مصطفى بكري: الهجوم الإسرائيلي على قطر أفقد أمريكا رأسمالها الرمزي في المنطقة
تاريخ النشر: 11th, September 2025 GMT
أكد الإعلامي مصطفى بكري، أن العدوان الإسرائيلي على قطر ليس مجرد استهداف لدولة خليجية، بل هو اهتزاز لشريان الطاقة الذي يمد أوروبا بالغاز ويمنحها القدرة على مواجهة روسيا.
وأضاف مصطفى بكري خلال تقديمه برنامج «حقائق وأسرار»، المذاع على قناة «صدى البلد»: «أوروبا التي اعتقدت أن الغاز القطري ضمانة استراتيجية بعد حرب أوكرانيا، تستيقظ اليوم على واقع جديد، حيث يمكن أن يتحول هذا الغاز نفسه إلى ورقة ضغط في لعبة النار».
وأوضح بكري: «الضربة كشفت عن انتهاء مبدأ القداسة الذي كان يحكم معادلة الحماية الأمريكية في المنطقة، قائلاً: إذا كانت قطر بكل ثقلها الاقتصادي والدبلوماسي والعسكري قابلة للاستهداف، فما الذي يمنع أن يكون الدور على أي عاصمة عربية أخرى؟ محذرًا من أن غياب الردع يعني فتح الباب أمام فوضى لا يعرف أحد مداها».
وأكد بكري أن ما حدث لا يمكن اختزاله في كونه صراعًا إسرائيليًا-حمساويًا، بل هو دليل على تآكل الثقة في النظام الدولي، لافتًا إلى أن أمريكا فقدت رأسمالها الرمزي في المنطقة، ما يجعلها مجرد قوة عسكرية بلا روح، ويعيد الشرق الأوسط إلى شريعة الغاب.
وشدد على أن تل أبيب قد تعتبر اغتيال قيادي هنا أو هناك انتصارًا، لكنه وهم قصير المدى، لأن الضربة على الدوحة هزت النظام الإقليمي نفسه، مؤكدًا: الرصاص لا يُلغي قضية، والقصف لا ينهي فكرة، لكن سقوط الثقة هو الذي يغير التاريخ.
اقرأ أيضاًمصطفى بكري يهنئ الزميلتين آلاء حمزة وهبة المرمي بفوزهما في مسابقة الصحافة المصرية
«مصطفى بكري» يكشف أهداف إسرائيل الخفية وراء ضرب قطر
«مرحلة جديدة من التآمر».. مصطفى بكري: نتنياهو المجرم سينتقل من بلد إلى أخرى بعد ضربه قطر
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: إسرائيل أمريكا مصطفى بكري قطر الدوحة بكري تل أبيب الإعلامي مصطفى بكري مصطفى بکری
إقرأ أيضاً:
30 مليار دولار.. فاتورة أمريكا فى صراعات المنطقة
نشرت مجلة نيوزويك تقريرا حول التكاليف المالية التى تكبدتها الولايات المتحدة نتيجة الحرب فى غزة والصراعات المرتبطة بها فى الشرق الأوسط حيث أنفقت الولايات المتحدة أكثر من 30 مليار دولار خلال عامين منذ اندلاع الحرب فى أكتوبر 2023.
الدراسة التى صدرت الثلاثاء بمناسبة الذكرى الثانية للهجوم الذى شنته حماس على إسرائيل أشرف عليها مشروع تكاليف الحرب فى معهد واتسون للشئون العامة والدولية بجامعة براون وبينما جذب حجم الدمار والضحايا فى الحرب أنظار العالم أظهرت النتائج جانبا أقل ظهورا وهو الكلفة الباهظة على دافعى الضرائب الأمريكيين بين أكتوبر 2023 وسبتمبر 2025 خصصت واشنطن 21.7 مليار دولار كمساعدات عسكرية لإسرائيل بينما تراوح ما أنفقته على عمليات فى اليمن وإيران ودول أخرى مرتبطة بالصراع بين 9.65 و12.07 مليار دولار ليصل الاجمالى إلى ما بين 31.35 و33.77 مليار دولار باستثناء مبيعات أسلحة إضافية ما زالت مقررة لإسرائيل.
وأوضح ويليام هارتونغ المشارك فى إعداد التقرير وزميل بارز فى معهد كوينسى لنيوزويك أنه فى السنوات العادية تحصل إسرائيل على 3.8 مليار دولار من المساعدات العسكرية الأمريكية بموجب اتفاق مدته عشر سنوات تم التوصل إليه فى عهد أوباما لكنه أشار إلى أن هذا الرقم ارتفع بشكل غير مسبوق فى السنة الأولى من حرب غزة ليصل إلى 17.9 مليار دولار وهو أعلى مستوى على الإطلاق وفى السنة الثانية عاد المبلغ إلى 3.8 مليار دولار بسبب أن جزءا من مساعدات العام الاول سيجرى توزيعه على عدة سنوات.
ورغم أن إدارتى بايدن وترامب دعمتا إسرائيل طوال الحرب أظهرت استطلاعات الرأى الأخيرة تحولا فى موقف الرأى العام الـمريكى حيث كشف استطلاع نيويورك تايمز/سينا أن نسبة المتعاطفين مع إسرائيل تراجعت من 47% بعد الهجوم مباشرة إلى 34% فقط بينما ارتفعت نسبة المتعاطفين مع الفلسطينيين إلى 36% كما أظهر الاستطلاع أن أغلبية طفيفة تبلغ 51% تعارض تقديم مساعدات إضافية لإسرائيل.
هذا التحول ترافق مع احتجاجات متكررة فى الولايات المتحدة وانتقادات دولية متزايدة تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب عبر استهداف المدنيين ومنع وصول المساعدات الانسانية إلى غزة فيما نفت إسرائيل هذه الاتهامات مؤكدة أن حماس استخدمت المدنيين كدروع بشرية وقامت بتهريب المساعدات وهو ما تنفيه الحركة
اعتبر هارتونغ أن المساعدات الأمريكية لا تخدم المصالح الأمريكية وأن معظمها ذهب لتمكين الهجمات الإسرائيلية على غزة التى وصفها بغير المتناسبة مع هجمات حماس محذرا من أنها ستؤدى إلى خلق عداء طويل الأمد ضد الولايات المتحدة. وأضاف أن الضربات الأمريكية ضد إيران والحوثيين مرجحة أن تؤدى إلى مزيد من التصعيد لا إلى الاستقرار.
كما اختبرت الحرب وعود ترامب الانتخابية بتجنب المغامرات العسكرية المكلفة فى الخارج إذ شنت الولايات المتحدة إلى جانب الدفاع عن إسرائيل ضد هجمات إيرانية ثلاث ضربات على مواقع نووية إيرانية فى يونيو كما استهدفت الحوثيين فى اليمن والمقاومة الإسلامية فى العراق وعلى الرغم من توقف الهجمات ضد الميليشيات العراقية الصيف الماضى بعد هدنة غير رسمية فى عهد بايدن أعلن ترامب فى مايو عن وقف لإطلاق النار مع الحوثيين أوقف مؤقتا هجمات الجماعة على السفن الدولية.
من جانبها أكدت ليندا بيلمز الأستاذة فى جامعة هارفارد والمشاركة فى إعداد التقرير أن هدفها هو توعية الشعب الأمريكى بحجم الأموال المخصصة للصراع وأشارت إلى أن هذه التكاليف غالبا ما تكون خفية ويجب أن تؤخذ فى الاعتبار عند مناقشة السياسة الأمريكية. وأضافت أن العبء المالى سيزداد فى المستقبل مع ارتفاع تكاليف الصيانة والاستبدال للأسلحة والمعدات.
المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت أكدت أن محادثات تقنية جارية فى مصر وأن الإدارة تعمل على دفع العملية إلى الأمام لكن فى المقابل قد تتزايد الالتزامات الأمريكية حتى بعد الحرب خصوصا بعد إعلان ترامب ضمان أمن قطر التى تعرضت لهجمات من إيران وإسرائيل خلال الأشهر الماضية كما تواصل الولايات المتحدة تنفيذ ضربات ضد داعش فى العراق وسوريا وسط اشتباكات بين الحكومة المؤقتة وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة أمريكيا.
وشدد «ترامب» فى منشور على تروث سوشال أن الوقت جوهرى محذرا من أن البديل سيكون حمام دم واسعا لا يريده أحد.