لمواجهة الجوع.. الولايات المتحدةتقدم مساعدات عاجلة بقيمة 32.5 مليون دولار إلى نيجيريا
تاريخ النشر: 4th, September 2025 GMT
في خطوة استثنائية على صعيد سياستها الخارجية، أعلنت الولايات المتحدة عن تقديم مساعدات إنسانية عاجلة بقيمة 32.5 مليون دولار إلى نيجيريا، وذلك لمواجهة تفاقم أزمة الجوع التي تعصف بالبلاد.
وتأتي هذه المبادرة بعد فترة طويلة من تقليص المساعدات الأمريكية في عهد الرئيس دونالد ترامب، الذي جمّد معظم برامج الدعم التي كانت تقدمها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
وأوضحت البعثة الأمريكية في نيجيريا، في بيان رسمي اليوم الأربعاء، أن التمويل الجديد سيُخصص لتأمين الغذاء والدعم التغذوي للفئات الأكثر تضرراً من النزاعات، خاصة بين النازحين داخلياً في ولايات الشمال.
ترامب: أمريكا دولة قوية وبدونها يموت العالم
30 دولة داعمة لـ كييف.. ماكرون: التحضيرات الخاصة بضمانات أمنية لأوكرانيا اكتملت
وكانت مارجوت فان دير فيلدن، المديرة الإقليمية لبرنامج الأغذية العالمي في غرب أفريقيا، قد حذرت في يوليو الماضي من أن استمرار الاضطرابات الأمنية وتراجع مستويات التمويل يضع شمال نيجيريا أمام "أزمة جوع غير مسبوقة"، مشيرة إلى أن الوضع قد يترك أكثر من 1.3 مليون شخص بلا غذاء، إضافة إلى تهديد استمرار عمل نحو 150 مركزاً للتغذية في ولاية بورنو.
ووفق البيان الأمريكي، فإن حزمة المساعدات الجديدة ستغطي احتياجات 764,205 شخصاً في ولايات شمال شرق وشمال غرب نيجيريا، وهي المناطق الأكثر تضرراً من النزاعات المسلحة وانعدام الأمن الغذائي. وتشمل هذه المساعدات توفير برامج التغذية التكميلية لما يزيد على 41,569 امرأة وفتاة من الحوامل والمرضعات، إضافة إلى 43,235 طفلاً، وذلك عبر آلية قسائم غذائية إلكترونية تهدف إلى ضمان وصول الدعم لمستحقيه.
وتُعد نيجيريا، أكبر دول القارة الأفريقية من حيث عدد السكان، من أكثر البلدان عرضة لتبعات الأزمات الإنسانية المعقدة، حيث يفاقم العنف المسلح والفقر والتغير المناخي من التحديات التي تواجه الأمن الغذائي في البلاد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الجوع المجاعة نيجيريا الأمم المتحدة الولايات المتحده
إقرأ أيضاً:
«الأغذية العالمي»: خفض المساعدات يهدد الملايين بالجوع في الصومال
أحمد مراد (مقديشو، القاهرة)
أخبار ذات صلةحذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن الملايين في الصومال يواجهون خطر تزايد الجوع وسوء التغذية، بسبب النقص الحاد في التمويل الذي أجبر المنظمة على تخفيض عدد الأشخاص الذين تدعمهم بالمساعدات الغذائية الطارئة المنقذة للحياة بنسبة تزيد على الثلثين.
وخلال نوفمبر، سيضطر برنامج الأغذية العالمي إلى تقليص عدد الأشخاص الذين يتلقون مساعدات غذائية طارئة إلى 350 ألف شخص فقط، انخفاضاً من 1.1 مليون في أغسطس الماضي، مما يعني أن البرنامج سيقدم الدعم لأقل من واحد من كل 10 أشخاص بحاجة إلى المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.
وقال روس سميث، مدير برنامج الطوارئ والاستجابة في برنامج الأغذية العالمي: «نشهد ارتفاعاً خطيراً في مستويات الجوع الطارئ بالصومال، وقدرتنا على الاستجابة تتقلص يومياً، ومن دون تمويل عاجل ستواجه آلاف العائلات كارثة إنسانية».
ويُشكل التغير المناخي عاملاً رئيساً آخر في تفاقم أزمتي انعدام الأمن الغذائي والنزوح الداخلي في الصومال، مما يجعله من أكثر دول العالم عرضة للتأثيرات الناجمة عن تغير المناخ.
وفي أغسطس الماضي، كشفت هيئة إدارة الكوارث في الصومال، عن أن 4.4 مليون صومالي يواجهون انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، من بينهم 1.7 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون سوء التغذية، مشيرة إلى نزوح أكثر من 100 ألف شخص منذ يونيو الماضي.
وقال الكاتب والمحلل الصومالي، منير عبدالله الحاج عبده، إن الصومال يُعد من أكثر دول العالم تأثراً بالتغير المناخي، الذي تسبب في موجات قحط وجفاف متكررة، نتيجة قلة هطول الأمطار في مواسم متتالية ونضوب الآبار، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات الوفاة جوعاً أو عطشاً، لا سيما بين الفئات الأكثر ضعفاً، مثل الأطفال وكبار السن والمرضى.
وأضاف عبده، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الصومال يعاني بشكل عام كوارث طبيعية متكررة، سواء كانت بطيئة التأثير مثل موجات الجفاف، أو مفاجئة وسريعة التأثير مثل الفيضانات، وهو ما يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية وعدم الاستقرار البيئي في غالبية مناطق البلاد.
من جهته، شدد الخبير المناخي ورئيس قسم التكنولوجيا الحيوية البيئية في جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، الدكتور تحسين شعلة، على خطورة تداعيات التغير المناخي التي تضرب الصومال بشكل متواصل، وهو ما يجعل ملايين الصوماليين بحاجة ماسّة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.
وأوضح شعلة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن التغيرات المناخية التي تضرب الصومال تأتي بأوجه متناقضة بشكل حاد، ما بين موجات الجفاف الشديدة التي شهدتها البلاد في بعض الفترات، والأمطار غير المنتظمة والفيضانات النهرية في المناطق الزراعية، مما أدى إلى تدمير المحاصيل الزراعية وتفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي التي يعانيها ملايين الصوماليين.
ودعا إلى تعزيز أوجه التعاون الدولي للتعامل مع الأوضاع الإنسانية المؤسفة الناجمة عن تداعيات التغير المناخي في الصومال، وذلك لتقليل الخسائر البشرية والاقتصادية، مشدداً على أن البلاد بحاجة إلى مساعدات إقليمية ودولية عاجلة تساعدها على مواجهة هذه التحديات.