محللان: إسرائيل أمام أول موقف عربي جاد منذ 7 أكتوبر
تاريخ النشر: 11th, September 2025 GMT
لأول مرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تجد إسرائيل نفسها أمام موقف عربي موحد وجاد، وذلك بعد عدوانها على العاصمة القطرية الدوحة، والذي استهدف قادة المقاومة الفلسطينية خلال مناقشتهم مقترحا أميركيا لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ورغم أنه ليس عسكريا، فإن التنديد العربي والإسلامي والدولي أيضا لما قامت به إسرائيل من اعتداء على بلد يتوسط لإنهاء الحرب، يعكس تعمق حالة العزلة والنبذ والمروق التي وضع بنيامين نتنياهو إسرائيل فيها، كما يقول الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات الدكتور لقاء مكي.
فهذه السرعة التي قد تلتئم بها القمة العربية الإسلامية في الدوحة بعد أيام، تمثل ثمرة للدبلوماسية الناعمة التي انتهجتها قطر منذ سنوات طويلة، ويؤكد تراجع الموقف الإسرائيلي، حسب ما قاله مكي في تحليل للجزيرة.
ومن المقرر أن تستضيف الدوحة قمة عربية إسلامية طارئة -يومي الأحد والاثنين المقبلين- لبحث الرد على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قطر يوم الثلاثاء الماضي، حسب ما أفادت به وكالة الأنباء القطرية (قنا)، الخميس.
كما أفاد مصدر دبلوماسي للجزيرة نت بأن التوقعات تشير إلى مشاركة عربية وإسلامية واسعة في القمة التي ستعقد يوم الاثنين بالدوحة، مشددا على أنه سيتم صياغة رد موحد تجاه العدوان الإسرائيلي على قطر.
ومن الواضح أن هناك إجماعا دوليا على رفض ما جرى ضد الدوحة، حتى من الولايات المتحدة، التي توقع مكي، أن تسمح بتمرير قرار من مجلس الأمن الدولي لإدانة إسرائيل، كنوع من العقاب.
وفي حين تعزز الوساطة مكانة قطر التي حاولت ترسيخها خلال عقود كوسيط للسلام، فإن هذه العدوان الذي تعرضت له يعمق صورة إسرائيل كبلد مارق ومنبوذ ومعزول، برأي مكي، الذي رجح ألا تتخلى الدوحة عن وساطتها لأنها جزء من إستراتيجيتها المنصوص عليها دستوريا.
إعلانلكن مكي يعتقد أن بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية– لن يكون جزءا من أي مفاوضات تتعلق بوقف الحرب في غزة بعد هذا العدوان.
في غضون ذلك، قالت "وول ستريت جورنال" إن الرئيس دونالد ترامب أعرب عن رفضه للهجوم، ووصفه بغير الحكيم وغضب عندما علم به من الجيش الأميركي وليس من إسرائيل، وإنه محبط من قصف بلد حليف، ومن نتنياهو الذي يتخذ خطوات عدوانية دون العودة للولايات المتحدة.
ولم يختلف الباحث في الشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين، مع حديث مكي عن تعمق عزلة إسرائيل دوليا، ويرى أن تصعيد الخطاب من جانب من نتنياهو "ليس إلا محاولة لاستثمار فشل عملية الدوحة التي يصفها هو بأنها نجاح جزئي".
وعلى هذا الأساس، يعتقد جبارين أن نتنياهو "يحاول إبعاد الأنظار عن هذا الفشل العسكري والدبلوماسي وأن يسلط الضوء على قطر كملاذ للإرهاب وليس كوسيط وحليف وثيق للولايات المتحدة".
فضيحة عسكرية ودبلوماسية
ولا يتوقع الخبير في الشأن الإسرائيلي تكرار الهجوم على الدوحة بعد تهديدات نتنياهو التي قال فيها إن على قطر والدول التي تستقبل قادة من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، طردهم أو تقديمهم للعدالة، وإلا فإن إسرائيل هي من سيقوم بالأمر.
وغزا جبارين استبعاده لتكرار الهجوم، إلى التحفظ الاستخباري والعسكري الواسع على العملية الأولى التي يقول إنها "تحولت لفضيحة عسكرية ودبلوماسية رغم محاولات نتنياهو شرعنتها".
فعلى عكس ما أراد نتنياهو، أدت العملية لاغتيال المفاوضات ولم تقتل قادة حماس، الذي كان يريد التخلص منهم لكي يواصل تدمير قطاع غزة وتهجير سكانه، كما يقول المتحدث.
والآن ظهر للجميع أن إسرائيل هي من تحاول قتل المفاوضات وأنها تعتمد الحرب مخرجا وحيدا من هذه الأزمة بغض النظر عن مصير الأسرى، الذين يقول ذووهم إن نتنياهو قصفهم عندما قصف الدوحة.
وتوقع جبارين أن يصدر الموقف الأكثر إحراجا لإسرائيل، من البيت الأبيض "الذي يحاول غسل يده من كل ما حاول نتنياهو إلصاقه بالولايات المتحدة في هذه العملية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات
إقرأ أيضاً:
نجا عدة مرات.. من هو رائد سعد الذي أعلنت “إسرائيل” اغتياله في غزة؟
#سواليف
أعلن #جيش_الاحتلال، اليوم الخميس، #اغتيال القيادي في #كتائب_القسام، الذراع العسكري لحركة #حماس، #رائد_سعد، في #غارة استهدفت سيارة على شارع الرشيد غرب مدينة غزة، في عملية أسفرت عن #استشهاد 5 #فلسطينيين على الأقل وإصابة نحو 20 آخرين.
ووصف جيش الاحتلال في بيان رسمي، سعد بأنه “الرجل الثاني” في #كتائب_القسام، والذي يتولى حاليا ملف إنتاج السلاح، وإعادة بناء القدرات العسكرية للجناح العسكري لحركة #حماس في قطاع غزة.
ويعد رائد سعد من مواليد العام 1972، وساهم في تأسيس الذراع العسكري لحركة حماس، وتدرج في شغل عدة مناصب ولعب أدوارا قيادية على مدار فترة عمله. وقبل #حرب_الإبادة_الإسرائيلية على غزة، كان سعد يُعتبر الرقم 4 في قيادة “القسام” بعد محمد الضيف ومروان عيسى اللذين اغتالتهما إسرائيل، وبعد عز الدين الحداد الذي تزعم المنظومة الأمنية الإسرائيلية توليه قيادة الذراع العسكرية لـ”حماس”.
مقالات ذات صلة البنتاغون يعلن حصيلة قتلاه الجنود والمصابين في كمين لداعش تعرضوا له في تدمر 2025/12/13وأصبح سعد الرقم 2 في “القسام” بعد عمليات الاغتيال التي طالت عددا كبيرا من أعضاء المجلس العسكري.
وشغل سعد قيادة لواء غزة، وهو أحد أكبر ألوية كتائب القسام، لسنوات حتى الفترة التي أعقبت الانسحاب الإسرائيلي من القطاع عام 2005 وحتى عام 2021، حينما تولى مهمة جديدة في الذراع العسكرية لـ”حماس”. وانتقل سعد عام 2021، وبعد معركة “سيف القدس” التي يطلق عليها الاحتلال اسم “حارس الأسوار”، لشغل منصب مسؤول ركن التصنيع في الحركة، وهو المسؤول عن وحدة التصنيع التي تُعنى بتطوير وإنتاج الأسلحة، مثل الصواريخ، والقذائف المضادة للدروع، وشبكة الأنفاق.
وأفادت وسائل إعلام عبرية بأن سعد أمضى في عام 1990 فترة اعتقال قصيرة في سجون الاحتلال الإسرائيلي على خلفية فعاليات تنظيمية. وفي بداية العقد الثاني من الألفية، أسس القوة البحرية التابعة لـ”حماس” في غزة، وتولى قيادتها. وبعد حرب عام 2014، انضم سعد إلى ما يُعرف بـ”هيئة الأركان” في “حماس”، وأصبح عضوا في المجلس العسكري المصغر للحركة.
وبحسب الإعلام العبري فقد “تم تعيينه قائدا لركن التصنيع، وفي إطاره أصبح مسؤولا عن إنتاج كافة الوسائل القتالية لصالح الجناح العسكري لحماس تمهيدا لعملية السابع من أكتوبر”. كما كان أحد مهندسي خطة “جدار أريحا”، التي هدفت إلى إخضاع فرقة غزة التابعة لجيش الاحتلال، خلال طوفان الأقصى.
وزعم الإعلام العبري أن سعد عمل بعد ذلك “لإعادة إعمار قدرات “حماس” في إنتاج الأسلحة خلال الحرب، وكان مسؤولا عن قتل العديد من الجنود الإسرائيليين في قطاع غزة خلال الحرب، نتيجة تفجير عبوات ناسفة قام ركن التصنيع بإنتاجها”.
وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن الغارة التي استهدفت سعد جاءت بعد سلسلة محاولات اغتيال فاشلة خلال الفترة الأخيرة، من بينها محاولتان خلال الأسبوعَين الماضيين لم تنضجا في اللحظات الأخيرة، كما نجا من عدة محاولات اغتيال خلال الحرب.