روشتة فواكه وخضروات تنقص الوزن وتحسن صحة القلب
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
شفق نيوز/ ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أن دراسة كبيرة شملت 3881 شخصا من أصحاب الدخل المنخفض في 12 ولاية أميركية، أظهرت أن تناول المزيد من الفواكه والخضراوات قد يساهم في إنقاص الوزن وتحسين صحة القلب.
وحصل المشاركون في الدراسة على قسائم أو بطاقات تتراوح قيمتها بين 15 إلى 300 دولار شهريا، لشراء المزيد من الفواكه والخضراوات من أسواق المزارعين ومحلات البقالة.
وركز البحث على كمية المنتجات التي يتناولها البالغون والأطفال قبل وبعد تلقي "روشتة غذائية" من الفاكهة والخضراوات، بالإضافة إلى قياسات صحة القلب والأوعية الدموية، ومستويات انعدام الأمن الغذائي، والحالة الصحية التي أبلغوا عنها ذاتيًا.
ووجد الباحثون أن البالغين الذين شاركوا في البرامج، انتهى بهم الأمر إلى تناول فواكه وخضروات أكثر بنسبة 30 بالمئة، وفقًا للبحث الذي نشر في" مجلة الدورة الدموية"، الصادرة عن جمعية القلب الأميركية.
وفي نهاية البرامج، أبلغ البالغون عن تناول ما متوسطه 0.85 كوبًا إضافيًا من الفواكه والخضروات يوميًا، في حين تناول الأطفال 0.26 كوبًا أكثر – أو حوالي 7 بالمائة أكثر – مما كانوا يأكلونه قبل البرامج.
ولا يتناول معظم الأميركيين الكمية الموصى بها من الفواكه والخضراوات يوميًا، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، إذ تقدر وزارة الزراعة أن الشخص سيحتاج إلى إنفاق ما بين 63 إلى 78 دولارًا شهريًا لتناول الكمية اليومية الموصى بها من تلك المواد الغذائية.
وفي هذا الصدد، قال المدرس في كلية الطب بجامعة ماساتشوستس تشان، كيرت هاجر، وهو المؤلف الرئيسي للدراسة: "لدينا وباء مستمر من الأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي (غير الصحي).. وتاريخيًا، لم يكن لدى الأطباء سوى عدد قليل جدًا من الأدوات لتحسين تغذية مرضاهم، إلى جانب محدودية الوصول إلى استشارات التغذية".
وينصح الأطباء بالتركيز على مصادر البروتين الخالية من الدهون والخضراوات الورقية الخضراء والفواكه الطازجة والمكسرات وزيت الزيتون في وجبة الإفطار
وقال هاجر إنه استنادا إلى المقارنة بين المشاركين، فإن حجم تأثير المزيد من الفواكه والخضروات على ضغط الدم كان "حوالي نصف تأثير الأدوية الموصوفة عادة، وهو أمر ملحوظ يواسطة تغيير بسيط في النظام الغذائي".
البالغون والأطفال المشاركون في البرامج إما كانوا مصابين أو معرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب أو مرض السكري من النوع الثاني، وقد تم تسجيلهم إما لأنهم كانوا يتعاملون مع انعدام الأمن الغذائي (عدم الوصول إلى ما يكفي من الغذاء الجيد)، أو لأنهم وُضعوا في الدراسة من قبل مركز صحي يخدم أحد الأحياء ذات الدخل المنخفض.
وتوسعت برامج "الوصفات الطبية" في العقد الماضي، خاصة في السنتين أو الثلاث سنوات الماضية، منذ تفشي جائحة كورونا، وهنا يوضح هاجر: "لقد سلط كوفيد-19 الضوء على المعدلات المرتفعة للأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي في أميركا، إذ أصبحت أمراض القلب والسكري من عوامل الخطر الرئيسية لدخول المستشفى والوفاة بذلك الوباء".
وأكد هاجر أنه طلا تزال هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث" لتحديد ما إذا كانت الفواكه والخضراوات، ساهمت بالفعل في تحسين صحة المشاركين.
ومن غير المعروف أيضا ما إذا كان الناس يتمتعون بصحة أفضل لأنهم كانوا يتناولون المزيد من الفواكه والخضروات، أو ما إذا كانت التحسينات المرتبطة بصحة القلب والتمثيل الغذائي، حدثت لأن الأموال المخصصة للفواكه والخضروات عالجت انعدام الأمن الغذائي الأكبر للأسرة، إذ أن حوالي 56 بالمئة من الأسر التي شملتها الدراسة، تعاني من انعدام الأمن الغذائي.
من جانبه، قال مدير مركز الحوافز الصحية والاقتصاد السلوكي في جامعة بنسلفانيا، كيفن فولب، إن تلك الدراسات" لا يمكن أن تكون بمثابة دليل على أن هذه البرامج تؤدي إلى تحسن في ضغط الدم أو مستويات السكر في الدم".
وأضاف: "نحن حقا بحاجة إلى تجارب عشوائية للإجابة على هذا السؤال بشكل أكثر منهجية".
ومن المحتمل أن يؤدي تناول الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبقوليات إلى تحسين الصحة، ومع ذلك، يوضح فولب: "لا يمكننا حقًا تقدير كمية المنتجات التي يجب أن يتناولها الشخص يوميًا دون وجود بيانات أكثر دقة".
ويجمع أطباء أعصاب على أهمية وجبة الفطور في تحسين صحة الدماغ أثناء فترة الصباح وتوفير الطاقة حتى موعد الغداء، وتعزيز صحة الجسم بشكل عام
أما كبير مسؤولي العلوم السريرية في جمعية القلب الأميركية، أستاذ علم الأعصاب وعلم الأوبئة في جامعة كولومبيا، ميتشل إلكيند، فاعتبر الدراسة بأنها "تحليل رائع" يشير إلى أن هناك "فوائد لبرامج تقديم مثل تلك الوصفات التي تتضمن خضراوات وفواكه".
وشدد على أن الباحثين "بحاجة إلى إجراء تجارب عشوائية، تمامًا كما يحدث عند تجربة أدوية جديدة".
وقامت مؤسسة "روكفلر" بتمويل مبادرة أكبر مدتها "7 إلى 10 سنوات" من قبل جمعية القلب الأميركية، لإجراء المزيد من الأبحاث لتحديد ما إذا كان "وصف الطعام" وسيلة فعّالة من حيث التكلفة لإدارة وتقليل أخطار بعض الأمراض المزمنة، بحسب إلكيند.
وختم الأكاديمي الأميركي حديثه بالقول: "إذا لم نكتشف ذلك، فإن تكاليف الرعاية الصحية لدينا ستستمر بالارتفاع، وسنستمر في مواجهة بعض أسوأ النوبات القلبية ومعدلات الوفيات، ومعدلات السمنة في العالم.. وبالتالي علينا أن نكون أفضل في هذا الشأن".
المصدر : الحرة
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير عاشوراء شهر تموز مندلي دراسة طبية الفواكه امراض القلب انعدام الأمن الغذائی الفواکه والخضراوات صحة القلب
إقرأ أيضاً:
الكوليرا في اليمن.. بدون إجراءات عاجلة ستُزهق المزيد من الأرواح
ما زال اليمن يرزح تحت وطأة موجة ثانية من تفشي وباء الكوليرا منذ أذار/مارس 2024؛ لكنه في الشهور الأخيرة يشهد تزايدًا لافتًا في الإصابة بالاسهالات المائية الحادة بما فيها الكوليرا، خاصة في عدن وتعز ومأرب وصنعاء وعمران والمحويت وحجة وأبين وغيرها من المحافظات، التي لم تصدر السلطات في كل منها إعلانًا دقيقًا بأرقام الحالات الحديثة، بفعل الخوف من رد الفعل الاجتماعي والسياسي؛ إلا أن تقارير دولية يتواتر تحذيرها من الإصابات المتزايدة؛ لكن بدون الإعلان عن مؤشراتها.
وقال مدير مركز الترصد الوبائي في عدن في تقارير إعلامية محلية، خلال أيار/مايو، إن مركز العزل الصحي الخاص بالكوليرا في مستشفى الصداقة التعليمي يستقبل يوميا ما لا يقل عن 30 إصابة. وأردف موضحًا أن بعض هذه الحالات تصل من مديريات محافظة عدن، بينما يأتي بعضها الآخر من المحافظات المجاورة مثل لحج وأبين والضالع.
وكان لانخفاض التمويل العالمي لخطة الاستجابة الإنسانية الأممية في اليمن، وخاصة خلال عامي 2024 و2025 دورا في تراجع أنشطة برامج المواجهة، علاوة على ما يعانيه القطاع الصحي في اليمن من انهيار نسبة كبيرة من مقوماته، نتيجة الحرب المستعرة هناك منذ عشر سنوات.
من أهم التحذيرات الدولية التي صدرت حديثًا، في هذا الاتجاه، ما أعلنت عنه لجنة الإنقاذ الدوليةـ في أيار/مايو الماضي، عقب اختتام استجابتها المنقذة للحياة من الكوليرا في اليمن. وحذرت اللجنة، في بيان، من أنه في حال عدم اتخاذ إجراءات عالمية ستظل البلاد معرضة بشكل خطير لأوبئة مستقبلية وأزمات صحية متفاقمة.
مفترق طرق حرج
في عام 2024 وحده، سجّل اليمن أكثر من 260 ألف حالة مشتبه بها، وأكثر من 870 حالة وفاة مرتبطة بالكوليرا. ويُمثل هذا العدد، طبقًا للبيان، 35 في المئة من إجمالي الإصابات العالمية، و18 في المئة من إجمالي الوفيات العالمية الناجمة عن الكوليرا.
وقال القائم بأعمال المدير القطري للجنة في اليمن أشعيا أوعولا: «في ظل محدودية التمويل وتزايد الاحتياجات الإنسانية، تقف استجابة اليمن للكوليرا عند مفترق طرق حرج. وبدون اتخاذ إجراءات عاجلة، ستُزهق المزيد من الأرواح، وقد تتفاقم الأزمة الصحية الهشة أصلاً وتخرج عن نطاق السيطرة. إن الاستثمار في أنظمة الصحة والمياه في اليمن الآن ليس مجرد واجب أخلاقي، بل هو أيضاً التزام بالاستقرار والصمود والكرامة الإنسانية على المدى الطويل. لقد أوضح اليمنيون احتياجاتهم بوضوح: إنهم لا يحتاجون إلى حلول مؤقتة، بل إلى دعم مستدام وهادف لإعادة بناء مستقبلهم».
وطبقًا لكبير مسؤولي الطوارئ الصحية والتغذية في اللجنة، عمرو صالح: «لا تزال الكوليرا قنبلة موقوتة في اليمن. من خلال مكافحتها، وصلنا إلى بعض أكثر المجتمعات تهميشًا في اليمن برعاية منقذة للحياة. لقد شهدنا ذلك بأم أعيننا».
وأكدت اللجنة أن الأسباب الجذرية لتفشي المرض ما زالت دون معالجة؛ فمحدودية الوصول إلى المياه النظيفة، وسوء الصرف الصحي، وسوء التغذية، وضعف النظام الصحي، لا تزال تُعرّض الملايين لخطر الإصابة بأمراض قاتلة.
في عام 2025، تتطلب خطة الاحتياجات الإنسانية والاستجابة 261 مليون دولار أمريكي لتوفير خدمات صحية مُنقذة للحياة لـ 10.6 مليون شخص، بينما هناك حاجة إلى 176 مليون دولار أمريكي لتوفير المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي لأكثر من ستة ملايين شخص.
حتى أيار/مايو 2025، لم يتجاوز تمويل قطاع الصحة 14 في المئة، بينما تجاوز تمويل قطاع المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية 7 في المئة بقليل. وبدون استثمار عاجل ـ تقول اللجنة – سيظل ملايين الأشخاص معرضين بشكل خطير لأمراض يمكن الوقاية منها، وستتفاقم دورة الطوارئ الصحية.
وكانت منظمة الصحة العالمية أكدت أن اليمن يتحمل العبء الأكبر من الكوليرا عالميًا. وقد عانى البلد من انتقال مستمر للكوليرا لسنوات عديدة، بما في ذلك أكبر تفشٍّ مُسجَّل في التاريخ الحديث – بين عامي 2017و2020.
وقالت في بيان: «يُلقي تفشي الأمراض المنقولة بالمياه، مثل الكوليرا والإسهال المائي الحاد، عبئًا إضافيًا على نظام صحي مُنهك أصلًا، ويواجه تفشيات أمراض متعددة. وتواجه منظمة الصحة العالمية والجهات الفاعلة الإنسانية ضغوطًا في جهودها لتلبية الاحتياجات المتزايدة بسبب النقص الحاد في التمويل».
في 27 نيسان/أبريل الماضي وقعت الرياض ولندن على اتفاق تمويل منظمة الصحة والعالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» بمبلغ عشرة ملايين دولار، بواقع خمسة مليون دولار من كل بلد؛ لدعم برامج المنظمتين في مواجهة الكوليرا في أكثر المحافظات اليمنية تفشيًا. لكنها تبقى جهود محدودة لن تُحدث فرقا.
وسبق وحذر تقرير أممي من أن وباء الكوليرا سيستمر في الانتشار في حال لم يتم تأمين التمويل المطلوب من أجل «تعزيز عمليات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، ودعم أنشطة المياه والصرف الصحي، وجهود التواصل بشأن المخاطر المستدامة، وإشراك المجتمع لتحسين المعرفة العامة بتدابير الوقاية».
ما يشهده تفشي الكوليرا في اليمن يؤكد الحاجة إلى إجراءات عالمية عاجلة تلبي الاحتياجات المطلوبة من خلال تغطية التمويل المطلوب؛ بما يعزز من قدرات المواجهة وامكانات محاصرة الأوبئة التي تهدد حاضر اليمن ومستقبله.