وصل وفد من مجلس الشيوخ الأمريكي، اليوم السبت، إلى معبر رفح البري على الجانب المصري، في زيارة تهدف إلى تفقد مخازن المساعدات الإنسانية ومتابعة الجهود المصرية المبذولة لدعم الشعب الفلسطيني في ظل الحصار الإسرائيلي المستمر.

وتأتي هذه الجولة في وقت يعاني فيه قطاع غزة من أزمة حادة، حيث تتكدس أكثر من 5 آلاف شاحنة مساعدات في المراكز اللوجستية، ما أدى إلى تلف كميات كبيرة من الأغذية والمستلزمات الأساسية بسبب التأخير المستمر من قبل السلطات الإسرائيلية في السماح بدخولها إلى القطاع.



وأكد محافظ شمال سيناء، اللواء خالد مجاور، أن الجانب المصري من معبر رفح لم يُغلق أبدًا، وأن هناك جاهزية كاملة لإدخال آلاف الشاحنات فور إزالة المعوقات الإسرائيلية. 

وأضاف أن مصر تواصل تقديم الخدمات الطبية للمصابين الذين تم إجلاؤهم من غزة، مشددًا على حرص القاهرة على تحقيق حل الدولتين، ودورها في التخفيف من حدة التوترات الإقليمية، بما يضمن الأمن والرخاء في المنطقة.

استقبل محافظ شمال سيناء اللواء خالد مجاور في مطار العريش وفدا من الكونجرس الأمريكي في زيارة تفقدية لمعبر رفح للاطمئنان على مخازن المساعدات الإغاثية المخصصة للشعب الفلـ ـسطـ ـيني في قطاع غـ ــزة وبحث جهود آلية تنسيق دخول المساعدات للقطاع المحاصر.

???? تليجرام المصدر مصر… pic.twitter.com/aPhWpetfZV — المصدر مصر - Elmasdar masr (@Masdar_Masr) August 30, 2025
وضم الوفد الأمريكي السيناتور كريس فان هولن، عضو لجنة العلاقات الخارجية والاهتمامات، والسيناتور جيف ميركلي، عضو لجنة العلاقات الخارجية واللجنة الفرعية لاعتمادات العمليات الخارجية، بالإضافة إلى عدد من مساعديهما، وعضوي مفوضية الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة، أنا نيكولسكايا ونيكو فيلز، ووفد من السفارة الأمريكية في القاهرة.

ووفقًا لمراسل "القاهرة الإخبارية"، محمد عبيد، تهدف زيارة الوفد الأمريكي إلى متابعة الجهود المصرية الدؤوبة في تقديم الدعم الإنساني والإغاثي والطبي للفلسطينيين، وتسليط الضوء على العقبات التي تحول دون إيصال المساعدات.

وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن ما تم إدخاله فعليًا إلى قطاع غزة خلال الأسابيع الماضية لم يتجاوز 30–50 شاحنة يوميًا عبر معبر كرم أبو سالم، رغم إعلان السلطات الإسرائيلية أرقامًا أعلى تصل إلى 220–300 شاحنة يوميًا، وهي أرقام لا تعكس الكميات التي تصل فعليًا إلى المخازن الإنسانية داخل القطاع. 

وتؤكد التقديرات الأممية أن غزة تحتاج يوميًا إلى نحو 600 شاحنة من الغذاء والدواء والوقود لتغطية الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية لسكانها.

وفي تموز/يوليو الماضي، جمعت الأمم المتحدة نحو 1,012 شاحنة مساعدات، بما يعادل نحو 13 ألف طن من المواد الغذائية، لكن 10 شاحنات فقط وصلت إلى المخازن داخل غزة، فيما بقيت الكميات الأخرى متوقفة أو جرى تفريغها في مناطق حدودية بسبب العراقيل الإسرائيلية، بما في ذلك عمليات التفتيش المطولة وإرجاع بعض الشحنات من مصر دون توضيح الأسباب.

وكان الوفد الأمريكي قد زار قبل وصوله إلى سيناء الضفة الغربية المحتلة، حيث التقى عائلات أمريكيين قتلوا هناك، محذرين من تصاعد العنف من قبل المستوطنين الإسرائيليين، في مؤشر على تصاعد التوترات على الأرض.

وتأتي هذه الجولة في إطار تحركات دولية متزايدة لمطالبة الاحتلال الإسرائيلي بتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، في وقت تحذر فيه الأمم المتحدة من أن استمرار القيود وعرقلة وصول المواد الأساسية يعني توسع رقعة المجاعة وتهديد حياة ملايين المدنيين، وسط مخاوف من تصاعد الأزمة الإنسانية في غزة إلى مستويات كارثية.


وأكد المسؤولون الأمريكيون أن الزيارة تأتي للتأكيد على الدور الحيوي لمصر كوسيط إنساني رئيسي، وللتنسيق مع السلطات المحلية حول سبل تسريع دخول المساعدات، وفتح ممرات آمنة للمواد الغذائية والطبية والوقود، بما يخفف من معاناة المدنيين ويحد من تداعيات الأزمة الإنسانية المستمرة منذ سنوات.

كما شدد المسؤولون الأمريكيون على أهمية متابعة الوضع عن كثب، وممارسة الضغط الدولي على الاحتلال لضمان وصول المساعدات دون قيود، مؤكدين أن الدعم الدولي والتنسيق مع الدول المجاورة أمر ضروري للحفاظ على استقرار القطاع وتخفيف حدة الأزمة.

من جهتها، جددت مصر تأكيدها على استمرار التعاون مع المجتمع الدولي لتقديم كل أشكال الدعم الممكن للفلسطينيين، سواء على صعيد الإغاثة أو الخدمات الطبية، مؤكدة أن الجهود ستستمر إلى أن يتم رفع القيود بالكامل وضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها داخل قطاع غزة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية معبر رفح المصري المساعدات غزة مصر غزة مساعدات معبر رفح المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأمم المتحدة معبر رفح

إقرأ أيضاً:

تقرير أمريكي: فيضانات وصراع وتجمد المساعدات يعمقون الجوع في اليمن

حذّر تقرير جديد صادر عن شبكة الإنذار المبكر بالمجاعة التابعة للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (FEWS NET) من تفاقم أزمة الجوع في اليمن خلال الأشهر الأخيرة، بفعل الفيضانات الواسعة وتجدد النزاعات المسلحة وتدهور الأوضاع الاقتصادية، مشيرًا إلى أن أكثر من نصف السكان (50–55%) سيواصلون مواجهة فجوات غذائية متوسطة إلى حادة في مناطق سيطرة الحكومة المعترف بها دوليًا والحوثيين على حد سواء.

وأكد التقرير أن موجة الأمطار الغزيرة خلال موسم الأمطار الثاني (يوليو–أكتوبر) تسببت في أضرار جسيمة بالبنية التحتية والأراضي الزراعية وتفاقم تفشي الكوليرا، خاصة في أوساط النازحين داخليًا الذين يُعدّون الفئة الأكثر هشاشة. وأشار إلى أن أكثر من 354 ألف شخص تأثروا بالفيضانات والانهيارات الأرضية في 19 محافظة، مع تسجيل 62 وفاة و95 إصابة، إضافة إلى تضرر نحو 27 ألف أسرة نازحة تمثل ما يقارب نصف المتضررين الإجمالي.

ووفقًا للتقرير، فإن الفيضانات دمّرت المحاصيل وقنوات الري وأدت إلى خسائر فادحة في قطاعي الزراعة وتربية النحل، لاسيما في محافظات لحج وتعز ومأرب وصنعاء وعدن، مما ينذر بانخفاض إنتاج المحاصيل وندرة فرص العمل الزراعي خلال موسم الحصاد الحالي. 

كما تسببت الأمطار في تلوث مصادر المياه وتدمير شبكات الضخ في مأرب، ما رفع خطر تفشي الأمراض المنقولة بالمياه مثل الكوليرا، حيث ارتفعت الإصابات بنسبة 65% في محافظتي الحديدة وحجة خلال سبتمبر مقارنة بشهر أغسطس، مع تضاعف الحالات في مستشفى عبس العام إلى أكثر من 400 مريض معظمهم من الأطفال.

وأشار التقرير إلى أن الأوضاع تزداد سوءًا بسبب الألغام ومخلفات الحرب التي جرفتها السيول، خصوصًا في مناطق سكنية بمحافظة مأرب، ما يشكل خطرًا على المدنيين والرعاة ومربي النحل.

كما كشف التقرير عن تصاعد التوتر الإقليمي بين ميليشيا الحوثي وإسرائيل، بعد تنفيذ الحوثيين عدة هجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ، أعقبها قصف إسرائيلي استهدف مواقع في صنعاء والجوف والحديدة، وأدى إلى سقوط ضحايا مدنيين وتدمير ثلاثة مرافق في ميناء الحديدة، في خامس استهداف له منذ مطلع 2025، ما ينذر باضطراب إضافي في واردات الغذاء والوقود عبر البحر الأحمر.

وأوضح التقرير أن الإصلاحات الاقتصادية الأخيرة التي أجراها البنك المركزي في عدن أسهمت في تحسن نسبي للعملة المحلية بنسبة 43% منذ أغسطس، وانخفاض تكلفة سلة الغذاء الأساسية بنسبة 30% مقارنة بشهر يوليو. إلا أن الأسعار ما تزال أعلى بـ47% من متوسطها خلال خمس سنوات، فيما تستمر أزمة شح السيولة وتأخر صرف رواتب الموظفين والمتقاعدين والعسكريين بسبب احتجاز الإيرادات خارج خزينة البنك.

وأشار التقرير إلى أن المنحة المالية السعودية الجديدة البالغة 1.38 مليار ريال سعودي (368 مليون دولار) ستوفر دعمًا مؤقتًا للميزانية العامة في عدن، لكنها لن تسهم في استقرار اقتصادي طويل الأمد في ظل استمرار الانقسام المالي والإداري بين السلطات.

وأضافت شبكة الإنذار المبكر أن تعليق برنامج الغذاء العالمي لأنشطته في مناطق الحوثيين منذ منتصف سبتمبر، بعد احتجاز موظفين أمميين واقتحام مكاتبه، فاقم من أزمة الغذاء، رغم استمراره في تقديم المساعدات بمناطق الحكومة الشرعية لنحو 3.4 ملايين شخص في كل دورة توزيع.

ويُختتم التقرير بالتحذير من أن تراجع الإنتاج المحلي، وتضرر سلاسل الإمداد، وتعليق المساعدات الإنسانية سيؤدي إلى استمرار مستويات عالية من الجوع وسوء التغذية، ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة لتخفيف آثار الكوارث الطبيعية ودعم الاستقرار الاقتصادي وإعادة تشغيل برامج الإغاثة.

مقالات مشابهة

  • تقرير أمريكي: فيضانات وصراع وتجمد المساعدات يعمقون الجوع في اليمن
  • لمتابعة تطورات الأوضاع ودخول المساعدات.. وزير الخارجية الهولندي يصل إلى معبر رفح
  • وزير خارجية هولندا من أمام معبر رفح: نشكر مصر على دورها في إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • الحكومة البريطانية: الحوثيون يفاقمون معاناة اليمنيين ويمنعون وصول المساعدات الإنسانية
  • المنظمات الإنسانية تجدد دعوتها لوقف إطلاق النار في غزة ووصول المساعدات
  • بعد مرور عامين على العدوان.. رصد جهود القاهرة في إدخال المساعدات لغزة
  • موفد "القاهرة الإخبارية" لمعبر رفح المصري يرصد جهود ادخال المساعدات لغزة
  • مركز حقوقي يطالب بتحقيق أممي عاجل بشأن تماهي مسؤولين مع السياسات الإسرائيلية في القطاع
  • الاجتماع الوزاري الخليجي الأوروبي يدين الهجمات الإسرائيلية
  • محافظ بورسعيد يتفقد شارعي الحميدي و التجاري بحي العرب ويشدد على مواصلة إزالة الإشغالات