قمة شانغهاي والنظام العالمي الجديد
تاريخ النشر: 6th, September 2025 GMT
تأتي قمة منظمة شنغهاي للتعاون اليوم في لحظة فارقة من عمر النظام الدولي، إذ لم تعد هذه القمة مجرد اجتماع إقليمي يناقش الأمن في آسيا الوسطى، بل تحولت إلى منصة تتحدى الهيمنة الغربية وتطرح ملامح نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب.
منذ تأسيسها عام ٢٠٠١، توسعت المنظمة لتضم قوى كبرى مثل الصين وروسيا والهند وباكستان، كما انضمت إليها إيران مؤخرًا بصفة عضو كامل، بينما تنتظر دول عربية مثل مصر والسعودية شراكات أعمق.
في قلب القمة، برزت عدة محاور رئيسية: الأمن المشترك في مواجهة الإرهاب والنزاعات الحدودية، تعزيز التعاون الاقتصادي عبر مشاريع البنية التحتية والطاقة وربط الأسواق، وتنسيق المواقف السياسية في وجه العقوبات الغربية. وهنا تبرز مبادرة "الحزام والطريق" الصينية كمشروع تكاملي، تسعى من خلاله بكين إلى جعل آسيا الوسطى والشرق الأوسط عقدة محورية في التجارة العالمية، بعيدًا عن الممرات التقليدية الخاضعة للنفوذ الأميركي.
روسيا بدورها ترى في منظمة شنغهاي وسيلة لالتقاط أنفاسها في ظل العقوبات الغربية وحرب أوكرانيا، فالتكتل يمنحها منفذًا سياسيًا واقتصاديًا لكسر العزلة. أما الهند، فتحاول الموازنة بين شراكتها مع الولايات المتحدة وانخراطها في إطار آسيوي يمنحها وزناً إضافياً في التوازنات الإقليمية. وخاصة بعد فرض الولايات المتحدة رسوم جمركية عقابية على الهند وصلت إلى ٥٠٪ بسبب استمرارها في استيراد النفط من روسيا.
اللافت في هذه القمة هو الحضور المتنامي للقضايا الاقتصادية والمالية، حيث يُطرح بقوة موضوع التعامل بالعملات المحلية في التبادل التجاري لتقليص الاعتماد على الدولار. هذه الخطوة، إن تطورت، ستكون بداية فعلية لتحدي هيمنة العملة الأميركية، وتفتح الباب أمام نظام نقدي متعدد المراكز.
إن قمة شنغهاي بهذا المعنى ليست مجرد لقاء إقليمي، بل تعبير عن تحولات جذرية في النظام العالمي. فالعالم يتجه إلى تعددية قطبية، حيث لا تستطيع قوة واحدة فرض شروطها، بل تُبنى المعادلات على التوازن والتنافس والتعاون المتبادل. وإذا استمرت المنظمة في توسيع شراكاتها وتعميق تعاونها الاقتصادي والأمني، فإنها قد تشكل نواة لبديل واقعي للنظام الدولي الذي نشأ بعد الحرب الباردة، وتؤسس لمرحلة عنوانها: شراكة الشرق في مواجهة انكفاء الغرب.
في النهاية، ترسم قمة شنغهاي معالم عالم جديد لا مكان فيه للهيمنة الأحادية. عالم تحاول فيه قوى آسيوية وأوراسية وعربية أن تؤسس لنظام أكثر عدلاً وتوازنًا، حيث تُوزع القوة والنفوذ بين مراكز متعددة، ويُعاد تشكيل قواعد اللعبة الدولية بما يتوافق مع واقع القرن الحادي والعشرين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د سراج الدين ياسين قمة منظمة شنغهاي النظام الدولي الأمن في آسيا الوسطى الهيمنة الغربية
إقرأ أيضاً:
قطر تُعلن حضورها القمة "الروسية العربية" في موسكو
أفادت وزارة الخارجية القطرية بأن قطر ستصل إلى القمة الروسية العربية في موسكو محملة برسالة شراكة وتفاهم متبادل وسلام في المنطقة.
وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري: "تعقد القمة الروسية العربية في موسكو في وقت تعاني فيه المنطقة من تبعات الصراع الجيوسياسي، بما في ذلك جراء النزاع الروسي الأوكراني، سنصل إلى القمة حاملين رسالة شراكة وتفاهم متبادل وإحلال للسلام في المنطقة، استنادا إلى المبادرة العربية لتسوية الصراع العربي الإسرائيلي".
قطر: مفاوضات شرم الشيخ تستهدف الدفع قدمًا بخطة ترامب حول غزة
ذكرت وزارة الخارجية القطرية أن يوم أمس شهد أربع ساعات من المفاوضات الدقيقة في مدينة شرم الشيخ، ركزت على تطورات الحرب في غزة، وعلى سبل الدفع قدما بخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية ماجد الأنصاري أن جولة المفاوضات بشأن خطة ترامب استؤنفت اليوم في شرم الشيخ، مشيرا إلى أن قطر ملتزمة بالعمل مع جميع الأطراف المعنية من أجل إنهاء الحرب على غزة والمضي في تنفيذ بنود الخطة.
وقال إن تفاصيل كثيرة من خطة ترامب لا تزال بحاجة إلى التوافق عليها بين الأطراف، مؤكدا في الوقت نفسه أن بلاده تواصل جهودها الحثيثة للوصول إلى نهاية للحرب في غزة، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان في القطاع دون انقطاع.
وأضاف أن الدوحة تقدر الالتزام الأمريكي بإنهاء الحرب على غزة، مؤكدا أن التنسيق بين الجانبين متواصل للوصول إلى توافق يضمن أن تطبيق خطة ترامب لن يكون مؤقتا، بل خطوة دائمة نحو تسوية شاملة ومستقرة في المنطقة.
ارتفاع حصيلة ضحايا الإبادة الإسرائيلية في غزة لـ 67173 شهيدًا
أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، اليوم الثلاثاء، بارتفاع عدد الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي على غزة، إلى 67173 والمصابين إلى 169780، من بينهم 20179 طفلا، و10427 سيدة، و4813 من كبار السن و31754 من الرجال، منذ السابع من أكتوبر 2023.
وقد بلغ عدد الشهداء من الطواقم الطبية 1701 شهيد، و362 معتقلاً في ظروف اعتقال وتغييب قسري وحرمانهم من حقوقهم الإنسانية.
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في حماية قوات الاحتلال
أقدم مستوطنون، صباح اليوم الثلاثاء، على اقتحام المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة، بحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلى.
وأوضحت وكالة الأنباء الفلسطينية، أن عشرات المستوطنين اقتحموا باحات الأقصى، من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية، وأدوا طقوسا تلمودية، تزامنا مع أول أيام عيد "العرش العبرى".
وأشارت إلى أنه تخلل الاقتحام ترديد أغانٍ ورقصات استفزازية أمام قبة الصخرة في المسجد الأقصى.