معاريف: تكتيكات القسام تجعل جنودنا مثل البط في ميدان الرماية
تاريخ النشر: 9th, September 2025 GMT
حذّر المراسل العسكري لصحيفة معاريف، آفي أشكنازي، من خطورة الأسلوب القتالي الجديد الذي تعتمده كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة.
وأكد أشكنازي أن هذه التكتيكات تجعل الجنود "مثل البط في ميدان الرماية".
وقال إن ما يجري في غزة يعكس فشل الجيش الإسرائيلي في استخلاص الدروس وتطوير حلول لمواجهة حرب العصابات، داعيا إلى التفكير بإنهاء الحرب لتفادي خسائر أكبر، ومهاجما حكومة بنيامين نتنياهو (المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية) التي تتفاخر بإنجازات وهمية وتفتقر إلى رؤية إستراتيجية.
واستعرض أشكنازي تفاصيل الهجوم الأخير في شمال قطاع غزة الذي أسفر عن مقتل 4 جنود إسرائيليين من سلاح المدرعات.
واعتبر أن العملية التي نفذتها المقاومة مقلقه للغاية، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي استثمر كثيرا في حماية المركبات والدبابات عبر الفولاذ السميك وأنظمة الحماية، لكن حماس تدرك أنها لا تستطيع مواجهة هذه التكنولوجيا مباشرة، لذلك تركز على الجنود أنفسهم.
وأوضح أن إستراتيجية القتال لدى حماس تتمثل في مهاجمة قائد الدبابة أولا عبر القنص أو إطلاق النار من مسافة قريبة، ثم يقفز أحد المقاتلين ويلقي عبوة ناسفة قوية داخلها، مما يؤدي إلى قتل الطاقم بأكمله. وهذا يحدث للمرة الخامسة داخل غزة".
وأضاف أن القوات الإسرائيلية التي تعود من مهامها داخل مدينة غزة، خاصة في الأحياء الشمالية، غالبا ما تكون في وضعية دفاعية، وعندما تتباطأ أو تتوقف تصبح هدفا مثاليا للكمائن.
وأضاف "إنهم مخططون جيدون، رأينا ذلك في خان يونس وأماكن أخرى، بينما الجيش لا يتعلم الدروس ولا يجد حلولا. حماس لديها طريقة عمل جديدة تستغل نقاط ضعفنا بدقة، وهذه هي حرب العصابات بعينها".
وشدّد المراسل العسكري على أن استثمار إسرائيل مليارات الشواكل في التدريع والحماية لم يحقق النتيجة المرجوة. وعلق قائلا "بدلا من أن نكون المبادرين، نحن نستثمر في الحماية وفي النهاية يحدث ما يحدث. نحن مثل البط في ميدان الرماية".
إعلانوحذّر من أن مواصلة الجيش عملياته الحالية لن تؤدي إلا إلى مزيد من الخسائر، مضيفا: "الجواب الحقيقي هو إنهاء الحرب. نحن نتورط في الوحل هناك".
كما قال "الحدث في غزة مؤشّر على الأثمان التي قد تدفعها إسرائيل في استمرار حرب بلا غاية حقيقية. لا طريق لها ولا أهداف. الجيش غارق منذ زمن في رمال غزة المتحرّكة، التي هي أسوأ من وحل لبنان في الماضي".
إسرائيل تنزفوأشار أشكنازي إلى أن إسرائيل نزفت أمس مع مقتل 11 شخصا وإصابة العشرات في 3 حوادث خطيرة: الأولى في جباليا وأسفرت عن مقتل 4 جنود من سلاح المدرعات وإصابة آخر من لواء ناحال، والثانية عند مفترق راموت، حيث قتل مسلحان 6 إسرائيليين وأصابوا عشرات آخرين في إطلاق نار مباشر، والثالثة في وادي عارة حيث قتل شرطي أثناء محاولته إحباط تهريب أسلحة.
وقال إن تجارة السلاح تمثل مشكلة وطنية كبرى موضحا: "الأسلحة التي تدخل مقابل مبالغ كبيرة مخصصة للإرهاب والجريمة.. من عمليات الاغتيال اليومية في المجتمع العربي إلى حوادث إجرامية أخرى، يعرف الإسرائيليون منذ زمن أنه لا يوجد سيطرة أمنية في الشمال أو الجنوب أو المركز، وأن الشرطة ضعيفة في مواجهة العصابات والمنظمات الإجرامية".
أحداث مترابطةورأى المراسل العسكري أن الأحداث الثلاثة مترابطة وتعكس مأزق إسرائيل الإستراتيجي، وأشار إلى أن الجيش مضطر لخوض مواجهة مع خلايا حرب عصابات تتعلم نقاط ضعفه وتضربه عبرها، وهو واقع ينسحب على غزة كما على الضفة الغربية والقدس ومناطق الـ48، على حد وصفه.
لم يوفّر أشكنازي انتقاداته للحكومة الإسرائيلية، قائلا: "المشكلة الكبرى هي غياب قيادة ترى بضع خطوات إلى الأمام لصياغة سياسة واضحة للتعامل مع التحديات. الوزراء يتحدثون كثيرا، خصوصا لجمهورهم الداخلي، لكنهم ضعفاء في الإدارة والإستراتيجية ويفتقرون إلى الطموح السياسي والفهم الأمني الواسع".
وأضاف أن "غياب هذه الرؤية يمنح الطرف الآخر اليد العليا، والنتيجة أن حماس والفصائل الأخرى تفهم ذلك جيدا، وتفرض ببساطة أجندتها القاتلة على جميع الجبهات".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات
إقرأ أيضاً:
الشيطان يكمن في التفاصيل.. ما أبرز البنود التي قد تعرقل مفاوضات شرم الشيخ بين حماس وإسرائيل؟
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك: "من يظن أن حماس ستعيد الرهائن إلينا وأن الجيش سيبقى في مكانه، فهو واهم". اعلان
رغم انطلاق المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس في شرم الشيخ بمصر، تبرز عدة عقبات رئيسية قد تحول دون تحقيق اختراق سريع في غزة.
فالمرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تتطلب موافقة الطرفين السريعة على البنود الـ21 التي طرحها، لكن الوفدين المفاوضين لا يكفّان عن ترديد عبارة: "نعم... ولكن" عند كل بند.
وبينما تمارس واشنطن ضغوطًا كبيرة لدفع العملية قدمًا، يحاول الطرفان المناورة لتحصيل مزيد من المكاسب، في ظل عقبات نظرية وعملية، أبرزها: صعوبة جمع جميع الرهائن في مكان واحد، قضية نزع سلاح حماس ومستقبلها في القطاع، إضافة إلى توقيت وكيفية انسحابها، فضلًا عن نطاق الانسحاب الإسرائيلي من غزة، وأسماء الأسرى الفلسطينيين المتوقع الإفراج عنهم.
ورغم تفاؤل ترامب، يبدو رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك متشائمًا، إذ قال الزعيم الإسرائيلي اليوم الاثنين: "من يظن أن حماس ستعيد الرهائن إلينا وأن الجيش سيبقى في مكانه، فهو واهم".
وأضاف أن حماس ستناور وتطالب بانسحاب مقابل كل دفعة من الرهائن تُفرج عنها، مشيرًا إلى أن الجداول الزمنية لن تكون قصيرة، "لا يومين ولا ثلاثة... ربما ستة أيام، وحتى حينها قد يُكتشف أن بعض الجثث لم يُعثرعليها".
في هذا السياق، نقلت صحيفة التلغراف عن المفاوض الأمريكي آرون ديفيد ميلر قوله إن خطة ترامب تجعل من إطلاق سراح جميع الرهائن، أحياءً وأمواتًا، وإنهاء الحملة العسكرية الإسرائيلية أمرًا ممكنًا، لكنها في الوقت نفسه ضبابية، إذ تبقى الأهداف بعيدة المدى للطرفين غير واضحة حتى الآن.
Related يهود أمريكا ينتقدون إسرائيل: 61% يتحدثون عن جرائم حرب و39% عن إبادة جماعية في غزةالأنظار تتجه إلى شرم الشيخ: ما القضايا الأبرز في "المفاوضات الحاسمة" لتنفيذ خطة ترامب حول غزة؟الحرب في يومها الـ731: استمرار القصف الإسرائيلي على غزة وترامب يحث على "التقدم بسرعة" في المفاوضات نزع سلاح حماسحين ردّت حماس بالإيجاب على خطة ترامب، تجنبت ذكر النقاط الأكثر إثارة للجدل، وعلى رأسها نزع سلاحها. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو توعّد بأن هذا البند سيُطبّق "إما بالحسنى أو بالقوة"، ملمحًا إلى أن إسرائيل قد تتولى المهمة "بمفردها"، لكن أحد قياديي حماس قال إن السلاح قد يُسلَّم للجنة فلسطينية ـ مصرية مشتركة.
ورأت صحيفة هآرتس أن حلم ترامب بـ"سلام عالمي في الشرق الأوسط" تجاهل التفاصيل الصغيرة التي قد تتحول إلى عقبات كبرى أمام الخطة. وأضافت أن نزع السلاح لن يكون فوريًا، بل من المشكوك فيه أن يكتمل أصلًا.
وتوضح الصحيفة أن البند السابع عشر من الخطة ينص على أنه حتى لو رفضت حماس المقترح أو أعاقت تنفيذه، فإن إسرائيل ستسلّم إدارة "المناطق منزوعة السلاح" إلى قوة استقرار دولية تضم أطرافًا عربية ودولية، وتستند إلى آلية استشارة مصرية وأردنية.
مع ذلك، لم تحدد الوثيقة طبيعة هذه المناطق، ولا كيفية تشكيل القوة، ولا توقيت نشرها، ولا علاقتها بتفكيك قوة حماس العسكرية.
جدول الانسحاب الإسرائيليما يزال الجدول الزمني المقترح للانسحاب الإسرائيلي من القطاع محل خلاف. فحماس تصرّ على انسحاب كامل، بينما يؤكد نتنياهو لجمهوره أن الجيش سيبقى في معظم مناطق غزة.
وتشير خطة ترامب إلى انسحاب على ثلاث مراحل:
الأولى: انسحاب جزئي من مناطق مأهولة (أو كانت مأهولة قبل الحرب)، منها أجزاء من مدينة غزة.
الثانية: مرتبطة بتشكيل قوة الاستقرار الدولية.
الثالثة: انسحاب نهائي، لكن العمق والتوقيت والآلية لا تزال ضبابية.
مستقبل حماس في غزةإلى جانب ما ذكر، هناك اختلاف في تفسير نصوص الخطة: فترامب ينص على أن حماس "لن تضطلع بأي دور في حكم غزة، لا بشكل مباشر ولا غير مباشر"، فيما ردّت الحركة بالقول إن الخطة "لا يمكن مناقشتها إلا ضمن إطار وطني فلسطيني شامل" يشملها بالضرورة.
وأكدت موافقتها على تسليم غزة لهيئة فلسطينية من المستقلين (تكنوقراط)، لكنها لم تشر إلى لجنة "السلام الدولية" التي اقترح ترامب أن يقودها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير.
أسماء الأسرى وصعوبة نقل الرهائنتقترح الخطة إطلاق سراح 48 رهينة دفعة واحدة مقابل الإفراج عن 250 أسيرًا فلسطينيًا محكومًا بالمؤبد، إلى جانب 1700 معتقل من سكان غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بينهم جميع النساء والأطفال.
مع ذلك، قد تُبدي إسرائيل تحفظًا على إطلاق شخصيات بارزة مثل مروان البرغوثي، الذي يُنظر إليه باعتباره أحد أبرز القادة الفلسطينيين.
ووفق ما أوردته القناة 14 العبرية، فقد تعهد نتنياهو لوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بعدم الإفراج عن من تصفهم إسرائيل بـ"القيادات الإرهابية"، وفي مقدمتهم البرغوثي.
أما حماس، فترى أن جمع الرهائن في مكان واحد يمثل معضلة حقيقية، إذ تؤكد أن المحتجزين موزعون في عدة مواقع، من بينها مدينة غزة التي لا يزال الجيش الإسرائيلي يواصل اجتياحها. وهو ما يجعل تنفيذ هذا البند أمرًا بالغ الصعوبة، لما ينطوي عليه من تعقيدات الاتصال والتنسيق بين القيادة والمجموعات المكلفة بحراستهم وتأمينهم.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة