استكمالاً لمقالي السابق عن الدراسة المعنونة "تسييج المساحات العامة.. الكورنيش والمسطحات الخضراء في الإسكندرية"، حيث أشارت إلى أن مفهوم التسييج في أبسط صوره هو تقييد الوصول إلى أرض معينة.
في سياق الإسكندرية، يمكن النظر إلى تسييج المساحات العامة مثل الشواطئ، والحدائق كوسيلة لتنظيمها، والاستفادة المادية منها لصالح الدولة بالرغم مما ينتج عنها من استبعاد فئات مجتمعية معينة خاصة الفئات التي لا يمكنها دفع رسوم الدخول، كما ينظر إلى هذا التسييج- من وجهة نظر أخرى- كشكل من أشكال التعدي على حق المواطن في التمتع المجاني بالمساحات العامة، وإقصاء فئات اجتماعية خاصة الفئات الفقيرة مما يعزز الشعور بالظلم الاجتماعي، وعدم المساواة، وهذا بالطبع يؤثر في تماسك المجتمع، والعلاقات بين أفراده اجتماعيًا واقتصاديًا وسياسيًا.
أوضحت الدراسة أن سياسة تسييج الشواطئ، والحدائق أدى إلى حرمان الفئات ذات الدخل المحدود من الوصول إليها، حيث يتم تحويل الشواطئ إلى مناطق خاصة، أو شبه خاصة تفرض رسومًا للدخول، ما يجعلها حكرًا على الفئات الأقدر اقتصاديًا، ويثقل كاهل الأسر محدودة الدخل، لا سيما في ظل محدودية الإنفاق على الترفيه والثقافة، الذي يمثل حسب البيانات الإحصائية 2.3% فقط من متوسط الإنفاق السنوي للأسرة وفقًا لمجموعات الإنفاق الرئيسية والفرعية، وهو أقل مجموعة إنفاق من متوسط الإنفاق السنوي للأسرة على مستوى الجمهورية، مع ملاحظة ارتفاع نسبة الإنفاق على الثقافة والترفيه بارتفاع المستوى التعليمي، مما يؤدى إلى قطع الصلة بين السكان، ومواردهم الطبيعية، كما تبين وجود تفاوت صارخ في جودة البنية التحتية المقدمة داخل تلك المساحات المسيجة تبعًا للقدرة الاقتصادية لمرتاديها، وهذا يعكس تمييزًا واضحًا يعزل الطبقات الفقيرة عن حقها الطبيعي في الاستفادة من المساحات العامة، ويخل بمبدأ العدالة الاجتماعية بين المواطنين.
هذا الوضع لا يعكس فقط غياب العدالة في توزيع الموارد الطبيعية، وإنما يبرز أيضًا آثار السياسات الاقتصادية، والاجتماعية التي تكرس الفجوات الطبقية، والإقصاء الاقتصادي بالإضافة إلى تحديات بيئية، وثقافية أكبر، حيث يواجه السكان تدهورًا مزدوجًا فمن جهة الحرمان من مساحات عامة ذات جودة، ومن جهة أخرى تعاني مناطقهم السكنية عبء التلوث الصناعي، وضعف الخدمات نتيجة توجيه الجهود للاهتمام بمناطق الأغنياء.
لقد أكدت الدراسة أن السياسات المتبعة تخلق أزمة مستمرة في تحقيق العدالة الاجتماعية والبيئية، وأوصت بضرورة إعادة النظر في سياسة إدارة الموارد الحضرية لضمان توزيع أكثر عدالة وشمولاً.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: المساحات العامة
إقرأ أيضاً:
قنصل السعودية يودع قناصل الإسكندرية قبل مغادرته
استقبل القنصل العام للمملكة العربية السعودية في الإسكندرية مزيد بن محمد الهويشان، عميد السلك القنصلي القنصل العام لروسيا الاتحادية كارن فاسيليان، والقنصل العام لدولة ليبيا ياسمينة نوح والقنصل الفخري لجمهورية إيطاليا ماريو دي باسكوالي، الذين حرصوا على زيارته لتوديعه بمناسبة قرب انتهاء فترة عمله في الإسكندرية.
وقد أعرب القناصل عن تقديرهم الكبير لما اتسمت به فترة عمله من مهنية عالية وتعاون متميز وروح أخوية جمعت القناصل المعتمدين في الإسكندرية، متمنين له دوام التوفيق في مهامه المقبلة.
بدوره ثمّن هذه اللفتة الكريمة، معربًا عن امتنانه للتعاون البنّاء الذي ساد خلال فترة عمله بما يخدم المصالح المشتركة ويعزز العلاقات بين الدول الصديقة.
كانت قد أقامت القنصلية العامة للمملكة العربية السعودية في الإسكندرية احتفالًا مهيبًا باليوم الوطني الخامس والتسعين للمملكة، في أجواء جسدت الفخر والاعتزاز بالوطن تحت شعار: "عزنا بطبعنا"، الذي يعبّر عن أصالة الهوية السعودية وقيمها الراسخة في الجود والكرم والطموح.
شهد الحفل حضورًا رفيع المستوى من كبار الشخصيات الرسمية والقيادات الدبلوماسية ورجال الأعمال والمستثمرين والإعلاميين، يتقدمهم معالي محافظ الإسكندرية وأصحاب المعالي و السعادة من المحافظين والقيادات العسكرية و القناصل العامين وأعضاء المجالس التشريعية، إلى جانب نخبة من القيادات الأكاديمية والثقافية والاقتصادية والشخصيات العامة بالاسكندرية.
كما تميزت الأمسية بحضور كثيف من المواطنين والطلاب السعوديين الذين حرصوا على مشاركة وطنهم فرحة هذه المناسبة العزيزة، مما أضفى بعدًا وطنيًا وشعبيًا عميقًا على الاحتفال.
وتضمن الحفل مجموعة من الفعاليات المميزة؛ تضمنت أركان التمور والقهوة السعودية، الاكلات الشعبيه الوطنية التي تجسد الكرم السعودي الأصيل. كما استقطب معرض من التأسيس إلى الرؤية الذي قامت القنصليه بتحضيره لهذه المناسبة الغاليه اهتمام الحضور، إذ قدّم سردًا بصريًا لمسيرة المملكة منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز – طيب الله ثراه – وصولًا إلى النهضة الشاملة في ظل رؤية السعودية 2030.
وقد جرى كذلك عرض الفيلم الوثائقي من التأسيس إلى الرؤية من إنتاج القنصلية العامة، والذي لاقى إشادة واسعة لما حمله من مضامين تاريخية وتنموية ملهمة.
واختُتمت الاحتفالية بأجواء وطنية مفعمة بالفخر والوفاء، أكدت أن المملكة ماضية في مسيرتها التنموية الشاملة، وأن عزها بطبعها، وجودها بكرمها، ورؤيتها بطموحها.
مناقشة ترتيبات استئناف الرحلات الجوية بين ليبيا والإمارات