قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان هناك أدوات وأساليب تربوية في منهج النبي ﷺ.

واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ان السنة النبوية اهتمت بأساليب التربية وفعاليتها في تنشئة الفرد وتقويمه وتوجيهه وتحفيزه، وراعت هذه الأساليب خصائص نموه العقلي والنفسي والجسمي.

1 ـ نوَّع النبي ﷺ في أدواته المستخدمة في التدريب على القيم الأخلاقية بين الكلمة والإشارة والابتسامة وتعبيرات الوجه. كما حث أصحابه على التفكير، ودربهم على محادثة الذات ومحاسبتها، مما نمّى فيهم حسَّ الضمير الأخلاقي والوازع الديني. 

وكثيرًا ما أقام معهم حوارًا شفويًا مشتركًا يتسم بالعقلانية والمنطقية، ويدور حول هدف واحد ومسؤولية محددة.

ومثل هذه الأدوات إذا استوعبها المربِّي اليوم وأحسن استخدامها فسوف يُحصِّل نتائج باهرة في عمليته التربوية.

أدعية المولد النبوي الشريف.. تجبر خاطرك وتريح قلبك وبالكدعاء الصباح مفاتيح الجنان.. اغتنمه وابدأ يومك به

2 ـ استخدم النبي ﷺ من الأساليب التربوية:
* الحوار الخطابي والتعبدي والوصفي والقصصي والجدلي والعاطفي والإقناعي.
* ضرب الأمثال.
* تقديم القدوة الحسنة في الفعل الأخلاقي، كالصدق والأمانة والشجاعة والعفو والتسامح.
* المشاركة والممارسة العملية في العمل الأخلاقي.
* استخدام الرياضة في تنمية روح التعاون والتسامح والاتحاد مع الجماعة.
* إلقاء العبرة والموعظة والتذكير بالثواب والعقاب الأخروي.
* الترغيب بذكر النتائج المترتبة على الالتزام الخلقي، والترهيب من عواقب الإخلال والتفريط فيه.

3 ـ كان للصياغة اللغوية للقيمة الأخلاقية دور حيوي في منهج النبي ﷺ، مراعاةً منه لحال مخاطبيه، فقد كان العرب يُجِلّون اللغة ويقدِّرون بلاغتها، فكانت تؤثر فيهم صورها وألفاظها أبلغ تأثير. ولذلك صاغ النبي ﷺ دعوته للقيم بأسلوب بليغ جمع بين قوة المعنى والعاطفة ووضوح الحجة والبرهان، وبين رقة الألفاظ وبساطتها. فقد أوتي ﷺ جوامع الكلم، واستخدم من الأدوات اللغوية ضرب المثل، وسوق الحكمة، وإقامة الحوار، وحكاية القصة، وجاءت عباراته موجزة مؤثرة ذات وقع وجرس عميق الأثر في النفس.

4 ـ كان ﷺ يُحسن استغلال المواقف والمقامات التربوية التي تجعل للقيم ارتباطًا واقعيًا بالحادثة، فلا تمحى من ذهن من عاشها أو سمعها، بل تبقى مرتبطة بالواقعة.

طباعة شارك السنة النبوية القيم الأخلاقية الوازع الديني

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: السنة النبوية القيم الأخلاقية الوازع الديني النبی ﷺ

إقرأ أيضاً:

معادلة السلام الغائبة

«السلام» أكثر الكلمات تداولا في خطاب السياسة منذ عام 1945، وأكثر ما يفتقده العالم اليوم. تآكلت دلالة الكلمة مع مرور الزمن، من وعود ما بعد الحرب العالمية الثانية إلى سنوات ما بعد الحرب الباردة، لأن ما رُفع من شعارات لم يتحوّل إلى ترتيبات قابلة للعيش. لم يكن السلام الذي بشّر به السياسيون طهارة أخلاقية بقدر ما كان محاولة لترتيب المصالح وضبط القوة؛ ومع ذلك كان ضروريا في عالم خرج مُنهكا من حربين عالميتين لم تُبقيا سوى التفوق في صناعة أدوات الموت.

لم يطرح الفلاسفة السلام بوصفه طقسا فوق التاريخ. في الشرق والغرب، على السواء، قُدِّم السلام باعتباره غاية أخلاقية تُترجم بلغة المصلحة المنظّمة؛ تقييد القوة بالقواعد والأنظمة والقضاة، وبتحويل الخصومة إلى منافسة مقبولة، وربط الالتزام الأخلاقي بحوافز مادية ورمزية. لكن الهوّة بين المثال وواقع السياسة بقيت واسعة كلّما انفصل سؤالا القوة والشرعية، من يملك أدوات التنفيذ؟ ومن يمنح القبول الذي يحوّل الإذعان إلى قبول مستدام؟ عند هذا الانفصال الكبير تتوالد المآسي الإنسانية، حروب تبدأ بسهولة وبقرارات فردية أحيانا وتتعثّر عند لحظة السِّلم.

وتؤكد تجارب القرن العشرين ذلك بشكل واضح جدا. عصبة الأمم امتلكت غايات سامية لكنها افتقدت أدوات التنفيذ؛ والأمم المتحدة ربطت الشرعية بواقع القوة في مجلس الأمن، فانتقل العالم من حلم الـ«سلام شامل» إلى «هندسة تعايش» أطول نَفَسا.

وفي محطات لاحقة، نجحت ترتيبات محدودة حين احترمت طبائع السياسة عبر ضبط التسلح، وإدارة الأزمات، وخفض التصعيد، ومسارات عدالة تدريجية تُبقي الضحية داخل المعادلة لا في هامشها.

لكن السلام الحقيقي لم يكن يوما بيان نوايا ولا توقيعا متعجّلا؛ هو معادلة دقيقة توازن يستطيع أن يَحُدّ من أطماع القوة، وشرعية تمنح كل طرف مكانا داخل النظام، وقواعد قابلة للقياس.

وبين الطهرانية التي تفترض أن نقاء النص يكفي، والواقعية الخشنة التي تزعم أن ميزان القوى وحده يمكن أن يصنع قبولا دائما، يمكن الحديث عن مسار ثالث يتمثل في الاعتراف المتبادل الذي يثبّت حدا أدنى غير قابل للمساومة يقدس حماية المدنيين، ويرفض التغيير الديموغرافي القسري، ويمنع أي مستوى من التجويع واستخدامه في الابتزاز السياسي، ثم مرحلة من مراحل بناء الثقة التي تأتي عبر خلق «تحالف مصالح» الذي يجعل نقض أي اتفاق أغلى كلفة من الالتزام به.

هنا تبدو مهمة السياسة لا تتمثل في أن عليها اختراع تعريف نقي للسلام.. إنما عليها هندسة ترتيبات قادرة على احترام منطق القوة، وتُدخل مطالبَ الكرامة إلى عمق الحساب لا إلى هوامشه.

عليها أن تصنع قواعد لسلام قابل للحياة، وقابل لأن يقاس لا أن يكتفى بتخيله فقط! سلام تغذيه المصالح المشتركة وكلما طال به الزمن أصبح أكثر قوة وصلابة.

وإذا لم يستطع هذا العالم الجمع بين التوازن والشرعية فسنبقى نستهلك كلمة السلام بينما تتسع الهوة بين النص وبين الواقع، وستواصل الشعوب الضعيفة التضحية بأبنائها وبمواردها وبمستقبلها.

مقالات مشابهة

  • علي جمعة: النبي ﷺ علمنا كيف نسعد ونمرح مع الالتزام والتواضع
  • معادلة السلام الغائبة
  • تربوية الزرقاء الخاصة تكرم الدكتور المواضية
  • نحو مفتتح عهد جديد لإحياء عقل ويقظة وقوة وحيوية العرب والمسلمين: وثيقة منهج قيمي هويتي لتعلم التفكير بتدبر وتعلم القرآن الكريم
  • علي جمعة: النبي علمنا كيف نسعد ونمرح في إطارٍ من الالتزام والمسئولية
  • «خليفة التربوية»: المعلم المبدع ركيزة تميز منظومة التعليم
  • قيادي بـ مستقبل وطن: كلمة الرئيس السيسي في ذكرى نصر أكتوبر منهج عمل لمواجهة التحديات الراهنة
  • حاكم الشارقة يشهد توقيع عدد من مذكرات التفاهم لدعم المنظومة التعليمية والكوادر التربوية
  • كيف عظم الله النبي في حياته وبعد وفاته؟.. علي جمعة يوضح
  • هزاع بن زايد: المعلمون صناع حضارة ومصدر إلهام