تغير المناخ يعزز الأنهار الجوية فوق القارة القطبية الجنوبية
تاريخ النشر: 9th, September 2025 GMT
من الممكن أن تشهد القارة القطبية الجنوبية تضاعفاً في الأحداث المناخية المتطرفة – مثل الأنهار الجوية – بحلول عام 2100، مع ما يترتب على ذلك من آثار على ارتفاع مستوى سطح البحر في المستقبل.
تكشف دراسة جديدة نشرت مؤخراً في مجلة “نيتشر كومونيكيشنز” أن ارتفاع مستويات الرطوبة الجوية بسبب تغير المناخ من المتوقع أن يؤدي إلى زيادة كبيرة في تواتر وشدة “الأنهار الجوية” فوق القارة القطبية الجنوبية.
والأنهار الجوية عبارة عن أعمدة طويلة وضيقة من الهواء الدافئ الرطب والتي يمكن أن تسافر آلاف الكيلومترات وتسبب هطول أمطار غزيرة.
وباستخدام نموذج مناخي عالي الدقة وسيناريوهات انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في المستقبل، قام فريق البحث الدولي بتحليل كيفية تغير الأنهار الجوية فوق القارة القطبية الجنوبية في العقود المقبلة.
يتوقع الباحثون أنه بحلول نهاية القرن، قد يتضاعف عدد هذه الأنهار الجوية، ويزيد هطول الأمطار فيها بمقدار مرتين ونصف في ظل سيناريو الانبعاثات العالية، حيث تكون الجهود المبذولة لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري محدودة أو معدومة.
ويضيف هذا التزايد مستوى جديداً من عدم اليقين بشأن استقرار الصفائح الجليدية في أنتاركتيكا، وقد يؤثر بشكل كبير على ارتفاع مستوى سطح البحر العالمي.
وتشبه الأنهار الجوية أحزمة النقل الهوائية لبخار الماء، تتشكل فوق المحيطات وتنقل الحرارة والرطوبة نحو القطبين، وتأثيرها معقد ومتناقض، إذ يمكنها أن تجلب الأمطار والثلوج، حسب الظروف المحلية.
وفي درجات الحرارة الأكثر دفئاً، يمكن أن تتسبب هذه الأنظمة في هطول الأمطار وذوبان السطح، مما قد يؤدي إلى زعزعة استقرار الرفوف الجليدية وربما تسريع انهيار الغطاء الجليدي – بما في ذلك التفكك السريع وفقدان أجزاء كبيرة من الجليد العائم الذي ينكسر ويذوب في المحيط، لكن مع ذلك، وعندما تجلب تساقط الثلوج، يمكنها تجديد الجليد المفقود في المحيط.
ووجد الباحثون أنه في حين أن هطول الأمطار سيزداد ، فإن التأثير السائد للأنهار الجوية هذا القرن سيكون جلب المزيد من تساقط الثلوج إلى الغطاء الجليدي، مما يساعد مؤقتاً في التخفيف من مساهمة القارة القطبية الجنوبية في ارتفاع مستوى سطح البحر.
تُحدث التغيرات السنوية في تواتر جريان الأنهار الجوية تقلبات كبيرة في مساهمة القارة القطبية الجنوبية في ارتفاع مستوى سطح البحر.
وتُبرز هذه الدراسة أن الظواهر الجوية القاسية في القارة القطبية الجنوبية شديدة الحساسية لزيادة الرطوبة الجوية، وهي نتيجة مباشرة لتغير المناخ – مما يجعل الظواهر الجوية المتطرفة الحالية أكثر شيوعاً في المستقبل.
ورغم أن الأنهار الجوية لا تقتصر على المناطق القطبية، إلا أنها تلعب دوراً بالغ الأهمية في ديناميكيات مناخ القارة القطبية الجنوبية، ويمتد تأثيرها إلى ما هو أبعد من مجرد هطول الأمطار، إذ يمكنها أيضاً أن تُسبب ذوباناً للثلوج من خلال تسلل الهواء الدافئ أو هطول الأمطار.
يحتوي الغطاء الجليدي في أنتاركتيكا على ما يكفي من المياه لرفع مستوى سطح البحر العالمي بما يقارب 60 متراً، مما يعني أن حتى التغيرات الطفيفة في ديناميكيات الجليد قد تُحدث آثاراً هائلة.
وبينما تتراوح معظم توقعات ارتفاع مستوى سطح البحر لهذا القرن بين نصف متر ومتر واحد، تُمثل الأنهار الجوية عاملاً حاسماً، وإن لم يُقدَّر حق قدره سابقاً، وقد يُغير هذه التوقعات بشكل كبير.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأنهار الجوية تغير المناخ القارة القطبية الجنوبية القارة القطبیة الجنوبیة ارتفاع مستوى سطح البحر هطول الأمطار تغیر المناخ
إقرأ أيضاً:
المنتخبات العربية تقترب من حلم مونديال 2026.. بمشاركة قياسية
مع اقتراب ختام التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2026، بدأت ملامح المنتخبات العربية القادرة على بلوغ الحدث الكروي الأضخم في العالم تتضح بشكل كبير، وسط طموحات متصاعدة لتمثيل عربي غير مسبوق في النسخة القادمة التي تستضيفها الولايات المتحدة وكندا والمكسيك بمشاركة 48 منتخبًا لأول مرة في التاريخ.
في القارة الإفريقية، يواصل منتخب مصر عروضه القوية في التصفيات، محافظًا على صدارته لمجموعته بفضل الأداء المتوازن الذي يقدمه تحت قيادة حسام حسن ، الفراعنة باتوا قريبين من ضمان بطاقة العبور بعد سلسلة من الانتصارات المقنعة التي منحت الجماهير المصرية جرعة من التفاؤل بإمكانية العودة إلى المونديال بعد غياب دام منذ نسخة روسيا 2018 ، والفوز فقط على جيبوتي من السهل نظريًا ، في اللقاء المقبل ومن ثم حسم بطاقه العبور
أما منتخب الجزائر، فيبدو هو الآخر في طريق مفتوح نحو التأهل، بعد بداية مثالية بقيادة النجم رياض محرز وزملائه، الذين استعادوا بريق “محاربي الصحراء” في القارة السمراء.
الأداء المتوازن بين الدفاع والهجوم جعل الجزائر من أبرز المنتخبات المرشحة لتكون في طليعة الممثلين العرب في أمريكا الشمالية 2026.
تونس بدورها تواصل تقديم مستويات ثابتة جعلتها في صدارة مجموعتها الإفريقية حاجزة بطاقة التأهل، مستفيدة من خبرة لاعبيها الذين يمتلكون تجارب مونديالية سابقة، بينما يسعى المغرب، نصف نهائي مونديال 2022، إلى مواصلة رحلة التألق العالمية بتكرار إنجاز قطر، بعد تأكيد حضوره مجددًا في كأس العالم، مدعومًا بجيل ذهبي من اللاعبين المحترفين في أوروبا.
وفي القارة الآسيوية، يبرز المنتخب السعودي كأحد أقوى المرشحين العرب للتأهل عن القارة الصفراء، إذ حافظ الأخضر على مستواه المميز، ويواصل تحقيق نتائج إيجابية بفضل الانسجام الكبير بين عناصره واستقرار الجهاز الفني.
كما تظهر مؤشرات إيجابية بالنسبة لمنتخبات العراق وقطر والإمارات، التي تنافس بقوة على المراكز المؤهلة في مجموعاتها، في وقت تسعى فيه عُمان والبحرين والأردن إلى خطف بطاقات الملحق الآسيوي لضمان فرص إضافية في التأهل التاريخي.
ويرى البعض أن زيادة عدد المنتخبات المشاركة في المونديال إلى 48 منتخبًا تمثل فرصة ذهبية للكرة العربية لتوسيع تمثيلها، إذ يُتوقع أن يصل عدد المنتخبات العربية المشاركة إلى ما بين 6 و8 منتخبات في حال استمرت النتائج الحالية على نفس الوتيرة.
وبذلك، تبدو المنطقة العربية على موعد مع مشاركة قياسية في نسخة 2026، التي قد تشهد الظهور الأول لبعض المنتخبات الواعدة، في وقت يترقب فيه الجمهور العربي فرصة جديدة لكتابة فصل جديد في تاريخ كرة القدم العالمية بعد تجربة المغرب التاريخية في قطر.