تاق برس:
2025-12-13@10:46:02 GMT

الشهيدة (قسمة) تُعلّق جرائم الجنجويد على شجرة

تاريخ النشر: 11th, September 2025 GMT

الشهيدة (قسمة) تُعلّق جرائم الجنجويد على شجرة

الشهيدة (قسمة) تُعلّق جرائم الجنجويد على شجرة

كتب – خالد الفكي سليمان

مليشيات آل دقلو الإرهابية تأبى في كل صباح إلا أن توثّق بكل جرأة جريمة جديدة من جرائم جندها، تتار العصر الحديث، بحق المدنيين الأبرياء العُزّل. والأفظع والأكثر صدمة تلك الجرائم التي يندى لها الجبين وتتواري منها الأعين خجلاً، ضد حرائر السودان الماجدات، من لدن السلطانة تيراب (أم سلمة بنت السلطان)، وفاطمة أبكر (أم كبس)، والناشطة حواء قصاص، وصفية إسحق، والناشطة حواء عبد الله (حواء جنقو).

ولن تكون (قسمة علي عمر) التي اغتالتها أيادي المليشيات بربطها وتعليقها على شجرة وتعذيبها حتى الموت، في جريمة موثّقة بدم بارد من قبل القاتل المأجور، لن تكون آخر ماجدات الوطن الخالدات.

فجاعة ما جرى للشهيدة قسمة، وأبشع فصوله، تتجلى حين تتحول النساء إلى ضحايا أفعال غير أخلاقية ولا إنسانية، تُعيد إلى الأذهان عصور الانحطاط وقذارة النفس البشرية، حيث ضرب القاتل دون مبالاة عرض الحائط بالأعراف والتقاليد وقدسية المرأة لدى المجتمعات السودانية الأصيلة. الفيديو المتداول على منصات التواصل الاجتماعي صدم الضمير الإنساني صدمة جعلت النفوس تخرج ما في أحشائها حزناً وألماً. كيف لا.. وهو يوثق جريمة تقشعر لها الأبدان: فتاة سودانية مربوطة الأيدي والأرجل، مُعلّقة على شجرة، تستجدي الرحمة من جلاديها الذين تجردوا من أبسط معاني الرجولة والشرف والنخوة المتجذرة لدى السودانيين (أولاد البلد).

 

 

 

اغتيال الشهيدة قسمة ليس الحادثة الأولى في سجل جرائم وانتهاكات مليشيات آل دقلو، لكنه يختزل حجم الانحدار الأخلاقي الذي يمارسه أفراد تلك العصابات “الدقلوية” ضد النساء الصامدات، عبر القتل والاغتصاب والإذلال وسرقة المقتنيات. لتؤكد هذه الحادثة أن استهداف النساء ليس خياراً عابراً، بل أسلوباً ممنهجاً للجنجويد يهدف إلى كسر إرادة المجتمع السوداني وتمزيق نسيجه الاجتماعي. ولكن هيهات أن تتحقق تلك المخططات الخبيثة؛ فالسودانيات هن أشجع نساء العالم، ويشهد لهن التاريخ الممتد بالجسارة والكفاح ومواقف البطولة الصامدة. فحفيدات فاطمة تابيت (المعروفة بـ”أم نوبة”)، و(منيرة قرنق)، لن تُكسر عزائمهن على أيدي تتار العصر.

أجزم أن ما يجري من تعديات سافرة وجرائم ممنهجة بحق حرائر السودان لا علاقة له بالحرب، بل هو هزيمة أخلاقية مكتملة الأركان مُني بها محمد حمدان، زعيم تلك المليشيات، قبل جنوده. كما تكشف بوضوح زيف ادعاءات “رؤى السودان الجديد” وتمكين المرأة والديمقراطية والحرية، وأهداف ثورة ديسمبر، التي هي براءة من أفاعيل هؤلاء القتلة. فكل صورة لامرأة مُهانة أو مُعلقة أو مُغتصبة هي وصمة عار على جبين مرتكبيها، ولعنة تطاردهم في الأرض والسماء. ومهما حاولوا تبرير جرائمهم أو تغليفها، ستظل الحقيقة شاهدة: هذه أفعال لا يفعلها إلا من فقد إنسانيته بالكامل وتحول إلى كائن همجي.

أجد نفسي مدهوشاً وما زالت المنظمات الحقوقية والإنسانية، والمدافعات عن حقوق المرأة، في صمت القبور، وكأن على أفواههن شربة ماء. فالإدانات وإصدار البيانات التوبيخية ومحاولات إخراج المسرحيات الهزيلة في مثل هذه الجرائم، في تقديري، هو اشتراك جنائي وتحفيز للقاتل على الاستمرار وتشجيع لعصابات آل دقلو على النيل من الحرائر. لذا، المطلوب إعداد ملفات جنائية عاجلة لتقديم محمد حمدان وكافة قادة مليشيا الجنجويد إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي، لكون تلك الجرائم قد تجاوزت حدود القوانين الوطنية والإقليمية، وبلغت انتهاك القوانين الإنسانية الدولية بكل عنف وازدراء.

كما أن على مجلس السيادة ورمز الدولة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ومعالي رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس، الإشراف المباشر على الوزارات والمؤسسات المختصة لإعداد ملفات وتوثيق كافة جرائم وانتهاكات محمد حمدان ومليشياته، وتقديمها إلى الأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية والحقوقية، كأدلة إدانة. مع تكوين فريق دبلوماسي يطوف العالم للتعريف بجرائم حمدان ومنسوبيه، وفضح زيف مزاعمهم بحماية حقوق السودانيين وتشكيل حكومة تراعي مصالحهم وتصنع واقعهم الجديد.

[email protected]

الدعم السريعالشهيدة قسمةانتهاكات الدعم السريع

المصدر: تاق برس

كلمات دلالية: الدعم السريع انتهاكات الدعم السريع على شجرة

إقرأ أيضاً:

مشروع "لها ومعها" من الخوف للقوة قصة تلخص رحلة آلاف النساء في مواجهة العنف

اختتمت "نهوض وتنمية المرأة" مشروع "لها ومعها" وسط إشادة واسعة من الشخصيات العامة والشركاء
السفارة البريطانية بالقاهرة تعلن استمرار شراكتها مع جمعية نهوض وتنمية المرأة في مواجهة العنف ضد المرأة
"أنا شخصيتي اتغيرت بعد جلسات مشروع لها ومعها… بقى عندي جرأة وكرامة. بيتي بقى هادي بعد ما جوزي بطل يضربني… ولادي بقوا يحترموا بعض واتعلمت إن البنت زي الولد… حميت بنتي من أضرار الختان… حافظت على صحتها ومجوزتهاش بدري… بقيت أمشي في الشارع من غير خوف… اتعلمت أقول لأ وأواجه اللي يتحرش بيا… بقيت قيادية في بيتي وجيراني… وخدت قرار الشغل بعد ما كان جوزي رافضه".

بهذه الكلمات المؤثرة افتتحت نور الهدى، إحدى المستفيدات من مشروع لها ومعها، المؤتمر الختامي للمشروع الذي نظمته جمعية نهوض وتنمية المرأة بالشراكة مع السفارة البريطانية بالقاهرة، بحضور ممثلين من  المؤسسات الدولية والسفارات والمجالس القومية والجمعيات الأهلية ولفيف من الشخصيات العامة والإعلاميين.

و أشاد الحضور بتجارب المستفيدات، مؤكدين أن ما تحقق يعكس أثرًا حقيقيًا وملموسًا في حياة الأسر والمجتمعات، ويبرهن على أهمية استمرار هذه البرامج في دعم النساء والفتيات الأكثر احتياجًا.

ما الذي حاول «لها ومعها» تغييره؟
 

وقالت الدكتورة إيمان بيبرس، رئيسة مجلس إدارة جمعية نهوض وتنمية المرأة، إن مشروع «لها ومعها» ركز على توعية السيدات والفتيات بحقوقهن، وتقديم دعم نفسي لهنّ، وإشراك الرجال، مشيرة إلى أن كثيرًا من مستفيدات المشروع أصبحن قيادات طبيعية ينقلن ما تعلمنه لغيرهن داخل مجتمعاتهن، بما يضمن استمرار أثر المشروع.

الأرقام… ترجمة حقيقية للأثر
 

وخلال المؤتمر، أعلنت "بيبرس" نجاح المشروع في الوصول إلى 2،538 مستفيد/ة بشكل مباشر، و17،766 مستفيد/ة بشكل غير مباشر، من خلال العمل مع 21 جمعية أهلية شريكة في 46 منطقة بثلاث محافظات: القاهرة والفيوم والأقصر.
وأكدت اعتزاز الجمعية بالشراكة مع السفارة البريطانية بالقاهرة، مشيرة إلى أن المشروع يُعد من التجارب المهمة، خاصة كونه أول تعاون للجمعية في محافظة الأقصر، بما ساهم في توسيع نطاق العمل في المناطق المهمشة.

"شراكة تتجاوز الإنجاز لاستمرار الدعم"
 

من جهتها، أكدت ريتشل جيل، السكرتيرة الأولى للتنمية بالسفارة البريطانية بالقاهرة، أن الجهود المبذولة في مشروع «لها ومعها» والوصول إلى عدد كبير من المستفيدات تخطى العدد المستهدف يمثل إنجازًا كبيرًا يستحق الدعم والاستمرار والتوسع، مشددةً على أن مناهضة العنف ضد المرأة تعد أولوية أساسية للسفارة البريطانية.

كما أوضحت حنين شاهين، مستشارة العنف القائم على النوع الاجتماعي ومديرة برنامج ISF  بالسفارة البريطانية بالقاهرة، أن هذا ليس ختام لمشروع، بل هو انتهاء المرحلة الأولية منه، مشيرةً إلى أنه سيتم الاعتماد على جمعية نهوض وتنمية المرأة لاستكمال العمل في مواجهة العنف ضد المرأة.

ومن حانب آخر، أكد المؤتمر على أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد تقنية، بل أداة فاعلة لحماية المرأة، حيث تحدث الدكتور/ رؤوف رشدي، استشاري الصحة الإنجابية وباحث في مجال الذكاء الاصطناعي، عن أهمية توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في تعزيز الأمان للسيدات والفتيات، مشيرًا إلى اطلاقه لمبادرة تهدف إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في منع حوادث التحرش المرتبطة بوسائل النقل الذكي.

شهادات حية ومعرض في ختام مؤتمر «لها ومعها»
وشهد المؤتمر عدد من الشهادات الحية للمستفيدات، عكست التغيير الحقيقي الذي أحدثه المشروع في حياتهنّ وعلاقتهنّ مع أبنائهنّ وأزواجهنّ، إلى جانب تنظيم معرض لمنتجات المستفيدات، اللاتي تدربنّ عليها ضمن خدمات المشروع لتكون نواه لتمكينهنّ اقتصاديًا من خلال عمل مشروعات تدر عليهنّ وعلى أسرهن دخلًا.

وفي ختام المؤتمر، قدمت الدكتورة  إيمان بيبرس درع جمعية نهوض وتنمية المرأة إلى السفارة البريطانية بالقاهرة، تقديرًا لشراكتها الفاعلة في مشروع "لها ومعها".

"نهوض وتنمية المرأة" IMG_4274 IMG_4276 IMG_4275 IMG_4277

مقالات مشابهة

  • مصر تحت صدمة جرائم قتل ست الحبايب وسط فجوة حماية مخيفة
  • القومي للمرأة يهنئ مجلة «حواء» لفوزها بجائزة أفضل مجلة مصرية
  • المرأة العربية تعقد ورشة عمل إقليمية لمناقشة تطوير قوانين الأسرة
  • القومي للمرأة يهنئ حواء بجائزة أفضل مجلة مصرية ذات محتوى هادف للأسرة
  • علماء يكشفون المشروب الأفضل لصحة عظام المرأة مع التقدم في السن
  • مظهر شاهين يحذّر من فوضى الطلاق الشفهي: نساء معلّقات بين الشرع والقانون
  • تزايد معدلات العنف.. ما الحل؟
  • مشروع "لها ومعها" من الخوف للقوة قصة تلخص رحلة آلاف النساء في مواجهة العنف
  • توكل كرمان: النساء صانعات السلام والديمقراطية شرط للأمن العالمي
  • جرائم النساء تتصاعد… والإتحاد النسائي يطلق نداءً عاجلًا