توصيل الأدوية للدماغ بفتح الحاجز الدماغي الدموي
تاريخ النشر: 4th, September 2025 GMT
تمهد نتائج دراسة جديدة الطريق لتوسيع نطاق استخدام جهاز تجريبي لفتح الحاجز الدموي الدماغي، بهدف تحسين العلاجات والتشخيص لمرضى أورام الدماغ وغيرها من أمراض الجهاز العصبي.
وحددت الدراسة بصمة للانبعاثات الصوتية كمقياس موثوق لتحديد فتح الحاجز الدموي الدماغي، وقدّمت أول وصف تقني لهذا الاستخدام.
والحاجز الدموي الدماغي هو شبكة متخصصة من الخلايا الوعائية والدماغية تعمل كنظام أمان للدماغ للحماية من غزو السموم والميكروبات الخطرة، ولكنه يقلل أيضا فعالية العلاجات في الدماغ، مثل أدوية العلاج الكيميائي.
وأجرى الدراسة باحثون من كلية الطب في جامعة ميريلاند ومستشفى بريغهام والنساء في بوسطن ومؤسسات أخرى في أميركا الشمالية، ونشرت نتائج الدراسة في مجلة "ديفايس" (Device) في 25 أغسطس/آب الماضي، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.
تحقن فقاعات مجهرية مملوءة بغاز خامل في مجرى دم المريض، وتنشَّط بواسطة طاقة الموجات فوق الصوتية في المنطقة المستهدفة لفتح الحاجز الدموي الدماغي، مع مراقبة كل ذلك بواسطة التصوير بالرنين المغناطيسي لتحديد الفعالية.
وقال الدكتور بافلوس أناستاسياديس الأستاذ المساعد في جراحة المخ والأعصاب بجامعة ولاية ميشيغان في الولايات المتحدة والمؤلف المشارك في هذه الدراسة "عند إثارة هذه الفقاعات الدقيقة بموجات فوق صوتية منخفضة الشدة تتذبذب داخل مجال الطاقة مسببة اضطرابات ميكانيكية مؤقتة في جدران الأوعية الدموية الدماغية".
ووجد الباحثون أن الموجات الصوتية المترددة الملتقطة كإشارات انبعاثات صوتية ناتجة عن فقاعات دقيقة دائرية تعد مقياسا موثوقا للتنبؤ بفتح الحاجز الدموي الدماغي لدى المرضى.
تقنية آمنة وعملية
ومن المتوقع أن تتيح الأساليب والتحليلات الموصوفة في الدراسة للباحثين والأطباء مراقبة علاجات فتح الحاجز الدموي الدماغي ومقارنتها ووصفها عبر مختلف الأجهزة والمرضى والبيئات في المستقبل، مما يساعد على تسهيل وتحديد موقع توصيل الدواء في الدماغ.
إعلانوصرّح الدكتور وودورث "في ظل التوافر المتزايد لأجهزة متعددة لتوصيل طاقة الموجات فوق الصوتية وتباين معايير العلاج واختلاف أساليب المراقبة والتحكم الآنية ثمة حاجة ملحة لم تلبَّ بعد لتحديد وتوحيد علاجات فتح الحاجز الدموي الدماغي باستخدام الموجات فوق الصوتية المركزة".
وأضاف "تتيح مراقبة الانبعاثات الصوتية وأنظمة الجرعات المشتقة منها فرصة لتوحيد مفهوم الموجات فوق الصوتية المركزة، وتسهم البيانات والتحليلات المقدمة في هذه الدراسة في تطوير هذا النموذج المنهجي ومجال الموجات فوق الصوتية المركزة".
وقام أطباء وعلماء ومهندسون بقيادة الدكتور غرايم وودورث أستاذ ورئيس قسم جراحة المخ والأعصاب في جامعة ميريلاند، ومدير برنامج علاج وأبحاث أورام الدماغ في مركز مارلين وستيوارت غرينباوم الشامل للسرطان بجمع بيانات من 34 مريضا مصابا بورم أرومي دبقي، يتلقى كل منهم ما يصل إلى 6 دورات علاجية شهرية تتضمن ما مجموعه 972 جلسة فردية من الموجات فوق الصوتية المركزة لتحديد الاستخدام الأكثر فعالية للموجات فوق الصوتية المركزة لتحقيق فتح موثوق للحاجز الدموي الدماغي.
وقالت الدكتورة ألكسندرا جيه. غولبي مديرة جراحة المخ والأعصاب الموجهة بالصور في مستشفى بريغهام والنساء والمؤلفة الرئيسية للدراسة "تستند دراستنا إلى عمل رائد بدأ في تسعينيات القرن الماضي بمختبر الموجات فوق الصوتية المركزة في مستشفى بريغهام والنساء عندما استُخدمت الفقاعات الدقيقة لأول مرة لفتح الحاجز الدموي الدماغي".
وأضافت "يعتمد عملنا على هذه الاكتشافات، حيث نجد تقنية آمنة وعملية تسمح لنا بفتح الحاجز الدموي الدماغي بشكل متكرر لدى مرضى الورم الأرومي الدبقي قبل العلاج الكيميائي".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
إيمان كريم تؤكد أهمية التكاتف المجتمعي ودعم الأسر لتحسين حياة ذوي الشلل الدماغي
يُحيي المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة اليوم العالمي للشلل الدماغي، الذي يوافق السادس من أكتوبر من كل عام، باعتباره مناسبة مهمة لتسليط الضوء على هذه الإعاقة التي تُعد من أكثر الإعاقات الحركية شيوعاً، وللتأكيد على ضرورة تعزيز الوعي المجتمعي بحقوق الأشخاص المصابين بها ودعم أسرهم وتمكينهم من المشاركة الكاملة في المجتمع.
من جانبها، أكدت الدكتورة إيمان كريم، المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، أن هذا اليوم يعد فرصة للمساهمة في نشر الوعي ودعم قضية الشلل الدماغي، حيث يتمحور الاحتفاء به حول الإدماج والاحتفال بالمساهمات المتنوعة للأشخاص المصابين بالشلل الدماغي الذين يعملون في مختلف المجالات، من الخدمات المصرفية إلى الفن والترفيه والتعليم، ويمثلون جزءاً فاعلاً من نسيج مجتمعاتنا.
وقالت: أن الشلل الدماغي يشمل عدة أنواع من الإعاقات الحركية، من بينها الشلل التشنجي، والشلل الحركي، والشلل الرنحي، والشلل التوتري، والشلل المختلط، وتختلف درجاته وأعراضه من شخص لآخر، ما يستوجب اهتماماً خاصاً في الكشف المبكر والرعاية الطبية والتأهيل المستمر.
وأكدت الدكتورة إيمان كريم، أن المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة له دوره في رفع مستوى الوعي المجتمعي حول هذا المرض وأهمية التعامل معه علمياً وإنسانياً، من خلال الحملات الإعلامية وبرامج التوعية والتعاون مع مؤسسات الدولة والمجتمع المدني والقطاع الطبي لتقديم المعلومات الدقيقة للأسر، ومساعدتها في التعامل مع حالات الشلل الدماغي بشكل سليم يضمن تحقيق أفضل جودة حياة ممكنة للأطفال والمصابين.
واشارت أن المجلس يعمل على دمج المصابين بالشلل الدماغي وأسرهم ضمن مبادرة "أسرتي قوتي: التي أطلقها المجلس، والتي تهدف إلى دعم الأسر المصرية في مواجهة التحديات اليومية وتقديم التوعية والتأهيل النفسي والاجتماعي لأفرادها.
و أكدت الدكتورة إيمان كريم، المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، أن الدولة المصرية، بقيادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أولت اهتماماً كبيراً بالأشخاص ذوي الإعاقة، من خلال منظومة تشريعية ومؤسسية شاملة تكفل لهم حقوقهم وتوفر بيئة داعمة لدمجهم وتمكينهم في مختلف مجالات الحياة، مشيرة إلى أن المجلس يعمل جنباً إلى جنب مع وزارات الصحة والتعليم والتضامن الاجتماعي لتوفير الخدمات الطبية والتأهيلية والدعم الأسري للمصابين بالشلل الدماغي.
واختتمت الدكتورة إيمان كريم بيانها بالتأكيد على أن نشر الوعي والتكاتف المجتمعي هو حجر الأساس في تحسين حياة الأشخاص المصابين بالشلل الدماغي، داعية جميع المؤسسات والأفراد إلى دعم الجهود الرامية لتمكينهم من ممارسة حقوقهم بشكل كامل والمشاركة الإيجابية في بناء الوطن.