي معركة ضد بنية أيديولوجية وتنظيمية متجذرة في الداخل اللبناني منذ عقود، وتحظى بشعبية في بيئة محددة، كما أنها متصلة بتحالفات سياسية داخل الدولة.
وهذا التعقيد الداخلي يجعل أي محاولة إسرائيلية لتجريد الحزب من سلاحه بالقوة مجازفة بانفجار لبنان كله، ودفعه إلى حرب أهلية جديدة أو إلى انهيار كامل لما تبقى من سلطة الدولة المركزية.
البديل السياسي، وهو الرهان على ضغوط دولية أو توافق لبناني داخلي لإجبار الحزب على التخلي عن سلاحه، يبدو هو الآخر بعيد المنال في الوقت الراهن. فالدولة اللبنانية نفسها تعيش حالة شلل سياسي وانقسام عميق، ومؤسساتها الأمنية والعسكرية أضعف من أن تفرض سيطرة شاملة على الجنوب اللبناني. فضلاً عن أن جزءًا واسعًا من الشارع اللبناني، خصوصًا في بيئة الحزب، يرى في سلاحه ضمانة دفاعية ضد إسرائيل أكثر مما يراه عبئًا داخليًا. حتى لو كان هناك من يعارض هذا السلاح سياسيًا أو يخشى انعكاساته الاقتصادية على لبنان، إلَّا أن تحرك ميزان القوى الداخلي لصالح نزع السلاح يحتاج إلى توافق لبناني شامل مفقود منذ سنوات طويلة.
بكلمة أخرى، نزع سلاح حزب الله ليس مهمة عسكرية يمكن إنجازها بضربة جوية، ولا مشروعًا سياسيًا يمكن فرضه بقرار دولي. إنه صراع طويل في قلب صراعات المنطقة، ولن يُحسم إلا بتغير جوهري في موازين القوى الإقليمية والدولية أو في الداخل اللبناني نفسه؛ وهو ما لا يبدو وشيكًا حتى الآن.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
كاتب سياسي: المملكة رعت القضية الفلسطينية منذ بداية الحرب وأوجدت زخمًا دبلوماسيًا أدى لعزلة إسرائيل
قال الكاتب السياسي د. فيصل السميري، إن المملكة رعت القضية الفلسطينية منذ بداية الحرب.
وأضاف السميري، بمداخلة لقناة الإخبارية، أن المملكة أسهمت في إنهاء معاناة الشعب الفلسطينية وأوجدت زخما دبلوماسيا نتج عنه عزلة إسرائيل ولرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.
وتابع، أن المملكة قادت تحالفا عربيا إسلاميا لإيقاف الحرب على غزة وقادت لجنة سداسية للتحرك لدى الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن ومؤتمر حل الدولتين بشأن القضية الفلسطينية.
الكاتب السياسي د. فيصل السميري: المملكة رعت القضية الفلسطينية منذ بداية الحرب وأسهمت في إنهاء معاناة شعبها وأوجدت زخما دبلوماسيا نتج عنه عزلة إسرائيل#التاسعة | #الإخبارية pic.twitter.com/Uld0XdXajI
— قناة الإخبارية (@alekhbariyatv) October 7, 2025 فلسطينالمملكةأخبار السعوديةقد يعجبك أيضاًNo stories found.