كم يبلغ العمر الافتراضي لإطارات سيارتك؟ ومتى ينبغي تغييرها؟
تاريخ النشر: 9th, September 2025 GMT
في عالم السيارات، تُعتبر الإطارات خط الدفاع الأول عن سلامة السائق والركاب، فهي نقطة الاتصال الوحيدة بين المركبة والطريق. ومع مرور الوقت، لا يقتصر الاهتمام على ضغط الهواء أو عمق النقشة فقط، بل يبرز عامل آخر لا يقل أهمية، ألا وهو عمر الإطار. فحتى إن بدا الإطار سليما من الخارج ولم يُستخدم بكثرة، فإن المطاط الذي صُنع منه يظل عرضة للتقادم والتغير بفعل عوامل الطقس والبيئة، الأمر الذي قد يقلل من مستوى الأمان على الطرق.
وهنا يطرح كثير من السائقين سؤالا جوهريا: ما العمر الأقصى لاستخدام الإطارات بشكل آمن؟
مجلة السيارات الألمانية "أوتو تسايتونغ" أوضحت أن المطاط المستخدم في تصنيع الإطارات يتعرض بمرور الوقت لتغيرات فيزيائية وكيميائية، بفعل عوامل الطقس مثل الأشعة فوق البنفسجية والرطوبة، وكذلك الحرارة المرتفعة أو البرودة القارسة. هذه العوامل تؤدي تدريجيا إلى تصلب المطاط وفقدانه مرونته، وهو ما ينعكس سلبا على خصائص التماسك.
النتيجة المباشرة: زيادة مسافة الكبح، خاصة على الطرق الزلقة. والمثير أن هذا التدهور يحدث حتى للإطارات التي لم تُستخدم كثيرا، إذ إن المادة المطاطية نفسها تفقد خواصها مع مرور السنوات.
العمر الأقصى للإطاراتيشدد الخبراء على أن العمر الأقصى للإطارات يجب ألا يتجاوز 6 سنوات، خصوصا بالنسبة للإطارات الشتوية، المصنوعة من خليط مطاطي أكثر ليونة لضمان الأداء على الطرق المغطاة بالجليد أو الملساء. فمع مرور الوقت، تصبح هذه الإطارات أقل قدرة على الالتصاق بالطريق.
أما بالنسبة للإطارات الصيفية أو متعددة المواسم، فمن الأفضل ألا يستمر استخدامها لأكثر من 6 إلى 8 سنوات كحد أقصى.
ولتحديد عمر الإطار بدقة، يمكن الرجوع إلى ما يُعرف برقم "دي أو تي" (DOT) المطبوع على جانبه داخل إطار بيضاوي. هذا الرقم يتكون من عدة خانات، لكن الأهم هي الأربع الأخيرة: أول خانتين تدلان على رقم الأسبوع الذي صُنع فيه الإطار، بينما تشير الخانتان الأخيرتان إلى سنة الإنتاج.
إعلانعلى سبيل المثال، إذا كان الرقم 2720 فهذا يعني أن الإطار تم إنتاجه في الأسبوع الـ27 من عام 2020.
"الإطار الجديد" قد لا يكون حديث الصنعينبّه الاتحاد الفدرالي لتجارة وصيانة الإطارات في ألمانيا إلى أن مصطلح "إطار جديد" لا يعني بالضرورة أنه خرج للتو من خط الإنتاج. فوفق القوانين، يُسمح ببيع الإطارات التي لم يمضِ على إنتاجها 3 سنوات باعتبارها "جديدة تماما"، وحتى 5 سنوات على أنها "جديدة".
ومع أن التخزين الجيد في ظروف مثالية قد يحافظ على جودة الإطار لفترة أطول، إلا أن خصائصه تبدأ بالتراجع تدريجيا بمرور الوقت.
وينصح نادي السيارات الألماني المستهلكين بعدم شراء إطارات يزيد عمرها على عامين عند الشراء، وضرورة التحقق من رقم "دي أو تي" دائما قبل الدفع. والسبب أن الإطار "الأصغر سنا" يضمن مستوى أعلى من الأداء والتماسك والأمان، حتى إن بدا الآخر مشابها ظاهريا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات
إقرأ أيضاً:
نصر أكتوبر.. فرحة العمر وكرامة وطن
كل عامٍ يمر على السادس من أكتوبر، أجد نفسي أعود بذاكرتي إلى تلك الأيام الخالدة التي لا تُنسى، إلى زمنٍ إستعاد فيه الوطن روحه، وعاد إلينا الفخر والكرامة بعد سنواتٍ من الحزن والانكسار.
نصر أكتوبر بالنسبة لي ليس مجرد ذكرى وطنية تمر في التقويم، بل هو نبض حياة، ودفء إنتماء، وشعور لا يوصف بالعزة والفخر.
أنا ابنة بورسعيد، المدينة الباسلة التي عرفت طعم الألم قبل الفرح، ودفعت الثمن الغالي من أجل أن تبقى مصر مرفوعة الرأس. شاهدتُ بعيني دمار حرب ١٩٦٧، ورأيت الشوارع الخالية والبيوت المهدمة، والعيون التي غابت عنها الابتسامة. كنا نحيا على أمل العودة، أمل أن تشرق شمسٌ جديدة تمحو ما خلفته الهزيمة من وجعٍ وجراح.
ثم جاء السادس من أكتوبر عام ١٩٧٣، اليوم الذي عبرت فيه مصر من الهزيمة إلى النصر، ومن الانكسار إلى الكبرياء. كان يوماً لا يُشبه أي يومٍ آخر ،لحظة انتصارٍ للكرامة قبل أن تكون للأرض
رأيت الجيش المصرى يعبر القناة كأنهم يعبرون إلى الخلود، وجموع المصريين تبكي وتضحك في آنٍ واحد، وكأن الروح التي فقدناها منذ ٦٧ قد عادت إلينا من جديد.
نصر أكتوبر أعاد فينا الروح، كنت أشتاق إلى بورسعيد بشوارعها وقناتها، إلى رائحة البحر وأصوات المراكب، إلى ضحكة الناس التي غابت لسنوات. ورغم أن بيتنا لم يكن موجوداً بعد الحرب، إلا أن العودة إلى المدينة كانت كأننا نعود إلى حضن الوطن نفسه، لم نكن نملك الكثير، لكننا كنا نملك الفخر، وكنا نحس أن تراب بورسعيد وحده قادر على أن يضمد الجراح ويعيد للحياة طعمها الجميل
كانت بورسعيد دائماً رمزاً للصمود، مدينة لا تعرف الخوف ولا الاستسلام. قاومت العدوان في ١٩٥٦، ووقفت شامخة رغم الدمار. لذلك كان نصر أكتوبر بالنسبة لنا عيدين في يومٍ واحد: عيد العودة وعيد الانتصار.
كل شارعٍ فيها له قصة، وكل حجرٍ يشهد على بطولة، وكل نسمة بحرٍ تحمل في طياتها أسماء من رحلوا من أجل أن تبقى مصر حرّة
وفي يوم ذكرى النصر، أستعيد بصوتٍ مبحوح تلك الأغاني الوطنية التي حفرت في وجداننا:
"بسم الله… الله أكبر… على الربابة… أحلف بسماها وبترابها" — أغانٍ لا تُنسى لأنها خرجت من قلب الأمة وقت كان القلب ينبض بالأمل والدموع.
أجلس لأشاهد الأفلام التسجيلية عن الحرب، تلك المشاهد التي تُعيد لنا ملامح الأبطال ودموع الفرح في لحظة العبور.
لكنني أتمنى، من قلبي، أن نرى في سينمانا اليوم إنتاجاً جديداً عن نصر أكتوبر، أفلاماً تليق بما حدث، وتروي للأجيال الجديدة ما لم يعيشوه. ما يُعرض اليوم لا يكفي، فجيل السوشيال ميديا بحاجة إلى أن يتعرف على بطولات جيشه وشعبه من خلال الصورة والكلمة والفن،فهو متعطش للمزيد بعد نجاح مسلسل الإختيار وكيف تعارفنا معه
وعلينا أن نمنحهم جرعة وطنية صادقة تُعيد تعريف معنى الإنتماء، وأن نعرّفهم بالشخصيات التي حمت الوطن وصنعت المعجزة بدمائها وإيمانها.
ونصر أكتوبر سيظل بالنسبة لي فرحة العمر التي لا تعادلها فرحة، لأنه لم يُعد لنا الأرض فقط، بل أعاد لمصر كرامتها، ولنا نحن أبناءها الثقة في أنفسنا. سيبقى هذا اليوم شاهداً على أن مصر لا تُهزم، وأن أبناءها حين يتوحدون، يصنعون المعجزات مهما كانت التحديات.
وختاماً، تحية إجلالٍ وإكبارٍ لجيشنا العظيم، درع الوطن وسيفه، الذي كتب بدماء أبطاله صفحة النور في تاريخنا الحديث. سيبقى جيش مصر دائماً حصن الأمان ورمز القوة والعزة.
وكما قال الرئيس أنور السادات يوم النصر:
"إن التاريخ سوف يسجل بأحرفٍ من نور أن أبطال مصر قد أعادوا للعسكرية المصرية شرفها وللوطن كرامته."
ولكي تبقى هذه البطولات حيةً في وجدان الأجيال القادمة، أتمنى أن نرى في شوارعنا ومياديننا تماثيل لأبطال أكتوبر، قادةً وجنودًا، تُخلد تضحياتهم وتُعيد الإعتبار إلى سيرتهم العطرة. لتظل صورهم ماثلةً أمام الأعين، تُذكّر الجميع أن الحرية لا تُمنح بل تُنتزع، وأن الوطن لا يُصان إلا بالإخلاص والفداء.