صحيفة التغيير السودانية:
2025-12-13@14:06:04 GMT

اخوان مصر (وحشين) تصريحات بلبوسة!

تاريخ النشر: 30th, August 2025 GMT

اخوان مصر (وحشين) تصريحات بلبوسة!

بثينة تروس

قيل في باب السخرية من ظاهرة تهافت القونات والمغنين المتسلقين على كل جذع فيه مأكلة، (الواحد لما يفلس، يشيل شنطتو ويمشي بورتسودان، يمسك ليه ميكروفون، يفرغ حمولته من شتائم للقحاطة، ويرجع على الإمارات أو مصر وجيبه مليان حق الايجار) تذكرت هذا وأنا أقرأ، منتصف هذا الشهر، التصريحات المترنحة للسيدة إشراقة سيد محمود، وزيرة تنمية الموارد البشرية والعمل السابقة في حكومة الكيزان، وهي تعود إلى مسرح الانبطاح فالسيدة إشراقة من أنشط من يقدم خدماته للكيزان طلبًا للاستوزار، وهي عندنا نموذج حيّ لكيف يطيل البلابسة أمد الحروب، ويقودون الوطن الي الانهيار، في السابق طبعًا، لم يفُتها مولد انقلاب البرهان، وصرّحت بتصريحها الشهير (نحن الذين أسقطناكم، نحن وترك في الشرق، والمؤتمر الشعبي، والقبائل، والإدارة الأهلية، والمجتمع السوداني، والأحزاب السودانية الأصيلة الرافضة لفشل الدولة السودانية.

. أسقطناكم) لكن يبدو أن طول الانتظار خذلها، فلم تجد موطئ قدم في حكومة (الأمل)، وتجاهلها علي كرتي ورفاقه، فقررت ارتداء عباءة (قونة حرب الكرامة) لعلهم يتذكرون كتبت بثقة اخوات نسيبه وهي اتحادية الانتماء الحزبي!
(نحن والبراؤون في خندق واحد.. طافت أعيننا بالشرق والغرب نبحث عن مقاتلين يساندون جيشنا الباسل بعدده القليل في وجه العدوان الخارجي من مليشيا الدعم السريع.. بعضنا فكر في مقاتلين أصدقاء من خارج الحدود) هكذا، في مناشدتها لإطلاق سراح قائد ميليشيا البراء بن مالك (الذي أُفرج عنه لاحقًا)، ظنّت أنها تحسن صنعًا، لكنها لم تفعل غير تبرجت بلبستها امام الناظرين. فات على الوزيرة السابقة أن حمدها لميليشيا البراء بن مالك هو ذم صريح للجيش نفسه! بالله عليك، كيف يكون جيش باسل وأنتم شايلين (قرعتكم) تطوفون البلاد بحثا له عن مستنفرين للقتال ولو من الأطفال؟ تستغيثون بميليشيات لإنقاذ الجيش؟ اليس هذا كمن يستجير من الرمضاء بالنار؟ ثم تتجاهل أن هذا الجيش نفسه سبق أن رعى وصنع ذات العدو الجنجويدي الذي يحاربه اليوم، فقط لأنه كان يومها في خدمة مشروع الحركة الإسلامية (حمايتي)! السيدة إشراقة، في دعمها المفضوح لمليشيات الكيزان الجدد، لم تقدم جديدا لكنها هي ذاتها، في وزارتها، قدمت الدعم المادي والمعنوي لقوات الدعم السريع، وأشادت بانتصاراتهم، وصرحت من داخل مباني هيئة العمليات بجهاز الأمن والمخابرات، مخاطبة حميدتي وقواته ( هذه قوات تحتاج إلى مزيد من القوة البشرية لدحر المتمردين بمسارح العمليات حتى يتحقق الأمن والاستقرار في البلاد) قد ظللنا نكرر ولا ملل، أن هذا الجيش قضى سنواته الطويلة في قتال مواطنيه، وهو يرفع شعارات سيادة الوطن وكرامته، وإشراقة، مثل كل البلابسة، الحركات المسلحة التي طالبت حميدتي “بدحرها” في الماضي، هي نفسها اليوم تُناشدها لدحر حميدتي.
أما عن تمجيدها لمصر (الشقيقة) وسندها للإسلاميين، عجباَ تقول (الإسلاميون في السودان مدرسة نفهمها جيدًا اجتماعيًا وسياسيًا، ونعرفها… فهم من طينة السودانيين، وإن اختلفنا معهم فكريًا وتاريخيًا، لكننا نؤكد أنهم غير متطرفين ولا إرهابيين… فرق كبير جدًا بين الإسلاميين في السودان وإخوان مصر) واضح أن إشراقة تسعى لتبرير قمع وإرهاب النظام والجيش المصري ضد الإخوان هناك، فتُحاول ببساطة أن تبيعنا فكرة أن (كيزان السودان طيبين) ومصر فقط تساندهم لأنهم مؤدبين وطيعين و(مش زي الوحشين المتطرفين بتاعين مصر) لكن لم تحدثنا السيدة عن مطامع مصر الحقيقية في خيرات البلاد، أراضيها، وثرواتها، وفائض نيلها، التي من اجلها مساندة لاخوان السودان، ولا عن لماذا تفاضل بين إخوان وإخوان، ولا عن أن كيزان السودان ما هم إلا تلاميذ نجباء للفكر الإخواني المصري ذاته، بكل ما فيه من عنف وتطرف! اذن لابد ان طبيعة الاختلاف الفكري والتاريخي بينهم!! هو فقط حول المصالح! وان الفرق الوحيد، أن الجيش المصري لم يخضع للاخوان، بعكس قيادات جيشنا الذي وقف صامتًا بالتواطؤ وهو يرى الوطن يُنهب ويتمزق أرباً.
الواقع أن كيزان السودان أسّسوا للإرهاب في المنطقة العربية بأسرها، بل حاولوا قتل حسني مبارك! وجعلوا من الخرطوم ملاذًا آمنًا لكل مهووس هارب من بلاده، من أسامة بن لادن، لكارلوس، ومن الداعشي إلى الفارّ من العدالة، وأفرغوا الوطن من التسامح، بثقافة الولاء والبراء، وفقه التحلل، وسياسات التمكين والفصل للصالح العام. وقتل، واغتيالات، وتشريد، واذلال للمعارضين السياسيين. من تصفهم إشراقة بأنهم “من طينة السودانيين”، هم أنفسهم من مزّقوا السودان إلى شمال وجنوب، وباعوا حلايب وشلاتين وأبورماده لمصر. والان يمانعون وقف نيران حربهم وجحيم مليشياتها. وهكذا تصريحات اشراقة ليست إلا مواصلة في مسلسل (من يبيع أكثر في بازار الحرب).

الوسومبثينة تروس

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: بثينة تروس

إقرأ أيضاً:

تناسل الحروب

تناسل الحروب

التقي البشير الماحي

قامت الإدارة الأمريكية ممثلة في وزارة الخزانة بفرض عقوبات على أفراد وشركات كولومبية لمشاركتها في القتال الدائر في السودان عن طريق مده بمرتزقة ومقاتلين، هذه الخطوة في ظني لا تأثير لها على مجريات الحرب في السودان فدوماً ما كانت هناك جهات داعمة اليوم كولمبية وأمس كوبية وغداً دولة جديدة.

السودان ظل لعقود طويلة مسرحًا للقتال بين أبناء الوطن الواحد وتناسلت فيه الحركات المسلحة بأسماء يصعب حتى حصرها. لم تشكُ حركةٌ فيه من قلة التمويل، وهذه حقيقة يعلمها قادة الحركات المصطفّون اليوم إلى جانب القوات المسلحة في قتالها ضد الدعم السريع أو تلك التي تقاتل إلى جانب الدعم السريع.

عندما تتوفر البيئة المناسبة لتوالد الناموس لا يمكنك أن تسأل عن المصادر التي يتغذى منها هذا الناموس ليعود ويمارس عليك ما برع فيه. فالشركات التي تصنع الذخيرة ووسائل القتل مستعدة دائمًا لتمويل كل من يريد استخدام منتجاتها بوسائل وطرق دفع أكثر راحة وهي فرصة للتخلص من كلفة تخزينها والعمل على تطوير منتجاتها من خلال التجربة الحقيقية على أجساد الغلابة والمستضعفين في دول العالم الثالث.

قد تصلح العقوبات وسيلة للضغط وجرّ الأطراف إلى التفاوض وتحكيم صوت العقل، ومعرفة أن هذه الحرب لا منتصر فيها على الإطلاق بعد مضي قرابة ثلاثة أعوام. الدعم السريع غير مؤهل حتى للبقاء كجسم دعك من أن يكون طرفًا في الحكم، وذلك بسبب ما حدث منه طيلة فترة الحرب وقبلها، فلم يقدم ما يشفع له صبيحة يوم إيقاف الحرب، وإلقاء اللوم دومًا على جهة أخرى حيلة لا تنطلي حتى على غافل.

قيادات الجيش السوداني غير مؤتمنة على أرواح الناس وحمايتهم وهم أكثر من فرّط في حماية الناس والأمن القومي، والجميع ينبه إلى خطورة ما يمكن أن يحدث وظلّوا هم المغذّين والقائمين على ما حدث، ورعوا ذلك حتى صبيحة الخامس عشر من أبريل محدثين أكبر شرخ مرّ على تاريخ السودان وظلّوا طيلة فترة الحرب يعيدون استخدام أسطوانة مشروخة معلومة للجميع حتى قبل قيام الحرب.

اليوم أصبح بعض قادة القوات المسلحة أكثر جرأة، وهم يطلقون مصطلح “جنجويد” وهو اسم ظلّ لفظًا يطلقه الثوار في كل محطات تبديل وتغيير هذا الاسم منذ أن سُمي بحرس الحدود وغيرها من الأسماء في محاولة لتبديل جلده حتى غدا الدعم السريع ولكن ظلّوا هم الجنجويد ماركة مسجلة باسم الحركة الإسلامية التي برعت في تغيير جلدها كالحرباء.

آخر ما توصلوا إليه تصريح أحد قياداتهم أنهم ليسوا بإخوان مسلمين ولكنهم مؤتمر وطني وكأن من علمهم الأب فليو ثاوس فرج وليس حسن البنا.

الوسومالأمن القومي الإدارة الأمريكية التقي البشير الماحي الجنجويد الجيش السوداني الحركات المسلحة القوات المسلحة المرتزقة الكولومبيين ثورة ديسمبر كوبية كولومبيا مليشيا الدعم السريع وزارة الخزانة الأمريكية

مقالات مشابهة

  • معاناة بلا نهاية.. الشعب السوداني يعيش أعمق أزمة إنسانية
  • الجيش السوداني يُدمر ارتكازات ومعدات عسكرية للدعم السريع
  • الجيش السوداني: ماضون في مسيرة تحرير الوطن والدفاع عن سيادته
  • بريطانيا تفرض عقوبات على 4 قادة في الدعم السريع بينهم شقيق حميدتي
  • بعد تصريحات عن “حرب حتمية على سوريا”.. الجيش الإسرائيلي يؤكد اعتقال “الخفاش” في درعا
  • بعد عام من وقف إطلاق النار.. هل الجيش قادر على الدفاع عن الوطن؟
  • التآمر الناعم
  • حرب السودان تخرج عن السيطرة
  • قائد الجيش استقبل مجموعة الدعم الأميركي من أجل لبنان.. وهذا ما جرى بحثه
  • تناسل الحروب