هاني طلب: الذكاء الاصطناعي يعيد صياغة مهنة المحاسبة والمراجعة ويعزز استدامة الاقتصاد المصري
تاريخ النشر: 23rd, November 2025 GMT
أكد المستشار القانوني هاني طلب، المحاسب القانوني والشريك التنفيذي بمكتب HT Accounting، أن مهنة المحاسبة والمراجعة تشهد تحولًا تاريخيًا غير مسبوق في ظل التطور المتسارع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، وذلك خلال كلمته في مؤتمر "مستقبل مهنة المحاسبة والمراجعة في عصر الذكاء الاصطناعي"، المنعقد اليوم السبت الموافق 22 نوفمبر 2025 تحت رعاية دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، وافتتحه أحمد كجوك وزير المالية، ونظمه المعهد المصري للمحاسبين والمراجعين (EIAA).
وأوضح طلب، أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد تقنية مستقبلية، بل أصبح شريكًا استراتيجيًا للمحاسب والمراجع، حيث أسهم في تحسين جودة العمل وسرعته، ورفع كفاءة الامتثال والشفافية، وتقليل الأخطاء، وتعزيز القدرة على إدارة وتقييم المخاطر المالية. وأشار إلى أن قدرته على تحليل كميات ضخمة من البيانات خلال ثوانٍ أحدثت نقلة نوعية في أداء المهام اليومية واتخاذ القرارات الاستراتيجية.
وأكد أن التطور التكنولوجي أتاح انتقال المهنة من نموذج المراجعة القائم على اختيار العينات إلى نموذج يعتمد على فحص شامل لملايين المعاملات باستخدام تقنيات تحليل البيانات الضخمة، مما زاد من فعالية عملية التدقيق ودقتها. كما باتت تقنيات التعلم الآلي أداة مهمة في رصد الأنماط غير الطبيعية والتنبؤ بالمخاطر المحتملة.
وفي سياق متصل، أشار طلب إلى أن رؤية مصر 2030 تعتمد بشكل كبير على التحول الرقمي والاستدامة، مؤكدًا أن الذكاء الاصطناعي أصبح وسيلة محورية لتعزيز الشفافية في الإفصاح عن الأداء البيئي والاجتماعي والحوكمة، إضافة إلى دعمه الأهداف البيئية المتعلقة بخفض الانبعاثات وتطوير سلاسل توريد أكثر التزامًا بالاستدامة، ما يسهم في تعزيز تنافسية الاقتصاد المصري وجذب الاستثمارات الخضراء.
وشدد في كلمته على أن الذكاء الاصطناعي لا يمثل نهاية لمهنة المحاسبة والمراجعة، بل بداية لمرحلة جديدة تتطلب مهارات متقدمة وقدرة على التكيف والتعلم المستمر. وأشار إلى أن المهنة ستشهد تحولًا في دور المحاسب والمراجع ليصبح أكثر تركيزًا على التحليل الاستراتيجي وصنع القرار، بدلًا من المهام التقليدية المتكررة.
وأكد طلب أن هذا التحول يحمل أيضًا عدة تحديات، أبرزها حماية البيانات، وتحديث البرمجيات بشكل مستمر، وتأهيل الكوادر البشرية، بالإضافة إلى تساؤلات حول مستقبل الوظائف التقليدية وتحيز الخوارزميات والمسؤولية القانونية للأنظمة الذكية. ودعا إلى تطوير الأطر التنظيمية والمعايير المهنية، وإطلاق برامج تدريب شاملة لضمان تكيف العاملين مع متطلبات المرحلة.
واختتم مؤكدًا أن استيعاب التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي يعد استثمارًا استراتيجيًا في مستقبل المهنة، وأن النجاح في المرحلة المقبلة سيكون من نصيب المؤسسات والأفراد القادرين على الدمج بين التكنولوجيا والمهارة المهنية والقيم الأخلاقية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: المحاسبة والمراجعة الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
باحث دولي لـ "الفجر": بن سلمان يعيد هندسة العلاقة مع واشنطن ويغلق الباب أمام التطبيع دون حلّ الدولتين
قال الدكتور محمد عثمان، الباحث في العلاقات الدولية، في تصريح خاص لموقع الفجر، إن زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن تبرز بوضوح عمق ومتانة الشراكة الاستراتيجية التي تجمع الرياض بالولايات المتحدة، مؤكدًا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أظهر خلال الزيارة اهتمامًا كبيرًا بترسيخ ثوابت هذه الشراكة التي تمتد جذورها إلى منتصف أربعينيات القرن الماضي.
وأوضح الدكتور عثمان أن العلاقات بين البلدين، ورغم مرورها خلال العقود الماضية بتحديات غير هينة، ازدادت صلابة وقوة، إذ تنظر واشنطن إلى السعودية باعتبارها شريكًا أساسيًا في الشرق الأوسط، وركيزة مهمة تساعدها على التأثير في أسواق النفط العالمية، وهو أمر بالغ الأهمية لاستقرار الاقتصاد الأمريكي.
شريكًا استراتيجيًا يعزز احتياجاتها الأمنية والدفاعيةوتري الرياض في الولايات المتحدة شريكًا استراتيجيًا يعزز احتياجاتها الأمنية والدفاعية في منطقة مضطربة، كما يمثل الاقتصاد الأمريكي سوقًا جاذبًا للاستثمارات السعودية، التي تتيح بدورها مساحة من التأثير غير المباشر داخل الولايات المتحدة.
صفقات واستثمارات تتجاوز التريليون دولاروأشار عثمان إلى أن زيارة ولي العهد جاءت في هذا السياق المتين للعلاقات الثنائية، إذ توصل الأمير محمد بن سلمان والرئيس ترامب إلى تفاهمات واسعة وصفقات متعددة في مجالات اقتصادية ودفاعية.
وكشف أن من أبرز ما اتُّفق عليه خلال الزيارة هو زيادة حجم الاستثمارات السعودية داخل الاقتصاد الأمريكي من 600 مليار دولار إلى تريليون دولار خلال الأعوام المقبلة، في خطوة تعكس ثقة الرياض المتنامية في السوق الأمريكية، وتؤكد توجهها لتعزيز دورها الاقتصادي الدولي. مضيفًا، أن الجانبين توصلا إلى اتفاقات لتزويد المملكة بأنظمة تسليح أمريكية متقدمة، بما يعزز قدراتها الدفاعية في ظل التحديات الإقليمية الراهنة.
مستقبل التطبيع مع إسرائيل: موقف سعودي ثابت لا يتغيروفي ملف العلاقات مع إسرائيل، شدد الدكتور محمد عثمان على أن ولي العهد السعودي تمسك خلال الزيارة بموقف الرياض الواضح والمعلن، وهو ربط أي خطوة نحو الانضمام للاتفاقيات الإبراهيمية بوجود مسار جاد يؤدي إلى تنفيذ حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية.
وأوضح الباحث الدولي، أن الحكومة الإسرائيلية الحالية تعترض بشدة على هذا التوجه، وهو ما يجعل حسب تقديره من الصعب تصور إحراز تقدم نحو تطبيع سعودي–إسرائيلي في المستقبل المنظور.