غروسي يضغط على إيران لإبرام اتفاق ويؤكد امتلاكها اليورانيوم
تاريخ النشر: 3rd, September 2025 GMT
قال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي لـ"رويترز"، اليوم الأربعاء، إن محادثات الوكالة مع إيران عن استئناف عمليات التفتيش في المواقع النووية يجب ألا تستمر فترة طويلة، ودعا إلى حسمها خلال أيام، مشيرا إلى أن مخزون اليورانيوم عالي التخصيب لا يزال موجودا لدى طهران.
في الوقت نفسه، قالت وكالة الصحافة الفرنسية إنها اطلعت اليوم على تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية غير معد للنشر، تعرب فيه عن أسفها لتعليق طهران التعاون معها عقب الحرب الإسرائيلية على إيران في يونيو/حزيران الماضي.
وجاء في التقرير أن "سحب جميع مفتشي الوكالة من إيران بسبب المخاوف المتعلقة بالسلامة والناجمة عن الهجمات العسكرية على المنشآت النووية الإيرانية، كان ضروريا بالنظر إلى الوضع الأمني العام".
وأضاف أن "قرار إيران اللاحق بتعليق التعاون مع الوكالة مؤسف للغاية".
وعلى مدى 12 يوما، استهدفت إسرائيل منشآت نووية ومواقع عسكرية ومدنية واغتالت قادة عسكريين كبارا -منهم قائد الحرس الثوري ورئيس هيئة الأركان- وعلماء نوويين بارزين، وردّت إيران بسلسلة من الهجمات الصاروخية التي خلفت دمارا غير مسبوق في مدن إسرائيلية عدة.
وانضمت الولايات المتحدة إلى الحرب بقصف المواقع النووية الإيرانية في فوردو وأصفهان ونطنز، وادعت أنها قضت تماما على برنامج طهران النووي.
عمليات التفتيشمن جانبه، قال غروسي عن جهود التفاهم مع إيران "آمل أن نتمكن من إنجاز هذه العملية قريبا. نحاول عقد اجتماع آخر، ربما في غضون بضعة أيام، هنا في فيينا، لإنجاز هذا الأمر وبدء عمليات التفتيش".
وأضاف "سيكون شيئا طيبا حقا أن نتمكن من الاتفاق على ذلك قبل الأسبوع المقبل".
ومن الناحية العملية، استؤنفت عمليات التفتيش الدولية في إيران في الآونة الأخيرة، حيث أنجز المفتشون مهمة في محطة بوشهر وهي المنشأة الوحيدة التي تعمل حاليا لتوليد الطاقة في البلاد، لكنها ليست موضوع جدل من حيث الانتشار النووي لدرجة أنها لا تظهر عموما في التقارير الفصلية للوكالة بشأن إيران.
إعلانوأصدرت طهران قانونا يعلق التعاون مع الوكالة وينص على أن أي عمليات تفتيش مستقبلية تحتاج إلى ضوء أخضر من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني. وتجري طهران والوكالة حاليا محادثات عن كيفية المضي قدما في عمليات التفتيش.
مخزون اليورانيوموأكد غروسي أن الوكالة لم تحصل على أي معلومات من إيران عن وضع مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب أو مكانه منذ أن شنت إسرائيل الهجمات الأولى على مواقع التخصيب في 13 يونيو/حزيران الماضي.
لكنه قال "أعتقد أن هناك فهما عاما بأن المواد (النووية) لا تزال، في العموم، موجودة. ولكن، بالطبع، يجب التحقق من ذلك. ربما يكون بعضها قد فُقد".
وأضاف "ليست لدينا مؤشرات تقودنا إلى الاعتقاد بحدوث حركة نقل كبيرة للمواد".
وتفيد تقديرات الوكالة الذرية بأن إيران كانت تملك قبل الهجمات الإسرائيلية والأميركية ما يكفي من المواد النووية المخصبة بنسبة 60% لتصنيع 6 أسلحة نووية إذا ما تم تخصيبها بدرجة نقاء أعلى تصل إلى 90%.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات عملیات التفتیش
إقرأ أيضاً:
إيران تتحدى الأوروبيين.. لا مفاوضات نووية بعد إعادة العقوبات الأممية
أكدت وزارة الخارجية الإيرانية، الاثنين، أن طهران لا تعتزم استئناف المباحثات النووية مع الدول الأوروبية في الوقت الراهن، وذلك بعد أيام من قرار مجلس الأمن الدولي إعادة فرض العقوبات الأممية على إيران، في خطوة وصفتها الأخيرة بأنها "انتهاك صارخ" للاتفاق النووي المبرم عام 2015.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي في طهران: "لا خطط لدينا لمفاوضات في هذه المرحلة. تركيزنا الحالي ينصب على دراسة تبعات وتداعيات الخطوات التي اتخذتها الدول الأوروبية الثلاث والولايات المتحدة".
ويأتي هذا الموقف بعد أن فعّلت كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا، المعروفة باسم "الترويكا الأوروبية"، آلية الزناد (Snapback)، التي تتيح إعادة فرض العقوبات الأممية على إيران، متهمةً طهران بعدم الوفاء بالتزاماتها النووية، خصوصا بعد تسريعها تخصيب اليورانيوم وتوسيع قدراتها في منشآت نطنز وفوردو.
وفي أواخر أيلول/سبتمبر، تبنّى مجلس الأمن الدولي قرارًا يقضي بإعادة فرض جميع العقوبات السابقة على إيران، بما في ذلك حظر الأسلحة، وتجميد الأصول، وقيود السفر على مسؤولين إيرانيين، وهو ما أثار استياءً شديدًا في طهران التي اعتبرت القرار "سياسيًا وغير قانوني".
وقالت الخارجية الإيرانية في بيان سابق إن "الدول الأوروبية فقدت أهليتها كشركاء تفاوضيين بعد رضوخها الكامل للضغوط الأمريكية"، مشددةً على أن الرد الإيراني سيكون مبنيًا على مبدأ المعاملة بالمثل.
ويُذكر أن الاتفاق النووي المعروف بـ"خطة العمل الشاملة المشتركة" وُقّع عام 2015 بين إيران والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا، وكان يهدف إلى تقييد برنامج طهران النووي مقابل رفع العقوبات الدولية عنها. غير أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق عام 2018 بقرار من الرئيس دونالد ترامب أعاد التوتر إلى الواجهة، ودفع إيران تدريجيًا إلى التراجع عن التزاماتها.
ويعيد التصعيد الحالي الأزمة إلى نقطة الصفر، ويعقّد جهود الوساطة التي حاولت دول مثل سلطنة عمان وقطر إحياءها في الأشهر الماضية، فيما تحذر أوساط دبلوماسية أوروبية من أن غياب الحوار سيزيد خطر المواجهة الإقليمية ويقوّض فرص العودة إلى الاتفاق النووي.
وفي ظل هذا التوتر، تواصل إيران التأكيد على أن برنامجها النووي "سلمي بالكامل"، بينما ترفض "أي تفاوض تحت الضغط أو التهديد"، في حين تصر الدول الغربية على أن طهران تقترب من العتبة النووية بوتيرة "مقلقة".