بوابة الوفد:
2025-12-01@15:23:37 GMT

قمة شانغهاي والنظام العالمي الجديد

تاريخ النشر: 6th, September 2025 GMT



 

تأتي قمة منظمة شنغهاي للتعاون اليوم في لحظة فارقة من عمر النظام الدولي، إذ لم تعد هذه القمة مجرد اجتماع إقليمي يناقش الأمن في آسيا الوسطى، بل تحولت إلى منصة تتحدى الهيمنة الغربية وتطرح ملامح نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب.

منذ تأسيسها عام ٢٠٠١، توسعت المنظمة لتضم قوى كبرى مثل الصين وروسيا والهند وباكستان، كما انضمت إليها إيران مؤخرًا بصفة عضو كامل، بينما تنتظر دول عربية مثل مصر والسعودية شراكات أعمق.

هذا التوسع يعكس إدراكًا متزايدًا بأن العالم لم يعد يحتمل قيادة أحادية تفرضها واشنطن، وأن التوازن الدولي يحتاج إلى أطر بديلة تعكس تنوع المصالح والتحالفات الإقليمية والدولية.

في قلب القمة، برزت عدة محاور رئيسية: الأمن المشترك في مواجهة الإرهاب والنزاعات الحدودية، تعزيز التعاون الاقتصادي عبر مشاريع البنية التحتية والطاقة وربط الأسواق، وتنسيق المواقف السياسية في وجه العقوبات الغربية. وهنا تبرز مبادرة "الحزام والطريق" الصينية كمشروع تكاملي، تسعى من خلاله بكين إلى جعل آسيا الوسطى والشرق الأوسط عقدة محورية في التجارة العالمية، بعيدًا عن الممرات التقليدية الخاضعة للنفوذ الأميركي.

روسيا بدورها ترى في منظمة شنغهاي وسيلة لالتقاط أنفاسها في ظل العقوبات الغربية وحرب أوكرانيا، فالتكتل يمنحها منفذًا سياسيًا واقتصاديًا لكسر العزلة. أما الهند، فتحاول الموازنة بين شراكتها مع الولايات المتحدة وانخراطها في إطار آسيوي يمنحها وزناً إضافياً في التوازنات الإقليمية. وخاصة بعد فرض الولايات المتحدة رسوم جمركية عقابية على الهند وصلت إلى ٥٠٪ بسبب استمرارها في استيراد النفط من روسيا.

اللافت في هذه القمة هو الحضور المتنامي للقضايا الاقتصادية والمالية، حيث يُطرح بقوة موضوع التعامل بالعملات المحلية في التبادل التجاري لتقليص الاعتماد على الدولار. هذه الخطوة، إن تطورت، ستكون بداية فعلية لتحدي هيمنة العملة الأميركية، وتفتح الباب أمام نظام نقدي متعدد المراكز.

إن قمة شنغهاي بهذا المعنى ليست مجرد لقاء إقليمي، بل تعبير عن تحولات جذرية في النظام العالمي. فالعالم يتجه إلى تعددية قطبية، حيث لا تستطيع قوة واحدة فرض شروطها، بل تُبنى المعادلات على التوازن والتنافس والتعاون المتبادل. وإذا استمرت المنظمة في توسيع شراكاتها وتعميق تعاونها الاقتصادي والأمني، فإنها قد تشكل نواة لبديل واقعي للنظام الدولي الذي نشأ بعد الحرب الباردة، وتؤسس لمرحلة عنوانها: شراكة الشرق في مواجهة انكفاء الغرب.

في النهاية، ترسم قمة شنغهاي معالم عالم جديد لا مكان فيه للهيمنة الأحادية. عالم تحاول فيه قوى آسيوية وأوراسية وعربية أن تؤسس لنظام أكثر عدلاً وتوازنًا، حيث تُوزع القوة والنفوذ بين مراكز متعددة، ويُعاد تشكيل قواعد اللعبة الدولية بما يتوافق مع واقع القرن الحادي والعشرين.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د سراج الدين ياسين قمة منظمة شنغهاي النظام الدولي الأمن في آسيا الوسطى الهيمنة الغربية

إقرأ أيضاً:

بدر بن حمد يرأس وفد عُمان في "التحضيري الوزاري" لـ"القمة الخليجية" بالمنامة

 

 

 

 

المنامة- العُمانية

شاركت سلطنة عُمان أمس في اجتماع الدورة الـ166 للمجلس الوزاري التحضيرية للدورة الـ46 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، والذي عقد بالعاصمة البحرينية المنامة، برئاسة معالي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني وزير خارجية مملكة البحرين وبحضور أصحاب السُّمو والمعالي والسعادة وزراء الخارجية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وترأس وفد سلطنة عُمان في الاجتماع معالي السّيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية.

وتناولت الدورة الوزارية التحضيرية عددًا من ملفات التعاون والعمل الخليجي المشترك في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والتنموية؛ بما يعزز مسارات التكامل بين دول المجلس.

ومن شأن مخرجات هذا الاجتماع التحضيري أن تعزز مبادرات عملية لما فيه مصلحة الدول الأعضاء؛ بما يُحقق المزيد من الرقي والنماء لدوله ويرسخ من دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة. وقال معالي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني وزير الخارجية بمملكة البحرين، رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري، إن استضافة مملكة البحرين للقمة السادسة والأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية تُجسِّد تمسُّك دولنا بمواصلة تعزيز مسيرة التعاون والانجازات الخليجية التي رعاها أصحاب الجلالة والسمو القادة على مدى أكثر من 40 عامًا، كما إنها تعكس حرصهم- أيدهم الله- على مواصلة الحفاظ على تماسك وتضامن مجلس التعاون، وعزيمتهم وتصميمهم على المضي قدما نحو مزيد من التعاون والتكامل لما فيه خير دولنا الشقيقة ومواطنيها الكرام. وأضاف أن مجلس التعاون أثبت خلال الأعوام الماضية، قدرته على مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، مما جعله كيانًا إقليميًا فاعلًا ومؤثرًا في تعزيز الأمن والاستقرار، وباتت منجزاته التنموية نموذجًا في التخطيط السليم والرؤية الحكيمة، وأصبح بكل فخر محل تقدير عالمي كبير. وأكد معاليه أهمية استمرار تقييم إنجازات العمل الجماعي، واعتماد مواقف وقرارات تعزز أداء مجلس التعاون وتضامن دوله الأعضاء ووحدة المواقف، ومواصلة الالتزام بدفع عجلة التنمية لما فيه خير مواطني دول المجلس، ومناصرة القضايا العربية العادلة، وصون الأمن القومي العربي، وضمان حقوق الشعوب العربية في الأمن والاستقرار والعيش الكريم، والتعاون مع المجتمع الدولي للحفاظ على السلم والأمن العالميين، وتعزيز التنمية المستدامة لما فيه خير البشرية جمعاء.

من جانبه، أعرب معالي جاسم محمد البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عن ترحيبه باستضافة مملكة البحرين لانعقاد الدورة السادسة والأربعين للمجلس الأعلى وعن شكره للدولة الكويت على رئاستها للدورة السابقة للمجلس من نهج وأداء أسهما في إنجاح اجتماعات المجلس وتعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك. وأكد معاليه استمرار الأمانة العامة بكل منتسبيها في العمل بجد لتنفيذ توجيهاتهم السامية، والمضي قدمًا في مسيرة العمل الخليجي المشترك، تحقيقًا للتكامل الخليجي المأمول. وأشار إلى أهمية تجسيد أبعاد التعاون الخليجي وبما يعزز من محاور التعاون الإقليمي والدولي، والتي نأمل أن تخرج بقرارات وتوصيات بناءة تضيف لبنة جديدة في صرح مسيرة مجلس التعاون المباركة، موضحًا أن هذه البنود بما تحمله من عمق واتساع، تعكس بجلاء الثقل الإقليمي والدولي لمجلس التعاون، وترسخ حقيقة أن ما حققته دول المجلس من إنجازات على طريق التكامل الخليجي، وهو ما يصبو إليه أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس- حفظهم الله ورعاهم- وهو يمضي بثبات في الاتجاه الصحيح، متسقًا مع تطلعات الشعوب الخليجية وطموحاتها نحو مزيد من الترابط والازدهار.

مقالات مشابهة

  • جلالة السلطان يزور البحرين للمشاركة في القمة الخليجية الـ46
  • الجامعات الأردنية … وتصنيف شنغهاي!!!
  • الجامعات الأردنية … وتصنيف شنغهاي!!!
  • بدر بن حمد يرأس وفد عُمان في "التحضيري الوزاري" لـ"القمة الخليجية" بالمنامة
  • أخبار الوادي الجديد: الجامعة تُنهى استعداداتها لعقد المؤتمر الدولي الأول لنخيل التمر.. واستقرار في أسعار السلع الغذائية
  • بدر بن حمد يرأس وفد عُمان في تحضيرات "القمة الخليجية" بالمنامة
  • "قمة المنامة".. فرصة لترسيخ التكامل وتجديد الثقة
  • حرب غزة في الإعلام الدولي.. مؤتمر يفكك السرديات الغربية وآليات الإبادة الإعلامية
  • جامعة الوادي الجديد تنهى استعدادات عقد المؤتمر الدولي لنخيل التمر
  • منظمة UNIDO تعتمد 21 أبريل "اليوم العالمي للمرأة في الصناعة" خلال القمة العالمية للصناعة بالرياض