فيتش : مصر مهيأة للانتقال إلى اقتصاد معرفي أكثر استدامة في السنوات المقبلة
تاريخ النشر: 25th, August 2025 GMT
سلط مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، الضوء على التقرير الصادر عن وكالة فيتش الأمريكية بعنوان "تسارع التحول الرقمي في مصر بدعم من الاستثمارات الحكومية والمشروعات الكبرى"، والذي يقدم نظرة تحليلية لمستقبل قطاع تكنولوجيا المعلومات في مصر، مشيراً إلى أن مصر تشهد تحولًا رقميًّا متسارعًا يعكس طموحًا واضحًا نحو تعزيز البنية التحتية التكنولوجية وتوسيع نطاق الاقتصاد الرقمي، وذلك في ظل دعم حكومي متزايد، ومشروعات استراتيجية كبرى، وتراجع نسبي في الضغوط الاقتصادية.
وبحسب تقرير وكالة "فيتش"، فإن سوق تكنولوجيا المعلومات في مصر يُظهر معدلات نمو واعدة، مدفوعة بزيادة الاستثمار، وتنامي الطلب المحلي، وتطوّر المشروعات التنموية، موضحاً أن توقعات الوكالة تشير إلى أن حجم سوق تكنولوجيا المعلومات في مصر سيرتفع من 3.5 مليار دولار في عام 2025 إلى أكثر من 9.2 مليار دولار بحلول عام 2031. ويرتبط هذا النمو بشكل أساسي بقطاعي البرمجيات والخدمات، اللذين لا يزالان في مراحل مبكرة من التبني، ما يجعل السوق المصري بيئة خصبة للاستثمار والتوسع، خاصة في ظل تصنيفه كسوق ناشئة في هذا المجال.
وأشار التقرير إلى دور الحكومة كمحرك رئيس للتحول الرقمي، حيث تقوم الحكومة المصرية بدور حاسم في قيادة عملية التحول الرقمي، من خلال مبادرات ومشروعات ضخمة، ففي أبريل 2025، أعلنت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية عن خطة استثمارية بقيمة 13 مليار جنيه (نحو 256 مليون دولار) لتحديث البنية التحتية الرقمية، تضمنت إنشاء 40 ألف برج محمول جديد، وتوسيع رقمنة الخدمات الحكومية، وتعزيز أمن الشبكات، كما ركزت الخطة على تطوير الكوادر البشرية، عبر برامج تدريب تستهدف أكثر من 600 ألف متخصص في تكنولوجيا المعلومات.
وأشار التقرير إلى إطلاق مصر في عام 2024 صندوقًا بقيمة 300 مليون دولار مخصصًا لدعم الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات، بالتعاون مع شركة "تسينغهوا يونيجروب" الصينية، ضمن مبادرة "مصر تصنع الإلكترونيات". وتهدف هذه الخطوة إلى ترسيخ مكانة مصر كمركز إقليمي في هذه المجالات عالية التقنية.
كما يسلط التقرير الضوء على المدن الذكية وما توفره من بنية تحتية رقمية للمستقبل، حيث تمثل مشروعات المدن الكبرى مثل رأس الحكمة، وساوث ميد، والعاصمة الإدارية الجديدة، ومدينة العلمين الجديدة، جزءًا أساسيًّا من استراتيجية التحول الرقمي في مصر. فهذه المدن صُمّمت لتكون ذكية بالكامل، من خلال الاعتماد على بنية تحتية رقمية متقدمة تشمل أنظمة إدارة مركزية، مراكز بيانات حديثة، شبكات ألياف ضوئية، وحلول أمان ذكية، ومن المتوقع أن تؤدي هذه المشروعات إلى زيادة الطلب على أنظمة نقاط البيع، وتقنيات إنترنت الأشياء، وبرمجيات إدارة الضيوف وغيرها من الحلول الرقمية، خصوصًا في قطاعات العقارات، السياحة، والخدمات.
ولفت التقرير إلى التحول في نمط الاستهلاك بسوق تكنولوجيا المعلومات، حيث تشير بيانات واردات تكنولوجيا المعلومات في مصر بين عامي 2020 و2024 إلى تغيّر جوهري في نمط الاستهلاك، حيث ارتفعت واردات الأجهزة بنسبة 72%، في حين انخفضت واردات الحواسيب المحمولة بنسبة 68%، وفي المقابل، سجلت واردات الشاشات ووحدات العرض قفزة من 13 مليون دولار إلى 740 مليون دولار، ما يعكس الطلب على التطبيقات الذكية في التجزئة والأمن والمدن الذكية.
كما تراجعت واردات الخوادم والأجهزة المركزية، في مؤشر على تحول المؤسسات نحو الحوسبة السحابية والخدمات المُدارة، وهو ما يُظهر تطورًا ملحوظًا في بنية الأعمال واتجاهاتها في السوق المصري.
وأشار التقرير في ختامه إلى ما أظهرته المؤشرات سالفة الذكر من أن مصر تسير بخطى واثقة نحو ترسيخ مكانتها كدولة ذات بنية رقمية متقدمة، عبر الاعتماد على حلول تكنولوجية أكثر مرونة وكفاءة. ومع تنامي الشراكات الدولية، وتوافر الكوادر المؤهلة، ودعم حكومي مستمر، تبدو مصر مهيأة للانتقال إلى اقتصاد معرفي أكثر استدامة خلال السنوات المقبلة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: السوق المصري مصر تكنولوجيا المعلومات مبادرة مصر تصنع الإلكترونيات تكنولوجيا المعلومات في مصر فيتش التحول الرقمي في مصر تکنولوجیا المعلومات فی مصر التحول الرقمی ملیون دولار
إقرأ أيضاً:
اقتصاد غزة تحت الركام.. ماذا عن إسرائيل؟
مرت عامان منذ الهجوم غير المسبوق الذي شنه حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، ما أدى إلى اندلاع حرب مدمرة ما زالت آثارها مستمرة حتى اليوم، هذه الحرب لم تكن مجرد صراع عسكري، بل أدت إلى تدمير شامل للبنية التحتية والمرافق الاقتصادية والاجتماعية، مع خسائر بشرية واقتصادية هائلة.
الوضع البشري والإنساني قُتل ما لا يقل عن 67,160 فلسطينياً منذ بداية الحرب، وفق وزارة الصحة في غزة. نزح أكثر من مليونَي شخص، فيما فقدت 288 ألف أسرة منازلها. تعيش مئات الآلاف في مخيمات مزدحمة وأراضٍ مفتوحة، مع نقص حاد في الغذاء والمياه وانقطاع إمدادات الصرف الصحي. الوضع الصحي، التعليمي والخدمي في القطاع تعرض لضربة موجعة، مع 38 مستشفى و494 مؤسسة تعليمية خرجت عن الخدمة. حجم الخسائر الاقتصاديةالتقديرات الأولية تشير إلى خسائر مباشرة تقارب 68-70 مليار دولار، موزعة على القطاعات الحيوية:
الإسكان | 28 | تدمير شامل للبنية التحتية والمساكن |
الصحة | 5 | تدمير المستشفيات والمراكز الطبية |
التعليم | 4 | المدارس والجامعات ومرافق التعليم |
الصناعة | 4 | توقف الإنتاج الصناعي بالكامل تقريباً |
التجارة | 4.5 | انهيار نشاط التجارة المحلي |
الزراعة | 2.8 | 94% من الأراضي الزراعية غير صالحة للاستغلال |
النقل والمواصلات | 2.8 | تدمير نحو 2.8 مليون متر من الطرق |
الاتصالات والإنترنت | 3 | انقطاع الخدمات الحيوية |
الخدمات والبلديات | 6 | توقف الخدمات الأساسية |
الكهرباء | 1.4 | انقطاع التيار وفشل البنية الكهربائية |
القطاع المنزلي | 4 | محتويات المنازل مدمرة |
الترفيه والفنادق | 2 | خسائر في البنية السياحية والترفيهية |
الإعلام | 0.8 | تدمير وسائل الإعلام |
القطاع الديني | 1 | المساجد والكنائس والمقابر متضررة |
أكد رئيس الوزراء الفلسطيني السابق، د. محمد اشتية:
تكلفة إعادة الإعمار قد تصل إلى 80 مليار دولار، مع 20 مليار دولار عاجلة لتوفير الخدمات الأساسية (ماء، كهرباء، مساكن مؤقتة) خلال السنوات الثلاث الأولى. الأولويات العاجلة تشمل وقف نزيف الدم، إدخال المواد الغذائية بانتظام، وإعادة شبكات المياه والكهرباء لتأمين الحد الأدنى من الحياة. تمتلك السلطة الوطنية الفلسطينية 19 ألف عنصر أمني وأكثر من 18 ألف موظف مدني جاهزين لإدارة المؤسسات فور توفر الدعم السياسي والدولي. ضرورة توفير ضمانات دولية ملزمة لمنع استخدام إعادة الإعمار كأداة ابتزاز سياسي من أي طرف، وضمان إشراف فلسطيني كامل وشفافية في الصرف والمتابعة.إسرائيل تغرق في خسائر اقتصادية هائلة بعد عامين من حرب غزة
بعد عامين على حرب السابع من أكتوبر، لا تقتصر تداعيات النزاع على غزة فحسب، بل امتدت لتلقي بظلالها على الاقتصاد الإسرائيلي، الذي يعيش واحدة من أعمق أزماته منذ تأسيس الدولة. تقديرات متعددة تكشف عن فاتورة مالية هائلة تتجاوز مئات المليارات من الشواكل، تؤثر على الموازنة العامة وسوق العمل والقطاع العقاري، وحتى على السياسات النقدية لبنك إسرائيل.
وبحسب بنك إسرائيل، بلغت الكلفة الإجمالية للحرب نحو 330 مليار شيكل (ما يعادل 100 مليار دولار)، أي ما يضع عبئاً نظرياً يقدّر بـ111 ألف شيكل لكل أسرة (33.6 ألف دولار). وفي الوقت نفسه، يقدر وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، تكلفة الحرب بنحو 300 مليار شيكل (89.4 مليار دولار).
وتمتد الخسائر لتشمل النفقات العسكرية الضخمة التي بلغت 168 مليار شيكل (51.3 مليار دولار) في 2024، بزيادة تفوق الضعف مقارنة بعام 2022، إضافة إلى دمار البنية التحتية وتراجع النشاط في قطاعات حيوية مثل السياحة والتجارة والصناعة، كل ذلك أثر مباشرة على الاحتياطيات المالية وأضعف قدرة الاقتصاد على الصمود، ما دفع بنك إسرائيل إلى خفض توقعاته للنمو إلى 2.5% مقابل تقديرات سابقة بلغت 3.3%.
تقديرات معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب تشير إلى أن الخسائر المباشرة تتجاوز 60 مليار دولار، في حين قد يكون الأثر الحقيقي أكبر بكثير بالنظر إلى تأثير الحرب على الصناعة والتجارة والسياحة والعقارات.
كما أصاب النزاع قطاعات استراتيجية مثل التكنولوجيا والابتكار، التي كانت تشكل دعامة للنمو وجذب الاستثمارات الأجنبية، ما أدى إلى تراجع وتيرة الاستثمارات الدولية وصفقات التمويل، وزيادة نقص الكفاءات بسبب استدعاء الاحتياط، ما أضعف إنتاجية الشركات وأربك المشاريع. كما تراجعت صادرات التكنولوجيا نتيجة اضطراب سلاسل الإمداد.
قطاع الطاقة والغاز الطبيعي تلقى ضربة قاسية مع توقف الإنتاج في بعض الحقول البحرية وتعليق الصادرات إلى مصر والأردن، ما كبّد الحكومة خسائر بمليارات الدولارات وأثر على الإيرادات وزاد المخاطر الأمنية حول مشاريع الغاز الإقليمية. أما قطاع السياحة، فشهد انهياراً شبه كامل بعد تراجع أعداد الزوار وإلغاء الفعاليات الكبرى، ما سبب خسائر تقارب 12 مليار شيكل (3.4 مليارات دولار)، وانعكس ذلك على سوق العمل والدخل العام، فيما شهد قطاع الطيران تحوّلاً في حركة النقل بسبب تراجع الشركات الأجنبية وارتفاع حصة الشركات المحلية، في مؤشر على تصاعد العزلة الجوية للبلاد.
كما تأثرت الاستثمارات والتجارة الدولية بعد إلغاء مؤتمرات وصفقات بمليارات الدولارات، بينما تلقت الصناعات العسكرية ضربة قوية بعد إلغاء عقود تسليح من دول أوروبية وآسيوية، ما أدى إلى فقدان إسرائيل جزءاً من أسواقها الدفاعية.
الخسائر المالية انعكست أيضاً على المؤشرات الاقتصادية الكلية؛ حيث بلغ العجز في الموازنة العامة أكثر من 5% من الناتج المحلي، وارتفع الدين العام إلى نحو 70%، ما دفع وكالات التصنيف الائتماني العالمية إلى خفض التصنيف مرتين متتاليتين، في ظل تباطؤ النمو وانكماش قطاعات الإنتاج.
آخر تحديث: 7 أكتوبر 2025 - 13:29