نيالا تهتز تحت وقع الضربات الجوية وفرق الإنقاذ تعمل على انتشال الضحايا
تاريخ النشر: 11th, September 2025 GMT
متابعات تاق برس- شن طيران الجيش السوداني، غارة جوية عنيفة استهدفت مقر أمانة حكومة ولاية جنوب دارفور بمدينة نيالا، بعد ساعات من هجوم واسع شنه الدعم السريع على مدن العاصمة الخرطوم الثلاث قصف فيه مرافق مدنية من محطات الكهرباء والطاقة فضلا عن مقار عسكرية.
وبحسب مصادر فإن الهجوم أسفر عن مصرع موظف المراسم بمكتب رئيس الإدارة المدنية التابعة للدعم السريع الناقي مختار الناقي وأحد الإعلاميين بحسب ما أكدته مصادر دارفور الآن من داخل الولاية.
وتفيد أنباء أولية غير مؤكدة عن مصرع رئيس ما يسمى الإدارة المدنية بالولاية يوسف إدريس، جراء القصف.
ولم تصدر حتى اللحظة تأكيدات رسمية بشأن مصيره أو حجم الخسائر الكاملة.
وتشير مصادر ميدانية إلى أن فرق الإنقاذ لا تزال تعمل على انتشال الضحايا من تحت الأنقاض وسط حالة من الاستنفار الأمني والتوتر في محيط مقر أمانة الحكومة.
وكان الدعم السريع استهدف الثلاثاء محطة كهرباء المرخيات ومصفاة الجيلي ومقر الأمن العسكري في بحري بجانب مصنع اليرموك جنوب الخرطوم.
ضربة جويةطيران الجيش السودانيفرق الإنقاذالمصدر: تاق برس
كلمات دلالية: ضربة جوية طيران الجيش السوداني فرق الإنقاذ
إقرأ أيضاً:
حرب السودان تخرج عن السيطرة
يبدو السودان اليوم كأنه يقف عند مفترق طرق خطير بعد التطورات التى شهدتها مدينة الفاشر هذا الأسبوع، فاستيلاء ميليشيا الدعم السريع على عاصمة شمال دارفور لم يكن مجرد انتصار ميدانى، بل تحول إلى مؤشر صادم على دخول البلاد مرحلة جديدة، تعيد إلى الأذهان السيناريو الليبى الذى تجمد سياسياً وعسكرياً طوال خمسة أعوام، وهكذا يجد السودان نفسه منقسماً فعلياً إلى كيانين، شرق يحتفظ بالمدن التاريخية الكبرى تحت سيطرة الجيش، وغرب واسع يضم دارفور وكردفان ويقع بالكامل تحت قبضة ميليشيا باتت تتحكم فى معظم إنتاج الذهب وما تبقى من النفط.
سقوط الفاشر المدينة التى كان يقطنها نحو مليون ونصف المليون إنسان، جاء بعد حصار تجاوز الـ500 يوم، وبسقوطها انتهى وجود الدولة السودانية عملياً فى دارفور، المدينة تعرضت خلال تلك الفترة لعزلة خانقة، منظمات الإغاثة منعت من دخول مخيمات النازحين مثل نيفاشا وزمزم تركت لمصيرها وشهدت الأحياء عمليات قتل وإعدامات ميدانية ودفناً جماعياً، كما طالت الاعتداءات المستشفيات وبيوت العبادة فى مشاهد وثقتها مجموعات تابعة للميليشيا نفسها.
هذه الانتهاكات لم تكن مجرد فوضى حرب بل عكست طبيعة مشروع عسكرى يتوسع بثبات ويستند إلى دعم إقليمى واضح، فسيطرة الميليشيا على غرب السودان لا تقتصر على الجغرافيا بل تمتد إلى ثروات حيوية من معادن وبترول، وتشمل إقليما يلتقى مع حدود جنوب السودان وإفريقيا الوسطى وليبيا وتشاد، وهى مناطق تجرى فيها صراعات نفوذ معقدة، وتشير المعطيات إلى أن تشاد باتت منصة لاستقبال الدعم العسكرى الخارجى، بينما وفرت إحدى الدول الإقليمية أسلحة متقدمة ومقاتلين أجانب لتعزيز قدرات هذه الميليشيا وجاء إعلان قائد الدعم السريع فى أبريل الماضى عن تشكيل حكومة موازية بعد مشاورات استضافتها كينيا ليضيف بعداً سياسياً صريحاً لما يجرى، فالحديث لم يعد عن ميليشيا تتحرك داخل حدود الدولة بل عن كيان يسعى لبناء سلطة موازية تمتلك السلاح والموارد والعلاقات الإقليمية، فى ظروف تعجز فيها الدولة المركزية عن استعادة زمام المبادرة.
وفى ظل هذا المشهد تبدو فرص الحسم العسكرى ضئيلة، وهو ما يدفع البلاد نحو حالة شبيهة بالوضع الليبى، واقع منقسم، وحدود رخوة وهدوء مضطرب يستند إلى موازين قوى وليس إلى حل سياسى، غير أن ما يزيد الصورة تعقيداً هو الطموح الأثيوبى فى استغلال هشاشة السودان بحثاً عن منفذ له على البحر الأحمر، وهو ما قد يجر أطرافاً إقليمية إضافية إلى الصراع، ويحول الوضع السودانى من حرب داخلية إلى مواجهة تتجاوز حدود الدولة.
خلاصة المشهد أن السودان يعيش لحظة إعادة هيكلة، ليس فى الخريطة فحسب بل فى توازنات القوى وعلاقات الإقليم، وبينما تتقدم الميليشيات وتتراجع الدولة يبقى المواطن السودانى هو الطرف الأكثر خسارة، يدفع ثمن حرب تدار فوق أرضه ومن حوله بينما يغيب أفق الحل وتتعاظم المخاطر يوماً بعد يوم.
اللهم احفظ مصر والسودان وليبيا