حلوى المولد بين الفرح المشروع والدعوى الباطلة: الرد على بدعة "الأصنام"
تاريخ النشر: 17th, August 2025 GMT
في كل عام ومع اقتراب ذكرى المولد النبوي الشريف، يحرص المسلمون على إحياء المناسبة بطرق شتى تعبيرًا عن محبتهم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومن أبرز هذه المظاهر شراء حلوى المولد والتهادي بها.
إلا أن بعض الأصوات المعاصرة خرجت تزعم أن شراء هذه الحلوى بدعة محرمة، بل وصل الأمر إلى تشبيهها بالأصنام!
ادعاءات باطلة ومخالفات شرعية
أكدت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي أن هذا القول باطل لا أصل له في الفقه الإسلامي، ولم يسبق قائلوه إليه أحد من علماء المسلمين قديمًا أو حديثًا.
وقد رد القرآن الكريم على هذا المسلك بقوله تعالى:﴿أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾ [القلم: 35-36].
الفرح بالمولد عادة إسلامية أصيلة
منذ قرون طويلة والمسلمون في مشارق الأرض ومغاربها يحتفلون بالمولد النبوي، ويجعلونه مناسبة للفرح والسرور، وللتوسعة على الفقراء والعيال، ولإظهار المحبة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم. وهذه المظاهر لم تُنكَر عبر التاريخ، بل صارت من العادات التي توافق الفطرة السوية، إذ إن النفوس جبلت على الفرح بمن تحب، ولا حب أعظم من حب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
حلوى المولد.. وسيلة مباحة لمقصد شريف
أوضحتالإفتاء أن شراء الحلوى والتهادي بها والتوسعة على الأهل في ذكرى المولد كلها أعمال مباحة شرعًا، ويثاب المسلم على قصده فيها إن كان بغرض محبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمه. فالوسائل تأخذ حكم المقاصد، وإذا كان المقصد هو تعظيم رسول الله والفرح بمولده الشريف، فإن الوسيلة تصبح جائزة بل محمودة.
إلى جانب المظاهر الاجتماعية من توزيع الحلوى، فإن المظاهر الدينية كقراءة القرآن الكريم، وتلاوة السيرة النبوية، وإقامة مجالس الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وإنشاد المدائح النبوية، كلها مظاهر مشروعة وأولى بالاحتفاء.
وانتهت الإفتاء إلى أن ادعاء أن شراء حلوى المولد بدعة أو أصنام دعوى باطلة تخالف عمل الأمة عبر القرون وتناقض مقاصد الشرع، ولا يجوز الأخذ بها. بل إن الفرح بالمولد والتوسعة فيه على الأهل والعيال، سواء بالحلوى أو غيرها من المباحات، يدخل في تعظيم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ويُثاب المسلم على ذلك.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حلوى المولد المولد حلوي الفرح بالمولد ذكرى المولد النبوي المولد النبوي المولد النبوي الشريف صلى الله علیه وآله وسلم حلوى المولد
إقرأ أيضاً:
الترتيب بين فريضة الفجر وسنته شرعًا
الفجر.. قالت دار الإفتاء المصرية إن الأصل أن تُؤدَّى ركعتي الفجر قبل صلاة الفريضة، فإذا دخل الإنسان المسجد وقد أقيمتِ الصلاة فينبغي أن يلحق بالإمام ولا ينشغل بصلاة السُّنَّة حينئذٍ، ولا حرج في صلاتها لاحقًا بعد الفريضة، ولو كان يرجو إدراك ركعة مع الإمام فله أن يصليها، وإذا نام الإنسان عن الصلاة واستيقظ بعد طلوع الشمس فيقضي صلاة ركعتي الفجر مع الفريضة ولا حرج في ذلك.
بيان فضل ركعتي الفجر:
وأوضحت الإفتاء أن ِن الأمور التي رغَّبت فيها السُّنَّة المطهرة وأكدت عليها في غير موضع: ركعتا الفجر، أي: سنته؛ فقد ورد في السُّنَّة المشرفة أن ركعتي الفجر خيرٌ من متاع الدنيا، وأنهما من أفضل الأعمال التي يتقرب بها المسلم إلى الله سبحانه وتعالى، ولذلك لم يدعها صلى الله عليه وآله وسلم لا سفرًا ولا حضرًا؛ فعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا»، وعنها أيضًا رضي الله عنها أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي شَأْنِ الرَّكْعَتَيْنِ عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ: «لَهُمَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا» أخرجهما الإمام مسلم.
قال الإمام النووي في "شرحه على مسلم" (6/ 5، ط. دار إحياء التراث العربي): [«رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» أي: من متاع الدنيا] اهـ.
وورد أيضًا عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: "لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم عَلَى شَيْءٍ مِنَ النَّوَافِلِ أَشَدَّ مِنْهُ تَعَاهُدًا عَلَى رَكْعَتَي الْفَجْرِ" متفقٌ عليه.
صلاة الفجر
قال الشيخ ابن القيم في "زاد المعاد" (1/ 305، ط. مؤسسة الرسالة): [وكان تعاهده ومحافظته على سنة الفجر أشد من جميع النوافل، ولذلك لم يكن يدعها هي والوتر سفرًا وحضرًا، وكان في السفر يواظب على سنة الفجر والوتر أشد من جميع النوافل دون سائر السنن، ولم ينقل عنه في السفر أنه صلى الله عليه وآله وسلم صلَّى سنة راتبة غيرهما] اهـ.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تَدَعُوا رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، وَإِنْ طَرَدَتْكُمُ الْخَيْلُ» أخرجه الأئمة: أحمد في "المسند"، وأبو داود والبيهقي في "السنن"، والبزار في "المسند"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار".
وقت صلاة سنة الفجر
وأكدت الإفتاء أن الأصل أن تؤدى ركعتا سنة الفجر قبل الفريضة؛ لما روته أمُّ حَبِيبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قال: «مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الجَنَّةِ: أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ المَغْرِبِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ صَلَاةِ الْغَدَاةِ» أخرجه الترمذي في "السنن"، والطبراني في "الكبير".
وهذا ما قرَّره أئمة وفقهاء المذاهب المتبوعة؛ كما في "بدائع الصنائع" لعلاء الدين الكاساني الحنفي (1/ 284، ط. دار الكتب العلمية)، و"مواهب الجليل" للإمام الحطاب المالكي (2/ 66-67، ط. دار الفكر)، و"المجموع" للإمام النووي الشافعي (4/ 7، ط. دار الفكر)، و"المغني" للإمام ابن قدامة الحنبلي (2/ 93، ط. مكتبة القاهرة).