الأكسجين في هواء جبل إيفرست يحمل مفتاح علاج باركنسون
تاريخ النشر: 19th, August 2025 GMT
الأكسجين .. في كشف علمي لافت، أظهرت دراسة جديدة نُشرت في مجلة Nature Neuroscience أن البيئة منخفضة الأكسجين، المشابهة لما يشعر به الإنسان على ارتفاعات شاهقة مثل معسكر قاعدة جبل إيفرست، قد تكون وسيلة فعالة للتعامل مع مرض باركنسون، أحد أبرز الأمراض العصبية التنكسية في العالم.
وتوصلت الدراسة، التي قادها باحثون من كلية الطب بجامعة هارفارد، إلى أن تقليل نسبة الأكسجين المستنشق يمكن أن يبطئ من أعراض باركنسون، بل وربما يوقف تدهور الخلايا العصبية المرتبط به، من خلال آلية جديدة ترتبط بتحسين أداء الميتوكوندريا، المحطات الحيوية لإنتاج الطاقة داخل الخلايا.
يعاني مرضى باركنسون من فقدان تدريجي للخلايا العصبية، خاصة تلك المسؤولة عن الحركة، ويُعتقد أن السبب يرتبط بارتفاع مستويات الأكسجين الحرة داخل الدماغ.
ولا يغذي هذا "الفيضان" من الأكسجين الخلايا، بل يعجل بانهيارها، نتيجة لخلل في استهلاك الميتوكوندريا للأكسجين، مما يؤدي إلى تراكمه وتحوّله إلى مادة سامة.
وخلال الدراسة، قام العلماء بمحاكاة مرض باركنسون في الفئران عبر حقنها ببروتينات ألفا-ساينيوكلين التي تساهم في تكوين أجسام لوي، وهي كتل بروتينية شاذة تُعد من العلامات المميزة للمرض.
نتائج مذهلة في بيئة منخفضة الأكسجينبعد تقسيم الفئران إلى مجموعتين، إحداهما تنفست هواءً طبيعيًا والأخرى عاشت في ظروف تحاكي ارتفاع 4800 متر، أي ما يعادل 11% فقط من الأكسجين، جاءت النتائج لافتة. فبينما عانت المجموعة الأولى من تدهور عصبي واضح، حافظت المجموعة الثانية على خلاياها العصبية وسلوكها الحركي الطبيعي، رغم وجود أجسام لوي.
وأثبت الدراسة أن العلاج بنقص الأكسجين فعاليته حتى بعد ستة أسابيع من بداية ظهور الأعراض، إذ استعادت الفئران قدراتها الحركية، وتوقف تدهور الخلايا، في تطور يعتبر بالغ الأهمية من ناحية علاجية.
نحو "نقص الأكسجين في كبسولة"بناءً على هذه النتائج، يعمل الباحثون حاليًا على تطوير أدوية تحاكي تأثيرات نقص الأكسجين بطريقة آمنة، دون الحاجة للعيش فعليًا في المرتفعات.
وتقوم الفكرة على استهداف الخلل في الميتوكوندريا من خلال خفض الأكسجين المتاح في الدماغ، وبالتالي منع الضرر الناتج عن تراكمه.
تحذير علمي رغم الأملورغم التفاؤل الذي تبعثه النتائج، يشدد العلماء على أن هذه الدراسات لا تزال في مراحلها الأولية، وتتطلب أبحاثًا سريرية موسعة لتأكيد فعاليتها وسلامتها لدى البشر.
كما أشار الباحث الدكتور فامسي موثا إلى أن هذه الآلية قد لا تنطبق على جميع الأمراض العصبية، لكنها تفتح أفقًا جديدًا لفهم وعلاج أمراض التنكس العصبي بطريقة غير تقليدية.
إعادة التفكير في العلاجات المستقبليةتمثل هذه الدراسة تحولا مفاهيميًا في فهم كيفية تأثير الأكسجين، العنصر الحيوي للحياة، على صحة الدماغ، خاصة في ظل الظروف المرضية.
ومع مواصلة الأبحاث، قد يُصبح استهداف البيئة الأيضية للخلايا العصبية حجر الزاوية في علاجات الغد لمرض باركنسون وغيره من الاضطرابات العصبية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأكسجين جبل إيفرست جامعة هارفارد باركنسون الأمراض العصبية التنكسية
إقرأ أيضاً: